|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 903
|
بمعدل : 0.26 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
الصور المنسوبة للأئمة (عليهم السلام)!
بتاريخ : يوم أمس الساعة : 08:09 PM
بعد التفنن الأخير الحاصل للصور المنسوبة إلى الأئمة (عليهم السلام) واستعمال (الذكاء الاصطناعي) بما يجعلها قريبة من الواقع البشري وليست مجرد صور ملونة أحب أن اذكر بما كتبته سابقًا عن مخاطر تلك الصور وهو الآتي:
يذكر الفقهاء الكرام أنّ الصور المنتشرة والمنسوبة إلى الأئمة (عليهم السلام) لا تمثل وجههم (عليهم السلام) الفعلي، ولا يصح الاعتقاد بكونها تمثلهم شخصيًا، وإنما تعبر عن خيال الراسم فقط.
وقد تتصور أنّ هذا الحكم الشرعي ليس ذا أهمية ولا تترتب عليه مخاطر اعتقادية إلا أنّك واهم؛ لأنّ الاعتقاد بصحة تلك الرسومات قد يؤدي إلى أن تترسخ في أذهان الناس أنّ هذه الصور للأئمة (عليهم السلام) فعلاً.
وهذا ينذر بخطر كبير؛ لأنّ في تاريخ الغلاة حذرنا الأئمة (عليهم السلام) من (الشيطان المتكون) الذي يأتي إلى الغلاة وهو يدعي أنّه الإمام (عليه السلام).
روي عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) : أخبرني عن حمزة - وهو أحد الغلاة - أيزعم ان أبي آتيه؟ قلت: نعم. قال: كذب والله ما يأتيه إلا]المتكون.
إن إبليس سلط شيطانًا يقال له (المتكون) يأتي الناس في أي]صورة] شاء، إن شاء في صورة صغيرة، وإن شاء في صورة كبيرة ولا والله ما يستطيع أن يجيء في صورة أبي عليه السلام) [اختيار معرفة الرجال ٢ ص ٥٨٩].
وبما أنّ تلك الصور غير واقعية للأئمة (عليهم السلام) فيمكن للشيطان أن يأتيهم بصورتها ويتكون بهيئتها ويقنع الناس بأفكار منحرفة ويظن المسكين هذا أنّ صاحب تلك الأفكار هو الإمام المعصوم (عليه السلام) لكونه قد يتشبه بتلك الصور غير الواقعية.
ولا يبعد أن يغريهم بالانتحار كما هو المعروف هذه الأيام بـ ظاهرة القربان لأنّ المنتحر يخسر دنياه وآخرته وهذا من أفضل طموحات الشيطان وأعلى غاياته.
لا سيما إذا أدركنا أنّ زعماء الغلاة - كما دلت عليه بعض الروايات - عندهم تعامل مع السحرة والمشعوذين المرتبطين بالشياطين فيمكنهم أن يسخروا شيطانًا يأتي لكل من يريدون بسهولة!!
ومن أجل ذلك ينبغي عدم المبالغة في نشر تلك الرسومات، وينبغي التنبيه المستمر على كونها ليست للأئمة (عليهم السلام) لكيلا يخدعهم الشيطان بذلك فيجيء من خلالها فيأمرهم بالمنكر وينهاهم عن المعروف، والمسكين يردد: من رآنا فقد رآنا، وهو لم يرهم أصلاً!
ولا تتصور أنّ هذه القضية جاءت من مخيلتي، بل في الواقع المعاصر قد انجرف بسببها الكثير من الناس إلى الانحراف؛ لأنه يعتقد أنّ صاحب الرسمة هو الإمام (عليه السلام) ومن رآه فقد رآه!!
كما أنّها في أكثر من رواية وردت عن الأئمة الصادقين (عليهم السلام) يحذرون من هذا الشيطان وتمثله بالصور، ويسمونه تارة بـ(المتكون) وأخرى بـ(المذهب) أما الأولى فلكونه يتكون في صور مختلفة، وأما الثانية فلعله لكونه يذهب بدينهم وهداهم!!
الشيخ مصطفى محمد جاسم
|
|
|
|
|