قال علماء إنهم ربما يكونون قد اقتربوا من اكتشاف سبب الإصابة ببعض أنواع الصداع النصفي (الشقيقة) المسببة للألم والضعف الشديدين.
ولاحظ فريق من العلماء الفرنسيين وجود نشاط قوي في منطقة الوطاء أو ما تحت السرير البصري في الدماغ المتوسط (hypothalamus) عند تعرض المريض إلى نوبة من الصداع النصفي.
وكانت هذه المنطقة من الدماغ مثار شك العلماء الساعين إلى معرفة سبب المرض منذ زمن طويل لأنها تنظم الاستجابات الفسيولوجية (الجسدية) لعوامل كالجوع والمعروف عنها بأنها تسبب الصداع.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الثلاثاء أن العلماء يأملون أن يؤدي الاكتشاف الجديد -الذي نشرت نتائجه مجلة "headache" أو (الصداع)- إلى إيجاد أنواع جديدة من العلاج لمشكلة الصداع النصفي.
واستخدم فريق البحث من مستشفى رانجويل تقنية اسمها "PET"، أو الرسم السطحي أو الطبقي بأشعة إكس عن طريق انبعاث البوزيترون (جسم موجب ذو كتلة تعادل كتلة الإلكترون) على سبعة مرضى يعانون من الشقيقة لا ينتابهم إحساس بالنوبة قبل حدوثها وهي من الحالات الأكثر شيوعاً بين المرضى.
وفي السابق كان يلاحظ وجود نشاط في منطقة عنق الدماغ والدماغ الأوسط وسماكة في بعض مناطق قشرة الدماغ لدى المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي.
وذكرت بي بي سي أن الدراسة الحالية ربما رصدت تفاصيل إضافية عن عملية نشوء الحالة المرضية لسببين أولهما كون التوقيت حساسا جداً، بمعنى رصد نوبة الصداع النصفي فور حدوثها ونقل المرضى إلى المستشفى دون اللجوء إلى تطبيب أنفسهم بأنفسهم ووصولهم متأخرين إلى المستشفى بحوالي ثلاث ساعات بعد تعرضهم لنوبات الصداع.
والسبب الثاني هو أن نوبات الصداع التي تم رصدها جاءت طبيعية وعفوية ولم تنجم عن حقن المرضى بمواد كيميائية كما يجري عادة في الكثير من الدراسات المختبرية.
وقالت كبيرة الباحثين في الدراسة الدكتورة ماري دينول "عندما تحدث نوبة الصداع بفعل التحريض فإنها تفوت عليك رصد تنشيط منطقة ما تحت السرير البصري"، مضيفة "إننا نشك في أن هذه المنطقة قد تلعب دوراً في بداية نوبة الصداع".
من جانبه قال مدير خدمات شؤون المرضى الذين يعانون من الصداع في مستشفى كنغز كوليدج في لندن "تمت الإشارة منذ سنوات إلى أن منطقة ما تحت السرير البصري لها علاقة بنشوء المراحل الأولى للشقيقة".
وكان باحثون من جامعة هولندية حذروا من أن الصداع النصفي يمكن أن يسبب ضرراً بالغاً في الدماغ وقد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وتشير تقديرات إلى أن نحو 12% من سكان أوروبا الغربية والولايات المتحدة يعانون من نوبات الصداع النصفي سنوياً.