د. السني الطرشان يستشهد بمناشدة الزهراء لأبي بكر وعمر من كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة في سخطها
بتاريخ : 21-11-2025 الساعة : 10:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
يستشهد الشيخ السني الدكتور محمد خير الطرشان، من كتاب 'الإمامة والسياسة' للعلامة ابن قتيبة الدينوري، بمناشدة السيدة فاطمة الزهراء - عليها السلام- لأبي بكر وعمر عندما زارَاها في بيتها، وقولها لهما: ألم تسمعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((رضا فاطمة من رضائي، وسَخَط فاطمة من سخطي، فمن أحبّ فاطمة فقد أحبّني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني))، مشيراً إلى أن غضب بضعة المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- غضبه ، وأن من يغضب المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم- يكفر .
يقول الشيخ السني د. الطرشان:"وقد كانت السيدة فاطمة أحبّ بنات الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى قلبه، يحب هواها ورضاها، ويكره ما يؤذيها، ويشهد لذلك حوار دار بين كلٍ من أبي بكر، وعمر - رضي الله عنهما - والسيدة فاطمة الزهراء الذي يدلّ على مكانة الزهراء عند أبيها. قالت لهما: "ألم تسمعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((رضا فاطمة من رضائي، وسَخَط فاطمة من سخطي، فمن أحبّ فاطمة فقد أحبّني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني))". فقالا: "نعم. سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم". هذه الشهادة تؤكد على مكانة الزهراء في قلب رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، إذاً.. رسول الله - عليه الصلاة والسلام - يقول في بيان فضلها: "فاطمةٌ بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني" صحيح البخاري. ينقل هذا الكلام ابنُ هشام في كتابه (السيرة النبوية)، ويشرح كلامَ ابن هشام الإمامُ السهيلي في الروض الأُنف، فيقول تعليقاً على هذا الحديث: ((ويُستدلّ بهذا الحديث على أنّ من سبّ فاطمة يكفر، وقد سوّى بين غضبها وغضب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن من أغضب النبي يكفر..))."(1) انتهى النقل.
وإليك أخي القارئ تتمة النص من كتاب "الإمامة والسياسة" للعلامة ابن قتيبة الدينوري:" قالت: فاني أشهد الله وملائكته انكما اسخطتماني وما ارضيتماني ولئن لقيت النبي لاشكونكما اليه. فقال أبوبكر : انا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يافاطمة ثم انتحب ابوبكر يبكي حتى كادت نفسه ان تزهق وهي تقول : والله لادعون الله عليك في كل صلاة اصليها ثم خرج باكيافاجتمع إليه الناس ، فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته ، مسرورا بأهله وتركتموني وما انا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم اقيلوني بيعتي . قالوا : يا خليفة رسول الله ان هذا الأمر لا يستقيم وانت أعلمنا بذلك انه ان كان هذا لم يقم لله دين فقال : والله لولا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه العروة ما بت ليلة ولي في عنق مسلم بيعة بعدما سمعت ورأيت من فاطمة قال : فلم يبايع علي كرم الله وجهه حتى ماتت فاطمة رضي الله عنهما " (2).انتهى.
دمتم برعاية الله
كتبته الدكتورة : وهج الإيمان
______________
(1) انظر: قبسات من سيرة الزهراء ( 1 )، موقع رسالتي.
(2) اعتنى بضبطه وتصحيحه وشرح بعض مسائله مع كلماته اللغوية محمد محمود الرافعي، ط 1322 هجرية - سنة 1904م ، مطبعة النيل بشارع محمد علي بدرب المنجمه بمصر، ص23، 24.
التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان ; 21-11-2025 الساعة 10:24 AM.