السفياني علامة حتمية من علامات الظهور المهمة والمؤكدة في الروايات ننقل مثال عن ذالك وكما في الرواية التالية :
( - [أخبرنا] أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن ابن حازم من كتابه، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن محمد بن بشر الاحول، عن عبدالله ابن جبلة، عن عيسى بن أعين، عن معلى بن خنيس، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " من الامر محتوم ومنه ماليس بمحتوم، ومن المحتوم خروج السفياني في رجب ".)
وبالضافة الى حتمية علامة السفياني فان خروجه في رجب كان له تاكيد كبير ومتكرر في الروايات وكما في بعضها :
1- حدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثني عباد بن يعقوب، قال: حدثنا خلاد الصائغ(1)، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " السفياني لا بد منه، ولا يخرج إلا في رجب
2- عن معلّى بن خنيس يقول: "سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من الأمر محتوم ومنه ما ليس بمحتوم، ومن المحتوم خروج السفياني في رجب"
3- والنعماني/300 ، عن معلى بن خنيس ، وفيه: ومن المحتوم خروج السفياني في رجب
4- البحار ج52 – ص249: عن خلاد الصائغ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: السفياني لابد منه، ولايخرج إلا في رجب.
* واقول : من التدقيق في روايات خروج السفياني في رجب يتبين وبالتاكيد الشديد ان خروجه سيكون في رجب ، بل ان النقطة الثانية اعلاه والتي يقول فيها الامام ( ومن المحتوم خروج السفياني في رجب ) يظهر منها انها تجعل خروجه في رجب ملازم لحتميته ايضا ، اي ان ما يتعلق بالحتمي في علامة السفياني هنا هو نفس السفياني وخروجه في رجب معا والله اعلم ،
هذا الخروج في شهر رجب مرة ننظر اليه كعلامة واشارة لوقت خروجه ، ومرة لعلنا قد يثير عندنا التسآئل عن السبب في اهمية هذا الشهر في العلامات وذكره وتأكيده ، خاصتا اننا نعلم ان الظهور / الصيحة ستكون بعد خروج السفياني وبها يتيقن كل شخصيات الظهور في ساحة الواقع بما لا يبقى معه اي غموض او التباس .
وقبل الخوض في اهمية شهر خروج السفياني في رجب ، نقول اولا لعله ذكر شهر خروجه هو ايضا قرينة من الامام المعصوم للمنتظرين لتشخيص السفياني ولكن سوف نحاول الذهاب الى ابعد واكثر من ذالك بما يمكن الاستفادة منه من علامات اخرى ربما بها يتبين لنا امور اخرى مهمة حول شهر رجب في عام الظهور قبيل الصيحة الجبرائيلية في ال 23 شهر رمضان .
اولا نبدأ بما ورد من الصيحات الجبرائيلية التي ستكون في وقت خروج السفياني ( وهذا قبل صيحة الظهور الرمضانية )
وكما في الروايتين ادناه :
1- ( في غيبة النعماني(14) في حديث الحسن بن محبوب، عن الرضا (عليه السلام) كأني به أسر ما كانوا. قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد، كما يسمعه من بالقرب يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين فقلت: بأبي وأمي أنت، وما ذلك النداء؟ قال (عليه السلام) ثلاثة أصوات في رجب. أولها: ألا لعنة الله على الظالمين. والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين. والثالث: يرى بدنا بارزا مع قرن الشمس ينادي ألا إن الله قد بعث فلانا على هلاك الظالمين فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ويشفي الله صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم.)
2- ( عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)
*قال: سيفعل الله ذلك بهم، فقلت: من هم ؟ قال: بنو أمية وشيعتهم (السفياني وأعوانه)، قلت: وما الآية ؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، ذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه).
واقول : هنا بالاضافة الى توقيت هذه الصيحات الثلاثة مع وقت خروج السفياني والذي هو مؤكد لنا في شهر رجب نرى ان مضمون هذه الصيحات يتعلق بحدث عظيم او كبير ومهم جدا بحيث تتدخل السماء فيه وينتج صدور هذه الصيحات والتي هي ثلاثة ونحن وان لعله نربطها بحادثة السفياني وخروجه في رجب وللقرينة التي في الروايات الا انه ما يحدث في الواقع يبين ان خروج السفياني ذالك الوقت الذي صدرت فيه الصيحات وما سنعلمه من مزيد حوادث كلها قرائن على امور واحداث كبيرة متقاربة وبالخص يدخل فيها شهر رجب هذا الذي يخرج فيه السفياني .
ولعل الرواية رقم 2 اعلاه واحدة من الادلة على ذالك وهي علامة ركود الشمس والتي هي لعلها نفس علامة خروج الشمس من مغربها ، واما القرينة التي تجعلها في شهر رجب هو انها ذكرت خروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس ... وهي المرجح نفسها العلامة / الصيحة الثالثة التي ذكرناها آنفا في رجب وقت خروج السفياني فتأمل ، والله اعلم
- اذن هذا يعطينا ان صح الاستدلال فيه ، هو ان رجب سيكون مترافق مع علامة كونية مبهرة وهي علامة ركود الشمس فيه والتي ينتج عنها علامة طلوع الشمس من مغربها وظهور صدر ووجه شخص يطلق نداء وكما مذكور في الروايات اعلاه ،
* ومن العلامات الاخرى التي لها علاقة مع شهر رجب ، شهر خروج السفياني هي علامة المطر وكما في الروايات التالية :
( إذا كانت السنة التي يظهر فيها قائم آل محمد عليه السلام وقع قحط شديد، فإذا كان العشرون من جمادى الأولى وقع مطر شديد، لم ير الخلائق مثله منذ هبط آدم إلى الأرض، متصلاً إلى عشر أيام من رجب.. (عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا آن قيام القائم عليه السلام أمطر الناس جمادى الآخرة وعشر أيام من رجب لم تر الخلائق مثله) (22).. وذكر المفيد في الإرشاد (ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحي بها الأرض بعد موتها وتعرف بركتها) (23).
واقول فيها : هي علامة مهمة ومميزة ولعل تعبير لم ترى الخلائق مثله منذ عهد آدم وليومها دليل على اهميتها الكبرى في ساحة العلامات ، وما يخصنا بالدقة هنا انها تنتهي في شهر رجب وفي العاشر منه بالتحديد حسب الرواية وهذا نضيفه ايضا الى حسابات الطرح وخروج السفياني في رجب وما يترافق فيه من علامات كونية واعجازية واجتماعية وهذه منها
اما سبب هذا المطر فلم يذكر في هذه الرواية وحصوله بهذه الطريقة دليل على تغير مناخي كبير يمكن ان يكون اعجازي المصدر واما ان يكون بسبب مؤثر طبيعي وهو المرجح عندي لما لدينا من ادلة وقرائن تبين سبب مهم قد ينتج منه هذا التغير المناخي الكبير وحصول هذه الامطار بل وحتى السبب الطبيعي الذي ينتج عنه ركود الشمس ومن ثم طلوعها من المغرب وهي علامة النجم المذنب المرافق لوقت علامات الظهور في هذه المرحلة ولعل الروايات ادناه تبين ما يدل على هذا المعنى :
( روى ابن طاووس نقلا عن نعيم بن حماد، قال: (علامة انقطاع ملك ولد العباس حمرة تظهر في جوف السماء، ونجم يطلع من المشرق يضيء كالقمر ليلة البدر ثم ينعقد)، وفي رواية ثانية: (يطلع نجم من المشرق قبل خروج المهدي لـه ذنب يضيء لأهل الأرض كإضاءة القمر ليلة البدر)، وذكر الشيخ المفيد رضوان الله عليه في إرشاده: (..وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر، ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه…)
ولعل هذا النجم المذنب هو ايضا التفسير الطبيعي والمنطقي للعلامة الحتمية الكونية التي ستكون في رمضان عام الظهور / الصيحة وكما جاء في الروايات التالية :
( عن ثعلبة الأزدي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): (آيتان تكونان قبل قيام القائم: كسوف الشمس في النصف من رمضان وخسوف القمر في آخره، قال: فقلت: يابن رسول الله، تكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف، فقال أبو جعفر (عليه السلام) أنا أعلم بما قلت: إنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم).(1)
عن وردان أخي الكميت عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: (إن بين يدي هذا الأمر انكساف القمر لخمس تبقى - هذه الرواية تحدد الخسوف أول الشهر وليس آخره - والشمس لخمس عشر وذلك في شهر رمضان وعنده يسقط حساب المنجمين، وعن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: علامة خروج المهدي كسوف الشمس في شهر رمضان في ثلاث عشرة أو أربع عشرة منه).(2)
- طبعا الاحداث الكونية في رمضان هنا خارج محل بحث شهر رجب الذي نحن بصدده ولكن لتعلقها وارتباطها حسب تصورنا ذكرناها وليكون هناك ترابط في الافكار والعلامات وتاثيرها وسببها او اي ما يتصور فيه ذالك الزمان ووقت حدوثها
وهو وكما يظهر ومرجح انه مترابط فيما بينه بشكل منطقي .
* المسألة المهمة الاخرى وما يتعلق بشهر رجب وقت خروج السفياني
وردت الكثير من الاخبار المتضمنة لهذا القول الشهير لأمير المؤمنين عليه السلام: (العجب كل العجب بين جمادى ورجب) منها: ما ورد عن أبي الجارود، عمن سمع عليا عليه السلام يقول: " العجب كل العجب بين جمادي ورجب " فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه، فقال: ثكلتك امك وأي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولأهل بيته، وذلك تأويل هذه الآية: " يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور .
وفي خبر آخر أنه سئل عليه السلام: ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه؟ قال ثكلت الآخر امه وأي عجب يكون أعجب منه أموات يضربون هام الأحياء قال: أنى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟. قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، كأني أنظر قد تخللوا سكك الكوفة وقد شهروا سيوفهم على مناكبهم، يضربون كل عدو لله ولرسوله وللمؤمنين وذلك قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور).
واقول : ما بين جمادي ورجب هو لعله سمعناه في روايات المطر الغزير الذي لم تشهده الخلائق منذ عهد ادم وكما اسلفناه وهنا يتكرر في رواية الامام ع ويدخل فيه حدث يصفه الامام ع بالعجب بل وبكل العجب وهو رجعة بعض الناس الى الحياة من قبورهم وهو محل تأويل آية من القران ذكرها الامام ، وهي داخلة ايضا في شهر رجب في نهايتها والذي يخرج فيها السفياني ،
اذن من محصلة كل هذا الطرح اعلاه وما فيه من ادلة مؤكدة وبعض القرائن والاستنتاجات يتأكد لنا ان شهر رجب هذا الذي سوف يخرج فيه السفياني والذي هو يسبق شهر رمضان المبارك والذي سيكون فيه الصيحة والظهور ، اقول سيكون شهر مميز ومهم في تاريخ العلامات لتركز ودخول الكثير من العلامات الكونية والاعجازية ( كالصيحات ، وركود الشمس )
تبقى مسألة اخيرة وهي بعد ان علمنا اهمية تاريخ خروج السفياني في رجب هل هناك ما يفيد في الروايات يعين وقت هذا الخروج بالدقة ،
والجواب انه في مصادرنا لا يوجد دليل دقيق سوى عموم شهر رجب ، ولكن من سابق اطلاعي انه يوجد في روايات العامة ما يذكر ان خروج السفياني سيكون في العاشر من شهر رجب وهذا لا يفيد التاكيد ولكن اكثر ما يمكن القول فيه انه الاحتمال الوحيد الذي عندنا متوفر في الروايات ،
ولكن لعله يمكن استخراج نفس هذا التاريخ ( اي العاشر من رجب ) وذالك من خلال ما يلي
نحن نعلم ان خروج السفياني في رجب وانه سيكون في ال 6 اشهر الاولى سيقاتل ويتملك فيها الكور الخمسة وتنتهي هذه الستة اشهر مع موعد القيام ، وموعد القيام محدد عندنا بالروايات انه سيكون في العاشر من محرم
فاذا اخذنا المعادلة وحسبناها تنازليا ، اي بالعكس ونعد 6 اشهر نزولا من تاريخ 10 محرم يوم الخروج من مكة فسيكون ذالك وينتهي في 10 رجب وهو لعله نفس ما ذكر من توقيت خروجه في كتب العامة والله اعلم
وفي الختام نقول هذا مقدار فهمنا اذا وفقنا الله واصبنا الحق والل اعلم
والسلام عليكم