أحياناً..
نحاول أن نهرب..
من واقعنا..
إلى الحلم..
وفيه..
ذاك الحلم..
نخلق العالم..
الذي نحبه..
أحياناً..
نبحث عن ذاتنا..
وأحياناً..
نبحث عن من يحتوي..
تلك الذات..
كما هي..
بلا رتوج..
بلا أصباغ..
أحياناً..
نحتاج بشدة..
أن نعانق خيال أحدهم..
دون أن نراه..
دون أن يرانا..
ولكن..
هناك قطعاً..
شعور..
يوحي بألفة..
شعور ممزوج..
بالأمان..
بالسلام..
أحياناً..
نتوق إلى مائدة..
كبييييرة كبيييرة..
على أطرافها..
تتوزع أطياف بشر..
مزدحمون بالمحبة بينهم..
دعابات تنتثر بين ملامحهم..
ممزوجة بضحكات صافية..
ملونة بشمس الربيع..
وقلوبها..
كلها كلها..
عيد..
أحياناً..
نود أن نمد أيدينا..
فنجد من يعانقها..
ومن يربت على كتفك..
ومن يعطيك..
الطمأنينة..
دون مقابل..
.
.
.
أحياناً..
يلزمنا من يوبخنا..
من يدفعنا..
من يصفعنا..
من يهزنا بعنف..
بقسوة..
قلبها الرحمة..
لنتعلم..
لنتدارك الخطأ..
لنتذكر اللحظة..
فنتوب..
ونبتسم..
ونحمل..
في أعماقنا..
لا حقداً..
بل امتناناً..
وعرفاناً..
.
.
أحياناً..
نتمسك بآرائنا..
ونحافظ عليها بمبالغة..
كأنها أطفالنا..
ونعتدي..
على من يقربها..
بالإهانة..
وننزوي معها..
لكن..
عندما ننظر إلى السماء..
سنشعر أن هناك..
ألمٌ ما..
يجثم على صدورنا..
قد نعترف..
وقد لا نفعل..
ولكنها..
في النهاية..
ألم..
يختفي..
ولكنه قد أوجعنا..
لماذا؟
لأننا لا نريد..
الاعتراف..
بتعنتنا..
وستبقى..
آراؤنا..
أطفالنا..
تكبر أمامنا..
وربما تموت..
وربما تتضح حقيقتها..
فنقول..
ليتني..
ليتني..
ولكن..
ليتني..
من الماضي..
وما يعيده..
من يغالي..
.
نحتاج أحياناً..
إلى أرض..
تجمعنا..
إلى وطن..
نمحو حدوده..
ليتسع..
فيتسع..
ويجمع أكثر الأرواح..
في عالمنا..
لنشعر بالدفئ..
والأمان..
وننسى..
الاستعمار..
الفكري..
والإقليمي..
نغسل قلوبنا بالإيمان..
نشرع في بناء الوطن..
واحد كما الله أحد..
ونقطف الحقد..
إلى الفضاء..
فلـ يهج..
ونزرع المحبة..
الأخوة..
حبةً..
قطرة..
********************************
.
.
ما ينقصنا؟
لا شيء..
سوى الإرادة..
سوى العزيمة..
سوى نفوس..
طاهرة..