في الكافي عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (
) يقول: يا ثابت إن الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين، فلما أن قتل الحسين (
) اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين ومائة، فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر، ولم يجعل الله بعد ذلك وقتا عندنا و (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)(22).(23) (وفيه) عن عبد الرحمن بن كثير: كنت عند أبي عبد الله (
) إذ دخل عليه مهزم فقال له: جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره متى هو؟ فقال: يا مهزم كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون.(24) (وعن أبي بصير) سألت الصادق (
) عن القائم (
) قال: أبى الله إلا أن يخالف وقت الموقتين.(25) (وفيه) عن فضيل بن يسار: سألت أبا جعفر (
): ألهذا الأمر وقت؟ فقال: كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، إن موسى لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما، فلما زاده الله على الثلاثين عشرا قال قومه: قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا، فإذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا صدق الله تؤجروا مرتين.(26) (وفيه) عن إبراهيم بن مهزم عن أبيه عن أبي عبد الله (
) قال: ذكرنا عنده ملوك آل بني عباس فقال: إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الأمر - أي دولة الحق - إن الله لا يعجل لعجلة العباد، إن لهذا الأمر غاية ينتهي إليها، فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة ولم يستأخروا.(27) وفي إثبات الهداة للحر العاملي (رحمه الله) في وصية النبي (
) لعلي (
) قال: يا علي أعجب الناس إيمانا وأعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان، لم يروا النبي، وحجب عنهم الحجة فآمنوا بسواد على بياض.(28) وفي الكافي عن أبي عبد الله (
): أن أمير المؤمنين (
) لما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب بخطبة ذكرها، يقول فيها: ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه، والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم، وليسبقن سباقون كانوا قصروا، وليقصرن سباقون كانوا سبقوا، والله ما كتمت وشمة ولا كذبت كذبة، ولقد نبئت بهذا المقام (الخلافة) وهذا اليوم.(29) (وفيه) عن أبي يعفور: سمعت أبا عبد الله (
) يقول: ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب. قلت: جعلت فداك كم مع القائم من العرب؟ قال: نفر يسير. قلت: والله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير. قال: لأنه للناس أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا، ويستخرج بالغربال خلق كثير.(30) (وفيه) عن منصور عن أبي عبد الله (
): يا منصور إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد أياس، لا والله حتى يميزوا، ولا والله حتى يمحصوا، ولا والله حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد.(31) (وفيه) عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن (
) (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)(32) ثم قال لي: ما الفتنة؟ قلت: جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين. فقال: يفتنون كما يفتن الذهب، ثم قال: يخلصون كما يخلص الذهب.(33) (وفيه) عن أبي جعفر (
): إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال فمن أقر به فزيدوه ومن أنكره فذروه، إنه لا بد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعر بشعرتين، حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا.(34) (وفيه) عن منصور الصيقل قال: كنت أنا والحارث بن مغيرة وجماعة من أصحابنا جلوسا، وأبو عبد الله يسمع كلامنا فقال لنا: في أي شئ أنتم؟ هيهات هيهات لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد أياس، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد.(35) .
المصادر :
(22) الرعد: 39.
(23) الكافي: 1 / 368 ح 1.
(24) الكافي: 1 / 368 ح 2.
(25) الكافي: 1 / 368 ح 4.
(26) الكافي: 1 / 368 ح 5.
(27) الكافي: 1 / 369 ح 7.
(28) من لا يحضره الفقيه: 4 / 466.
(29) الكافي: 1 / 369 ح 1.
(30) الكافي: 1 / 370 ح 2.
(31) الكافي: 1 / 370 ح 3.
(32) العنكبوت: 1 - 2.
(33) الكافي: 1 / 370 ح 4.
(34) الكافي: 1 / 370 ح 5.
(35) الكافي: 1 / 370 ح 6.