انقل ادناه من تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي :
و قوله:*«إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم» وصف لشجرة الزقوم، و أصل الجحيم قعرها، و لا عجب في نبات شجرة في النار و بقائها فيها فحياة الإنسان و بقاؤه خالدا فيها أعجب و الله يفعل ما يشاء.
و قوله:*«طلعها كأنه رءوس الشياطين» الطلع حمل النخلة أو مطلق الشجرة أول ما يبدو، و تشبيه ثمرة الزقوم برءوس الشياطين بعناية أن الأوهام العامية تصور الشيطان في أقبح صورة كما تصور الملك في أحسن صورة و أجملها قال تعالى:*«ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم:»*يوسف: - 31، و بذلك يندفع ما قيل: إن الشيء إنما يشبّـه بما يعرف و لا معرفة لأحد برءوس الشياطين.
انتــــــهى النقل
اقـــــــول : نعم سيدنا الجليل رحمك الله واعلى مقامك في الاخرة - يُـشبّـه الشيء بما يُعرف ،،، فإذا لم يتسنى ذلك فيؤول الى معنى مناسب أو ما يُتصوّر في الذهن كما في المثال اعلاه من قصة يوسف ع .
وبما أن القرآن شبّه طلعها برؤوس الشياطين ، فإننا نُرجِع المعنى الى حقيقة معنى الشياطين والتي اثبتها القرآن في قوله تعالى التالي :
اذن : اسم ومعنى الشيطان ينطبق على الجن والانس ، فالمنحرفين عن الحق من الجن شياطين ، والمنحرفين عن الحق من الانس شياطين . بالعموم الشيطان هو كل متمردٍ مفسد .
ولغتاً - شَطَنَ أي بعد عن الحق .
فالمتحصّل مما سبق لغتاً ، ومعناً منطبقا بما اثبته القرآن - إنّ اسم الشيطان ينطبق على كلا من منحرفي ومفسدي الجن والانس وليس معناً واسماً مختصا بالمنحرف من الجن وإن اشتهر !
وعليه فان ظاهر المعنى من قوله ( طلعها كأنه رؤوس الشياطين ) هو تشبيه برؤوس العتاة المنحرفين عن الحق من الانس على الاقل او من الانس والجن بتوسعة اذا اريد منه التشبيه المعنوي التخيلي في الذهن من جميل او قبيح .
والله اعلم
والسلام عليكم
الباحـث الطائي
------------------------------
ملاحظة اضافية لما يمكن استنتاجه هو إنّ لفضة الشيطان ليست اسم جنس بل هي صفة لجنس*
بمعنى انه هناك اسم جنس لموجود هو الانسان ، وآخر هو الجن ، والشرير المنحرف عن الحق منهما يوصف بالشيطان ، وليس الشيطان اسم مخلوق خاص مختلف ، ولكنه شائع قرآناً وعرفاً على منحرف الجن ، فنرجوا الانتباه والتأمل*
ويقسم منحرفي الجن الى ثلاث مراتب وحسب القرآن*
1- الشيطان : وهو كثير التداول والذكر في القرآن . ويستخدم اللفظ للعموم والخصوص فأبليس من الجن وهو شيطان بلفظ ووصف آخر رغم انه سيد الشياطيين بمن فيهم المارده والعفاريت .
2- المارد / وهو اقوى من الشيطان : ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب*وحفظا من كل شيطان مارد*لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب*دحورا ولهم عذاب واصب*إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب )