اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين
فانا اليوم ساورد بحث عن عبد الله بن سبا الشخصية الوهمية وبعد ان اكمل البحث سانقل ما جاء في كتاب هوية التشيع للشيخ احمد الوائلي رحمه الله ليكون بحثا متكاملا من جميع النواحي وهذا البحث موجه لاصحاب العقول النيرة والمتفتحة وليس للوهابية الاغبياء اللذين يرددون مثل الببغاء ما يقوله مشايخهم النواصب مستغلين عقولهم النتنة
وهنا اقوال لعلماء من اهل السنة والجماعة:
من هو عبد الله بن سبأ اليهودي؟
رجل اختلقه خصوم الشيعة كيداً لهم وإزراءً عليهم
قال الدكتور طه حسين في كتابه علي وبنوه ص518 : إن أمر السبئية وصاحبهم ابن السوداء إنما كان متكلَّفاً منحولاً ، قد اختُرع بأخَرَة ، حين كان الجدال بين الشيعة وغيرهم من الفِرق الإسلامية ، أراد خصوم الشيعة أن يُدخِلوا في أصول هذا المذهب عنصراً يهوديًّا ، إمعاناً في الكيد لهم والنيل منهم.
وقال الدكتور عبد العزيز الهلابي الأستاذ في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض في كتاب عبد الله بن سبأ ص26 : وعلى أية حال ، فسَيف ـ وهو راوي قصة ابن سبأ كما سيأتي ـ أراد طعن الشيعة في الصميم ، وذلك بنسبة مذهب التشيع إلى يهودي حاقد على الإسلام ، يريد تقويضه من الداخل ، وأن أفكار الشيعة ـ المعتدلين منهم والغلاة ـ ليست سوى أفكار هذا اليهودي
ويدل على أن عبد الله بن سبأ شخصية وهمية مختلقة وهو أن كل الأحاديث التي ذُكرت فيها قصة عبد الله بن سبأ تنتهي إلى سيف بن عمر التميمي المتوفى سنة 180هـ كما في تاريخ الطبري وتاريخ دمشق وتاريخ الإسلام وغيرها. وسيف بن عمر ضعيف جداً ، اتفق الجميع على تضعيفه.
أن سيف بن عمر التميمي ضعيف الحديث بل ساقط الرواية ، فراجع تهذيب التهذيب ج4 ص259 ، و ميزان الاعتدال ج2 ص255 ، و تهذيب الكمال ج12 ص326 . وقال يحي ابن معين: فـُلَيس خَيرٌ منه
وقال أبو داود : أن سيف بن عمر التميمي ليس بشيء ، نفس المصادر
وقال أبو حاتم الرازي سيف بن عمر التميمي متروك الحديث ، فراجع تهذيب التهذيب 4|259. ميزان الاعتدال 2|255. الجرح والتعديل 4|278
وقال الدار قطني: أن سيف بن عمر التميمي متروك الحديث فراجع تهذيب التهذيب 4|260. وعده في الضعفاءفي كتابه الضعفاء والمتروكون ، ص243
وقال ابن حبان : أن سيف بن عمر التميمي: اتُّهم بالزندقة. وقال : يروي الموضوعات عن الأَثبات، فراجع كلامه في تهذيب التهذيب 4|260. تهذيب الكمال 12|326
وقال ابن عدي : عامة حديثه منكَر! فراجع ميزان الاعتدال 2|255. تهذيب الكمال 12|326
وقال الحاكم : اتُّهم بالزندقة ، وهو في الرواية ساقط! فراجع تهذيب التهذيب 4|260
وقال النسائي : ضعيف في نفس المصدر أعلاه
وقال ابن حجر : ضعيف فراجع نص كلامه في تقريب التهذيب ، ص262
كتاب تهذيب التهذيب على هذا الرابط
http://www.islammessage.com/booksww/...d=1852&id=1519
وهذا كتاب تهذيب التهذيب لابن حجر ج4 ص259: ترجمة رقم 517: سيف بن عمر التميمي البرجمي ويقال السعدي, ويقال الضبعي, ويقال الأسدي. قال بن معين: ضعيف الحديث, وقال مرة: فُليسخير منه! وقال أبو حاتم: متروك الحديث, يشبهحديثه حديث الواقدي, وقال: أبو داود: ليس بشيء, وقال النسائيوالدارقطني: ضعيف. وقال بن عدي: بعض أحاديثه مشهورةوعامتها منكرة لم يتابع عليها. وقال بن حبان: يروي الموضوعاتعن الاثبات, قال: وقالوا أنه كان يضع الحديث, قلتُ بقية كلامبن حبان اتهم بالزندقة. وقال البرقانيعن الدارقطني متروك الحديث. وقالالحاكم: اتهم بالزندقة وهو في الرواية ساقط. قرأتبخط الذهبي مات سيف زمن الرشيد
كتاب تهذيب الكمال على هذا الرابط
http://www.islammessage.com/booksww/...d=1851&id=5877
تقريباُ يذكر نفس كلام تهذيب التهذيب حول سيف بن عمر التميمي... اقلب صفحتين الى الامام حتى تقف على قول العلماء شخصية سيف بن عمر التميمي
كتاب تهذيب الكمال / من كتاب تهذيب الكمال الجزء 12 صفحة 326
قال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ضعيف الحديث ,وقال أبو جعفر الحضرمي عن يحيىبن معين فُليس خير منه. وقال أبو حاتم متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي. وقال أبوداود: ليس بشيء. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف. وقال أبو احمد بن عدي بعض أحاديثهمشهورة وعامتها منكرة لم يتابع عليها وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق. وقال أبوحاتم بن حبان: يروي الموضوعات عن الاثبات, قال: وقالوا انه كان يضع الحديث. روى لهالترمذي حديثا واحدا وقد وقع لنا عاليا جدا عنه.
ثم أن الذين سبقوا سيف بن عمر والذين عاصروه من المؤرخين والرواة لم يذكروا ابن سبأ في أحاديثهم ومصنفاتهم
قال الدكتور عبد العزيز الهلابي في كتابه: عبد الله بن سبأ ص13 : أما الرواة والأخباريون المتقدمون كعروة بن الزبير ( ت 94هـ ) ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ( ت 124هـ ) وابن اسحاق ( ت 150هـ ) والواقدي ( ت 207هـ ) وخليفة بن خياط ( ت 240هـ ) في تاريخه ، وابن سعد ( ت 230هـ ) في كتاب الطبقات ، وابن الحكم( ت 257هـ ) في كتابه « فتوح مصر وأخبارها » ، وأبـوحنيفة الدينوري ( ت 282هـ ) في كتابه « الأخبار الطوال » والكندي ( ت 283هـ ) في كتـاب « الـولاة والقـضاة » ، واليعقوبي ( ت 292هـ ) في تاريخه ، والمسعودي ( ت 346هـ ) في كتبه ، وغيرهم من مؤرخي القرن الثالث والرابع الهجريين ، فلم يرد عند أحد من هؤلاء في مروياتهم أو في كتب المؤلفين منهم أي ذكر عن ابن سبأ ودوره في الأحداث
ونحنُ نقول: إن إغفال هؤلاء المؤرخين لهذا الرجل الذي كان له هذا الدور الكبير في إحداث الفتنة وفي تغيير وجه التاريخ الإسلامي دليل على أن الرجل مكذوب مختلق في عصر متأخر عن عصر أولئك المؤرخين المذكورين وغيرهم
وهناك ملاحظة وهي أن الأحاديث قد تضاربت في بيان شخصية ابن سبأ تضارباً شديداً ، فتارة ذُكر فيها باسم عبد الله بن سبأ ، وتارة باسم ابن السوداء ، والذي يظهر من كلام عبد القاهر البغدادي في كتابه الفرْق بين الفِرَق أنهما رجلان لا رجل واحد ، بينما يرى الأكثر أن عبد الله بن سبأ هو ابن السوداء
كما أن الظاهر مما قاله البلاذري في أنساب الأشراف ، والسمعاني في الأنساب ، والمقريزي في الخطط والآثار ، أن ابن سبأ هو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني الذي كان من رؤساء الخوارج وقُتل معهم في معركة النهروان: أنساب الأشراف 2|383 ، عن عبدالله بن سبأ للعسكري 2|321. وقال طه حسين في كتابه علي وبنوه ، ص519 : وابن سبأ عند البلاذري ليس ابن السوداء ، وإنما هو عبد الله بن وهب الهمداني
قال الدكتور الأستاذ سهيل زكار محـقق كتاب « المنتظم لابن الجوزي» في المجلد الثالث من المنتظم هامش : 302 : «المرجح أن ابن سبأ لم يوجد بالمرّة بل هو شخصية مخترعة
وقال الكاتب أحمد عباس صالح في كتاب اليمين واليسار في الإسلام : 95 : «وهنا يتردد اسم عبد الله بن سبأ، وهو شخص كان يهودياً وأسلم، تصوّره كتب التاريخ على أنه كان الشيطان وراء الفتنة التي قتل فيها عثمان بل وراء الأحداث جميعاً ... وقد وقف منه الكتّاب مواقف متعارضة فمنهم من ينكر وجوده أصلاً، ومنهم من يعتبره أساس كل ما جرى، بل أساس ما دخل في الإسلام من مذاهب غريبة منحرفة
وهناك غيرهم ممن شكك في وجود هذه الشخصية كالباحث السلفي الشيخ حسن فرحان المالكي في كتابه نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي
قال الدكتور عبد العزيز الهلابي في كتابه عبدالله بن سبأ ، ص40 : يمكن أن نلخص موقف سيف في رواياته عن أحداث الفتنة بالنقاط التالية
1ـ الدفاع عن عثمان وأم المؤمنين عائشة وطلحة والزبير وولاة عثمان ، وتبرير مواقفهم حتى لو بلغ به الأمر إلى اختلاق الروايات وتحريفها.
2 ـ النيل من الخليفة علي بطريق غير مباشر.
3 ـ تجريح كل من انتقد الخليفة عثمان أو طعن في ولاته في الأمصار ، أو انضم إلى جانب الخليفة علي في البصرة ، سواء كان هؤلاء من الصحابة أم من غيرهم.
4 ـ التصدي للروايات الشيعية التي تنال من عثمان وعائشة وطلحة والزبير بروايات متاقضة أو مضادة ... إلى آخر ما قال.
والان سانقل ما جاء في كتاب الدكتور احمد الوائلي رحمه الله حول هذا الموضوع:
- هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ص 129
الفصل الثاني عبد الله بن سبأ
بالرغم من وفرة المصادر عن الشيعة وبالرغم من خطورة موضوع الكتابة عن العقائد ، وبالرغم من الواقع المجسد للشيعة من
مؤسسات دينية وفعاليات عقائدية ومساجد تردد كلمة التوحيد ليل نهار برغم ذلك كله فإننا ما زلنا نرى من يكتب عن الشيعة
يترك هذا الواقع القائم وراء ظهره ويولي وجهه شطر كتابات صدرت من قوم كتبوا ومن خلفهم دوافع غير سليمة لمختلف الأسباب فبدلا من أن يعودوا إلى مؤلفات الشيعة أنفسهم رأيناهم يرجعون إلى أقوال صاغها الوهم وافترضها الحقد وخلقتها
الخصومة وقد يكون الجهل أحد عوامل وجودها . ومما افترضه هؤلاء الكتاب بأن عقائد الشيعة الأساسية وضعها يهودي حاقد اندس في صفوف المسلمين اسمه عبد الله بن سبأ .
وهذا العبد المفترض موضوعه طريف جدا ، فقد صنعه قوم واخترعوه اختراعا وأعطوه من الصفات والنعوت ما هو من المعجزات وصنعوا له من القابليات ما لا يمكن نسبته إلا إلى عفاريت الأساطير ومردة الجن وما تعجز عن تحقيقه أمة قوية
فضلا عن فرد وإن مثل هذا الكلام يجسد فجيعتنا بعقولنا قيل أن يجسد هذه الخرافات في تاريخنا وسنرى من الذي حاك عبد الله بن سبأ ، ومن هو ، وما الذي عمله ، ولماذا تربط الشيعة به .
- هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ص 130
من الذي حاك عبد الله بن سبأ إن الذي يريد التعرف على مصدر ولادة عبد الله بن سبأ سيجد أنه ولد من روايات الطبري وروايات الطبري تستند في هذا الموضوع على ركيزتين هما :
أ - الركيزة الأولى : سيف بن عمر وتقول عنه كتب التراجم ما يلي بالحرف الواحد .
يقول ابن حبان كان سيف بن عمر يروي الموضوعات عن الأثبات وقالوا إنه كان يضع الحديث واتهم بالزندقة ،
كما يقول عنه الحاكم النيسابوري اتهم سيف بالزندقة وهو بالرواية ساقط ،
ويقول عنه ابن عدي : بعض أحاديثه مشهورة وعامتها منكرة لم يتابع عليها ،
ويقول عنه ابن معين ضعيف الحديث فليس فيه خير ،
وقال ابن حاتم متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي
وقال عنه أبو داود صاحب السنن ليس بشئ ،
وقال عنه النسائي صاحب السنن : ضعيف ،
وقال عنه السيوطي إنه وضاع
وقال محمد بن طاهر بن علي الهندي عنه : سيف بن عمر متروك اتهم بالوضع والزندقة وكان وضاعا ( 1 ) .
ب - الركيزة الثانية : السري بن يحيى كما يسميه الطبري ، وهو ليس بالسري بن يحيى الثقة ، لأن السري بن يحيى الثقة يكون زمانه أقدم من الطبري فقد توفي سنة 167 ه .
في حين ولد الطبري سنة 224 ، فالفرق بينهما سبعة وخمسون عاما ، ولا يوجد عند الرواة سري بن يحيى غيره ، ولذلك يفترض أهل الجرح والتعديل أن السري الذي يروي عنه الطبري يجب أن يكون واحدا من اثنين : كل منهما
* ( هامش ) *
( 1 ) تهذيب التهذيب لابن حجر ج4 ص 295 ، والغدير للأميني ج8 ص 68 . ( * )
- هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ص 131
كذاب وهما : السري بن إسماعيل الهمداني الكوفي وهو أولهما ، وثانيهما السري ابن عاصم الهمداني نزيل بغداد المتوفى سنة 258 ، والذي أدرك ابن جرير الطبري وعاصره أكثر من ثلاثين عاما .
وكل من هذين قد كذبه أهل الحديث واتهموه بالوضع فقد كذبهما صاحب تهذيب التهذيب ، وصاحب ميزان الاعتدال ، وصاحب تذكرة الموضوعات ، وصاحب لسان الميزان ، وغيرهم واتهموا كل واحد منهم بالوضع وبوسع القارئ مراجعة المصادر التي ذكرتها في ترجمة المذكورين ( 1 )
وقد ذكر النقاد للطبري سبعمائة حديث وحديثا واحدا ، وهذه الأحاديث تغطي زمن الخلفاء الثلاثة وأسانيد هذه الروايات كلها عن السري الكذاب ، وعن شعيب المجهول وعن سيف الوضاع المتهم بالزندقة .
ومن تلك الروايات رواياته في أحوال عبد الله بن سبأ وسنده عن شعيب وعن سيف بن عمر ، وكل من كتب عن عبد الله بن سبأ فهو عيال عن الطبري وعنه أخذ وإليه استند ( 2 ) ومن ذلك تعرف مقدار ما في موضوع عبد الله بن سبأ من وثاقة
وصدق وفي رأيي أن من العبث أن نلفت أنظار هؤلاء الذين يصرون على وجوده وما قام به من أعمال لأنهم يوجدونه حتى لو لم يكن موجودا وذلك لأمور في نفوسهم .
1 - من هو عبد الله بن سبأ : للتعرف على هوية عبد الله بن سبأ سوف أبدا بالمنبع الأساس وهو تاريخ الطبري وأعقبه بباقي المصادر عنه ، وسأنقل قول الطبري من خلال ما نقله أبو زهرة ، قال : كان عبد الله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء أمه
سوداء فأسلم أيام عثمان ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول إضلالهم فبدأ ببلاد الحجاز ثم البصرة ثم الشام ، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام فأخرجوه حتى أتى مصر فقال لهم فيما يقول : العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع ويكذب بأن محمدا
* ( هامش ) *
( 1 ) لسان الميزان ج3 ص 12 ، والغدير للأميني ج8 ص 143 . ( 2 ) أنظر الغدير للأميني ج9 ص 218 . ( * )
- هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ص 132
يرجع وقد قال الله تعالى : * ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) * القصص / 85 .
ثم أن محمدا أحق بالرجعة من عيسى ، ثم قال بعد ذلك إنه كان ألف نبي ولكل نبي وصي وعلي وصي محمد ، ومحمد خاتم النبيين وعلى خاتم الأوصياء ( 1 ) .
وهنا نقاط ذكرها أريد أن أؤكد عليها للمقارنة مع غيرها وهي : أولا أنه ابن السوداء وثانيا أنه من أهل صنعاء ، وثالثة أنه يؤكد رجوع النبي ( ص ) للدنيا ورابعا أنه ذكر أن عليا وصي النبي ، وخامسا أنه أسلم أيام عثمان ،
وبعد ذلك نعود لأبي زهرة وفي نفس كتابه المذكور أي تاريخ المذاهب الإسلامية قال في مورد آخر : عبد الله بن سبأ كان يهوديا من أهل الحيرة ، أظهر الإسلام وأخذ ينشر بين الناس أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصيا وأن عليا وصي محمد ، وأن عليا أراد قتله ولكن نهاه عبد الله بن عباس فنفاه للمدائن بدل قتله ( 2 ) .
وبين هذين المقتطفتين الفروق التالية ألفت النظر إليها وهي : أنه في الأولى من أهل صنعاء ، وفي الثانية من أهل الحيرة ، وأنه في الأولى أسلم أيام عثمان وفي الثانية أظهر الإسلام ولم يحدد وقت إسلامه ، وأن الإمام أراد قتله كما ذكر في الثانية
في حين لم يذكر ذلك في الأولى ، وأنه من المقتطفة الثانية قرأ فكرة الوصاية في التوراة في حين في الأولى لم يذكر مصدر فكرة الوصاية فلنحفظ هذا لنرى ما بين المقتطفات من فروق وخصائص قد تتضارب .
2 - محمد فريد وجدي في دائرة المعارف ، قال : السبائية أتباع عبد الله بن سبأ الذي غلا في الانتصار لعلي وزعم أنه كان نبيا ثم غلا فزعم أنه الله ودعا إلى ذلك قوما من أهل الكوفة فاتصل خبرهم بعلي فأمر بإحراق قوم منهم ، ثم خاف من إحراق الباقين أن ينتقض عليه قوم فنفى
* ( هامش ) *
( 1 ) تاريخ المذاهب الإسلامية ج1 ص 32 . ( 2 ) تاريخ المذاهب الإسلامية ج1 ص 43 . ( * )
- هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ص 133
ابن سبأ للمدائن ، فلما قتل علي زعم ابن سبأ أنه ليس المقتول عليا وإنما هو شيطان صور على صورته وهذه الطائفة تزعم أن المهدي المنتظر إنما هو علي ، وكان ابن السوداء في الأصل يهوديا من أهل الحيرة فأظهر الإسلام وأراد أن يكون له عند
أهل الكوفة سوق ورياسة ، فذكر لهم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصيا وأن عليا وصي محمد ( ص ) فلما سمعوا ذلك قالوا لعلي إنه من محبيك فرفع علي قدره وأجلسه تحت درجة منبره ثم بلغه عنه غلوه فيه فهم بقتله فنهاه عبد الله بن عباس فنفاه إلى المدائن ( 1 )
وفي هذه المقتطفة : أنه من أهل الحيرة لا صنعاء ، وأنه ابن السوداء وأن الإمام عليا خدع به ، وأنه ادعى النبوة لعلي ، ثم ادعى له الألوهية وإلى هنا يمكن الجمع بين هذا الخلط العجيب ولكن كيف يمكن بعد ذلك أن نجمع بين كونه ينسب له الألوهية
ثم يجعله وصيا لمحمد : أترك تقدير هذا إلى العقول الجبارة كمحمد فريد وجدي ونظائره ممن يقود خطى الجماهير في دروب الثقافة والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، ولا تستعجل أيها القارئ فستسمع أمورا أخرى من المقتطفات القادمة تصطدم مع ما مر .
3 - أحمد عطية الله ، قال حفظه الله : ابن سبأ رأس الفرقة السبائية من الشيعة وهو عبد الله بن سبأ كان من يهود صنعاء وأظهر إسلامه في خلافة عثمان يعرف بابن السوداء انتقل إلى المدينة وبث فيها أقوالا وآراء منافية لروح الإسلام ونابعة من
يهوديته ومن معتقدات فارسية كانت شايعة في اليمن ، برز في صورة المنتصر لحق علي ، وادعى أن لكل نبي وصيا ، وأن عليا وصي محمد ، كما ادعى أن في علي جزءا إلهيا ، طاف بأنحاء العراق ناشرا دعوته فطرده عبد الله بن عامر من البصرة
فنزل الكوفة وأوغر صدور الناس على عثمان ، وانتقل إلى دمشق في ولاية معاوية وفيها التقى بأبي ذر الغفاري وحرضه على الثورة مدعيا أنه ليس من حق الأغنياء أن يقتنوا مالا ، وأخرج من الشام فنزل مصر فالتف حوله الناقمون على عثمان وفيهم محمد بن أبي
* ( هامش ) *
( 1 ) دائرة معارف القرن العشرين ج5 ص 17 فصاعدا . ( * )
- هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ص 134
بكر وأبو حذيفة ، ووضع على لسان علي أقوالا لم يقلها كادعاء علم الغيب وبعد استشهاد علي قال إنه لم يقتل وسيرجع وبذلك وضع فكرة الرجعة بين الشيعة ( 1 ) .
وفي هذه المقتطفة التي رواها عطية الله أمور : منها : أن ابن سبأ جمع إلى عقائده اليهودية معتقدات أخرى فنقلها للتشيع ومنها الرجعة ولكن الرجعة هنا لعلي وليست لمحمد كما هي عند أبي زهرة ، ومنها أنه أعطى لعلي جزءا من الألوهية لا كلها ،
حتى يمكن الجمع بين كونه جزء إله وبين كونه وصيا للنبي ( ص ) ، ومنها الكشف عن هذه الطاقات الهائلة عند ابن سبأ بحيث أن كل الثورات على عثمان ومعاوية كانت من فعله .
4 - وبنفس هذا المضمون المتضارب كتب كل من أحمد أمين في فجر الإسلام ، ومحمد بن يحيى في التمهيد والبيان في مقتل عثمان والزركلي في الأعلام ( 2 ) .
ولا أريد أن أطيل عليك فإن كل خلف يأخذ عن سلفه بدون تمحيص مما أدى إلى هذا الخلط والاضطراب في الروايات فهو في هذه الأخبار تارة من أهل الحيرة وأخرى من أهل صنعاء ، وهو عند ابن حزم والشهرستاني وغيرهما ابن السوداء ، بينما
يذهب ابن طاهر البغدادي في الفرق بين الفرق والأسفرايني في كتابه التبصير في الدين أن ابن السوداء شخص آخر ليس عبد الله بن سبأ ( 3 ) .
وهو في بعض هذه الروايات يدعي الرجعة للنبي ، وفي بعضها الآخر يدعي الرجعة لعلي وهو تارة يدعي بأن في علي
جزءا من الألوهية وأخرى أنه إله كامل ، وفي هذه الروايات نجد عليا مرة يحرق الغلاة ولا يخاف ، وأخزى يخاف أن
يحرق ابن السوداء مع أنه يهودي بسيط لا يأبه له أحد ، وهكذا نقع في هذا الخليط المضطرب ، وأهم هذه الأمور في نظرنا هو أنه مرة يكون داعيا لفضل علي
* ( هامش ) *
( 1 ) القاموس الإسلامي ج3 ص 222 .
( 2 ) أنظر فجر الإسلام ص 276 ، والتمهيد والبيان ص 96 ، والأعلام للزركلي ج4 ص 220 .
( 3 ) أنظر هامش منهاج السنة لابن تيمية ص 220 .
- هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ص 135
فقط وأخرى يكون محرضا على عثمان وواضعا لأهم عقائد الشيعة من وصية وعلم غيب للأئمة وقول بالرجعة ، وهذان الأمران هما روح الموضوع فإن من صنع فرية عبد الله بن سبأ رمى فيها عصفورين بحجر واحد وأراد هذين الأمرين :
الأول : أن عثمان قتل بتحريض من السبائية لا أنه صنع أشياء نقم فيها عليه المسلمون واشتركوا في قتله وفيهم صحابة النبي مما ذكره التاريخ مفصلا بل كل ما في الأمر أن يهوديا حاقدا حرك المسلمين فانساقوا معه بغباء وبدون تفكير حتى ارتكبوا هذه الجناية وقتلوا الخليفة بدون أن يصدر منه ذنب .
والثاني : أن عقائد الشيعة لا سند لها من الإسلام وإنما هي من هذا اليهودي العبقري عبد الله بن سبأ فالشيعة إذا يهود لا صلة لهم بالمسلمين . وعلى كل حال إن هذا الاضطراب في الصورة المرسومة لعبد الله بن سبأ أيقظ الباحثين ودفعهم لإلقاء الضوء
على هذه الشخصية الأسطورية فأصحروا بآرائهم وكسروا الطوق وأعلنوا للناس زيف هذه الفرية التي لا سبيل للجمع بين أبعادها وأجزائها ، وبدأ الواقع يتضح رويدا رويدا والأهداف من وراء أسطورة ابن سبأ كشفت عن وجهها وسأذكر لك آراء
كثير من النقاد بعد أن أذكر ما عندي في هذه المسألة لنصل إلى صورة واضحة في هذا الموضوع . رأينا في عبد الله بن سبأ إننا نرى أن عبد الله بن سبأ شخصية وهمية مخترعة وندلل على وهميتها بالأمور التالية :
1 - الإختلاف في أنه هو ابن السوداء أم لا مع أن الذي قام بكل المصائب هو ابن السوداء ، وابن طاهر والإسفرايني يقولان إن ابن السوداء شخص آخر شارك عبد الله بن سبأ بمقالته .
2 - الإختلاف في وقت ظهوره فالطبري وجماعة يصرحون بأنه ظهر أيام عثمان بينما يذهب جماعة آخرون إلى أنه ظهر أيام علي ( ع ) أو بعد موته ومن هؤلاء
- هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ص 136
سعد بن عبد الله الأشعري في كتابه المقالات ( 1 ) وابن طاهر في الفرق بين الفرق ( 2 ) وغيرهما كثير .
3 - الإضطراب في الروايات في أصل دعوته فبينما رأينا الطبري وجماعة معه يقولون إن دعوته اقتصرت على الغلو في علي والانتصار لحقه وكل ما يدور حول علي فقط نجد جماعة من المتأخرين يذهبون ومعهم أسانيدهم طبعا إلى أنه كان في
كل بلد له دعوة خاصة ، يقول محب الدين الخطيب بأسانيده التي ذكرها : ومن دهاء ابن سبأ ومكره أنه كان يبث في جماعة الفسطاط الدعوة لعلي ( ع ) وفي جماعة الكوفة الدعوة لطلحة ، وفي جماعة البصرة الدعوة للزبير ( 3 ) .
4 - إن بعض الروايات ذكرت أنه كان مقتصرا على الإشادة بفضل علي ( ع ) فقط في حين ذهب آخرون إلى أنه كان يحرض على عثمان ويدس الدسائس وهو الذي دفع أبا ذر للثورة أما على معاوية أو على عثمان بروايات أخرى .
5 - لم يعلل لنا واضعوا خرافة ابن سبأ لماذا سكت عنه عثمان وولاته مع أنهم ضربوا المعارضين بمنتهى الشدة والقسوة وهم من خيرة الصحابة كعمار وابن مسعود وغيرهم .
6 - لماذا تخلو المصادر الصحيحة عن ذكر قصة ابن سبأ كالبلاذري وابن سعد وغيرهما ممن يعتد بتاريخهم .
7 - إن رواية عبد الله بن سبأ رواها الوضاعون الكذابون كما أسلفنا فيما مر .
8 - يساعد على أن الرواية موضوعة أنها ليست الوحيدة التي وضعت ضد الشيعة وإنما هي جزء من كل مما سنذكره لك فيما يأتي ونبرهن على كذبه . حتى تعرف أن قصة عبد الله بن سبأ خرجت من نفس المقلع ولنفس الهدف . والآن
* ( هامش ) *
( 1 ) المقالات والفرق ص 15 .
( 2 ) أنظر هامش منهاج السنة لابن تيمية ص 15 .
( 3 ) الإمام الصادق لأسد حيدر ج6 ص 237 . ( * )
- هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ص 137
لنستعرض آراء النقاد والباحثين في هذه القصة لنصل إلى الحقيقة . رأي طه حسين استعرض الدكتور طه حسين الصورة التي رسمت لابن سبأ ومزقها بعد تحليل دقيق وانتهى إلى أن ابن سبأ شخصية وهمية خلقها خصوم الشيعة ودعم رأيه بالأمور التالية :
أولا : إن كل المؤرخين الثقاة لم يشيروا إلى قصة عبد الله بن سبأ ولم يذكروا عنها شيئا .
ثانيا : إن المصدر الوحيد عنه هو سيف بن عمر وهو رجل معلوم الكذب ، ومقطوع بأنه وضاع .
ثالثا : إن الأمور التي أسندت إلى عبد الله بن سبأ تستلزم معجزات خارقة لفرد عادي كما تستلزم أن يكون المسلمون الذين خدعهم عبد الله بن سبأ وسخرهم لمآربه وهم ينفذون أهدافه بدون اعتراض : في منتهى البلاهة والسخف .
رابعا : عدم وجود تفسير مقنع لسكوت عثمان وعماله عنه مع ضربهم لغيره من المعارضين كمحمد بن أبي حذيفة ، ومحمد بن أبي بكر ، وعمار وغيرهم .
خامسا : قصة الإحراق وتعيين السنة التي عرض فيها ابن سبأ للإحراق تخلو منها كتب التاريخ الصحيحة ولا يوجد لها في هذه الكتب أثر .
سادسا : عدم وجود أثر لابن سبأ ولجماعته في واقعة صفين وفي حرب النهروان ، وقد انتهى طه حسين إلى القول : أن ابن سبأ شخص ادخره خصوم الشيعة للشيعة ولا وجود له في الخارج ( 1 ) ويشترك مع طه حسين كثير من
* ( هامش ) *
( 1 ) طه حسين الفتنة الكبرى فصل ابن سبأ ( * ) .
- هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ص 138
المستشرقين في وهمية وجود عبد الله بن سبأ ومنهم : آراء المستشرقين
1 - الدكتور برناد لويس : قال : ولكن التحقيق قد أظهر أن هذا استباق للحوادث وأنه - أي ابن سبأ - صورة مثل بها في الماضي وتخيلها محدثوا القرن الثاني للهجرة من أحوالهم وأفكارهم السائدة حينئذ .
2 - فلهوزن : ذهب إلى أن المؤامرة والدعوة والفعاليات المنسوبة لابن سبأ من اختلاق المتأخرين ، وقد محص النصوص ودرس الموضوع وقام بتحليل دقيق .
3 - فريدليندر : اشترك مع فلهوزن وانتهى لنفس النتيجة معه .
4 - كايتاني شك في وجود عبد الله بن سبأ وقال عما ينسب له من أعمال ضخمة ومؤامرة مثل هذه بهذا التفكير وهذا التنظيم لا يمكن أن يتصورها العالم العربي المعروف عام خمسة وثلاثين بنظامه القائم على سلطان الأبوة ، إنها تعكس أحوال العصر العباسي الأول بجلاء ( 1 ) .
آراء إسلامية أخرى بابن سبأ هناك آراء أخرى في عبد الله بن سبأ تتراوح بين وجوده وعدم صلته بالشيعة ، وبين عدم التصديق بما ينسب إليه لأنه من غير الممكن صدور تلك الأعمال من شخص عادي ، وبين نسبة هذه الأعمال لشخص آخر سمي بابن السوداء فلنستمع لهذه الآراء .
أ - محمد كرد علي قال في خطط الشام : أما ما ذهب إليه بعض الكتاب من أن مذهب التشيع من بدعة عبد الله بن
* ( هامش ) *
( 1 ) أنظر آراء المستشرقين المذكورة في نظرية الإمامة لأحمد محمود ص 37 . ( * )
- هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ص 139
سبأ المعروف بابن السوداء فهو وهم وقلة بتحقيق مذهبهم ، ومن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة وبراءتهم منه ومن أقواله وأعماله ، وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم في ذلك علم مبلغ هذا القول من الصواب ( 1 ) .
ب - الدكتور أحمد محمود صبحي في نظرية الإمامة قال : وليس ما يمنع أن يستغل يهودي الأحداث التي جرت في عهد عثمان ليحدث فتنة وليزيدها اشتعالا وليؤلب الناس على عثمان ، بل أن ينادي بأفكار غريبة ، ولكن السابق لأوانه أن يكون لابن سبأ هذا الأثر الفكري العميق فيحدث هذا الانشقاق العقائدي بين طائفة كبيرة من المسلمين ( 2 ) .
ج - الدكتوران علي الوردي وكامل الشيبي التقيا في الآتي : إن المقصود بابن السوداء عمار بن ياسر وقد رمزت له قريش بابن السوداء ولم تصرح باسمه لأن له ثقلا ومركزا بين الصحابة وكان على رأس الثائرين على عثمان ، فلم ترد قريش أن
تضعه مقابل عثمان وبجانب علي لأنه يرجح كفة علي ويهبط بكفة عثمان فرمزوا له وسموه بابن السوداء لأن أمه أمة سوداء ولا وجود لابن سوداء غيره . إن رأي الدكتورين يلتقي مع رأي الأسفرايني ، وابن طاهر البغدادي الذي أشرنا إليه فيما مضى عند ذكرنا لتعيين هوية ابن سبأ .
وبعد هذه الجولة من الآراء اتضح أنه لا وجود لابن سبأ لأن تسليمنا بوجوده يفضي إلى إلغاء عقولنا ، ولأن منهج البحث العلمي يأبى وجوده لأن مصادره مختلقة ، ولأن من خلقوا عبد الله بن سبأ خلقوا له أخوة من الادعاءات سنوقفك عليها قريبا
وإن كانت ستهز مشاعرك وتدمر ثقتك بمن قد تعتبرهم من القمم في دنيا الإسلام ، ولأن الخوارق التي تنسب لابن سبأ لا يمكن تصديقها ، ولأن سكوت عثمان عنه عجيب مع أنه نفى أبا ذر للربذة مع أن أبا ذر من كبار
* ( هامش ) *
( 1 ) خطط الشام ج1 ص 251 .
( 2 ) نظرية الإمامة ص 37 ، وعاظ السلاطين ص 279 والصلة بين التصوف والتشيع ص 84 . ( * )
- هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ص 140
الصحابة لأن أبا ذر كان له رأي في البذخ في أموال المسلمين أيام عثمان ، فلماذا هذا الحلم عن ابن سبأ ، ولأن عليا وهو الخشن في ذات الله لماذا سكت عن ابن سبأ ولم يحرقه كغيره ، ولأن معاوية وهو الذي يقتل على التهمة والظنة كيف سكت
عن ابن سبأ والحال هو الذي دفع بسر للغارة على خصومه وأدت الغارة إلى قتل ثلاثين ألفا من الناس ( 1 ) إن كل هذه الأمور تجعل حديث ابن سبأ حديث خرافة ، وإنما اختراع لما ذكرنا سابقا ليصنع منه مصدرا لعقائد الشيعة كلها كما جعله
مصدرا لعقائد الشيعة كل من محيي الدين عبد الحميد في تعليقته على كتاب مقالات الإسلاميين وعلي سامي النشار في كتابه نشأة الفكر الفلسفي ( 2 ) وما كان كل من النشار ومحيي الدين عبد الحميد بالذي يجهل عقائد الشيعة أو لا يهتدي إلى
مصادرها وبين أيديهما من المصادر ما ينهض بالمطلوب وأمام بصرهما من الممارسات العقائدية ما هو واضح في تجسيد عقائد الشيعة ومع ذلك كله كتبا عن الشيعة ما لا يجتمع وأمانة التاريخ وروح الإسلام ولا ينبغي أن يفت في عضد المصلحين
أمثال هؤلاء ممن هم على أحسن الفروض أصداء بلهاء لغيرهم وإلا فعلامات الاستفهام موجودة إزاء ما كتباه ، في حين يؤكد الكتاب الموضوعيون أن حديث ابن سبأ خرافة يقول أحمد عباس الصالح : عبد الله بن سبأ رجل خرافي بغير شك فأنى هو من
هذه الأحداث جميعا وساذج بغير شك الذي يتجه إلى خلق شخصية كهذا ليعطيها أثرا أي أثر فيما حدث من الأحداث إن كل ما حيك من قصص حول عبد الله بن سبأ من وضع المتأخرين فلا دليل على وجوده في المراجع ( 3 ) .
* ( هامش ) *
( 1 ) مروج الذهب للمسعودي ج 3 ص 30 . ( 2 ) نشأة الفكر الفلسفي ص 28 . ( 3 ) مجلة الكاتب عدد آذار 1965 . ( * )
اللهم صلي على محمد وال محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته