حفاةً على الرمضاء ما كان حرُّها
سوى دغدغاتٍ فوق خدِّ الصِبا تحبو
تلوحُ لهم بالكاظميةِ قبةٌ
فيسترُ منها بعد طول السرى قلبُ
مشوا فوق جسرٍ والقلوبُ يُذيبها
لقاء إمامٍ أضْعَفنْ حالهُ الجُبُّ
ملايين ما هابتْ وهيَّبتِ الردى
فما الموت يُثني عزمةَ الحُرِّ أو رهبُ
وصوت أفاعي الحقدِ ما كان يعتلي
على هزجٍ من طيبين إذا لبُّوا
وكان هزيجاً من نساءٍ وصِبيةٍ
ترانيم في ذكرِ الرسولِ لهم دأبُ
ومن بين ذاك الجمع بنتٌ رضيعةٌ
على كتفٍ ما أهنأ الخدُّ والجنبُ
ووالدةٌ من فيض وُدٍّ تضمها
وتلثمها حبّاً ويرقبها ذئبُ
فذئبانُ ليلِ الجاهليةِ قد عوت
وسُمُّ ثعابين النواصبِ ينصَبُّ
وصُبّتْ على جسر الأئمةِ حقدهم
فألفُ شهيدٍ للفراديس قد هبُّوا
ومن بين أحضانِ الشهيدةِ أمها
هوتْ فوق أجسادٍ كأنهمُ شُهبُ
تلوذ بأجسادٍ ومن فرط ذُعرها
تدورُ بعينيها فلا تدري ما الخطبُ
فأهلُها قد ناموا وقد نمنَ قبلها
فصاحتْ وناحتْ واستقرَّ بها الرعبُ
ومن قبلُ لم تعهدْ توسدَ أُمها
وما عهدتْ إلاّ بأحضانها تربو
وأنّها عَجماءٌ ولكن عينها
إلى قُبةِ المعصومِ قد جاءكَ الركبُ
أمامي تلقاهم وسل ما جرى بهم
فهم ما أجابوني وقد صابني الشيبُ
أمامي تلقّاهم وبرّد جراحهم
وشافيهمُ فالسُّمُ لم يشفهِ الطُبُّ
أتوكَ بأرواحٍ تفانت جسومُها
تطيرُ على جُنحٍ يُجلِِّلها الربُّ
السلام على المعَذّب في قعر السجون وظُلَم المطامير ذي الساق المرضوض بحلق القيود
في مثل هذه الإيام حدثت الفاجعة الأليمة فاجعة الجسر الذي استشهد فيها الكثير من القاصدين لزيارة الإمام موسى الكاظم عليه السلام ومازال الكفر الآثم يواصل مكره المقيت بذبح أحباب رسول الله وأحباب ذريّته الطاهرين حيث قضى في الأمس أكثر من سبعين شهيداً ولكن صبراً يا أنصار رسول الله فمكر الله سيحيق بمكر المجرمين الآثمين......
حسين إبراهيم الشافعي = الإبراهيمي
سيهات
السعودية