بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).(سورة التوبة:33) ، قال: ( أظَهَرَ ذلك بعد؟! كلا والذي نفسي بيده ، حتى لاتبقى قرية إلا ونودي فيها بشهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، بكرة وعشياً) . (المحجة للبحراني ص 86 ).
وعن ابن عباس قال: ( حتى لايبقى يهودي ولانصراني ولاصاحب ملة إلا صار إلى الإسلام . وحتى ترفع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ، وهو قوله تعالى: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وذلك يكون عند قيام القائم) (المحجة 87)، ومعنى ترفع الجزية ، أنه لايقبل من أهل الكتاب إلا الإسلام .
وعن أبي بصير رحمه الله قال: سألت الإمام الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل في كتابه: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، فقال: والله ما نزل تأويلها بعد . قلت جعلت فداك ومتى ينزل تأويلها ؟ قال: حين يقوم القائم إن شاء الله تعالى ، فإذا خرج القائم لم يبق كافر ولا مشرك إلا كره خروجه ، حتى لو أن كافراً أو مشركاً في بطن صخرة لقالت الصخرة يا مؤمن في بطني كافر أو مشرك فاقتله ، فيجيئه فيقتله) (المحجة: 86 ).
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: (القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر، تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر الله عز وجل به دينه ولو كره المشركون ، فلايبقى في الأرض خراب إلا عمر ، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه). (البحار:52/191) .
وفي تفسير العياشي:2/87 عن الإمام الباقر عليه السلام قال في تفسيرها: ( يكون أن لا يبقى أحد إلا أقر بمحمد صلى الله عليه وآله ) .
وفيه:2/56 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (سئل أبي عليه السلام عن قوله تعالى: وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّة ًكَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً... وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاتَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ ، فقال: لم يجئ تأويل هذه الآية ، ولو قام قائمنا بعد سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية ويبلغن دين محمد صلى الله عليه وآله ما بلغ الليل حتى لايكون شرك على وجه الأرض ، كما قال الله تعالى) .
وجاء في تفسير قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (يريهم في أنفسهم المسخ ، ويريهم في الآفاق انتفاض الآفاق عليهم ، فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق . وقوله: حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ، يعني بذلك خروج القائم هو الحق من الله عز وجل ، يراه هذا الخلق، لابد منه) . (غيبة النعماني ص143)
وعن النبي صلى الله عليه وآله قال: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة ، يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي) . ( البيان للشافعي ص63) .
وعنه صلى الله عليه وآله قال: (ولايكون ملك إلا للإسلام ، وتكون الأرض كفاتور الفضة). (الملاحم والفتن ص66) أي تكون الأرض صافية نقية من الكفر والنفاق ، كسبيكة الفضة النقية من المواد المغشوشة .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي. ويريهم كيف يكون عدل السيرة، ويحيي ميت الكتاب والسنة). (نهج البلاغة:4/36) يعني أن المهدي عليه السلام يتبع القرآن ول ايحرف تفسيره بالهوى كما فعل المنحرفون قبله .
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: (كأني بدينكم هذا لايزال مولياً يفحص بدمه ، ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت ، فيعطيكم في السنة عطاءين ، ويرزقكم في الشهر رزقين ، وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله ). (البحار:52/ 352) .
وقوله عليه السلام : (مولياً يفحص بدمه) تصوير دقيق مؤثر لحالة الإسلام كطير مجروح يرف بجناحيه ويتخبط بدمه من ضربات الظالمين له ، وتحريفهم إياه ، حتى ينقذه المهدي عليه السلام ويحييه ويرده إلى المسلمين .
والمقصود بالعطاءين في السنة والرزقين في الشهر: العطاء من بيت المال كل ستة أشهر ، وتوزيع المواد الغذائية على الناس كل أسبوعين .
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( سيميت الله به كل بدعة ، ويمحو كل ضلالة ، ويحيي كل سنة) . ( الكافي:1/412) .
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: ( ولايبقى في الأرض خراب إلا قد عمر ، ولايبقى في الأرض معبود من دون الله تعالى من صنم ووثن وغيره ، إلا وقعت فيه نار فاحترق) . ( كمال الدين ص331 ).