[الباحث الطائي]

بسم الله الرحمن الرحيم
أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

متابعات للأحداث وفق علامات الظهور وتحت فرضية عصر الظهور

الغيبة للنعماني: ابن عقدة، عن علي بن الحسين، عن أبيه عن أحمد بن عمر عن الحسين بن موسى، عن معمر بن يحيى بن سام، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق، يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم، قتلاهم شهداء أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الامر . انتهى .

اقول : تحت *فرضية عصر الظهور* المفعلة حاليا والتي هي تحت المتابعة والفحص المستمر ، فإننا وكما بينا ذلك سابقا ولعله العديد غيرنا من الباحثين في علامات الظهور نظن ان المشروع النووي في ايران وحقهم في التخصيب والاستثمار والتطوير في هذا المجال وما ترتب عليه من خلاف جوهري بينهم وبين الغرب ( أوربا وامريكا ) هو لعله أقرب ما يفسر حاليا ذلك الحق المذكور في الرواية ( *يطلبون الحق* ) .

تذكر الرواية أن أهل المشرق يطلبون الحق فلا يعطونه مرتين ولعل هذا ينطبق في الحق الأول على الاتفاق الذي جرى بين ايران من جهة ومجموعة 5+1 المتمثلة بخمسة دول من أوروبا وامريكا في عام 2015 . ولقد تم نقض هذا الاتفاق بعدة فترة وجيزة من تحققه نظريا بفعل أمريكا في حكومة دونلاد ترامب الاولى .

ويستفاد من الرواية لما ذكرت ( *ثم* / ثم يطلبون الحق فلا يعطونه ) إن هناك فترة تراخي من الزمن بين الطلبين للحق .

رجع الحديث الآن عام 2025 اي بعد عشرة سنوات تقريبا الى مرحلة ثانية جديدة من التفاوض إلى الواجهة السياسية والعملية وفي حكومة دونلاد ترامب الثانية وكما يظهر لحد الآن في جولاته المتعددة ان هناك كما يعلن بعض التقدم احيانا ، ولكن في نفس الوقت تظهر هناك نقاط خلاف اساسية بين الطرفين وفي أجواء من الضغوط السياسية والعسكرية بين الطرفين فضلا عن التهديدات الإسرائيلية .

وفق المعطيات الروائية وإذا كانت القرآئة والفهم للنص صحيحين فإننا نظن أن مصير هذه المرحلة الثانية من المفاوضات هو الفشل أيضا . لأن النص الروائي يقول عن هذه المرحلة ايضا " *ثم يطلبونه فلا يعطونه* "
ولكن المهم هنا اذا كان في علم الله انها هي المرحلة الثاني وتحقق في الخارج لدينا معطيات هذه المرحلة الثانية فإننا سندخل منعطف آخر وهو الأهم حيث يبين النص المضمون التالي : ( *فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا ، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم* ) .

أي - مرحلة وضع السيوف على العواتق أو الاستعداد الفعلي للحرب .
ولا يظهر لنا في النص ما هي تفاصيل الأسباب التي تجعل أهل المشرق يستعدوا للحرب سوى أن الطرف الآخر لا يعطيه الحق وهذا وفق الإسقاط الواقعي أو العملي وتحت فرضية عصر الظهور فيما يخص المشروع النووي الإيراني يعني إما توجيه ضربة عسكرية إلى ايران ومشروعها النووي أو نوع أسباب من الضغوط السياسية والاقتصادية الجائرة التي تتجاوز مثلا الخطوط الحمراء لدولة ايران وعلى الأثر سندخل مرحلة الاستعداد للحرب وهذه تؤدي لأن يعرض الطرف الآخر لهم قبوله لحق أهل المشرق بمطالبهم السابقة .

وبنظري وفق هذه الملابسات الروائية فالاحتمال الارجح أنه بعد فشل المرحلة الثانية بغض النظر اذا كانت وصدقت على هذه المرحلة أو غيرها في مستقبل الزمان من طلب أهل المشرق للحق والرفض سوف تتصاعد الاحداث باتجاه عمل عسكري تخريبي لإيران يؤدي بها إلى أن ترد بقوة وحزم ( وهذا واقعيا واضح من التهديدات الايرانية المتكررة ) وهذا يبدأ بوضعهم السيوف على عواتقهم بنية الاستعداد الحقيقي للرد والذي يخلق نوع خوف وحذر وتراجع عند الطرف الآخر فيضطر أن يغير موقفه ويقبل بحقهم المشروع ولكن يظهر من النص ان أهل المشرق سوف يرفضون ذلك فلا يقبلونه حتى يقوموا عسكريا .
فإذا قاموا عسكريا فستكون هذه المرحلة المفتاحية للدخول في عصر الظهور لأن الرواية تقول انهم بعد قيامهم يستمرون بالأمر حتى يسلموا رايتهم إلى صاحب الأمر الإمام الحجة ع .
وهذه المرحلة الأخيرة المتمثلة من بعد قيامهم تشمل ما نصت عليه رواية أخرى من تسابق راية الخرساني مع راية السفياني باتجاه الكوفة كفرسي رهان ، بمعنى ستقوم اولا حرب بين ايران والطرف الآخر ( كان تكون أمريكا وإسرائيل ) وتستمر حتى ندخل في علامات سنة الظهور وخروج السفياني والصيحة وما بعدها من تسابق الرايات.

والله أعلم
الباحث الطائي​