|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 76001
|
الإنتساب : Oct 2012
|
المشاركات : 32
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
الى زوجتي
بتاريخ : 28-02-2013 الساعة : 05:05 PM
كنت في كل صباح بعد ما ان استيقض وارتدي ملابسي أنظر الى المرآة فارى صورتي مضلمة بعض الشيء ومغبرة، فاقول مع نفسي اني سأتغير في يوم ما وأكون أكثر اعتناءا، فبعد خروجي من البيت تبدأ رحلة اليوم من الانشغال اللامتناهي حتى اخر خيط من نسيج النهار، وتبدأ السماء تتلبد بالنجوم، فارجع الى مخدعي وقد اضيفت شكوى الى ملايين الشكاوى اليومية مما لاقيته في عملي، فاصحو في اليوم التالي، ولاقف مرة ثانية مجددا العهد أمام مرآتي على ان اهتم بنفسي من الان فصاعدا، وتتبدد هذه النذور حال خروجي الى العمل، وذات يوم التقيت بامرأة صالحة وتشجعت على خطبتها وبعد أن حصلت الموافقة تذكرت منظري في مرآتي المظلمة فقلت: لقد نسيت نفسي وكتد ان انسى اهتمامي بمظهري فاليوم هو يوم خطبتي، فذهبت الى صديق لي يبيع الملابس وارتديت أجمل ما وجدت في دكانه ورحت بخطى تسابق الريح، بعد ما ان تاخرت على الموعد، وبعد طرق الباب وبين لحظات قبل فتح الباب، تذكرت وقلت: تبا لم ارى صورتي في المرآة، لكم وددت ان اراها وانا بحلتي الجديدة، هذه المرآة التي لطالما تحملت صورتي القاتمة، وفي يوم التغيير ستكون آخر من يعلم، وزاد توتري لاني لم ارى حالي الجديد ولا اعرف ردة فعل خطبيتي، هل انا بحال جيد، هل بالغت في ملابسي أم اخترت ذوقا قاتما كعادتي، وتبددت الشكوك وزالت غيوم رؤيتي حالما رأيت ابتسامتها الخجلة تشرق في ارجاء المكان، فاطمأن قلبي حينها، ودارت عقارب الساعة بتسارع جميل من غير شعور بالزمن، وبانتهاء أول يوم عمل بعد الزواج ودخولي للبيت، استقبلتني زوجتي بتحية مليئة بالوان الطيف زاهية ازالت الشكاوى المليونية التي اتلقاها من نفسي عن العمل، وسالتني ماذا تحب ان تاكل على العشاء، ترددت في الاجابة لاني تذكرت ايامي السابقة وانا اتثاقل من اعداد عشائي، وفي لحظات استعدت رشدي فاجبتها: أي شيء تطبخينه سيكون الذ ما اكلت يوما، وبعد دخولي الى غرفة النوم لاغير ملابسي، جاءت زوجتي في اثري وقالت لي : بالمناسبة لدي سؤال فقلت: ماذا .. قولي، قالت لاحظتك صباح اليوم وأنت أمام المرآة لماذا لا تنير مصباح الغرفة وأنت ترتدي سترتك أمام المرآة، فتوقفت وقد اعتلاني العجب وانهمرت التساؤلات.. فعلا انا لم انر المصباح يوما وانا ارتدي ملابسي، من شدة استعجالي اليومي، فأنارة زوجتي المصباح فوقفت أمام المرآة، لم يكن هندامي هو السبب والغبرة في صورتي لم تكن مني بل من المرآة التي أهملتها دوما ولم انظفها، اليوم أدركت شيئا، أن الزوجة هي مرآة الزوج وعونها له هو الضياء الذي تنير به دربه.
26/2/2013
|
|
|
|
|