بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين ، وعليه نتوكل ، نعم المولى ونعم المعين
طرح موضوع مؤخرا لاحد الاخوة الافاضل بخصوص الصيحة الجبرائيلية المعروفة في علامات الظهور*على شكل اسئلة .
ولقد كان لنا جواب ، نعرضها كطرح هنا للفائدة العلمية حسب فهمنا ( وبعض تتحقيقنا الخاص) . وكما يلي ادناه :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته*
الصيحة من الامور الخاصة بظهور امامنا المنتظر عج وقد وردت بصيغ مختلفة*
كما اشبعنا قضية اليماني ويمانيته مع الاخوة اخص بالذكر الباحث الطائي وابو منتظر ابلوا بلاء حسنا ودعموا الموضوع ورفدوه بالمصادر الخاصة به وحقا يستحق منا التثبيت رغم كوننا لم نصل الى نتيجة حتمية لكن انزلنا كل ما لدينا*
ولنحذوا حذوا ذلكم الموضوع في قضية الصيحة ومفرداتها ولنبحر في ركابها للوقوع على علتها وماهيتها لتصبح موضوعا للتثبيت ومن خلال ذلك اطرح الاسئلة التالية واستقبل الاجابات واستقرأ الاراء بالصلاة على محمد وال محمد :-
1- ما هي الصيحة طبيعية جبرائيلية ؟
2- وما هي الفزعة هل كلاهما واحد ام هناك فرق ؟
3- لماذا تخرج الفتاة من خدرها المعروف في الوقت الذي روي فيه الحديث الفتاة لا تفارق خدرها لا بد من امر خطير يجعلها تترك حجابها ؟
4- ما هو ذلك الامر الخطير وهل هو كما اصفه خطير ؟
5- صوتان الاول والثاني فللمؤمنين الاول فما هو السر الخفي في جعل صوت ابليس مقابل صوت احد الملائكة او جبريل ع ؟
6- كيف نميز بين الصوتين وما الحكمة من حشر ابليس في هذه القضية هل لاضلال العباد ام لاختبارهم ؟
7- الاخذ بعين الاعتبار التشدد السندي ؟؟؟؟؟
الجواب / الصيحة في اللغة ، هي الصوت اذا اشتد ، ويمكن القول هي الصوت العالي / القوي ، ويغلب على الفهم المرافق من معنى الصيحة الهول والفزع .
وهنا المعنى اللغوي يظهر حقيقة / حيثية من معنى وفهم الصيحة لا كل حقيقتها ومعناها والتي تبينها تفاصيل الروايات كما وصل الينا .
والصيحة المقصودة في علامات الظهور للامام المهدي عليه السلام ، هي تلك العلامة الحتمية الاعجازية المنسوبة لجبرائيل عليه السلام . والتي ستكون في ليلة ال 23 من شهر رمضان المبارك .
وفيها وعلى اثرها تنكسر الغيبة التامة الكبرى ويظهر الامام الحجة ع "بالظهور الاصغر " كما يصطلحه الباحثين مقدمتا للظهور التام العلني لاحقا في شهر محرم الحرام في مكة .
ناخذ احد الامثلة الروائية التي تذكر الصيحة محل الطرح :
في النعماني(48) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل*محمد*(صلى*الله*عليه وآله) إن شاء*الله*عز وجل إن*الله*عزيز حكيم. ثم قال (عليه السلام): الصيحة لاتكون إلا في شهر رمضان شهر*الله*وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم*القائم*فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه، فزعا من ذلك الصوت، فرحم*الله*من اعتبر بذلك الصوت، فأجاب، فإن الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين .
نلاحظ / الرواية تسمي الصيحة بعد ذكرها ونسبتها الى جبرائيل ع في شهر رمضان . تفسرها او تصفها بحيثية اخرى وهي النداء .
والنداء : هو الصوت اذا امتد ، يراد به صوت مفهـــــوم يصل للبعيد ، فهو نداء*
فماذا سيكون هذا النداء الجبرائيلي*
الجواب / تقول الرواية ، ينادي بأسم القائم فيسمعه من في المشرق والمغرب ( ولهذا وصّف بالنداء لامتداده بعيدا هنا )
وفي رواية عن الامام الصادق ع يبين تفاصيل ادق عن مضمون النداء الجبرائيلي فيقول ع ينادى: باسمه واسم أبيه ألا إن فلان ابن فلان قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوه
اي بتوضيح اكثر ( ألا ان امامكم محمد بن الحسن قائم ال محمد فأسمعوا له واطيعوا ) .
لذالك من ما سبق يمكن استخلاص التالي :
ستكون في سنة الظهور ( الزوجية احتمالا ، على اعتبار الخروج ورد في بعض الرواية وتر من السنين ) وفي شهر رمضان المبارك لزوماً ، وفي ليلة ال 23 منه حتما ( حتما علاماتيا كعلامة حتمية ، وحتما لعله تكوينيا لوقوعه في نفس ليلة القدر مع تاكيد هذا من قبل المعصوم ع ) صيحة اعجازية سماوية لجبرائيل ع عظيمة الصوت على شكل نداء لفظي مفهوم لجميع الخلائق ، وممتد الى كل المناطق ( بل كل من في السماوات والارض ، بل عالم الامكان مما دون اللوح المحفوظ ، وذالك لان الرواية تقول يسمعه كل ذي روح ، والله اعلم ، فتامل عظمة وشانية واهمية هذا النداء الموعود ) ، يقول لهم ان امامكم محمد بن الحسن قائم ال محمد فاسمعوا له واطيعوا*
ولا يخفى من عبارة ( فاسمعوا له واطيعوا ) على انها امر إلهي ملزم لجميع من يسمعه من الانس والجن والملائكة وغيرهم .
بقي جواب سؤال ، هل الصيحة طبيعية ام جبرائيلية ،
الجواب / بالتاكيد يقينا وحتما ، نصا وفهما ، على انها جبرائيلية اعجازية بامتياز دون واسطة او وسيلة ، ولعل افضل توصيف اوصّفها انها ملكوتية اعجازية المصدر ، مِلكِية محل الاثر ( بالنسبة لاهل الارض ) . ولا يخفى على العقائديين ان الملكوتي هو أمري اي من عالم الامر ، وعالم الامر يقول عنه الله ( انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ) ، بمعنى لا حاجة للتوسل بالوسائط كما في عالم الاسباب وهي حال عالم الدنيا ) والله اعلم .
-------------------------------------------
2- وما هي الفزعة هل كلاهما واحد ام هناك فرق ؟
الجواب / الفزع في اللغة هو الخوف الشديد او الذعر الكبير ، وتوصيف الصيحة بالفزعة كما حال التوصيفات الاخرى ناظرة الى حيثية منها لا كل حقيقتها كما بينا هذا سابقا .
وعليه فان الصيحة من حيث انها فزعة ، ناظرة الى اثرها في الذي اثرت فيه ، فتسبب الفزع اي الخوف الشديد او الهلع الكبير*
وحيث انها كما وصفتها الروايات على انها صيحة ، ونداء ، فان الصوت العظيم للصيحة هو الذي على الارجح مصدر وسبب الفزع عند المتلقين ، وله وشاهده الروائي وهو : ( لا يبقى راقد إلا استيقظ ، ولا قائم إلا قعد ، ولا قاعد إلا قام على رجليه ، فزعا من ذلك الصوت )
اما هل ان الفزعة شيئ والصيحة شيئ آخر*.
الجواب / مما نستنتجه من الروايات التالية ادناه ، يظهر انها شيئ واحد في مقصده*
حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، قال: حدثنا صفوان بن يحيى،
عن أبي عثمان، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام انتظروا الفرج في ثلاث، قيل: وما هي؟
قال: اختلاف أهل الشام (فيما) بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان، فقيل له:*
وما الفزعة في شهر رمضان؟ قال: أما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن:*
(إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) قال:
إنه تخرج الفتاة من خدرها، ويستيقظ النائم، ويفزع اليقظان.
اقول / انظر قول الامام عن الفزعــــــــــة ، ستكون في شهر رمضان ، وتاويلها في كتاب الله " ان نشأ ننزل عليهم آية من السماء ..... الخ*
والرواية التالية ايضا :
عن عبد الله بن سنان قال: (كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) سمعت رجلاً من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة، يعيرونا ويقولون لنا: إنكم تزعمون أن منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر،
وكان متكئاً فغضب وجلس ثم قال: لا ترووه عني وأرووه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك،
أشهد أني قد سمعت أبي (عليه السلام) يقول: والله إن ذلك في كتاب الله (عليه السلام) لبيّن حيث يقول:
(إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)
اقول / انظر كيف يبين الامام ع ان الصيحـــــــــــة الجبرائيلية الاعجازية الموعودة في شهر رمضان هي تأويل قوله تعالى ( ان نشا ننزل عليهم آية من السماء .....)
بالمحصلة من الروايتين يتبين ان الفزعــــــة في الرواية الاولى وتاويلها في القران هي نفس تاويل الصيحــــــة الجبرائيلية في الرواية الثانية .
( اذن الفزعة = الصيحة )
--------------------------------
3- لماذا تخرج الفتاة من خدرها المعروف في الوقت الذي روي فيه الحديث الفتاة لا تفارق خدرها لا بد من امر خطير يجعلها تترك حجابها ؟
الجواب / بعد ما تبين لنا من خلال اجوبة الاسئلة السابقة ، اصبح الان من السهل فهم وجواب السؤال ها هنا .
لان الصيحة الجبرائيلية الاعجازية سوف تسبب في اثرها فزعا وخوفا كبيرين على جميع الخلائق في الارض . ( وخاصة على المنحرفين عن خط السماء )
مع ملاحظة لامر دقيق في قول المعصوم ع ، هو ان ذكر خروج الفتاة من خدرها اشارة الى ان الصيحة تفزع المؤمنين والكافرين سواء ، من خلال فهم ان المخدرات هن ممن يتصفن بالايمان ودوام البقاء في البيت حفاضا على حجابهن الروحي / النفسي وقلة الاختلاط مع الاجانب في الخارج ، على عكس غير المخدرات ممن لا يلتزمن كثيرا بضوابط ومستحبات الشرع فيما يخص نساء المسلمين . مع ما يفهم ايضا عن كبير اثرها في الناس وذهولهم الغير اعتيادي المنعكس في سلوكهم .
-------------------------------------------
4- ما هو ذلك الامر الخطير وهل هو كما اصفه خطير ؟
الجواب / الخطير هو ذالك الامر العظيم ، وهو الصيحة التي تسبب الفزع اول امرها ، وبعد ذالك لما تستقر النفوس وتطمئن ( عند المؤمنين ) ، نرى ان نفس هذه الفتاة المخدرة تحث ابيها واخيها على تلبية النداء ، ونصرة الامام الحجة ع ( كما ورد في بعض الروايات )
------------------------------------
5- صوتان الاول والثاني فـ للمؤمنين الاول فما هو السر الخفي في جعل صوت ابليس مقابل صوت احد الملائكة او جبريل ع ؟
الجواب / الصوت الاول لجبرائيل ع ، والثاني هو رد فعل ابليس اللعين*.
والسبب ، لان الاثر المترتب على الصيحة الاعجازية والتي تذل لها اعناق المعاندين والكفار والمبغضين لما فيها من دليل حق ووضوح آية وكبير هداية ، تجعل الملعون ابليس في غاية من سوء الحال يتطلب ان يصدر اقصى ما يمكن من عمل اضلالي للبشرية حتى يغطي او يقلل اثر الصيحة الجبرائيلية . بالعموم يوم الظهور هو بداية المعركة الاخيرة بين خط الرحمن وخط الشيطان ( من الجن والانس ) ، وهنا سيستعمل الطرفان منطقيا كل سلاح وقوة ممكنة في المعركة الاخيرة ، والله اعلم .
-------------------------------------
6- كيف نميز بين الصوتين وما الحكمة من حشر ابليس في هذه القضية هل لاضلال العباد ام لاختبارهم ؟
الجواب / يكون التميز على مراتب*
منها نخص اولا الحيثية العقائدية الدينية لمضمون الصيحة ، وهي كما معلوم متيقن ان ال بيت الرسول من العترة الاطهار هم حجج الله على الخلق ، وآخرهم قائمهم الامام الحجة بن الحسن عليهما السلام . وبالتالي لما تاتي الصيحة / النداء بما يوافق العقيدة اليقينية عندنا فبالتاكيد نعلم انها حق ومصدرها حق .
مع العلم هنا ان عنوان المهدي هو عنوان اسلامي ( على الاقل ) متفق عليه عند جميع المسلمين وبه يكون انشاء دولة العدل والحق الموعودة في اخر الزمان . فاذا جاء النداء باسم المهدي ع والذي هو اسمه محمد بن الحسن ع ، فان ذالك آية كافية واضحة راشدة لما عند المسلمين من عقيدة في المهدي ع . الذي ينتظروه وبعد علامات وايات يترقبوه .
بينما صيحة ابليس اللعين وندائه " بان الحق في عثمان وشيعته " ، فلا يوجد مسلم يعتقد بان عثمان مهما هو محله عند البعض ، هو امام وولي اخر الزمان الموعود ، ولكن اكثر ما يمكن به ان يظل به من يعتقد بنهجه عقائديا فهذا يزيدهم ظلال على ظلال . فيرتاب يومئذٍ المبطلون .
المرتبة الثانية للتميز هي ، ان الصيحة الجبرائيلية اعجازية ، يترتب عليها كما ورد ان يسمعها جميع اهل الارض كلا بلغته ، فضلا عن اثرها العظيم وماهيتها الاعجازية المتوقعة في حينها ( كان لا يمكن تمييز جهة ومحل صدورها كما حال الصوت الطبيعي بل كانها تاتي من كل جهة ، والله اعلم )
بينما لا يوجد لدينا بالمقابل حسب الروايات ما يفيد مثله في صيحة ابليس الملعون ، بل لعلها محدودة الجغرافية ( منطقة الظهور مثلا ) ، ومحدود اللغة ( كالعربية ، وليس لها ان تكون بكل اللغات وبنفس الان ) ،*
كذالك يمكن القول انها ستكون الاولى وتسبق صيحة ابليس ، والاعتبار لمن اعتبر بالاولى . اضافة الى نقاط اخرى قد يمكن استخلاصها .
بالعموم ، يبين المعصوم ان الملاك في التمييز هو من عَلِم / سَمِع بها من قبل ( المعنى ) ، اي من كان اعتقاده في الغيبة التامة هو الاعتقاد الصحيح الباقي المتوارث عن العترة الاطهار وهو خط التشيع لآل البيت والاخذ برواياتهم واتباعهم .
-------------------------------------
7- الاخذ بعين الاعتبار التشدد السندي ؟؟؟؟؟
الجواب / لست مختصا بعلم الرجال ، ولكن حسب عموم سابق اطلاعي ، فان روايات الصيحة اكثرها صحيحة معتبرة ، وعنوان الصيحة ثابت يقينا في الروايات وهو من العقائد لدينا ، والعقائد لا تثبت الا بالدليل الثابت المطمئن اليه وهذا يعني صحة الروايات المتعلقة فيه سندا فضلا عن متنا .
----------------
الى هنا ننهي الاجوبة ونقول هذا مقدار فهمنا اذا وفقنا الله واصبنا الحق والله اعلم
ملاحظة (1) : نحن كنا نتحدث ونخص الصيحة الجبرائيلية المعلنة للظهور في ليلة 23 من شهر رمضان .
وهناك كما ورد في الروايات صيحات جبرائيلية قبلها وبعدها ،
فقبلها ورد في آوان وقت خروج السفياني الملعون في رجب ستكون هناك ثلاث صيحات جبرائيلية مع علامات كونية مرافقة
وورد انه يوم الخروج ستكون مزامنة او قريب منه صيحة جبرائيلية ايضا
فنرجوا التفريق والانتباه لما كنا نخص بالذكر
ملاحظة (1) : لعله نذكر استدلال جديد يمكن به اثبات حتمية وقوع الحتميات المذكورة في الروايات ، وانها لا يجري البداء عليها ( البداء لا من حيث القدرة الإلهية )
وهو : ان الصيحة الجبرائيلية المذكورة في الروايات ، تبين انها تاويل بعض آيات القران ، وهذا يعني انها حق ثابت ومثبت في القران ، ولا يمكن ان يتخلف الحق الثابت
. فنرجوا من الشيخ الهاد اذا اطلع على هذا ان يعطينا رايه فيه .
شكرآ للاخ العزيز الاستاذ الباحث الطائي حفظه الله على هذا الموضوع المهم
اسمحوا لي بالمشاركة معكم في هذا البحث المهم والرائع
ومشاركتي هي انني ازددت حيرة فيما يخص نداء ابليس اللعين
إذا كانت
الصيحة الجبرائيلية سيسمعها الثقلان الانس والجن وكل ذي روح
وصوت ونداء ابليس هو فتنه وتشكيك وتضليل واختبار وعلى اقل تقدير سيخضع لهذا الامتحان المسلمين من الجن والانس في كل مكان
صحيح ان نداء ابليس (( ألا إن الحق في عثمان وشيعته)) يوحي كان ندائه موجه لمنطقة الظهور
ولكن لو نرجع للصيحة الجبرائلية فنجد انها ستسمع من جميع الخلق في كل انحاء المعمورة
وطبعآ هناك مسلمين في الغرب وفي روسيا وفي الصين وفي غيرها من البلدان سيسمعون الصيحة الجبرائيلة
فهل يترك إبليس المسلمين في هذه البلدان ولا يفتنهم ولا يصل ندائه اليهم ولا يتعرضون لهذا الإختبار؟؟
شكرا للاخ العزيز هارون المكي الذي غالبا ما يتحفنا بمشاركات مهمة او اسئلة مهمة تعزز الطروح والبحوث
اخي سؤالكم لطيف منطقي ،
والجواب ممكن محتمل ان يقوم الملعون ابليس بما يؤدي الى اضلال الناس في كل الارض ،
اما كيف وهل هناك ما يدل عليه
هذا ما يرجعنا للروايات وما يمكن استخلاصه منها باي طريقة علمية .
لذالك نحن او غيرنا وحسب الروايات علمنا مواصفات واثر الصيحة الجبرائيلية وهي اعجازيتها ، وشموليتها ، وفهمها لكل المتلقين بلغاتهم ، اي هناك نص عليها
بينما ما يتعلق بصيحة ابليس لم يرد نص سوى انه سيقوم بافتعال صيحة ليضل بها الناس كما سبق في الروايات التي ذكرناها
ولذالك يبقى فهم مواصفاتها هو احتمالي ممكن بقدر منطقيات التفسير .
بمعنى لا نعلم امكانيته ان يفتعل صيحة واحدة يسمعها كل اهل الارض
واذا افترضنا انه يستطيع ، فلا نستطيع الجزم او حتى لعله الافتراض انها ستكون بلغات اهل العالم جميعا بل الارجح عندي انها خارج قدرته ولذالك بينت الرواية مواصفات الصيحة الجبرائيلية على انها الاولى ويسمعها كل ذي روح وكلا " بلغته " التي يفهم . فتامل
الصيحة الجبرائيلية ورد انها من السماء ، والابليسية من الارض ، وارضيتها حسب بعض الروايات انه يصعد الى سماء الارض ويصيح صيحته المعلومة . فاذا كان يصعد الى السماء ، فلماذا وما الفرق عن تفريقها لمّا يقول الامام ع ان صيحة جبرائيل من السماء ،،، هنا وكما لعله المحنا هي انها من السماء بمواصفات اعجازية ، بمعنى تسمعها من السماء حقا ولكن لا كل ما تسمعه من الاصوات الطبيعية الاخرى من السماء ،بل لاعجازيتها تسمع وكانها قادمة من السماء ولا تعلم محل / جهة صدور الصوت ، لانه صوت اعجازي ( هذا على سبيل التفسير المحتمل فقط )
وانتم تعلمون ان الصوت الطبيعي هو عبارة عن موجات صوتية ناتجة عن اهتزازات تنتقل عن طريق الهواء لتصل الى السامع ، وهذا ما لا يحتاجه جبرائيل الملكوتي بصيحته الاعجازية .
بينما قد يحتاجه ابليس الملعون .
وقد يطرح سؤال هنا منطقي محتمل اخر
وهو هل من الممكن ان يساعد ابليس غيره من الشياطين في اصدار هذا الصوت ليخلق ما يشابه من مواصفات الصيحة الاعجازية الجبرائيلية
بمعنى ، يستعين بعدد اخر من الشياطين وهو رئيسهم ، ويصدرون صيحتهم في كل الارض في ان واحد ( على فرض عدم قدرة ابليس وحده اصدارها وشمولها للعالم كله ) ، وكذالك يمكن بمساعدة الشياطين ان يجعلها بكل اللغات (على فرض عدم قدرته وحده ان يجعلها واحدة وبكل اللغات )
هنا النظر الاولي العام هو منطقي ممكن ، ولك لا دليل عليه ، فاذا فرضنا امكانية الاول وهو الاستعانة مثلا بعدد من الشياطين المساعدين لتعميم صيحته لكل الارض في آن واحد .
فان الفرض الثاني اصعب منطقيا تقبله وهو امكانية تعدد اللغات ايضا في ان واحد مع وجود الاعوان للمساعدة فيه ! وذالك لانه وكما قلنا ان الصوت الطبيعي خاضع للاسباب المادية الطبيعية وهي الموجات الصوتية ، ، فاذا احدثت اكثر من صوت وفي ان واحد وبلغات متعددة سيؤدي الى تداخلها مع البعض الاخر ، وتكون عبارة عن فوضى صوتية غير مفهومة ، وهذا نذكره لانه كما تعلمون ان هناك في بلد او مدينة ما في كثير من العالم من يتكلم من الناس بلغات متعددة في البلد الواحد . ويحتاج لاظلالهم ان يسمع صوت الاظلال بلغته التي يفهم .
والله اعلم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 08-02-2015 الساعة 04:22 AM.
الاخ العزيز الباحث الطائي شكرآ لكم وحفظكم الله تعالى
وجدت هذه الرواية على النت ولا اعلم سندها
ولكن فيها حسب ظني القاصر وما فهمته من الرواية ان ابليس لا يترك الناس أي جميع الناس حتى يشككهم بالنداء الجبرائيلي والله العالم
عن زرارة عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قال:
((ينادي مناد باسم القائم عليه السلام، قلت: خاص أو عام؟ قال: عام يسمع كل قوم بلسانهم، قلت: فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه؟ قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل ويشكك الناس))
(كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص650 – 651).
لا يظهر لي من الرواية اضلال ابليس لكل الناس / البشرية ، على سطح الارض ( بشكل تام يقيني جازم كما الحال في الصيحة الجبرائيلية ) ، ولو انه ممكن كما اسلفنا .
وانتم كما تعلمون ان البشرية الان هم مسلمين ، وديانات اخرى كالمسيحية والبوذية وغيرها
وهذا الذي هو بوذي او مسيحي العقيدة ، لما يسمع الصوت الجبرائيلي المعجز بظهور الامام ع وبوجوب طاعته والاستماع له ،
فما الذي ينفعه من صوت ابليس الملعون لما يقول " ان الحق في عثمان وشيعته " (1)
بمعنى ، هذا البوذي او المسيحي اذا تفاعل مثلا مع الصوت الجبرائيلي الاول واستجاب او تاثر بمقدار ، فما اهمية ومعنى الحق في عثمان وشيعته بالنسبة له ، ومن عثمان وشيعته عند البوذيين والمسيحيين ، مقابل عقيدة المخلّص في كثير ديانات الان .
لذالك هذه مهمة لاهل الابتلاء بها وهم المسلمين فقط .
فاذا كان كذالك ولو على سبيل الفرض المعتبر ، فانه الاهم منهم على الاقل منطقة الظهور ، وما ينسب لعموم الناس في اظلال ابليس فلعله يعود الى ان المرجعيات الدينية هي محلها في منطقة الظهور ومنها ياخذ مسلمين العالم الفهم الديني والفقه وفهم العقائد . فاذا اظل ابليس مرجعيات المسلمين في محل منطقة الظهور فهذا بالنتيجة يعني اضلال البقية الابعد .
والله اعلم فهذه فرضيات تفسيرية منطقية تعمقنا بها بحدود الادلة والشواهد وما نفهم .
-----------
(1) عبارة ابليس في اظلال الناس ( الحق في عثمان وشيعته ) ورد على انها مقابل صيغة من صيغ الصيحة المذكورة وهي ( الحق في علي وشيعته )
ومنها يفهم انها مقابل تلك الصيحة ، اي صراع تنافسي عقائدي بين خطين هما خط اتباع امير المؤمنين من شيعة ال البيت ، وخط عثمان ( خصوصا ) الاموي المنحرف .
وهذه التفاصيل بالنسبة لغير دين المسلمين هي غير معلومة التفاصيل بل لا يعلم بها الكثير الكثير لانها خاصة في داخل الدين . فاذا كان كذالك فلماذا يعول عليها ابليس ويجتهد لنفيها عن كل الناس /الاديان في بقاع الارض ، الا مثلا لو قلنا قصده من يسكن من المسلمين هناك بعيدا فهذا بحث اخر ، وجاوبنا بما يحتمل من جواب واخيرا نقول الله اعلم
والسلام عليكم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 08-02-2015 الساعة 05:28 AM.
شكرآ للاخ العزيز الاستاذ الباحث الطائي حفظه الله على هذا الموضوع المهم
اسمحوا لي بالمشاركة معكم في هذا البحث المهم والرائع
ومشاركتي هي انني ازددت حيرة فيما يخص نداء ابليس اللعين
إذا كانت
الصيحة الجبرائيلية سيسمعها الثقلان الانس والجن وكل ذي روح
وصوت ونداء ابليس هو فتنه وتشكيك وتضليل واختبار وعلى اقل تقدير سيخضع لهذا الامتحان المسلمين من الجن والانس في كل مكان
صحيح ان نداء ابليس (( ألا إن الحق في عثمان وشيعته))يوحي كان ندائه موجه لمنطقة الظهور
ولكن لو نرجع للصيحة الجبرائلية فنجد انها ستسمع من جميع الخلق في كل انحاء المعمورة
وطبعآ هناك مسلمين في الغرب وفي روسيا وفي الصين وفي غيرها من البلدان سيسمعون الصيحة الجبرائيلة
فهل يترك إبليس المسلمين في هذه البلدان ولا يفتنهم ولا يصل ندائه اليهم ولا يتعرضون لهذا الإختبار؟؟
أخي الفاضل هارون المكي دفع الله تعالى عنه وإيانا كلّ سوء ..
سؤالكم في منتهى الجودة والذكاء، أحسنت لله درك ..
وجوابه كالآتي..
بلى سيضل ابليس بصيحته كثيراً من الناس ليسوا بالقليل ، فهو وأعوانه لعنهم الله تعالى سيشككونهم ويربكونهم ويصدونهم ووو، لكن مع ذلك فالكثرة الكاثرة من الناس -الأكثريّة- لن ترضخ له ولهم؛ لمكان المعجزة ؛ إذ الإنسان السوي حتى لو كان جاهلاً ، فهو قادر على التمييز بين ما هو سماوي وبين ما هو أرضي ..
إذن ما الحل، وهل سينتهي الأمر عند هذا التشكيك؟!!!!
كلاً وكلاً ؛ فالأمر غير متوقف على الصيحة فقط ؛ فإنّه يعقب ذلك خروج الإمام روحي فداه ؛ أي ظهور تراث الأنبياء ومعاجز المرسلين على يديه المقدستين ، وحين ذاك لن يبق أحد شاكاً إلاّ من خبثت طينته ..
مثال : عصى موسى عليه السلام وشك أصحابه ؟!!!
جل بني إسرائيل في مصر من قوم موسى عليه السلام آمنوا به بمعجزة العصى ، وقد نبأهم موسى أنهم آمنون من فرعون ، لكن إبليس شككهم لما كاد فرعون يلحقهم ، ما الحل ؟!!
فلق البحر ، وقس على هذا ما سيحصل أيام مولانا المهدي أرواح العالمين له الفداء ..
أخي الحبيب هارون ، أكثر الشيعة ، بعضهم أهل علم ، يعتقدون أن مجرد خروج الإمام صلوات الله عليه كاف في تحقق العدالة والإيمان ، وموت الظلم والكفر والطغيان ؟!!!!
لا والله الذي لا إله إلا هو ؛ فإنّه تجري على إمامنا وأصحابه عليهم السلام أيام وشهور ربما سنين ، كتلك التي جرت على طالوت وموسى وهارون ويوشع وذي القرنين صلوات الله عليهم ..
فمن يقدر منّا أن يبقى منّا على سرج فرسه يوماً أو يومين ، لا يحق له أن ينزل من دون إذن الإمام ، صلاته إيماءً ، ليس عنده ما يأتدم به إلاّ الخبز الجشب والماء القراح ، هؤلاء هو جنود المهدي روحي لتراب مقدمهم الفداء ، إنهم يعيشون الفتنة والجهاد ومقارعة المشككين بأرقى معنى وأشده ..
الزبدة : إبليس وأعوانه من الإنس والجن لن يقفوا مكتوفي الأيدي ، وسيضلون كثيراً من الناس مسلمين وكفار ، لكن قضى الله تعالى أن يمن لتكون العاقبة والنصر للمتقين ولو بعد شهور وسنين ..
جناب الأستاذ الفاضل ، الأديب الكامل الطائي لله دره ..
ما شاء الله تبارك تعالى..
أقل ما يقال في مسرودكم الشريف أعلاه أنه جيّد روعة ، شكلاً ومحتوى ومضموناً ، فبغض النظر عن الملاحظات العلمية البسيطة التي عليه ، وسنعرض لها فيما بعد ، إن سمحتم ، فإنّي ما أكاد أصدق أنّ تحسنون من بحوث العقيدة ما يتقاصر عنه كثير من طلاب العلم الفضلاء ..
جناب الأستاذ الطائي دام فضله الشريف ..
بعد قولي أحسنتم على ما انتزعتموه ، من مليح الكلام وجيده ، ثمة أمور ينبغي التنبه لها ..
أولاً : روايات الصيحة ثابتة مستفيضة ، لا ينبغي الكلام في ذلك .
ثانياً : قولكم سلمكم الله تعالى : ( اذن الفزعة = الصيحة )
يفسره قولكم البارع جدّاً :
الصيحة من حيث انها فزعة ، ناظرة الى اثرها في الذي اثرت فيه ، فتسبب الفزع اي الخوف الشديد او الهلع الكبير*
وحيث انها كما وصفتها الروايات على انها صيحة ، ونداء ، فان الصوت العظيم للصيحة هو الذي على الارجح مصدر وسبب الفزع عند المتلقين ، وله وشاهده الروائي وهو : ( لا يبقى راقد إلا استيقظ ، ولا قائم إلا قعد ، ولا قاعد إلا قام على رجليه ، فزعا من ذلك الصوت )
الزبدة : الفزعة نتيجة الصيحة ، ويجوز إطلاق أحدهما على الآخر (الفزعة=الصيحة) لقاعدة السببية كما هو مقرر في علم البلاغة ، من قبيل قولنا إذا شاهدنا الاعصار : هذا الموت الزؤام ؛ كونه سبباً للموت ، وفي القرآن الكريم كثير من هذا .
ثالثاً : الرواية التي سردتموها بقولكم :
حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، قال: حدثنا صفوان بن يحيى، عن أبي عثمان، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام انتظروا الفرج في ثلاث، قيل: وما هي؟ قال: اختلاف أهل الشام (فيما) بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان، فقيل له: وما الفزعة في شهر رمضان؟ قال: أما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) قال: إنه تخرج الفتاة من خدرها، ويستيقظ النائم، ويفزع اليقظان.
ربما هي ضعيفة بالإسناد أعلاه ، لكنها صحيحة المتن ؛ كونها رويت من طريق آخر موثق كالصحيح ..؛ بيان ذلك ..
الرواية بالإسناد أعلاه مروية في كتاب كنز جامع الفوائد ، ومؤلفه حلّي رضوان الله عليه من أهل القرن العاشر ، ولم نتيقن من الواسطة بينه وبين أهل القرن الرابع والخامس ، وهو زمن صدور الرواية ..
ويهون الخطب أنها مروية في غيبة النعماني بإسناد موثق كالآتي : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم ابن قيس، قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا ثعلبة بن ميمون عن معمر بن يحيى، عن داود الدجاجي، عن أبي جعفر محمد بن علي(عليهما السلام)، قال: " سئل أمير المؤمنين(عليه السلام) عن قوله تعالى: " فاختلف الاحزاب من بينهم فقال: أنتظروا الفرج من ثلاث، فقيل: يا أميرالمؤمنين وما هن؟ فقال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان.
فقيل: وما الفزعة في شهر رمضان؟ فقال: أو ما سمعتم قول الله عزوجل في القرآن: " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين هي آية تخرج الفتاة من خدرها .