ساوى الشيخ السلفي السعودي سلمان العودة بلغة تكفيرية صريحة بين المسلمين الشيعة وأتباع "الأمم الكافرة" من اليهود والمسيحيين والمجوس في مقالة له نشرتها صحيفة سعودية يوم الأحد.
العودة وفي مقالته بصحيفة الجزيرة السعودية بمناسبة عيد الفطر المبارك اعتبر الاحتفال بـ "يوم الغدير" الذي يحييه المسلمون الشيعة عبر العالم أواخر السنة الهجرية مبررا لوضع "الرافضة" في مصاف الأمم الكافرة.
وجاء في المقالة التي وردت بعنوان "فلنفرح بالعيد " بأن "لليهود أعيادهم، وللنصارى أعيادهم الخاصة بهم.. وللمجوس - كذلك - أعيادهم الخاصة بهم، وللرافضة- أيضًا - أعيادهم، مثل عيد الغدير..".
مضيفا "أما المسلمون فليس لهم إلا عيدان: عيد الفطر، وعيد الأضحى".
وعادة ما يصف أتباع الوهابية المسلمين الشيعة بـ"الرافضة".
التنوير التكفيري
العودة الذي يجهد الاعلام السعودي في ابرازه بمظهر الداعية الصحوي والمتنور "لا يلبث أن ينقلب على عقبيه ويعود بين الحين والآخر لسلفيته التكفيرية بنسختها المتخلفة" وفقا لأحد المراقبين.
ويشير باحث سعودي بأن هذه ليست المرة الأولى التي يسيئ العودة لطائفة اسلامية كبيرة بحجم الشيعة.
وردت مقالة العودة في صحيفة الجزيرة السعودية الرسميةمضيفا "فقد كذب على الشيعة في أكثر من مناسبة عبر فضائية شهيرة بزعمه اعتقاد الشيعة بنزول جبرائيل بالرسالة على الإمام علي بدلا من النبي الأكرم ".
وأضاف بأن المستغرب هو اتجاه صحيفة رسمية لنشر مقالة تكفييرية تسئ إلى طائفة اسلامية كبيرة من أبناء الوطن بخلاف ما نسمعه دائما من تصريحات كبار المسئولين في الدولة.
فيما ذهب استاذ جامعي شيعي إلى أن العودة "اراد ترضية جمهوره الغاضب من تهجمه على اسامة بن لادن أوائل شهر رمضان.. عبر توجيه نيرانه التكفيرية العشوائية في مختلف الاتجاهات."
مضيفا كانت المقالة بمثابة "عيدية سيئة قدمها العودة لجمهوره فشوه صورته أمام الرأي العام المثقف على الأقل بالظهور بمظهر التكفيري المتعصب".
ورأى رجل دين شيعي سعودي بأن أسوأ ما في مقالة العودة أنها أظهرت كما لو أن المسلمين الشيعة يحتفلون بيوم الغدير في مقابل احتفال عامة المسلمين بعيدي الفطر والأضحى..
مضيفا بأن هذا مجاف للحقيقة تماما ويصل حد التدليس المتعمد.
ويحيي غالبية المسلمين وبضمنهم الشيعة المناسبات الاسلامية المختلفة كالمولد النبوي الشريف وذكرى المبعث والاسراء والمعراج ومواليد الأئمة والأولياء الصالحين.
فيما يرى السلفيون الوهابيون وحدهم بأن كل تلك الاحتفالات "بدع وشركيات" تصل حد إخراج اصحابها من الملة.
مقتطف من مقالة الشيخ العودة:
.. وأعياد الأمم الكافرة ترتبط بأمور دنيوية، مثل قيام دولة، أو سقوطها، أو تنصيب حاكم، أو تتويجه، أو زواجه، أو بحلول مناسبة زمانية كفصل الربيع، أو غير ذلك.
ولليهود أعيادهم، وللنصارى أعيادهم الخاصة بهم، فمن أعياد النصارى العيد الذي يكون في الخميس الذي يزعمون أن المائدة أنزلت فيه على عيسى عليه السلام، وكذلك عيد ميلاد عيسى، وعيد رأس السنة (الكريسمس)، وعيد الشكر، وعيد العطاء... ويحتفلون بها الآن في جميع البلاد الأوروبية والأمريكية وغيرها من البلاد التي للنصرانية فيها ظهور، وإن لم تكن نصرانية في الأصل، وقد يشاركهم بعض المنتسبين إلى الإسلام من حولهم عن جهل، أو عن نفاق.
وللمجوس - كذلك - أعيادهم الخاصة بهم، مثل عيد المهرجان، وعيد النيروز، وغيرهما.
وللرافضة - أيضًا - أعيادهم، مثل عيد الغدير الذي يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع فيه عليًا رضي الله عنه بالخلافة، وبايع فيه الأئمة الاثني عشر من بعده، وللرافضة في هذا العيد مصنفات كثيرة، حتى إن منها كتابًا اسمه (يوم الغدير) يقع في عشرات المجلدات.
أما المسلمون فليس لهم إلا عيدان: عيد الفطر، وعيد الأضحى..