هذه القصّة كنت أنا شاهداً فيها؛ ناقش أحد أهل العلم، وكان شاباً في حوالي سن الحادي والعشرين، أستاذاً جاميعاً مسيحياً. قال هذا الشاب العالم الشيعي لذلك الأستاذ المسيحي: أنا عالم وأنت عالم أيضاً، ونتبع دينين مختلفين، وبما أننا عالمان، فلابد أن أحدنا يدخل الجنة، والآخر يدخل جهنم، فإذا كنتَ من أهل جهنم، فأنا بصفتي محبّاً للإنسانية، ستأخذني الحسرة والحيف عليك؛ إذ ستدخل النار، أما إذا كنتُ أنا - بنظرك - من أهل جهنم، فلابد أنك ستتحسر عليّ إذ سأرد النار. فمن الجيد أن نتباحث، فإن تبيّن أن النصرانية حقّ، اتبعتها، وإذا تبيّن أن الإسلام هو الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، فمؤسفٌ جداً أن تصير أنت من أهل جهنم.
ثم قال له: نحن المسلمين نحترم السيد المسيح عليه السلام أكثر منكم، ودليل ذلك كتاب (شرائع الإسلام) الذي ذكر فيه: من سبّ السيد المسيح عليه السلام يُقتل، على حين ورد في كتابكم الذي تسمونه كتاباً سماوياً سبّ للسيد المسيح. فاندهش الأستاذ المسيحي، فقال له الطالب الشيعي: أنا أقرأ لك نفس عبارة الكتاب المقدس، ولكن قبل ذلك أسألك أنه إذا قال لك شخص ما أنك ملعون أفلا تعتبر قوله هذا سبّاً؟
فقال المسيحي: بلى.
فقرأ له الشاب عبارة الكتاب المقدس، فقال المسيحي معترضاً: هذا غير ممكن، فأنا منذ طفولتي قرأت الكتاب المقدس، فلم أجد هذا الشيء الذي تقول (!!) وأضاف: لعلكم أنتم المسلمون طبعتم الكتاب المقدس وأضفتم هذا الشيء من عند أنفسكم، لتحتجّوا به علينا؟!!.
فقال الطالب الشيعي: أولاً: أنتم الذين حرفتم الكتاب المقدس، وليس نحن، ودليل ذلك أن علماء النصارى لديهم مجمّع، يجتمعون فيه كل مئة عام مرة واحدة، وينقصون من الكتاب المقدس ويضيفون إليه أشياء، بدعوى مواكبة متطلبات الزمان، غير أن المسلمين لا يتصرفون بمتون القرآن الكريم أبداً.
ثانياً: أنتم تنفون التحريف، حسناً أنا آتيك في منزلك وأريك هذا الشيء في الكتاب المقدس عندك، فإذا ثبت لك صدق مدّعاي، فماذا ستصنع؟!.
وهكذا تواعد الإثنان، إلا أنه لما حضر الموعد غاب الأستاذ المسيحي عن منزله!