هل ارتد الأكثرية عن بيعة أمير المؤمنين؟ اسألوا القرآن الكريم
بتاريخ : 01-01-2009 الساعة : 05:08 PM
هل ارتد الأكثرية عن بيعة أمير المؤمنين عليه السلام ؟ اسألوا القرآن الكريم
طرح مولاي و أستاذي الحزب منذ فترة موضوعاً بشكل لطيف و رائع بعنوان بما معناه "دردشة مع شيبوب...." و أجاب فيه على الشبهة التي يطرحها الكثير من إخواننا السنة عندما يحاصرون بالنصوص وهي:
"هل يعقل أن يرتدّ الأكثرية عن بيعة علي عليه السلام"؟
و قد أثبت الأخ الحزب بطريقة رائعة أنّه يعقل ذلك و ضرب أحد الإخوة الأفاضل مثالاً مستشهدين بقصة ارتداد قوم موسى و عبادتهم للعجل، و هاهنا القرآن الكريم أيضاً يثبت لنا حوادث مشابهة عن ارتداد الغالبية المطلقة عن أمر أقرّوا به و وافقوا عليه بل هم الذين طلبوه أصلاً منذ البداية بينما ثبتت فئة قليلة على الأمر و لا حاجة للقول بأنه لم يذكر القرآن الكريم تلك الحوادث للتسلية و للسرد في أمسيات الشتاء قرب المدافئ بل لنأخذ منها العبر و الحكم و المواعظ حيث قال تعالى:
كما تذكر الآيات الكريمة، في البداية نجد إجماعاً و اتفاقاً من قبل القوم على نية القتال و طلبهم أن يبعث لهم ملكاً يقاتلون تحت رايته. بل و أكدوا على رغبتهم في القتال و إجماعهم على هذا الأمر في الآيات التالية:
الجواب: كلاّ
تولّوا إلا قليلاً منهم أي أكثر الذين طلبوا القتال و طالبوا بملك يقاتلون تحت رايته ارتدوا على أدبارهم مع أن الفكرة كانت فكرتهم و هم طلبوا هذا الأمر و لم يفرضه عليهم أحد و لكن لما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلاً منهم !!
و هل اقتصر الأمر على ذلك أي هل بقيت هذه القلّة التي قبلت أن يكتب عليها القتال متماسكة؟ الآيات التالية تخبرنا:
لقد احتجوا و اعترضوا رغم طلبهم للقتال و طلبهم لملك يقاتلون تحت قيادته بل و طالبوا بالملك بدلاً عنه و احتجوا بأنه لم يؤت سعة من المال !!
و لكن هل اقتصر الأمر على ذلك و هل بقيت تلك الفئة التي قبلت القتال ثم قبلت بطالوت ملكاً على موقفها و ثبتت على ما هي عليه؟؟ الآيات التالية تخبرنا:
الجواب: كلاً
حتى الفئة القليلة التي قبلت أن يكتب عليها القتال ثم تقلصت إلى الفئة التي قبلت بطالوت ملكاً قد ارتد أكثرهم حيث شربوا من النهر مخالفين أوامر قائدهم إلا قليلاً منهم !!!
و لكن هل بقيت هذه القلة على تماسكها و ثباتها على الأمر تحت قيادة طالوت ؟؟ الآيات التالية تخبرنا:
الارتداد الرابع
قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِ
بل قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت و جنوده و ضعف الكثير و انسحبوا من الجيش الذي يقوده طالوت رغم ثباتهم في الموقف الأول عندما وافقوا على أن القتال كتب عليهم و أنهم وافقوا على طالوت و من بعد ذلك لم يغترفوا من النهر و أطاعوا أوامر قائدهم فهل ثبتوا؟ كلا بل ضعفوا و ارتدوا عندما رأو قوة جالوت و جنوده.
و كان النصر للفئة للصفوة الأخيرة و هي القلة القليلة التي ثبتت على الحق و على أوامر خالقها و و أوامر نبيّها و أوامر قائدها كما في الآيات التالية:
و كذلك نقول ثبتت صفوة يسيرة و قلة قليلة على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و تمسكت بأوامر الله و رسوله و نصرته عندما خذله الكثيرون و تولوا عنه و هذا ليس ببعيد عن الواقع و عن العقل حسبما يخبرنا القرآن و هو أصدق الحديث.
و صلى الله على سيدنا و نبيّنا محمد و آله الطيبين الطاهرين