بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال الشاعر:
ازرعْ جَمِيلاً و لو في غيرِ موضِعِهِ*******فَـلنْ يضيعَ جميلُ أَينما زُرِعَا
إنَّ الجميلَ وإنْ طالَ الزمانُ بِهِ*******فـليس يحصده إلا الذي زرعا
دخل مُسِنٌ المشفى بَسَببِ المرض والهرم...
زاره شْاب ومَعهُ طفلٌ صُغيْرٌ، جلسَ معُهْ ساعة وسَــاعدَهُ فيها في تناول طعامه والاغتسال، ثمَّ أخذهُ جوَلة في حديقةِ المَشفى وغادرَ بعدَ أَنْ اطمَأنَّ عليـه.
فلما دخلتْ الممرضةُ على المسن لتُعطيهْ الدَواء وتتفقدَ حالـه قالت بإعجاب.!!: "ما شاءْ الله يا حاج، حفظ الله ولدك وحفيدك، يزورانك في كلّ يوم، قَلَّ في هذا الزمان من يفعل ذلك مع آبائهم".
نظر إليها المسن، وأغمض عينيه وقال في نفسه: "لَيـــْــتهُ كـــان ولــدي"، ثم أطرق قائلاً: لما كان هذا الشابُّ طِفلاً صغيراً في الحيَّ الذي كنا نسَكُنُ فيهِ، رأيَتهُ مَرةً يَبْكي عندَ بابِ المسْجدِ وقد تُوفىَ والدَهُ، هَدَّأتُ من روعه واشتريتُ لهُ الحَـلوى، ولمْ أتواصل معه بعد ذاك اليوم!
وَعندما عَلم بوحدتي أنا وزوجَتي بدأ يزورنا حتىَ وهنَ جسدي، ولما مرضت أخذ زوجتي إلى منزله وجاءَ بي إلى هنا، ولما ســألتـه:
لـمَـاذا تتكبد هذا العنَاء معنَا؟
تَبَسَمَ وَقال:
" يا عم.. ما زال طعم الحلوى في فمي".