|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.73 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
melika
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 25-04-2008 الساعة : 11:48 AM
24- وظلَّ رسول الله (ص) بعد ذلك يُصفِّي بقايا الشرك، وكان ينتدب لذلك المسلمين فإذا ما فشلوا في تحقيق النصر انتدب لذلك عليًا فيعود عندئذٍ ظافرًا، وكان عند عودته من إحدى الغزوات ونزول سورة العاديات فيه خرج رسول الله (ص) والمسلمون لاستقباله فترجَّل عليٌّ من على فرسه إجلالاً لرسول الله (ص) فقال له النبي (ص): "اركب فإنَّ الله ورسوله عنك راضيان" فاستبشر عليٌّ وسالت دموعه من عينيه فقال له النبي (ص): "لولا إني أُشفق أنَّ تقول فيك طوائف من أُمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك مقالة لا تمرُ على ملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك".
25- وفي السنة التاسعة من الهجرة نزلت سورة براءة على قلب رسول الله (ص) وأمره أنَّ يبلّغها أهل مكة المكرمة فبعث لذلك أبا بكر إلا أنَّ جبرئيل نزل عليه وأخبره أنَّ الله يأمرك أنَّ تبلّغها بنفسك أو بواسطة رجل منك فأمر عليًا أنَّ يرحل إلى أبي بكر ويأخذ السورة منه ويبلّغها في الموسم، فأدركه وهو في وادي ذي الحليفة فأخذها منه، وهذا المقدار من الحديث اتفق المسلمون على نقله.
26- وفي السنة العاشرة من الهجرة أمر رسول الله (ص) المسلمين بالنفير إلى الحج وكان عليٌّ (ع) في اليمن أو نجران في مهمة بعثه بها رسول الله (ص) فأرسل إليه أنَّ يوافيه إلى مكة حاجًا فلما أنجز عليٌّ مهمته أقفل بعد الظهر إلى مكة الشريفة وكان قد سبقه إليها بعض من كان معه فانتقض عليًا عند رسول الله (ص) فغضب رسول الله (ص) وقال له: "ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم" فقال بلى قال له رسول الله (ص): "من كنت مولاه فعلي مولاه". ثم لما جاء الجيش إلى مكة قام رسول الله (ص) خطيبًا وقال: "ارفعوا ألسنتكم عن عليٍّ فإنه خشن في ذات الله غير مداهنٍ في دينه".
27- ثم لما أن قضى رسول الله مناسكه وأزمع الرجوع إلى المدينة وكان في غدير خُم فنزل عليه جبرئيل بهذه الآية "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ" المائدة الآية67
فجمع رسول الله (ص) الناس وكانوا كما ذكر ابن الجوزي مائة وعشرون صحابيًا وخطبهم فقال فيما قال: "أنَّ الله مولاي وأنا مولى كل مؤمنٍ ومؤمنة" ثم أخذ بيد عليٍّ (ع) ورفعها وقال: "من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه اللهم وآلِ من والاه وعادِ من عاداه" وقال ابن الجوزي أنَّ حادثة الغدير اتفق على نقلها كل المسلمين.
28- ثم أنَّ رسول الله (ص) أمر أنَّ تضرب قُبة لعلي وأمر المسلمين أنَّ يدخلوا عليه ويسلموا عليه بأمره المؤمنين فكان فيمن دخل علية أبو بكر وعُمر فال عمر لعلي: "بخِ بخِ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة".
29- كانت لرسول الله (ص) في يوم الغدير خطبة طويلة جاء فيها: "إنـِّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فأنظروا كيف تخلّفوني فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض". وقد أجمع المسلمون على نقل هذا الخبر بطرقٍ متواترة ومعتبرة.
30- رجع النبي (ص) إلى المدنية فقضى فيها بقية أيامه وكانت شهران وتزيد قليلاً وفي هذه الفترة عبأ جيش اسامة وضم إليه وجوه الصحابة وأبقى عليًا (ع) معه إلا أنَّ الكثير منهم استنكفوا فشدَّد عليهم الأمر بالرحيل معه فخرجوا حياءً ثم عادوا محتجين بخشيتهم عليه وذلك لمرضه (ص) وحين اجتمعوا عنده قال لهم بعد أنّ وبَّخهم على عدم إنفاذ جيش اسامة قال لهم: "أيتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتابًا لا تضلون بعده" فأبوا عليه وقال بعضهم "أنَّ النبي يهجر!!!". وقد أجمع الفريقان على نقل هذا الحديث.
31- وكان علي (ع) حينذاك لا يفارق رسول الله (ص) إلا لضرورة أو للقيام ببعض شئون رسول الله (ص)، وفي آخر ساعاته (ص) أفاق فلم يجد عليًا فقال النبي (ص) "ادعوا لي أخي وصاحبي" فقالت أم سلمة ادعوا له عليًا انَّه لا يريد غيره، فلما دنا عليٌّ منه أومأ إليه فأكبَّ عليه فناجاه رسول الله (ص) طويلاً. فقيل لعلي (ع) ما الذي أوعز إليك يا أبا الحسن فقال (ع): "علّمني ألف بابٍ من العلم يفتحُ لي كلُّ باب ألف باب وأوصاني بما أنا قائم به إن شاء الله ".
32- ثم فتح رسول الله (ص) عينيه وقال لعلي يا علي " ضع رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله عز وجل فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك ".
ثم فاضت روح رسول الله (ص) ورأسه على صدر علي (ع)، يقول علي (ع) في نهج البلاغة: "لقد قبض رسول الله (ص) وإن رأسه لعلى صدري، ولقد وليت غسله والملائكة أعواني". فإنا لله وإنا إليه راجعون.
33- استثمرت قريش ومعهم الأوس والخزرج انشغال عليٍّ وبني هاشم بتجهيز رسول الله (ص) والعزاء فاجتمعوا في السقيفة وانتهى الأمر إلى مبايعة أبي بكرٍ بالخلافة ثم ألزموا الناس البيعة فاعترضهم بعض الصحابة، وكان منهم سهل بن حنيف قال: "يا معشر قريش أشهد لقد رأيت رسول الله (ص) في مسجده وقد أخذ بيد علي وقال: "يا أيها الناس هذا إمامكم بعدي ووصيِّ في حياتي وبعد وفاتي... فطوبى لمن اتبعه ونصره والويل لمن تخلّف عنه وخذله" وقال لهم أبو أيوب الأنصاري اتقوا الله عباد الله ثم قال سمعت النبي (ص) يقول: "أهل بيتي أئمتكم بعدي، ويُومي إلى علي ويقول: هذا أميرُ البررة مخذولٌ من خذله ومنصورٌ من نصره". وقام غيرهما من الصحابة ونقلوا ما سمعوا من رسول الله (ص) منهم أبو الهيثم بن التيهان وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وغيرهم. إلا أنَّ قريشًا لم تستجب لهم.
34- خرج عليٌّ (ع) للمسلمين وأخبرهم أنَّه الأحق بالخلافة واحتج عليهم بأمور إلا إنهم حاولوا إرغامه على البيعة فاعتزلهم بعد أنَّ حشم المسلمين على نصرته والوقوف معه، وحين اعتزلهم جمع القرآن ورتَّبه بحسب النزول وذيلهُ بتفسير ما غمض من آياته، وحين عرضه عليهم لم يقبلوا به.
35- ظلَّ عليٌّ (ع) رافضًا لبيعة أبو بكر فاقتضى رأي قريش أنَّ تُرغمه على ذلك فجاءوا إلى داره وهدّدوه بإحراقها فضُربت فاطمة ووُضعت الأغلال في عنق علي (ع) إلا إنهم لم يُفلحوا في إرغامه. وبايع بعد استشهاد فاطمة (ع) رعاية لمصلحة المسلمين كما أفاد (ع)
36- ظلَّ عليٌّ مهادنًا للخلفاء وكان مرجعًا لهم، كلما استعصى عليهم أمر يتصل بالدين أو إدارة الحكم حتى قال عمر في أكثر من ثلاثمائة مورد "لولا عليٌّ لهلك عُمر".
37- وحين وافى عمرٌ الأجلَ شقَّ عليه أنَّ يجعل الأمر لعلي (ع) رغم انّه كان يقول "لو وليكم لحملكم على الجادة البيضاء" فجعل الخلافة في ستة كان عليٌّ (ع) واحدًا منهم وخطط لئلا يؤول الأمر لعلي (ع)، وذلك يتضح من مراجعة الوصية التي أوصى بها عُمر.
38- تنازل سعد بن أبي وقاص لعثمان وتنازل الزبير إلى علي وكان طلحة غائبًا فآل الأمر إلى عبدالرحمن بن عوف فأيهما يبايعه يصبح هو الخليفة فقال لعلي (ع) أُبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين فأبى عليه علي (ع) وقال تُبايعني على كتاب الله وسنة رسوله إلا أنَّ عثمان قبل بذلك فكانت له الخلافة.
39- حين استلم عثمان منصب الخلافة أفرط في تقريبه لعشيرته من بني أميه فأغدق عليهم الأموال وجعل لهم المناصب والولايات الخطيرة واستوزر مروان وأرجع أباه من الطائف وكان طريدُ رسول الله (ص)، فعبث بنو أمية في مقدرات المسلمين وكان منهم من يتجاهر بالفسق والفجور، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أنه نفى أبا ذر إلى الشام ثم إلى الربذه وأمر بضرب عمار وتولّى هو وطأ عبدالله بن مسعود في بطنه وهدد عليًا (ع) بالنفي، وكان قد حرم جمعًا من المسلمين عطاياهم فنقم عليه المسلمون في مصر والعراق والحجاز، وحاول عليٌّ (ع) إطفاء النائرة والفتنة إلا انه لم يُفلح، وقُتل عُثمان في بيته بعد أنَّ حوصر أربعين يومًا.
40- وقد بذل عليٌّ (ع) أقصى الجهد لمعالجة الأمور إلا أنَّ عثمان لم يكن يستجيب لنصائح علي (ع) كما لم يقبل الثوار أنَّ يصبروا أكثر مما صبروا وقد لخَّص علي (ع) هذه المرحلة بقوله: "وأنا جامع لكم أمره (عثمان) استأثر فأساء الاثرة وجزعتم فأسأتم الجزع" نهج البلاغة خطبة 30.
41- لما قُتل عُثمان احتشد الناس على علي (ع) ليبايعوه بالخلافة إلا انه كان يمتنع عليهم إلا أنْ يقبلوا شروطه، فحين قبلوها قبل بالبيعة وكان ذلك في ذي الحجة سنة 35 هـ. وكان عليٌّ يصفُ حال الناس عند بيعته "ثم تداككتم عليَّ تداكَّ الإبل الهميم على حياضها يوم وردها حتى انقطعت النعل وسقط الرداء ووُطئَ الضعيف وبلغ سرورُ الناس ببيعتهم إيِّاي أنّ ابتهج إليها الصغير وهدَج إليها الكبير وتحامل نحوها العليل وحسرت إليها الكعاب " خطبة 229.
|
|
|
|
|