العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.37 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي الإمام علي ( عليه السلام ) في رأي أبي بكر مصادر سنية
قديم بتاريخ : 09-01-2018 الساعة : 08:18 PM


الإمام علي ( عليه السلام ) في رأي أبي بكر
1 - أبو بكر يعترف : أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) عزله ، ونصّب علياً ( عليه السلام ) .
أخرج الإمام أحمد بن حنبل وغيره ، من المحدّثين والمؤرّخين من أهل السُنة بإسنادهم عن أبي بكر : أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعثه بالبراءة لأهل مكّة ، وإبلاغهم ببعض الآيات من سورة التوبة ، وفيها ـ أيضاً ـ لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلاّ نفس مسلمة ، ومَن كان بينه وبين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مدة فأجله إلى مدته ، والله بريء من المشركين ورسوله ، فسار بها ثلاثاً متوجهاً نحو مكّة ، ثمّ قال ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( الحقه فردّ عليّ أبا بكر وبلّغها أنت . قال : ففعل ـ علي ( عليه السلام ) ـ ما أمر ، فلمّا قَدم أبو بكر على النبي ( صلى الله عليه وآله ) بكى فقال : يا رسول الله ، حدث فيّ شيء ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ما حدث فيك إلاّ خير ، ولكن أُمرت أن لا يبلّغه إلاّ أنا أو رجل مني ) (1) .
قال العلاّمة الأميني : هذه الإثارة أخرجها كثير من أئمة الحديث وحفّاظه ، وعدّد منهم 73 نسمةً (2) .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) مسند أحمد بن حنبل 1 : 3 و 1 : 7 ح 4 من الطبعة الحديثة ، كفاية الطالب : 254 باب ( 62 ) .
أخرجه عن أحمد بن حنبل ، والحافظ أبي نعيم ، وابن عساكر ، البداية والنهاية 7 : 357 - 358 وفيه : أو ( رجل من أهل بيتي ) ، البيان والتعريف 1 : 378 ح 441 أخرجه عن أحمد بن حنبل ، وابن خزيمة ، وأبي عوانة ، أنساب الأشراف 2 : 886 .
( 2 ) الغدير 6 : 338 ـ 350.
وقد زاد العلاّمة المرعشي التستري على هذا العدد آخرين من مؤلفي أهل السُنة (1) ، يمكن لمَن يراجع كتابه إحقاق الحق أن يستزيد معرفةً وعلماً إلى علمه .
ذِكراً : أنّ رواة هذه القصة أكثر من اثني عشر صحابياً ، غير أبي بكر ممّن رووا حديث البراءة ، ولكن اعتراف وإقرار أبي بكر بنفسه ، بأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) عزله عن القيام بهذه المهمة الدينية ، ذات أهمية كبرى وكرامة عظمى للإمام علي ( عليه السلام ) ، وأنّ هذا العزل لم يكن إلاّ بأمر إلهي ، أوحي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأن يعزل أبا بكر وينصّب علياً ( عليه السلام ) مكانه ؛ للقيام بهذه المهمة وإبلاغ البراءة لأهل مكة ، وأنّ علياً ( عليه السلام ) قد أدى هذا الأمر بأبلغ وجه وأتمه ـ كما مرّ في الحديث ـ .
2 - أبو بكر يعترف : بقصة الغدير ومولوية علي ( عليه السلام ) ، لمَن كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) مولاه .
روى مِئة وعشر من كبار صحابة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وثمانون وأربع راوٍ من التابعين ، وكذا أخرج ما يربو عن أربعمِئة عالم ومحدّث ومفسّر ومؤرّخ ورجالي ، وكثير من رجال العلم والأدب المعتمد عليهم عند أهل السُنة (2) .
وكذا صنّف أكثر من مِئة وأربع وثمانين كتاباً ورسالةً ، بلغات مختلفة عربية وفارسية وهندية وأجنبية ، فيما يخص مسالة الغدير ، وقد طُبعت أكثرها ، وبعضها تكرّر طبعه حتى وصل إلى
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) إحقاق الحق 3 : 399 سورة التوبة.
( 2 ) ومَن أراد الاستزادة من التفصيل ، ومعرفة أسماء رواة حديث الغدير ، وأسماء الحفّاظ والمصادر التي أخرجت هذا الحديث ، فليراجع موسوعة الغدير للعلاّمة الأميني المجلد الأَوّل ص 14 ـ 158 ، حيث إنّه روى عن ثلاثمِئة وستين عالماً ، وستة وعشرين كتاباً ، من علماء أهل السُنة وكتبهم ، واستقصى العلاّمة التستري في كتابه القيم إحقاق الحق المجلد الثاني ص 415 - 501 رواة هذا الحديث حتى أوصل ذلك العدد إلى أربعمِئة راوٍ .
خمس مرات أو أكثر (1) .
وحديث الغدير هو :
لمّا كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) راجعاً من حجّته ـ حجّة الوداع ـ وذلك في السنة العاشرة الهجرية ، نزل عليه الوحي يأمره بإكمال الدين ، يعني تبليغ تلك المسألة المصيرية ، أي تعيين الإمام والخليفة من بعده ، فأمر الناس بتجهيز مقدمات ذاك الأمر ، مثل الإعلان بتريّث المسلمين الحجاج ، وتوقّفهم في محل يُعرف بغدير خم ، وهو مفترق الطرق المؤدّية إلى مكة والمدينة وغيرها ، وأمر ( صلى الله عليه وآله ) بإرجاع الذين سبقوا الآخرين بالذهاب وإيقاف القادمين ، حتى تجمّع آنذاك في ذاك المحل مِئة وعشرون ألف حاجّاً من شتى أقطار البلاد الإسلامية .
وكان ذلك اليوم يوماً حاراً هاجراً شديد الرمضاء ، والشمس ساطعة حرارتها على رؤوسهم ، وقد اشتعلت أرض الحجاز ، فأمرهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بأن يصنعوا له من جهاز الجمال والمراكب مكاناً مرتفعاً كالمنبر ، حيث يراه الحاضرون جميعاً ويسمعون كلامه ، فوقف النبي ( صلى الله عليه وآله ) على ذاك الموضع المنبري ، وخطب الناس خطبةً غرّاء ، وقال فيما قاله ( صلى الله عليه وآله ) :
( أيّها الناس. .. مَن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، وانصر مَن نصره ، واخذل مَن خذله . .. ) ، وغير ذلك من العبارات الباهرة ، حيث شبّه النبي ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) بنفسه ، وبأنّه ولي الناس والقائم بأمرهم ، وطاعته فرض واجب ، وأنّه الخليفة من بعده ، ولكي يصدّ أمام ملابسات المنافقين ، وشبهات المخالفين ، لمولوية الإمام علي ( عليه السلام ) وخلافته ، أخذ بيد علي ( عليه السلام ) ورفعه عالياً ، حيث يراه جميع الحضّار والمجتمعين في هذا المؤتمر العالمي ، ثمّ دعا ( صلى الله عليه وآله ) لمَن يتولى علياً وينصره ، ولعن مَن عاداه وخذله ، وبعد ذلك أمر
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) الغدير للعلاّمة المحقّق السيد عبد العزيز الطباطبائي : 23 ـ 233.
الناس الذين اجتمعوا في هذا المؤتمر ، بأن يقوموا فرداً فرداً ويبايعوا علياً ، ويسلّموا عليه بالإمرة والخلافة طوعاً .
وقد طالت هذه البيعة من ضحى ذاك اليوم حتى غروبه ، وحتى نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وسائر المؤمنات جِئنَ فوضعنَ أيديهنّ في الطشت ـ الذي وضع أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) يده فيه ـ وهو خلف الخيمة فبايعنَه على الخلافة والولاية ، وبهذه الطريقة أعلن المسلمون آنذاك بأجمعهم التزامهم ، بالانقياد والطاعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
هذه خلاصة حديث الغدير .
أبو بكر يروي حديث الغدير : ولمّا كان موضوع كتابنا هذا ، هو نقل روايات الخلفاء واعترافاتهم ، التي أقرّوا بها بأولوية الإمام علي ( عليه السلام ) ، يجدر بنا أن نلفت أبصار القرّاء الكرام إلى حقيقتين مهمتين ، بلغتا من الأهمية حدّها الأقصى ، حتى يذهب الزَبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس :
الأُولى : قال أكثر الحفّاظ والمؤرّخين السنيين ، الذين رووا حديث الغدير في كتبهم ورسائلهم ، أو صنّفوا كتاباً مستقلاً وخاصاً بموضوع الغدير : إنّ أبا بكر وعمر وعثمان كانوا في مقدمة الرواة لحديث الغدير ، الذين نقلوا قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( مَن كنت مولاه فهذا علي مولاه ) .
الثانية : روى أكثر من ستين عالماً وحافظا ومؤرّخاً ، بأنّ أبا بكر وعمر هما أَوّل مَن بارك وهنّأ علياً بالخلافة والولاية ، وقالا له : بخ بخ لك يا علي ، أو قالا له : أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ، وذلك عندما انتهت مراسيم حفل الغدير ، وإعلان النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأنّ علياً هو مولى المؤمنين ، وبعد ما أمر الناس بالبيعة لعلي ( عليه السلام ) .
وممّن روى حديث الغدير ـ حديث ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ـ عن أبي بكر :
1 - الحافظ ابن عقدة ـ 333 هـ‍ ـ قد روى عن مِئة وخمس صحابياً رووا حديث الغدير ، ويذكر في كتابه ( حديث الولاية ) أسماء الرواة وقبائلهم ، ثمّ يخص بالذكر ثمانية عشر راوٍ دون أن يذكر خصائصهم ، ثمّ يقول : إنّ أَوّل مَن روى حديث الغدير هو أبو بكر بن أبي قحافة التيمي ـ 13 هـ‍ ـ (1) .
2 - القاضي أبو بكر الجعابي ـ 356 هـ‍ ـ روى حديث الغدير عن مِئة وخمس وعشرين طريقاً من الصحابة ، منهم أبي بكر (2) .
3 - واستخرج العلاّمة منصور اللاتي الرازي ـ من أعلام القرن الخامس ـ في كتابه ( حديث الغدير ) أسماء مَن روى حديث الغدير مرتّباً على حروف المعجم ، وذكر منهم أبا بكر (3) .
4 - قال العلاّمة ابن المغازلي الشافعي ـ 484 ه‍ـ ـ : وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نحو من مِئة نفس ، منهم العشرة المبشّرة ، وهم : أبو بكر وعثمان وطلحة والزبير. .. وهو حديث ثابت لا أعرف له علة (4) ، تفرّد علي ( عليه السلام ) بهذه
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) أسد الغابة 3 : 274 ترجمة عبد الله بن ياميل ، الإصابة 4 : 226 ترجمة عبد الله بن ياميل رقم 5047 ، الطرائف للسيد ابن طاووس : 140.
( 2 ) المناقب للسروي 3 : 25، بحار الأنوار 37 : 157. وقال رواه صاحب بن عباد وثمانية وسبعون صحابياً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، منهم : أبو بكر ، عمر ، عثمان ، الإمام علي ( عليه السلام ) ، طلحة ، والزبير . ..
( 3 ) المناقب للسروي 3 : 25 ، الغدير للعلاّمة الأميني 1 : 17 و 155. ولمزيد من الاطلاع على هذه المصادر الثلاثة المذكورة راجع : الغدير للعلاّمة الطباطبائي : 41 - 81 ترجمة رقم 6 و 10 و 19 .
( 4 ) لا أعرف له علة ، أي أنّي لم أعرف مخالفاً لهذه الرواية ؛ وذلك لأنّ هذا الحديث المتواتر فاقد لأي عيب ونقيصة ، سنداً ومتناً ، إلاّ أنّ هناك بعض المغرضين والمنحرفين عن علي ( عليه السلام ) .
الفضيلة ليس يشركه فيها أحد (1) .
5 - وأخرجه أيضا العلاّمة الجزري الشافعي في كتابيه ( أسنى المطالب ) و ( أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب ) (2) .
6 - وروى المؤرّخ العلاّمة زيني دحلان ، عن أبي بكر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، وأحب مَن أحبه ، وأبغض مَن أبغضه ، وانصر مَن نصره ، واخذل مَن خذله ، وأدر الحق معه حيث دار ) (3) .
وأمّا حديث التهنئة فسوف نوافيك به ضمن الأحاديث المروية عن عمر بن الخطاب (4) .
3 - أبو بكر يقول : ملائكة خُلقوا من نور وجه علي ( عليه السلام ) .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي بإسناده عن عثمان بن عفان قال : سمعت عمر بن الخطاب قال : سمعت أبا بكر بن أبي قحافة قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّ الله خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكةً ، يسبّحون ويقدّسون ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه ومحبي وُلده ) (5) .
وأخرج أيضاً بسند آخر عن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب أنّه قال :
حرّفوا بعض ألفاظه ، أو أسقطوا منها شيئاً ، وقد ذكرنا ذلك في كتاب أضواء على الصحيحين . ( المعرّب ) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب لابن المغازلي : 27 ذيل ح 39.
( 2 ) أسنى المطالب : 35 تحقيق المحمودي ، وص 12 تحقيق الطنطاوي .
( 3 ) فتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين ، بهامش السيرة النبوية لزيني دحلان 2 : 161.
( 4 ) راجع ص : 74 - 81 ( 5 ) مقتل الحسين ( عليه السلام ) للخوارزمي : 97.
( إنّ الله تعالى خلق ملائكةً من نور وجه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ) (1) .
أقول : ولعلّ هاتين الروايتين حديث واحد ، وإنّما وقع الاختلاف والنقيصة فيه حين التخريج عمداً أو سهواً .
4 - أبو بكر يعترف : النخلة تشهد لعلي ( عليه السلام ) بالوصية .
أخرج العلاّمة العيني الحنفي بسنده عن أبي بكر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وذلك لمّا سمع صوت خرج من النخلة ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( أتدرون ما قالت النخلة ؟ قال أبو بكر : قلنا : الله ورسوله أعلم .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : صاحت : هذا محمد رسول الله ، ووصيه علي بن أبي طالب ) (2) .
5 - أبو بكر يعترف : علي ( عليه السلام ) خير مَن طلعت عليه الشمس وغربت .
أخرج الحافظ ابن حجر العسقلاني بإسناده عن أبي الأسود الدؤلي قال : سمعت أبا بكر يقول : أيّها الناس ، عليكم بعلي بن أبي طالب ، فإنّي سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( علي خير مَن طلعت عليه الشمس وغربت بعدي ) (3) .
6 - أبو بكر يعترف : علي ( عليه السلام ) من النبي ( صلى الله عليه وآله ) كالنبي من الله عزّ وجلّ .
روى المحب الطبري وغيره بإسنادهم عن ابن عباس قال : . .. قال أبو بكر : يا علي ، ما كنت لأتقدّم رجلاً سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( علي مني كمنزلتي ـ
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 329 فصل ( 19 ) ح 348 .
( 2 ) مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) للعيني : 15 ح 4 طبعة أعظم بريس حيدر آباد .
( 3 ) لسان الميزان 6 : 78 ترجمة المغيرة بن سعيد البجلي رقم 281.
بمنزلتي ، خ ـ من ربّي ) . أخرجه ابن السمان في كتاب الموافقة (1) .
يعني أنّ منزلة علي ( عليه السلام ) وكرامته عندي كمنزلتي ، وبقدر مالي من المنزلة والكرامة عند الله عزّ وجل .
ورواه أيضاً العلاّمة الحريفيش بلفظ آخر . .. : قال أبو بكر : أنا لا أتقدّم على رجل قال في حقه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّ علياً يجيء يوم القيامة ، ومعه أولاده وزوجته على مراكب من البُدن ، فيقول أهل القيامة : أيُّ نبي هذا ؟ فينادي منادٍ : هذا حبيب الله ، هذا علي بن أبي طالب ) (2) .
7 - أبو بكر يعترف : جواز العبور على الصراط بيد علي ( عليه السلام ) .
روى العلاّمة الحافظ المحب الطبري ، وآخرون بإسنادهم عن قيس بن أبي حازم قال : التقى أبو بكر وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فتبسّم أبو بكر في وجه علي ( عليه السلام ) ، فقال ( عليه السلام ) له : مالك تبسّمت ؟ قال : سمعت رسول الله ( عليه السلام ) يقول : ( لا يجوز أحد الصراط إلاّ مَن كتب له علي الجواز ) . أخرجه ابن السمان في كتاب الموافقة (3) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) ذخائر العقبى : 64 ، الرياض النضرة 3 : 118 و 232 ، الصواعق المحرقة : 177، توضيح الدلائل : 239 مخطوط ، الروض الأزهر : 97 ، إحقاق الحق 17 : 194 خرّجه عن وسيلة النجاة : 134، ووسيلة المال : 113، ومناقب العشرة : 12. مناقب سيدنا علي : 39 ، أرجح المطالب : 468 .
( 2 ) إحقاق الحق 15 : 439 أخرجه عن الروض الفائق في المواعظ والدقائق ، لشعيب بن عبد الله المعروف بالحريفيش : 267 .
( 3 ) ذخائر العقبى : 71 ، الرياض النضرة 3 : 137 ، الصواعق المحرقة : 126 أخرجه عن ابن السمان والعسقلاني في المطالب العالية ، ينابيع المودة : 419 باب ( 70 ) المناقب
وأخرج العلاّمة الخطيب البغدادي بسنده عن أنس بن مالك قال : قال أبو بكر عند موته :
سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّ على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد ، إلاّ بجواز من علي بن أبي طالب ) (1) .
وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي : هل ترى أنّ مَن تقلّد الخلافة زوراً وظلماً وغصباً ، وأخذ البيعة من علي ( عليه السلام ) قهراً وكرهاً ، ويعترف قائلاً : ليتني لم أكشف بيت فاطمة ، ولو أعلن علي الحرب (2) ،
ـــــــــــــــــــــــــ
المرتضوية للكشفي الترمذي : 91 ، إسعاف الراغبين : 176 ، الروض الأزهر للسيد شاه تقي : 97 ، وسيلة النجاة : 135 ، وسيلة المال : 122 مخطوط ، فتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين 2 : 161، أرجح المطالب : 550 ، المناقب لابن المغازلي : 119، مناقب سيدنا علي : 45.
( 1 ) تاريخ بغداد 10 : 357 . أقول : أخرجه الخطيب وفيه من الزوائد والإضافات ما يدل على كون هذه الزوائد من المدسوسات والتحريفات ، ثمّ يعقّب الخطيب على الرواية وزوائدها ويقول : هذا من حكاية القصّاصين ، ولكن لمّا تنظر وتتمعّن في النص ، الذي أخرجه الحفّاظ والمحدّثون ، وكما جاء في المصادر المتكثرة ، والتي هي خالية من الزوائد البغدادية وتحريفاته للحديث ، لعرفت أنّ الخطيب زوّر الحديث وزيّفه حسب ما تهواه نفسه .
( 2 ) فلو أردت أيّها القارئ أن تطّلع على اعتراف أبي بكر ، بأنّه هو الذي أمر بإحراق باب بيت الزهراء ( عليها السلام ) فراجع مضّانه في المصادر التالية :
الأموال لأبي عبيد : 194 ، الإمامة والسياسة : 18 ، الكامل للمبرد : روى عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 2 : 46 ، وج 6 : 51 و 20 : 24، السقيفة وفدك للجوهري : 40 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 137 ، تاريخ الطبري 3 : 43 حوادث سنة 13 ه‍ـ ، العقد الفريد 4 : 268 ، مروج الذهب 2 : 301 ، المعجم الكبير 1 : 19 ح 43 ، تاريخ مدينة دمشق 30 : 422 ، كنز العمال 5 : 631 ح 14133 ، أخرجه عن الأموال ، والضعفاء للعقيلي ، وفضائل الصحابة للطرابلسي والطبراني وابن عساكر ومسند سعيد بن منصور ، ميزان الاعتدال 3 : 109 ترجمة علوان بن داود رقم 5763 ، تاريخ الإسلام للذهبي 3 : 117 - 188 ، لسان الميزان 4 : 189 ترجمة علوان بن داود رقم 502 ، منتخب كنز العمال 2 : 171 ، الضعفاء للعقيلي 3 : 420 ترجمة علوان بن داود البجلي رقم 1461 .
حتى آلَ الأمر به وبأصحابه أن يحرقوا باب دار علي وفاطمة بالنار ، ويضربوا بنت المصطفى وزوجة المرتضى فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، حتى أسقطت ما في بطنها ، ويأمر أتباعه وملازميه بملاحقة علي ( عليه السلام ) ، وأباح لهم التعدي عليه ، حتى أن وصل الأمر بهم أن قام الإمام علي ( عليه السلام ) يشكو ويئن من قسوتهم وظلمهم وتعديهم . .. فهل ترى مثل هذا يجوز الصراط ، في حين أنّ جواز العبور بيد علي ( عليه السلام ) كما اعترف هو بنفسه ؟ .



يتبع

من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.37 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-01-2018 الساعة : 08:19 PM


8 - أبو بكر يعترف : النظر إلى وجه علي ( عليه السلام ) عبادة .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن المغازلي الشافعي وغيره من الحفّاظ ، بإسنادهم عن عائشة قالت : رأيت أبا بكر يكثر النظر إلى وجه علي ( عليه السلام ) ، فقلت : يا أبة ، أراك تكثر النظر إلى وجه علي ( عليه السلام ) ؟ فقال : يا بُنية ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( النظر إلى وجه علي عبادة ) (1) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب لابن المغازلي : 210 ح 252 أخرجه بسندين ، المجالسة وجواهر العلم لأبي بكر الدينوري : 514 ، المناقب للخوارزمي : 362 فصل ( 23 ) ح 375 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 350 ، الرياض النضرة 3 : 120 ، مسلسلات ابن الجوزي : 17 ح 13 مخطوط ، نهاية العقول للرازي : 17 ، إحقاق الحق 7 : 110 ، ذخائر العقبى : 95 عن تاريخ مدينة دمشق ، كفاية الطالب : 161 باب ( 34 ) ، سير أعلام النبلاء 15 : 542 ، البداية والنهاية 7 : 357 ، تاريخ الخلفاء : 172 ، الصواعق المحرقة : 177، اللآلئ المصنوعة 1 : 345 أخرجه عن تاريخ ابن النجّار وصحّحه ، التعقّبات للسيوطي : 57 ، المناقب المرتضوية : 83 ، مناقب العشرة : 34 و 36 ، أخرج عنهم إحقاق الحق 7 : 109 وج 17 : 152 ، مناقب سيدنا علي : 19 ح 56 أخرجه عن الحاكم وابن عساكر ، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد 5 : 31 ، وسيلة المال : 134 ، الروض الأزهر : 97 .
9 - أبو بكر يعترف : عدل علي ( عليه السلام ) مساوٍ لعدل النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي وغيره من الحفّاظ ، عن الحبشي بن جنادة قال : كنت جالساً عند أبي بكر الصدّيق ، فقال : مَن كانت له عند رسول الله عِدة ، فليقم ، فقام رجل فقال : إنّه قد وعدني ثلاث حَثَيات من تمر ، فقال أبو بكر : أرسلوا إلى علي ( عليه السلام ) ، فجاء فقال أبو بكر : يا أبا الحسن ، إنّ هذا يزعم أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعده أن يحثي له ثلاث حَثَيات من تمر ، فاحثِها له ، فحثاها .
فقال أبو بكر : عدّوها ، فوجدوا في كل حَثية ستين تمرةً ، لا تزيد واحدة على الأخرى . فقال أبو بكر : صدق الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة الهجرة ـ ونحن خارجون من الغار نريد المدينة ـ : ( يا أبا بكر ، كفي وكف علي في العدل سواء ) .
وورد أيضاً ( في العدد ) بدلاً عن ( في العدل ) (1) .

سواسية النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي في العدل .
وروى العلاّمة الخطيب البغدادي بسنده عن أنس بن مالك ، عن عمر بن الخطاب ، قال : حدثني أبو بكر ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : جئت إلى النبي ( صلى الله عليه وآله )
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ بغداد 5 : 37 و 8 : 76 ، المناقب للخوارزمي : 296 فصل ( 19 ) ح 290 ، المناقب لابن المغازلي : 129 ح 170 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 369 ، تاريخ الخلفاء : 93 ح 98 ، الرياض النضرة 3 : 120، منتخب كنز العمال 5 : 31 ، ينابيع المودة : 233 و 252 ، سعد الشموس والأقمار : 211، أرجح المطالب ، 256، الكوكب الدري لمحمد صالح الحنفي : 122 ، فرائد السمطين 1 : 50 ح 15.
وبين يديه تمر ، فسلّمت عليه ، فردّ علي وناولني من التمر مِلء كفه ، فعددته ثلاثاً وسبعين تمرة ، ثمّ مضيت من عنده إلى عند علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وبين يديه تمر ، فسلّمت عليه ، فردّ عليّ وضحك إلي وناولني من التمر مِلء كفه ، فعددته فإذا هو ثلاث وسبعون تمرة ، فكثر تعجّبي من ذلك ، فرجعت إلى النبي فقلت : يا رسول الله ، جئتك وبين يديك تمر ، فناولتني مِلء كفك ، فعددته ثلاثاً وسبعين تمرة ، ثمّ مضيت إلى عند علي بن أبي طالب وبين يديه تمر ، فناولني مِلء كفه ، فعددته ثلاثاً وسبعين ، فتعجّبت من ذلك . فتبسّم النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : ( يا أبا هريرة ، أَما علمت أنّ يدي ويد علي في العدل سواء ) (1) .


10 - أبو بكر يعترف : علي ( عليه السلام ) أسبق الناس بيعةً للنبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر عن الدار قطني بسنده عن أبي رافع ، قال : كنت قاعداً بعد ما بايع الناس أبا بكر ، فسمعت أبا بكر يقول للعباس : أنشدك الله ، هل أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جمع بني عبد المطلب وأولادهم وأنت فيهم ، وجمعكم دون قريش ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا بني عبد المطلب ، إنّه لم يبعث الله نبياً ، إلاّ جعل له من أهله أخاً ووزيراً ووصياً وخليفةً في أهله ، فمَن منكم ـ يقوم و ـ يبايعني ، على أن يكون أخي ووزيري ، ووصيي وخليفتي في أهلي ؟ فلم يقم منكم أحد . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا بني عبد المطلب ، كونوا في الإسلام رؤساء ولا تكونوا أذناباً ، والله ليقومنّ قائمكم أو لتكوننّ في غيركم ثمّ لتندُمنّ ) ، فقام علي من بينكم ، فبايعه على ما شرط له ودعا إليه ، أتعلم هذا له من
ـــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ بغداد 8 : 76 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 368 ، كفاية الطالب : 256 فصل ( 62 ) ، فرائد السمطين 1 : 50 ح 15.

رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال العباس : نعم (1) .
وأخرج العلاّمة الحافظ محمد بن جرير الطبري ، بإسناده عن أبي رافع مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه كان عند أبي بكر إذ جاء علي والعباس ، فقال العباس : أنا عم رسول الله ووارثه وقد حال علي بيني وبين تركته ، فقال أبو بكر : فأين كنت يا عباس حين جمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) بني عبد المطلب وأنت أحدهم فقال : ( أيّكم يؤازرني ، ويكون وصيي ، وخليفتي في أهلي ، وينجز عدتي ، ويقضي دَيني ؟ ) فقال له العباس : بمجلسك تقدّمته وتأمّرت عليه ، أي إن كان هكذا كما تقول : لماذا تقدّمت عليه وغصبت أمره ؟ .
فقال أبو بكر : أغدراً يا بني عبد المطلب (2) ؟ أي أنّكما ـ يا علي ويا عباس ـ أردتما بدعواكما هذه المصطنعة على إرث النبي ( صلى الله عليه وآله ) وتركته ، أن تأخذا مني الإقرار والاعتراف بحق علي ( عليه السلام ) وأولويته للخلافة ، وتحكموا عليّ بما أَتفوه به ، وأقوله بنفسي ولساني ، يعني : تديناني وتلزماني من فمي .
وأمّا ابن عساكر الدمشقي فعندما نقل الحديث أسقط منه صدره ـ أي مجيء العباس وعلي إلى أبي بكر ، وهما يتحاكمان إليه مسالة إرث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ وهكذا أسقط ذيله ، أي كلمة العباس لأبي بكر ، حيث يدينه على تقدّمه وتأمّره على
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 50 ، تأويل مختلف الحديث : 35 .
( 2 ) المسترشد : 577 ح 249 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 158 ذكره ضمن الحوار الذي دار بين عمر بن الخطاب وبين ابن عباس . وأشار إلى هذا الحديث ابن عبد ربّه في العقد الفريد 2 : 412 ولكنّه حرّف وشوّه المتن منه .

الإمام علي ( عليه السلام ) ، ممّا يدل على مخالفة أبي بكر لأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
وعلى الرغم من أنّ الحديث الذي رواه ابن عساكر مبتور الصدر والذيل ، لكنّه يكشف عن حقيقة في غاية الأهمية وهي : إثبات الخلافة لعلي ( عليه السلام ) بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنّه متقدم في إيمانه وإسلامه على غيره .
وملخّص القول : أنّ أبا بكر حين يروي هذا الحديث ، يعترف ويقر بأفضلية الإمام علي ( عليه السلام ) ، وهذا الاعتراف خير دليل ، وأفضل شاهد ، على أنّ علياً ( عليه السلام ) أقدم الناس إسلاماً ، وأنّه أَوّل مَن آمن وأعلن حمايته للنبي ومناصرته إيّاه في بدء الدعوة ، وأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قلّده في مقابل هذه الأمور ، وسام الأخوة والوزارة والوصاية والخلافة من بعده . فتأمل .

11 - أبو بكر يعترف : حرب علي وسلمه ، هو حرب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وسلمه .
أخرج العلاّمة الحافظ المحب الطبري ، وآخرون من حفّاظ أهل السُنة ومحدثيهم ، بإسنادهم عن أبي بكر قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خيّم خيمةً ، وهو متكئ عل قوس عربية ، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فقال : ( يا معشر المسلمين ، أنا سِلم لمَن سالم أهل الخيمة ، وحَرب لمَن حاربهم ، لا يحبهم إلاّ سعيد الجد ، طيب الولادة ، ولا يبغضهم إلاّ شقي الجد ، رديء الولادة ) ، وزاد العلاّمة الخطيب الخوارزمي فيما أخرجه : فقال رجل لزيد ـ راوي الحديث ـ : يا زيد ، أأنت سمعت هذا منه ـ أي من أبي بكر ـ ؟ قال زيد : إي وربِّ الكعبة (1) .
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الرياض النضرة 3 : 154 ، المناقب للخوارزمي : 296 فصل ( 19 ) ح 291 ، أهل البيت

12 - أبو بكر يأمر بمداراة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
أخرج العلاّمة جلال الدين السيوطي ، عن البخاري بإسناده ، عن أبي بكر في تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (1) . أنّه قال : ارقبوا محمداً ( صلى الله عليه وآله ) في أهل بيته (2) .
أقول : لا يخفى على الخبير أنّ علياً ( عليه السلام ) ، هو أَوّل الناس وأقربهم مصداقيةً لأهل البيت والعترة ( عليهم السلام ) ، بعد فاطمة سيدة النساء ( عليها السلام ) ، وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوصي الناس دائماً بعلي ( عليه السلام ) ، ولكن لو راجعت التاريخ لرأيت ، أنّ أبا بكر هو أَوّل مَن رعى حقه ومداراته ، وأثبت رعايته ومراقبته للعترة الطاهرة ، كما قال : ليتني لم أكشف. .. (3) .

13 - أبو بكر يستقيل الناس ، ويعترف بأولوية علي ( عليه السلام ) بالخلافة .
أخرج حجة الإسلام أبو حامد الغزالي ، وابن روزبهان الشيرازي ـ وهو من متكلمي أهل السُنة ـ عن أبي بكر أنّه قال وهو على المنبر : ( أقيلوني ولست بخيّركم وعلي فيكم ) ، ولا ريب أنّ هذه الإقالة هي الإقالة من الخلافة ، وبعبارة أخرى : إنّ الخليفة ـ أبا بكر ـ نوّه بقوله هذا للمسلمين : فإن كنتم قد بايعتموني على أنّي أفضلكم وخيّركم فأقيلوا البيعة ؛ وذلك لأنّي لست كذلك ، ولست بخيّركم وأفضلكم ، وهذا
ــــــــــــــــــــــ
لتوفيق أبو علم : 8 و 227، الإمام علي ( عليه السلام ) لتوفيق أبو علم : 66. مرآة المؤمنين لولي الله اللكهنوي : 84 ، أرجح المطالب : 309.
( 1 ) الشورى : 23.
( 2 ) الدر المنثور 6 : 7 ، تاريخ الخلفاء : 98 ، الصواعق المحرقة : 176.
( 3 ) راجع ص 41 عند البحث عن قول أبي بكر ليتني لم أكشف بيت فاطمة ؛ لتزداد خبراً إلى خبر ، على حقيقة قول أبي بكر بالمراقبة والمداراة بأهل البيت ( عليهم السلام ) .

علي ( عليه السلام ) فيكم (1) .
وأخرج السبط ابن الجوزي (2) ، هذا الحديث عن أبي حامد الغزالي ، في كتابه سرّ العالمين بزيادة في الشرح والبيان فقال : قول أبي بكر على منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أقيلوني فلست بخيّركم . قال : أَفقال ـ أي أبو بكر ـ ذلك هزلاً أو جِداً أو امتحاناً ؟ فإن كان هزلاً فالخلفاء منزّهون عن الهزل ، وإن كان جِداً فهذا نقض للخلافة ، وإن كان امتحاناً فالصحابة لا يليق بهم الامتحان لقوله تعالى : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ) (3) .
ولتوضيح المراد أنقل للقارئ ما ذكره متكلّم أهل السُنة العلاّمة القوشجي ، في بيان إقرار أبي بكر فإنّه قال : وليتكم ولست بخيّركم وعلي فيكم ، فهذه العبارة صريحة في مسالة الخلافة كما ترى (4) .
وعلى أي حال ، فإنّ كلا العبارتين ( أقيلوني ) أو ( وليتكم ) صريحتان في اعتراف أبي بكر ، بأنّ الإمام علي ( عليه السلام ) أولى بالخلافة والولاية بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنّ طلبه الاستقالة يمكن أن يحتج به على أبي بكر ، ويلزمه باعترافه هذا ، وزد على ذلك أيضاً أنّ مقولة أبي بكر حجة قاطعة وبالغة ، على كل مَن يريد التخرّص بلفه ونشره الفاسد ، أن يقول بأولوية أبي بكر ، وأفضليته على علي ( عليه السلام ) ، وهو يريد بزعمه هذا الإغماض والتغافل عن كل الشواهد القرآنية والحديثية والتاريخية ، الدالة على أولوية الإمام علي ( عليه السلام ) وأحقيته للخلافة .
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) سرّ العالمين لأبي حامد الغزالي : إبطال الباطل لابن روزبهان ، أورده في الجواب على الطعن السابع على أبي بكر ، في مسالة إحراق بيت الزهراء ( عليها السلام ) ، تشييد المطاعن 1 : 149، بحار الأنوار 28 : 201.
( 2 ) تذكرة الخواص : 62.
( 3 ) الأعراف : 43.
( 4 ) شرح تجريد الاعتقاد : 371 المقصد الخامس من مبحث الإمامة .
14 - أبو بكر يعترف : جواز عبور الصراط بيد علي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن حجر العسقلاني بسنده عن أبي بكر قال : إنّ على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد ، إلاّ بجواز من علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) (1) .
15 - أبو بكر يعترف : علي شبيه آدم ونوح وإبراهيم ( عليهم السلام ) .
أخرج الحافظ الخطيب الخوارزمي بإسناده عن الحارث الأعور ـ صاحب راية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ قال : بلغنا أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان في جمع من أصحابه فقال : ( أيّكم آدم في علمه ، ونوح في فهمه ، وإبراهيم في حكمته ؟ ) فلم يكن بأسرع من أن طلع علي ( عليه السلام ) ، فقال أبو بكر : يا رسول الله أَقِست رجلاً بثلاثة من الرسل ، بخ بخ لهذا الرجل ، مَن هو ، يا رسول الله ؟ قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( أَوَ لا تعرفه يا أبا بكر ؟ قال : الله ورسوله أعلم . قال ( صلى الله عليه وآله ) : هو أبو الحسن علي بن أبي طالب ) ، قال أبو بكر : بخ بخ لك يا أبا الحسن ، وأين مثلك يا أبا الحسن (2) ؟ .
16 - أبو بكر وعمر يعترفان : علي أمير المؤمنين .
أخرج الحافظ الشيخ عبيد الله الأمر تسري الحنفي ، عن طريق الحافظ ابن مردويه الأصفهاني ، بإسناده عن سالم مولى أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) قال : كنت مع علي ( عليه السلام ) في أرض نعمل ، إذ جاء أبو بكر وعمر إلى علي ( عليه السلام ) وقالا : السلام
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) لسان الميزان 4 : 111 ترجمة عبيد الله بن لؤلؤ بن جعفر بن حمويه رقم 225.
( 2 ) المناقب : 88 ح 79 ، أرجح المطالب : 454 أخرجه عن ابن مردويه.
عليك يا أمير المؤمنين ، فقيل لهما : أكنتما تسلّمان عليه في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بإمرة المؤمنين ؟ قال عمر : هكذا أمرنا النبي ( صلى الله عليه وآله ) (1) .
17 - أبو بكر يعترف : المنبر حق علي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة ابن أبي الحديد روايةً عن الشعبي قال : قال الحسن بن علي ( عليه السلام ) إلى أبي بكر ، وهو يخطب على المنبر فقال له : ( انزل عن منبر أبي ) ، فقال أبو بكر : صدقت ، والله ، إنّه لمنبر أبيك لا منبر أبي (2) ، أخرجه أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة (3) .
18 - أبو بكر يعترف : علي ( عليه السلام ) عترة النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة المناوي في كتابه فيض القدير شرح الجامع الصغير ، في بيان الحديث النبوي ( مَن كنت وليه فعلي وليه ) ، وقال : ورواه الديلمي بلفظ : ( مَن كنت نبيه فعلي وليه ) ؛ ولهذا قال أبو بكر فيما أخرجه الدار قطني : علي عترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أي أنّ علياً هو من الذين حثّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) على التمسّك بهم ، والاقتداء بهديهم ؛ لأنّهم النجوم التي يهتدي بهم المقتدي والمتمسك (4) .
وقال ابن كثير : أخرج الدار قطني في كتابه الفضائل ، بسنده عن معقل بن
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أرجح المطالب : 15، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 20 ح 61.
( 2 ) شرح نهج البلاغة 6 : 42 - 43 ، الرياض النضرة 1 : 187 ، الصواعق المحرقة : 177 ، السيرة الحلبية 1 : 442 ، تاريخ الخلفاء : 80 ، كنز العمال 5 : 616 ح 14085 أخرجه عن أبي نعيم والجابري ، ينابيع المودة : 306 باب ( 59 ) فصل في الآيات النازلة بشان أهل البيت ( عليهم السلام ) رواه عن الدار قطني ، الإتحاف بحب الأشراف : 23.
( 3 ) السقيفة وفدك : 66 ـ 67.
( 4 ) فيض القدير 6 : 218.
يسار قال : سمعت أبا بكر يقول : علي بن أبي طالب عترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (1) .
وبناءً على هذا ، فمَن تمعّن ودقّق في مفاد حديث الثقلين ، الذي تواتر تخريجه عند السنة والشيعة ، وثبت صدوره وقطعيته عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيث قال : ( إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا أبداً ) (2) ، عرف وتيقّن بأنّ الرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قرن العترة بالقرآن ، وجعلها عدلاً له ، وأنّها هي التي تفسّر القرآن ، وتكشف رموزه ؛ ولهذا كان التمسّك بالقرآن والعترة والانقياد إليهما واتّباعهما ، هو السبيل الوحيد في الاهتداء إلى الصواب ، والنجاة من الضلالة والغواية ، اللذَينِ يتبعهما الخزي والعار في الدار الآخرة .
وبناءً على ما اعترف به أبو بكر اعترافاً صريحاً ، بأنّ الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) هو العترة ، فبأي مستمسك شرعي ودليل ديني ، أزاح أبو بكر علياً ( عليه السلام ) عن الخلافة ، التي هي محط إجراء الأحكام القرآنية ، والمرجع في تبليغ تعاليم القرآن وبيان حقائقه ، حتى أنّ أبا بكر لم يكتفِ بهذا فقط ، بل فرض على علي ( عليه السلام ) الإقامة القهرية في داره ، منذ أن غصب الخلافة حتى نهاية خلافة عثمان ، والتي دامت مدة ربع قرن ، بل إنّه لم يرضَ بذلك حتى أن أمر بإحراق دار علي ( عليه السلام ) ، وسحبوا علياً
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) وسيلة المال لابن كثير نقل عنه الغدير 1 : 303 و 398.
( 2 ) أَلّف العلاّمة المحقّق آية الله مير حامد حسين النيسابوري اللكهنوي موسوعةً كبيرة ، في إثبات ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأولاده الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ، عترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والاستدلال على أَحقية خلافتهم ، وأسماها بعبقات الأنوار ، وخصّ المؤلّف المحقّق مجلدينِ من هذه الموسوعة ، في إثبات صحة طرق حديث الثقلين من كتب أهل السُنة وصحاحهم ، ودلالته على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
وقد أبدع المؤلّف في هذا الكتاب بحثاً عميقاً وأنيقاًَ وعلمياً ، في إثبات حديث الثقلين سنداً ومتناً ، وقد قمنا بتحقيق هذين المجلدينِ تحقيقاً علمياً ، وخرج بعد ذلك في ستة أجزاء ، وطُبع في مدينة أصفهان ، وشرحنا ترجمة المؤلّف وخصائص كتابه في مقدمة تحقيقنا فليراجع .
مقيّداً إلى المسجد النبوي ؛ لمبايعة الخليفة السقيفي كرهاً وزوراً .

19 - أبو بكر يعترف : علي أقرب الناس لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة المحب الطبري بطريقه عن الشعبي قال : إنّ أبا بكر نظر إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : مَن سرّه أن ينظر إلى أقرب الناس قرابةً من رسول الله ، وأعظمهم عنه غنىً ، وأحظّهم عنده منزلةً فلينظر ـ وأشار ـ إلى علي بن أبي طالب . خرّجه ابن السمان (1) .
وأخرج المحدّث الدار قطني ـ بإسناده عن الشعبي ـ الحديث بلفظ آخر عن أبي بكر : مَن سرّه أن ينظر إلى أعظم الناس منزلةً ، عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلينظر إلى هذا الطالع (2) ـ أي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ .
20 - أبو بكر يعترف : علي ( عليه السلام ) كالنبي ( صلى الله عليه وآله ) في الرتبة .
أخرج العلاّمة الشيخ أبو المكارم علاء الدين السمناني ـ 736 ه‍ـ ـ في كتابه ( العروة الوثقى ) بعد أن روى حديث المنزلة ، وحديث الغدير ، ودعاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ) ، ثمّ قال : وهذا حديث متفق على
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 119 ، المناقب للخوارزمي : 161 فصل ( 14 ) ح 193 ، نظم درر السمطين : 129 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 73 ، وفيه : وأفضلهم دالةً ـ أي دلالة ـ ، كنز العمال 13 : 115 ح 36375 خرّجه عن الأثرات لابن أبي الدنيا وابن مردويه والحاكم ، الصواعق المحرقة : 177 ، فتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين بهامش السيرة النبوية 2 : 16 .
( 2 ) أرجح المطالب : 467 أخرجه عن ابن السمان ، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 49 خرّجه عن الدار قطني وابن السمان ، مفتاح النجاة : 29، الروض الأزهر : 362.
صحته ، فصار ( عليه السلام ) سيد الأولياء ، وكان قلبه على قلب محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
وأضاف قائلاً : وإلى هذا السر أشار سيد الصدّيقين ، صاحب غار النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أبو بكر ، حين بعث أبا عبيدة بن الجرّاح إلى علي ( عليه السلام ) ؛ لاستحضاره فقال : يا أبا عبيدة ، أنت أمين هذه الأمّة ، أبعثك إلى مَن هو في مرتبة مَن فقدناه بالأمس ـ يعني النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ ينبغي أن تتكلم عنده بحسن الأدب (1) .
أقول : ولعلّني أمكنني أن أتفهّم معنى هذا الإحضار ، وأمر أبي بكر أبا عبيدة بمراعاة المرونة والأدب وحسن المعاملة ، مع علي ( عليه السلام ) ، وأتفهّم وأعقل متى كان هذا الأمر من أبي بكر ولِمَ أمر بذلك ؟ وليته قد أمر بذلك لمّا أرسل عمر بن الخطاب لإحضار علي إلى سقيفة بني ساعدة . .. وما جرى عليه ( عليه السلام ) ـ بعد ذلك ـ .
تأمل أيّها القارئ الخبير في هذا المختصر ، فإنّ الحر تكفيه الإشارة .
21 - أبو بكر يعترف : إنّه عاجز عن وصف النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة محب الدين الطبري بسنده عن ابن عمر قال : إنّ اليهود جاءوا إلى أبي بكر فقالوا له : صف لنا صاحبك ـ أي النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ . فقال : معشر اليهود ، لقد كنت معه في الغار كإصبعي هاتينِ ، ولقد صعدت معه جبل حراء وإن خنصري لفي خنصره ، ولكنّ الحديث عنه ( صلى الله عليه وآله ) شديد ، وهذا علي بن أبي طالب ، فأتوا علياً ( عليه السلام ) فقالوا : يا أبا الحسن ، صف لنا ابن عمك ، فقال ( عليه السلام ) : ( لم يكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالطويلِ الذاهب طولاً ، ولا بالقصيرِ المتردّد ، كان فوقَ الربعة ، أبيضَ اللونِ ، مشرباً حمرة ، جعدَ الشعرِ ، ليس بالقطط ، يضرب
ــــــــــــــــــ
( 1 ) الغدير 1 : 297.
شعره إلى أرنبته ، صلت الجبينِ ، أدعجَ العينين ، دقيقَ المسربةِ ، برّاقَ الثنايا ، أقنى الأنفِ ، كان عنقه إبريقَ فضةٍ ، له شعرات من لبتهِ إلى سرتهِ ، كأنّهنّ قضيب مسك أسود ، ليس في جسده ولا في صدره شعرات غيرهنّ ، وكان شئن الكف والقدم ، وإذا مشى كأنّما يتقلّع من صخرٍ ، وإذا التفتَ التفتَ بمجامعِ بدنهِ ، وإذا قام غمر الناسَ ، وإذا قعد علا الناسَ ، وإذا تكلم أنصت الناس ، وإذا خطب أبكى الناسَ ، وكان أرحمَ الناس بالناس ، لليتيمِ كالأبِ الرحيم ، وللأرملةِ كالكريمِ الكريم ، أشجعَ الناس ، وأبذلَهم كفاً ، وأصبحَهم وجهاً ، لباسه العباء ، وطعامه خبز الشعير ، وإدامه اللبن ، ووساده الأُدم محشو بليف النخل ، سريره أمّ غيلان مرمّل بالشريف ، كان له عمامتان إحداهما تدعى السحاب ، والأخرى العقاب ، وكان سيفه ذا الفقار ، ورايته الغرّاء ، وناقته العضباء ، وبغلته دلدل ، وحماره يعفور ، وفرسه مرتجز ، وشاته بركة ، وقضيبه الممشوق ، ولواؤه الحمد ، وكان يعقلُ البعيرَ ، ويعلف الناضحَ ، ويرقّعُ الثوبَ ، ويخصفُ النعلَ ) (1) .
هكذا وصف لهم علي ( عليه السلام ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأوصاف حميدة ، وخصال تامة من الناحية الجسمية والنفسية والخلقية .
وكيف كان ( صلى الله عليه وآله ) يتعامل مع الناس ، حتى ذكر ( عليه السلام ) لهم مركب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعمامته وسيفه وغيره .
وتجدر الإشارة إلى ما يضحك الثكلى ، كيف يعجز مَن يعتقد أبناء السُنة وأتباع الخلافة فيه ، بأنّه أَوّل المسلمين إيماناً ، وأنّه لم يفارق النبي ( صلى الله عليه وآله ) خلال ثلاث وعشرين سنة ، من بدء الدعوة حتى وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولو للحظة قصيرة ؟ وكيف يتصور أنّ مَن يدعي الخلافة والإمامة ، وأنّه القائم مقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يعجز عن توصيف مستخلفه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ كما يدعي هو ـ ويبيّن خصاله الخَلقية والخُلقية ، وتراه عندما
ـــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 162 - 163 ، ذخائر العقبى : 80 . أوردنا الحديث بكامله ؛ لِما فيه بيان شمائل النبي ( صلى الله عليه وآله ) وخصائصه . ( المعرّب ) .
يعجز عن ذلك ، يضطر أن يبعث السائل اليهودي إلى الإمام علي ( عليه السلام ) ليأخذ الجواب ؟
فعلى هذا ، فهل يمكن التوقّع من أبي بكر أن يصف لنا النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الناحية العلمية والدينية والأخلاقية ، بينما هو عاجز عن توصيفه من الناحية الجسمية ؟ وهل يعقل أن نلتمس من أبي بكر أن يخطو خُطى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ويسير على نهجه ، ويواصل سبيله ؛ لكي يشدّ عزم المسلمين في دينهم ، ويهدي الكافرين إلى الصراط المستقيم ، ويسوقهم نحو معرفة شخصية الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو يعجز عن توصيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ .
22 - أبو بكر يستشير علياً ( عليه السلام ) ويمنعه من الجهاد .
قال العلاّمة الشيخ محمد مخلوف المالكي ـ وهو من علماء مصر المعاصرين ـ :
كان أبو بكر كثيراً ما يحرص على آراء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؛ ولذلك كان يدأب في إبقاء الإمام علي ( عليه السلام ) بجواره في المدينة ، ولم يرضَ له الخروج من المدينة والحجاز ، أو الاشتراك في الحروب مع المجاهدين (1) .
23 - أبو بكر يرجع إلى علي ( عليه السلام ) في حلّ مسائل اليهودي .
روى العلاّمة الأديب ابن دريد البصري في كتابه المجتنى ، بسنده عن أنس بن مالك قال : أقبل يهودي بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى دخل المسجد فقال : أين وصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فأشار القوم إلى أبى بكر ، فوقف عليه فقال : أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلاّ نبي أو وصي نبي ، قال أبو بكر : سل عمّا بدا لك قال اليهودي : أخبرني عمّا ليس لله ، وعمّا ليس عند الله ، وعمّا لا يعلمه الله ؟
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) طبقات المالكية 2 : 41.
فقال أبو بكر : هذه مسائل الزنادقة ، يا يهودي ، وَهمّ أبو بكر والمسلمون رضي الله عنهم باليهودي .
فقال ابن عباس رضي الله عنهما : ما أنصفتم الرجل ، فقال أبو بكر : أَما سمعت ما تكلم به ؟ فقال ابن عباس : إن كان عندكم جوابه وإلاّ فاذهبوا به إلى علي ( عليه السلام ) يجيبه ، فإنّي سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( اللهم اهدِ قلبه ، وثبّت لسانه ) .
قال أنس : فقام أبو بكر ومَن حضره حتى أتوا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فاستأذنوا عليه ، فقال أبو بكر : يا أبا الحسن ، إنّ هذا اليهودي سألني مسائل للزنادقة ، فقال علي ( عليه السلام ) : ( ما تقول ، يا يهودي ؟ قال : أسالك عن أشياء لا يعلمها إلاّ نبي ، أو وصي نبي ، فقال ( عليه السلام ) له : قل . فردّ اليهودي المسائل . فقال علي ( عليه السلام ) : أمّا ما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود : إنّ عزيراً ابن الله ، والله لا يعلم أنّ له ولداً ، وأمّا قولك : أخبرني بما ليس عند الله ، فليس عنده ظلم للعباد ، وأمّا قولك : أخبرني بما ليس لله ، فليس لله شريك ) ، فقال اليهودي : أشهد أن لا إله الله ، وأنّ محمد رسول الله ، وأنّك وصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فقال أبو بكر والمسلمون لعلي ( عليه السلام ) : يا مفرّج الكرب .
وجاء في رواية العلاّمة المحدّث الشهير بابن حسنويه الحنفي في كتابه ( در بحر المناقب ) ـ بعد ما شهد اليهودي الشهادتين فضجّ الناس عند ذلك ـ فقال أبو بكر : يا كاشف الكربات ، أنت يا علي فارج الهم (1) .
قال أنس : فعند ذلك خرج أبو بكر ورقى المنبر وقال : أقيلوني فلست بخيّركم وعلي فيكم ، قال أنس : فخرج عليه عمر وقال : يا أبا بكر ، ما هذا الكلام ، فقد ارتضيناك لأنفسنا ؟! ثمّ أنزله عن المنبر (2) .

24 - أبو بكر يرجع إلى علي ( عليه السلام ) في القضاء .
أخرج الحافظ جلال الدين السيوطي ، وآخرون من أعلام الحديث عند السُنة عن ثلاث طرق قالوا : إنّ خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر ، أنّه وُجد في بعض نواحي العرب رجلاً يُنكح كما تُنكح المرأة . فاستشار أبو بكر أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وفيهم أمير المؤمنين علي كرّم الله وجهه ، وكان أشدهم قولاً ، فقال عليه السلام : ( إنّ هذا الذنب لم تعصِ به أمّة من الأمم إلاّ واحدة ، فصنع الله بها ما قد علمتم ، أرى أن تحرقه بالنار ) . فأجمع رأي أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على أن يحرقوه بالنار ، فكتب أبو بكر الصدّيق إلى خالد بن الوليد بأن يحرقه ، فحرقه ، ثمّ حرقهم ابن الزبير في إمارته ، ثمّ حرقهم هشام بن عبد الملك (3) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) علي بن أبي طالب إمام العارفين لأحمد بن صدّيق الغماري : 99 ، المجتنى : 35 نقل عنه الغدير 7 : 179 وإحقاق الحق 7 : 73.
( 2 ) در بحر المناقب : 76 نقل عنه إحقاق الحق 8 : 240.
( 3 ) راجع : الدر المنثور 3 : 346 قال : وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي ، وابن المنذر والبيهقي في شُعب الإيمان ، مسند علي بن أبي طالب للسيوطي : 256 ح 799 ، أعلام
25 - أبو بكر يستشير علياً في غزو الروم .
أخرج المؤرّخ المشهور العلاّمة ابن واضح اليعقوبي : أراد أبو بكر أن يغزو الروم ، فشاور جماعةً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقدّموا وأخّروا ، فاستشار علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فأشار عليه أن يفعل ، فقال : ( إن فعلت ظفرت ) . فقال أبو بكر : بشّرت بخير ، فغزا المسلمون الروم ، وفتحوا بيت المقدس ، التي كانت تحت وطأة اليهود يوم ذاك ، وانهزم اليهود ، ووقع ما أخبر به أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وكان ذلك في عام ثلاث عشر من الهجرة (1) .
وأخرج ابن عساكر هذا الحديث بزيادات وإضافات في ألفاظه ومتنه ، حيث إنّه نقل سؤال أبي بكر لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، عن منبع علمه بالظفر والانتصار في غزوة الروم ، وجواب علي ( عليه السلام ) عن ذلك (2) .
ــــــــــــــــــــــ
الموقعين 4 : 378 ، كنز العمال 5 : 469 ح 13643 ، الطرق الحكمية : 15، إحقاق الحق 8 : 229 أخرجه عن الداء والدواء : 248 والجواب الكافي لمَن سأل الدواء الشافي : 146، الكبائر للذهبي : 58 ، السُنن الكبرى 8 : 232 أخرجه باختصار، المدخل للحاج الفاسي 3 : 119 نقل عنه إحقاق الحق 17 : 446 . انظر الهامش . أقول : ولكنّي لم أجد هذا الحديث في كتاب ذم الملاهي لابن أبي الدنيا ، طبعة مؤسسة الكتب الثقافية ، وتحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول ، ويسرى عبد الغني عبد الله . ولعلّ المحقّقينِ حذفاه ؛ تكريماً لخليفتهم وتعتيماً على جهله ، وأنّ الخليفة أخذ برأي الإمام علي ( عليه السلام ) ( المعرّب ) .
( 1 ) تاريخ اليعقوبي 2 : 132.
( 2 ) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 2 : 64، إحقاق الحق 8 : 237 خرّجه عن تاريخ دمشق .

من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:39 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية