العقيلة والاختيار الإلهي
فلما حملت فاطمة عليها السلام وليدتها إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقالت له: سم هذه المولودة فأجابها الإمام عليه السلام بأدب وتواضع: ما كنت لأسبق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعرض الإمام على النبي صلى الله عليه و اله وسلم أن يسميها فقال له: ما كنت لأسبق ربي فهبط رسول السماء على النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال له: سمي هذه المولودة (زينب) فقد أختار الله لها هذا الاسم وأختبره بما تعانيه حفيدته من أهوال الخطوب والكوارث فأغرق هو وأهل بيته في البكاء واشتهرت كنيتها بأم كلثوم.
أولادها
1ـ عون: كان مع خاله الحسين عليه السلام برز في كربلاء وأرتحز قائلاً:
إن تنكروني فأنا أبن جعفر * شهيد سيق في الجنان أزهر
يطير فيهـا بجنـاح أخضر * كفى بهذا شرفاً من محشر
2ـ علي: المعروف بالزينبي.
3ـ محمد: الذي أستشهد بكربلاء مع خاله الحسين عليه السلام أيضاً.
4ـ عباس
5ـ السيدة أم كلثوم
شخصيتها
زينب بنت مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وعليها السلام وتعرف بالعقيلة وأمها فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وفضلها أشهر من أن يذكر وأبين من أن يسطر والمشهور أنها ولدت في الخامس من جمادى الأولى عام ستة من الهجرة في المدينة المنورة.
ويعلم جلالة أمرها وعلو مكانتها وقوة حجتها لسانها وبلاغة مقامها حتى كأنها تفرغ عن لسان سيد الموحدين أمير المؤمنين من خطبها بالكوفة والشام واحتجاجها على يزيد وزياد وليس عجيباً من السيدة زينب عليها السلام أن تكون كذلك وهي فرع من الجرة الطيبة النبوية والارومة الهاشمية حيث جدها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأبيها أمير المؤمنين عليه السلام وأمها فاطمة البتول عليها السلام وأخواها لأبيها الحسنان عليهم السلام ولا بدع أن جاء الفرع على منهاج أصله كانت زينب الكبرى عليها السلام متزوجة بابن عمها عبد الله بن جعفر الطيار.
وسميت أم المصائب وحق لها أن تسمى بذلك فقد شاهدت مصيبة رحلة جدها النبي المختار صلى الله عليه واله وسلم وأمها الشهيدة سيد النساء عليها السلام ومصيبة قتل المولى حيدر الكرار عليه السلام ومحنة مسمومية أخيها الحسن المجتبى عليه السلام والمصيبة العظمى لسيد الشهداء عليه السلام حيث شاطرته من مبتداها إلى منتهاها مع قتل ولديها عون ومحمد مع خالهما في كربلاء وأكملت رحلة المسيرة بالمسيرة إلى الكوفة ومنها إلى الشام.
وكان لزينب عليه السلام في وقعة كربلاء المكان البرز في جميع الحالات وفي المواطن كلها حيث كانت تراقب أحوال أخيها الحسين عليه السلام ساعة فساعة وتخاطبه وتسأله عن كل حادث وهي التي كانت تدبر أمير العيال والأطفال وتقوم في ذلك مقام العصبة من الرجال وكانت تمرض زين العابدين عليه السلام وتدافع عنه في مواطن متعددة وخاطبت أبن زياد وألقمته حجراً حتى التجأ إلى طريق العنف وكانت ملاذاً لفاطمة الصغرى حيث التجأت بها وأخذت بثياب عمتها حين قال الشامي ليزيد هب لي هذه الجارية فكانت لهم الركن الشديد والذي يلفت النظر أنها كانت متزوجة وزجها حي آنذاك لكنها اختارت المسير مع أخيها الحسين وآثرته على البقاء مع زوجها مع علمها بما يجري عليها من محن ومصائب.
قبرها عليها السلام
فأن المشهور في الاوساط الإسلامية إن قبر العقيلة عليها السلام بالشام حيث هو قائم الآن وقد أحيط بهالة من التقديس التعظيم وتؤمه الملايين من الزائرين متبركين ومتوسلين به إلى الله تعالى شأن مرقدها شأن مرقد أخيها أبي الأحرار عليه السلام الذي صار أعز مرقد في الأرض.
والذي نذهب إليه هو أن قبرها الشريف في الشام وإليه يذهب الكثير من المحققين.
يذكر الشيخ السابقي نقلاً عن السيد محمد صادق بحر العلوم إن المتولي لحرم السيدة زينب وهو السيد عباس مرتضى أخرج له حجراً من أحجار القبر محفوراً بهذه العباره (هذا قبر السيدة المكناة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب).
ويقول السيد الأمين في أعيان الشيعة ج7ص136 من الطبعة الكبيرة يوجد في قرية تسمى (راوية) على نحو فرسخ من دمشق إلى جهة الشرق ـــ الجنوب الشرقي ـــ ويسمى قبر الست ورأى صخرة على القبر ووجد مكتوباً عليها (هذا قبر السيدة زينب المكناة بأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب) وليس فيها تاريخ وصورة خطها تدل على إنها كتبت بعد الستمائة من الهجرة.
وجاء في كتاب (مقام السيدة زينب في قرية الست) وفيه فتاوي كثيرة من العلماء والمراجع الكرام في إعطاء الإجازة بقسم من سهم الإمام أو أمر المترعين بالتبرع للمقام أو وقوفهم بالمساعدة لمقام السيدة مما ينبأ عن ركونهم إلى القول بأن للسيدة زينب عليها السلام ومن أولئك المراجع الإمام الحكيم والإمام شرف الدين وآية الله العظمى البر وجردي والعلامة الكبير السيد حسين آل مكي وآية الله العظمى أستاذ الفقهاء الشيخ الميرزا النائني والإمام موسى الصدر مع ذكر آخرين من العلماء مؤيداً بالتوثيقات الخطية وختوماتهم فللمزيد من الإطلاع يراجع الكتاب المذكور.
الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ومرقد السيدة عليها السلام
عن آية الله العظمى ملا علي الهمداني عن أستاذ الفقهاء والأصوليين آية الله العظمى أغا ضياء العراقي يقول جاء رجل من القطيف وكان من شيعة أهل البيت قاصداً إلى خراسان زيارة الإمام الرضا عليه السلام وفي طريقة فقد كل أمواله وبقي في حيرة من أمره هناك توسل بذيل عنايات صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف أرواحنا له الفداء وأخذ يستغيث به وإذا هو برجل نوراني ذي هيبة أقبل إليه وأعطاه مبلغاً من المال وقال له هذا المبلغ سيوصلك إلى سامراء تذهب إلى وكيلنا الحاج الميرزا حسن الشيرازي وتقول له أن السيد مهدي يقول لك لنا عندك بعض الحقوق من الأموال أعطني مبلغاً من هذا المال أنفقه في سفري لزيارة ثامن الحجج الإمام الرضا عليه السلام والرجل القطيفي لم يتوجه إلى واقع القصة لحد الآن فقال للسيد: إذا سألني آية الله الشيرازي من هو السيد مهدي فبماذا أجيبه وما هي العلامة التي يصدق بها كلامي.
فقال السيد قل للميرزا الشيرازي أن السيد مهدي يقول لك في صيف هذا العام كنت أنت والملا علي كني الطهراني في الشام وتشرفتما بزيارة عمتي زينب الكبرى ونظراً للزحام الشديد من قبل الزائرين في تلك الأيام والذين كانوا يتركون القمامة في الحرم رميت عباءتك جانباً وأخذت تكنس الحرم وتجمع القمامة في زاوية ثم أخذ الملا علي كني الطهراني القمامة بيديه وأخرجها من الحرم الشريف وكنت واقفاً أراكما.
فقال الرجل القطيفي فلماذا حدثت الميرزا الشيرازي بذلك فزع من مكانه وعانقني وقبل عيني وهنأني وأعطاني مبلغاً من المال ثم سافرت إلى خراسان وبعد فترة سافرت إلى طهران وذهبت إلى الملا علي كني الطهراني وحدثته الحكاية فصدقني الحديث وكان متألماً متأثراً وقال: إن الإمام لم يراني أهلا لتلك الرسالة ونال شرفها الميرزا الشيرازي
اخوي دائما يراودني سؤال لماذا الامام عون ابن الامام جعفر الطيار والسيدة زينب(عليهم السلام)مرقده على بعد مسافة حوالي 11كم من مرقد سيد الشهداء هل هذا مرقده ام مقامه؟؟؟؟