أَسكبُ الدمعَ بوادي كربلا
فعسى أسقي الشّفاهّ الذُّبّـــلا
***
قلتُ للعينِ أعيني بالدموعْ
وخذي ماءَكِ من بين الضلوعْ
لا تُجيلي الطرفَ في تلك الربوعْ
قوَّضَ الرّبْعُ ومنهم قد خَــلا
***
فرَّقت شملَهُمُ أيدي سَــبا
أدركت في الطفِّ منهم مأْرَبا
فغدا خامسُ أصحابِ العَــــبا
مفرداً يلقى المنايا أعزلا
***
بين قومٍ نكثوا عهدَ النبي
ثم خانوا سبطَهُ الحرَّ الأبي
وأباحوا جِسْمَهُ للقُضُبِ
ظامياً والنحرُ يجري منهلا
***
صابراً ما راعه أنَّ القِفارْ
مائجاتٌ برجالٍ وشِفارْ
لستُ أدري ما جنى حتى يُثار
جيشُ غيِّ ضدَّهُ قد أقبلا
***
وقف المظلومُ في الجمعِ الغفير
ظامئاً يهتف من قلبٍ كسير
يرتجي غوثَ معينٍ أو نصير
ولقد كان لديهمْ مَوْئِلا
***
هكذا الدهرُ على الحرِّ الكريم
يرتميهِ بين باغٍ وزنيم
تاركاً أحكامَهُ عند اللئيم
إنْ يشأ يعطي وإنْ شاء فلا
***
حسبوا أنَّ حسيناً جاءَهُمْ
يبتغي في زعمهم إغراءَهُم
ونسوا ما كتبوا إذ ساءَهُم
حكمَ طاغٍ فأتى مُستبسِلا
***
كتبوا أقدمْ قد اخضرَّ الجناب
فأتى يدعو إلى حكمِ الكتاب
فإذا هم بالمواضي والحِراب
أعلنوا الغدرَ وغالوا المَأْمَلا
***
ظالمٌ يخضب شيباً للرسول
ظالمٌ يهشم أضلاعَ البتول
ظالمٌ يُجري على الجسمِ الخيول
بعدما أجرى عليه الأَنْصُلا
***
لم تدعْ منه المواضي والقنا
موضعاً إلا رأت فيه المنى
فهنا رأسٌ قطيــــعٌ وهنــــا
جسدٌ من فيضِ نحرٍ غُسِّلا
***
وهنا تلقى على التربِ سِهام
قد كساها ثوبَها جسمُ الامام
يوم أورتْ بين جنحَيْهِ الضّرام
فانحنى يشكو إلى الله البلا
***
من أناسٍ جهلوا معنى الوفا
هكذا كان جزاءُ المصطفى؟
فعلى الأيامِ والدنيـــــا العَــفا
بعد آلِ المصطفى خيرِ المَلا
*****
****
**
عادل الكاظمي