المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
تحية لكم مشاهدينا الكرام أينما كنتم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع برنامج: الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة اليوم (المهدي في صحاح مدرس الصحابة) سنقف وإياكم إنشاء الله تعالى عند جملة من الأمور المتعلقة بورود المسألة المهدوية ونوع هذا الورود، كيف ورد في صحاح مدرسة الصحابة بحيث هل يمكن بعد ذلك أن يقال بأن أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) قد انفردوا بهذه العقيدة (العقيدة المهدوية) أم أن المسلمين جميعاً متفقون وفي صحاحهم جميعاً. طبعاً معنا وكما تعلمون في هذا البرنامج سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المقدم: سماحة السيد في البدء في المقدمة إذا كانت هناك بعض الاستفسارات التي من خلالها الإجابة على بعض الأسئلة، تعلمون أنه بقيت بعض الأسئلة من الحلقة السابقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، وعدنا المشاهد الكريم أن نجيب عنها.
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع كانت واحدة من المداخلات التي وردت في الحلقة السابقة أن بعض الأخوة قال بأنه لماذا تنقلون كلمات الأعلام من خلال المجلات أو نحو ذلك. طبعاً أنا أتصور بأن قضية الكلام أينما وجد لابد أن يتثبت من أن هذا الكلام صدر من صاحبه أم لم يصدر، سواء كان في كتاب أو كان في مجلة، أو كان في مقال أو بأي نحو كان، يسمع يقرأ، إلى غير ذلك، هذه حقيقة ثابتة، وأنا أتصور أن هذا الأخ العزيز وكثير ممن ينظرون إلى الفضائيات يجدون بأنهم يستدلون بقرص هنا وكاسيت هناك مع ما فيه من الإشكالات ومع فيه من أن المتحدثين لم يعلم أنهم من أهل العلم أصلاً حتى يمكن أن تناقش مدرسة بكاملها بعلمائها بأعلامها من خلال كاسيت أو سيدي ينقل هنا أو هناك، أو صورة تخرج على موقع في الانترنت، وأنا أتصور أن الأخذ العزيز كان ينبغي أن يوجه نقده إلى تلك الطريقة التي مع الأسف الشديد بدأنا في الآونة الأخيرة نجدها ونعهدها في بعض هذه الفضائيات وعلى أساسها يرتبون ويحكمون على مدرسة باتباعها الذين هم بمئات الملايين في هذا العالم.
على أي الأحوال، مع ذلك استجابة ورغبة ونزولاً عند رغبة هؤلاء المتداخلين أنا حاولت بأنه هذه الكلمات التي نقلتها من بعض الجرائد أنه أجد بأنه هل هي موجودة في كتب في هذا المجال أو غير موجودة، في الواقع عندما راجعت هذه المصادر واستعنت ببعض الأخوة في هذا المجال، قالوا: نعم، هذه كتبت وألفت والآن موجودة في الأيدي.
منها: ما ذكره الألباني – إذا يتذكر المشاهد الكريم في الحلقة السابقة- العلامة الألباني صاحب (سلسلة الأحاديث الصحيحة) التي سوف نقف عندها هناك كتاب تحت عنوان (مقالات الالباني) بودي أن الشاهد الكريم يلتفت إلى ذلك جيداً، مقالات الألباني هذا الكتاب عادة جمعه وصححها واعتنى بها نور الدين طالب، قدم لها محمد عيد العباسي وعبد الله علوش، دار أطلس للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، 1422هـ أو 2001م، المملكة العربية السعودية، الرياض، هناك عبارته الألباني قال: وخلاصة القول أن عقيدة خروج المهدي عقيدة ثابتة متواترة عنه (صلى الله عليه وسلم) – بحسب نص الكتاب- يجب الإيمان بها لأنها من أمور الغيب والإيمان بها من صفات المتقين كما قال تعالى: (ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب) وإن إنكارها لا يصدر إلا من جاهل أو مكابر أسأل الله أن يتوفانا على الإيمان بها وعلى كل ما صح في الكتاب والسنة. في هذا الكتاب ص110 من هذا الكتاب، هذا النص بشكل واضح وصريح موجود للعلامة الألباني. هذا هو النص الأول.
النص ا لثاني الذي كان بودي أن أشير إليه وهو ما ذكرته عن الشيخ ابن باز وأشرت إليه فيما سبق وقلت بأنه توجد عنده كلمات قيمة واقعاً في هذا المجال وواقعاً ينبغي أن نقف عند هذه الكلمات هناك طبعاً هذه الكلمة أيضاً بودي أن المشاهد الكريم يلتفت أن هذه الكلمة جاءت في مقدمة كتاب (عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر) العلامة الشيخ عبد المحسن ابن حمد العباد حفظه الله، مكتبة السنة، الطبعة الأولى لمكتبة السنة بالقاهرة، 1416هـ، أنا بودي أن المشاهد الكريم يتحمل معي قليلاً حتى أنه أريد أن أقرأ تقريباً كل عبارات الشيخ ابن باز، وتعلمون أنه علم من أعلام السلفية الحديثة وهو مرجع في مثل هذه المجالات، وهنا بودي مباشرة أن أشير، بغض النظر أن ما أقرأه عن هذا الشيخ أني أوافق عليه أو لا أوافق عليه، أختلف معه أو اتفق معه هذا حديث آخر، أريد أن أقرأ بكامل العبارات بلا أن أقتطع عبارة. يعني هذا الأسلوب الذي الآن مع الأسف الشديد نجده في كثير من الأحيان يؤتى بكتاب من أتباع أو علماء مدرسة أهل البيت ويقرءون سطر أو سطرين أو مقطع مجتزأ عما قبله أو عما بعده ولا تتضح الفكرة وليس هذا فقط – حتى أكون منصفاً- في أتباع مدرسة الصحابة، بل حتى في مدرسة أهل البيت بعض من ليس له خبرة أولاً أو لا يراجعون المصادر الأصلية ثانياً، فيقتطعون العبارة إذا تقرأ يجب أن نضف إليها شيء أخر ينافيها، أو أن المؤلف أساساً نقلها كقول وهو لا يوافق عليها أو في محل الرد عليها، نحن لسنا بصدد التكفير أبداً تكفير الأعلام الذين قالوا أو لم يقولوا، نريد أن نعرف الحقيقة، والواقع كما ذكرت في بحث (مطارحات في العقيدة) وهنا أؤكد ليس هدفنا هو فلان من مدرسة كذائية يدخل في المدرسة الكذائية يزيد على العشرة أو ينقص عن العشرة ينقص عن الألف أو يزيد عن الألف، وإنما همنا الأساس اكتشاف الحقيقة وترك المسائل لعقل المشاهد المنصف العاقل ليعرف هذه الحقيقة.
العبارة الأخرى وبنص القرآن الكريم (ليحيى من حيى عن بينة ويهلك من هلك عن بينة) في هذا الكتاب الذي هو كما قلت الطبعة الأولى، ص4 عبارته، يقول: وأما بعد – الكلام في المقدمة، كلمة تعقيب على المحاضرة لسماحة الشيخ عبد العزيز ابن عبد الله بن باز- أما بعد فإنا نشكر محاضرنا الاستاذ الفاضل الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد على هذه المحاضرة القيمة الواسعة فلقد أجاد فيها وأفاد واستوفى المقام حقاً فيما يتعلق بالمهدي المنتظر مهدي الحق – التفتوا جيداً، هذه عبارة ابن باز باعتبار ادعاءات المهدوية كثيرة في كل زمان- ولا مزيد على ما بسطه من الكلام فقد بسط واعتنى وذكر الأحاديث وذكر كلام أهل العلم في هذا الباب، وقد وفق للصواب وهدي إلى الحق – إلى أن يقول-: إن الحق والصواب هو ما أبداه فضيلته – يعني الكاتب وهو بن عباد- كما بينه أهل العلم فأمر المهدي أمر معلوم والأحاديث فيه مستفيضة بل متواترة متعاضدة وقد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها، التفتوا جيداً إلى هذه العبارة، الشيخ ابن باز لا يدعي فقط أني أحصيت أنها متواترة، يقول: جملة من أهل العلم قالوا أنها متواترة، يعني أدعاء التواتر ليس من شخص أو شخصين أو ثلاثة أو عشرة، ومن المعلوم أن التواتر يفيد القطع ويفيد اليقين، وأنه من أوضح الطرق لإثبات المنظومة العقدية للفرد المسلم وللإنسان المسلم.
قال: كما حكاه الأستاذ في هذه المحاضرة وهي متواترة تواتراً معنوياً لكثرة طرقها واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها، فهي بحق تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمر ثابت وخروجه حق – نعم الشيخ ابن باز يعتقد- وهو محمد بن عبد الله العلوي الحسني من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب – وهذا موضع خلاف وهو من حقه فهو رأيه وسيأتي بحثه بعد ذلك، أنه هذا الإنسان هل هو من ذرية الحسن أو من ذرية الحسين، هذه الخطوة جداً مهمة أنه سيخرج إنسان عادل في آخر الزمان ويقيم العدل بعد لا يمكن أن نتكلم بهذه اللغة المبهمة وبهذا المنطق السقيم أنه يخرج أحد، لا لا، يخرج أحد من أولاد علي هذا نص تصريح ابن باز، وهو من أعلام مدرسة الصحابة، يقول أنه من عترة النبي من علي بن أبي طالب، وعندما نقول عترة وأهل بيته، لا يذهب ذهنكم إلى العباسيين، وإنما من الفرع العلوي لا من الفرع العباسي، لأنكم تتذكرون أن الشيخ ابن تيمية فيما سبق شكر الله أنه لم تأتي الخلافة بالفرع العلوي وإنما جاءت بالفرع العباسي.
جيد جداً ولكنه هنا يصرح ابن باز أنه هذا الإنسان أصله علوي، وليس عباسي.
المقدم: إذا تسمحون لنا بالمداخلة سيدنا، المشاهد له أن يسأل إذا كان المنقد والمصلح إلا من أولاد علي فلماذا لم يكن الأئمة من قبله من أولاد علي.
سماحة السيد كمال الحيدري: ولذا قلت الآن: أنا لا أتكلم في هذا، بل سيأتي، اقتربنا جيداً، مرة يقول شخص سيخرج في آخر الزمان، كما نسمع من بعض الفضائيات، نحن نعتقد أنه سيخرج في آخر الزمان شخص يقيم العدل من هو؟ مهمل، مهمش، لا نسب له، لا أصل له، لا يعرفه أحد، أبداً أبداً، وهذا كله للابتعاد عن الأطروحة التي طرحتها مدرسة أهل البيت، أهل البيت عندهم أطروحة كاملة في هذا المجال، فهم يعلمون أنهم إذا أرادوا يقتربون من مصادر وصحاح أهل الصحابة سوف لا يجدون طريقاً إلا الاقتراب من مدرسة أهل البيت.
يقول: وهذا الإمام من رحمة الله عز وجل بالأمة – إذن فهو إمام وهو علوي وهو من صلب الإمام الحسن (سلام الله عليه)- في آخر الزمان، يخرج فيقيم العدل والحق ويمنع الظلم والجور وينشر الله به لواء الخير على الأمة عدلاً هداية وتوفيقاً وإرشاداً للناس. هذا نص.
ونص أخر في ص5، انظروا ماذا يقول؟ قلت للمشاهد يصبر علي لأن هذه العبارات هي مطالبنا التي نريد أن نقولها، ولكن أريد أن يتضح للمشاهد الكريم أنه واقعاً هذه ليست من مختصات مدرسة أهل البيت، هذه اتفقت عليها كلمة علماء المسلمين، نعم أرجع وأقول، لا أقول أن ابن باز يعتقد بنفس النظرية التي نعتقدها أبداً بل يصرح بأنه من أولاد الحسن ونحن نعتقد انه من أولاد الإمام الحسين عليه السلام، هو يعتقد بأنه سيولد بعد ذلك بل سيصرح بأنه ليس هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت، من حقه، وجهة نظره، ولكن بعد ذلك سيتضح من خلال الدليل القاطع أن الحق مع الشيخ ابن باز أو مع مدرسة أهل البيت بحثه سيأتي. يقول: قد اطلعت على كثير من أحاديثه – يعني أحاديث المهدي- فرأيتها كما قال الشوكاني وغيره وكما قال ابن القيم وغيره فيها الصحيح وفيها الحسن وفيها الضعيف المنجبر وفيها أخبار موضوعة ويكفينا من ذلك ما استقام سنده سواء كان صحيحاً لذاته وهكذا إلى أن يقول: فأن المقبول عندهم – عند مدرسة الصحابة- أربعة أقسام من الحديث: صحيح لذاته وصحيح لغيره وحسن لذاته وحسن لغيره، هذا ما عدا المتواتر، وأما المتواتر فكله مقبول في مدرسة الصحابة، فلا يوجد هذا التفصيل، فكله مقبول سواء كان تواتره لفظياً أو معنوياً، فأحاديث المهدي – محل الشاهد- من هذا الباب متواترة تواتراً معنوياً فتقبل بتواترها من جهة اختلاف ألفاظها ومعانيها وكثرة طرقها وتعدد مخارجها ونص أهل العلم الموثوق بهم على ثبوتها وتواترها. هذه عبارة ابن باز، وقد رأينا – هذه عبارة بودي أن المشاهد الكريم يتأمل في هذه العبارة مرات عديدة- ماذا يقول؟ يقول: وقد رأينا أهل العلم أثبتوا أشياء كثيرة بأقل من ذلك – يعني هذه ليست فقط متواترة وحق، بل هي فوق التواتر وفوق الحق، فهناك أشياء أقل منها سنداً ودلالة ومضموناً- والحق أن جمهور أهل العلم بل هو كالاتفاق على ثبوت هذا المهدي وأنه حق وأنه سيخرج في آخر الزمان، أما من شذ من أهل العلم – يعبر عنهم بأنه شذاذ، ومن شذ شذ إلى النار- أما من شذ من أهل العلم عن هذا الباب فلا يلتفت إلى كلامه في ذلك، ثم يبدأ الشيخ هذا العلم من أعلام مدرسة الصحابة ومن أعلام السلفية، يقول: نحن لا نوافق أن هذا الشخص هو الإمام الثاني عشر من أئمة الشيعة، هذا رأيه، التفتوا لكن انظروا إلى منهجه في البحث لا أقل في هذا الموضوع لا يقول لنا قائل أن الشيخ ابن باز عنده في مواضع أخرى … أنا أتكلم في هذا الموضع هذا الموضع انظر ماذا يقول: يقول أما ما قاله الحافظ إسماعيل بن كثير في كتابه التفسير في سورة المائدة عند ذكر النقباء وأن المهدي يمكن أن يكون أحد الأئمة الأثني عشر فهذا محل نظر، ليس باطل وليس كذاب وليس مدلس هذه التعابير ا لتي يربأ الإنسان عن نفسه يجد بعض من يدعي أنه من أهل العلم ويلبس لباس العلم ويتلبس بلباس العلم ولكن يستعمل هذه التعابير، هذا التعابير لا يسمح لعموم الناس أن يتعاملوا بها، أين منطق القرآن، أين منطق سلاماً سلاماً، قلنا فيما سبق وأكدنا قلنا أن منطق أهل الجنة، خطاب أهل الجنة خطاب سلاماً سلاماً، أما خطاب أهل النار ومنطق أهل النار (كلما دخلت أمة لعنت أختها) تعالوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشكل صريح مع من هو ليسوا على دين الإسلام تعالوا إلى كلمة سواء، بينما نحن بمجرد أن يختلف معنا شخص نقول له أنت كذاب أنت مدلس أنت لعان أنت محرف أنت باطنك يهودي، هذا منطق لا أعرف والله.
المقدم: منطق الضعيف الذي لا يريد أن يدخل في النقاش العلمي.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا ليس منهج علمي، ولذا أنا أدعوا كل الذين يخرجون على الفضائيات من أي مذهب ومن أي نحلة ومن أي اتجاه ومن أي مدرسة عندما يتكلمون فليتكلموا بمنطق القرآن فيتكلموا بمنطق الإسلام منطق سلاماً سلاماً، لا هذا المنطق الذي واقعاً تشمئز النفوس من أن يشار إليه، وهنا تجدون أن الشيخ ابن باز بشكل واضح وصريح يبين هذه الحقيقة ويقول: فيه نظر، ومن حقه أن يقبل ومن حقه أن يرفض، ولكنه لا بلغة أنت كذاب أنت مدلس، بل بلغة: فهذا محل نظر.
ثم في آخر المطاف عبارته بعد أن ينقل: فإن الرسول (صلى الله عليه وآله) قال: لا يزال أمر هذه الأمة قائم ما ولي عليهم أثنا عشر فريقاً كلهم من قريش، يقول: نحن لا نعتقد أن المراد من هؤلاء الإثنى عشر هو أئمة الشيعة. إذن من هم؟ ينتخب ابن باز نفس النظرية التي ينتخبها ابن تيمية وهذا من حقه، هو حر في أن يعتقد أن هؤلاء الإثني عشر الذين وصفتهم الروايات بمواصفات خاصة تنطبق على مثل معاوية ويزيد وعبد الملك بن مروان وأولاد عبد الملك، هو حر في أن هذا، فلماذا نقول أنها في ولد علي خاصة. يريد أن يثبت أن ذاك ليس له علاقة بهؤلاء الإثنا عشر هروباً من أن يكون من هؤلاء الإثني عشر ذهب إلى هذا. يقول – هذه عبارته في ص6-: والأقرب في هذا كما قاله جماعة من أهل العلم ومنهم الشيخ ابن تيمية – يتذكر المشاهد الكريم نحن قرأناه فيما سبق- أن مراد النبي بهذا الحديث هو الخلفاء الأربعة ومعاوية رضي الله عنه – كما هو نص عبارته- وابنه يزيد ثم عبد الملك بن مروان وأولاده الأربعة وعمر بن عبد العزيز، وهؤلاء إثنا عشر خليفة والمقصود أن الأئمة الإثني عشر في الأقرب والأصوب ينتهي عددهم بهشام بن عبد الملك، عنده خلاف والأهم لا أريد أن أدخل.
ثم ينتهي كلامه في ص7 يقول: وأما أمر المسيح ابن مريم (عليه الصلاة والسلام) وأمر الدجال فأمرهما أظهر فالأمر فيهما قطعي وقد أجمع على ذلك علماء الأمة وبينوا للناس أن المسيح نازل في آخر الزمان، كما أن الدجال خارج في آخر الزمان، وقد تواترت في ذلك الأخبار عن النبي وكلها صحيحة متواترة بنزول عيسى في آخر الزمان وحكمه بشريعة محمد (صلى الله عليه وآله) وقتله الدجال.
هذه العبارة الثانية، وأنا قليلاً أطلت على المشاهد الكريم ولكنه بودي أن يتضح للمشاهد الكريم فليطمئن بأني هنا لا أتي بعبارة ولا أنسب عبارة إلى علم من أعلام المدرستين – سواء مدرسة الصحابة أو مدرسة أهل البيت- ما لم أتثبت من تلك العبارة، وما لم أقرأ ذلك النص وما قبل ذلك وما بعد ذلك النص، وإلا فحبل الكذب قصير، يعني قد أقرأ العبارة هنا وقد يأتي شخص ويقول العبارة التي قبلها ليس هذا والعبارة التي بعدها ليس هذا وهو نقلها للرد عليها ونحو ذلك، وهذا أسلوب علمي صحيح وأنا واقعاً أشكر كثير من الأخوة المتداخلين معنا بشكل مباشر أو يتصلون معي خارج البرنامج أو الذين تصلني رسائلهم ويؤكدون على أنه هذا المنهج هو الذي ينبغي أن نسير عليه أخواني.
المقدم: شكراً لكم سماحة السيد، اتضح هذا الأمر، إنشاء الله تعالى ولا أعتقد بعد يوجد داعي لأن يطرح استفسار كما قلت سابقاً.
المقدم: ربما يقول قائل: هل هذا كل ما قيل في مدرسة الصحابة من أخبار الإمام المهدي (عليه السلام) أم توجد نصوص صحاح أخرى تضمنت أخبار عن الصحابة.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا السؤال بودي أنا استميح المشاهد الكريم، عذراً في هذا الحلقة وفي الحلقات القادمة سيكون حديثنا تتبع كلمات أعلام مدرسة الصحابة لنرى أن هذه القضية فقط ادعاء أو اجتهاد الشيخ ابن باز أو أن القضية قضية متفق عليها في كلمات علماء المسلمين.
في هذا المجال أنا أحاول أن أشير إلى عدة أبحاث في هذا المجال، وأحاول أن ينحصر كلامي في كلمات هؤلاء الأعلام، هناك كتاب للعلامة الألباني (النصيحة بالتحذير من تخريب ابن عبد المنان لكتب الأئمة الرجيحة وتضعيفه لمئات الأحاديث ا لصحيحة) هذا الكتاب كتبه الألباني رداً على ما كتبه حسان عبد المنان تعليقاً على كتاب ابن القيم الجوزي الذي اسمه (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) يعني حسان بن عبد المنان كتب هذا الكتاب رداً على ابن القيم، الآن الألباني يرد على عبد المنان، الكتاب، دار ابن عفان، القاهرة، الطبعة الأولى، ص267 ينقل عبارة عن ابن القيم الجوزية يقول: والمسلمون ينتظرون نزول المسيح عيسى بن مريم من السماء وكسره الصليب وخروج المهدي – التفتوا أنتم تعلمون أن ابن القيم من كبار أعلام مدرسة الصحابة – وخروج المهدي من أهل بيت النبوة يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، التفتوا جيداً يصرح بأن هذا الإنسان ليس إنسان مجهول نكرة لا يعلم نسبه، بل هو من أهل بيت النبوة. الألباني يعلق على هذه العبارة يقول قلت: هو كما قال رحمه الله – ابن القيم- وهي عقيدة تلقاها الخلف عن السلف مدعمة بعشرات الأحاديث الصحيحة في الصحيحين – التفتوا جيداً على عبارة العلامة الألباني وأنا لا أشك أن منصفاً لا يعلم قدر الألباني وتتبع الألباني ومعرفته، طبعاً أقول هذا الكلام مرة أخرى هذا ليس معناه أن كل ما قاله الألباني نحن معه لا أبداً، وإنما نتكلم عن المدارس الأخرى من المسلمين الذين يعتقدون أن الألباني علم من أعلامهم، واحد من أهم مصادرهم (سلسلة الأحاديث الصحيحة وسلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة) وأي حديث تكلمنا عنه قالوا في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة أنه مقبول أو ضعيف، فنحن نتكلم معهم وفق منطقهم ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم- قال: مدعمة بعشرات الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرها من السنن والمعاجم، وهنا عند ذلك واقعاً يستغرب عندما يجد بعض هؤلاء الكتاب المحدثين أو بعض المتكلمين على بعض الفضائيات عندما يأتي ويقول بأنه أساساً في الصحيحين لم يرد ذكر المهدي، نعم اسم المهدي لم يرد، ولكنه قضية المهدي ليست قضية اسم وإنما هي قضية كاملة وأطروحة كاملة، وهنا يبين أنه أساساً في الصحيحين وابين بعد ذلك.
العلامة الألباني في موسوعته الواسعة في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) وشيء من فقهها وفوائدها، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، طبعة جديدة منقحة ومزيدة، 1415هـ، المجلد الرابع، رقم الحديث 1529، هذه عباراته ص38، تحت عنوان (خروج المهدي حقيقة عند العلماء) يقول من الحقائق المسلم بها ولا مجال للبحث فيها. يقول: لتملأن الأرض جوراً وظلماً فإذا ملئت جوراً وظلماً بحث الله رجلاً مني اسمه اسمي فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، الآن لا أريد أن أدخل في مضامين هذا الأحاديث، ولكن أكثر الأحاديث الواردة اسمه اسمي ولا يوجد فيها اسم أبيه اسم أبي، وهذه واحدة من المشاكل، لأنا نقول أنه الإمام هو محمد بن الحسن، هم يقولون أنه محمد بن عبد الله – يقولون قال: اسم أبيه اسم أبي- يقول: أخرجه البزاز و ….. إلى أن يقول: بل وعندي متواتر عن أبي سعيد أصحها طريقان عنه الأولى عوف بن أبي جملية حدثنا ابو الصديق الناجي عن أبي سعيد مرفوعاً بلفظ لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدوناً ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً وعدواناً يقول أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم وأبو نعيم في الحلية إلى آخر. ثم يذكر المصادر التي لا يسع الوقت لذكرها، منها أحمد الجزء الثالث 36، ابن حبان 1880، والحاكم الجزء الرابع ص557، والحلية ج3،. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، يعني على البخاري ومسلم، ووافقه الذهبي على ذلك وهذبه. ويعلق الألباني يقول: وهو كما قالا، يعني ما قاله الحاكم والذهبي الحق معهم، وأشار إلى تصحيحه أبو نعيم بقوله: عقبه مشهور، فإنه بقوله مشهور يشير إلى كثرة الطرق، هنا بودي أن يلتفت المشاهد الكريم إلى هذه العبارة يقول: فمن ضعف حديثه هذا من المخالفين – عن ابن الصديق الذي نقل الحديث- يقول: فمن ضعف حديثه هذا من المتأخرين فقد خالف سبيل المؤمنين ولذلك لم يتمكن ابن خلدون من تضعيفه مع شططه في تضعيف أكثر أحاديث المهدي. يقول: لا يستطيع أن يضعفه، حتى ابن خلدون الذي شط وشذ كثيراً في تضعيف أحاديث المهدي لم يستطع أن يناقش في هذا الحديث. بل أقر الحاكم على تصحيحه لهذه الطريق والطريق الآتي فمن نسب إليه ضعف كل أحاديث المهدي، يقول: إذن على هذا الأساس إذا وجدت بعض المؤلفين نسبوا إلى ابن خلدون أنه يضعف كل أحاديث المهدي فهذا ليس صحيحاً، لأن ابن خلدون وإن حاول أن يضعفها ويقول لم تنقل في صحيحي البخاري ومسلم إلا أنه قبل صحة هذا الحديث. هذا النص الأول.
الثاني سليمان بن عبيد قال: فلان ولفظ يخرج في أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعاً أو ثمان حججاً، هذا النص الثاني، يقول: أخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وابن خلدون أيضاً قال: عقبه في المقدمة مع أن فلان قلت ووثقه صدوق فهو إسناد وهكذا. ثم يقول الشيخ الألباني: ورواه أصحاب السنن وكذا الطبراني في الكبير، أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت جيداً، الطبراني في الكبير يعني (المعجم الكبير) دار إحياء التراث، 1406هـ، الجزء العاشر، حققه وأخرج أحاديثه حمدي عبد المجيد السلفي، الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة، هذا فقط للإشارة، في المعجم الكبير للطبراني من الأحاديث 10213، هناك ينقل مجموعة من الروايات إلى الحديث 10230، سبعة عشر رواية، وكلها عن هذا، أن النبي قال: لا يذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسم – لا يوجد فيه واسم أبيه اسم أبي- يملأ الأرض. وهكذا من 10217 إلى 10230 وهنا يشير إليها الألباني، يقول: ورواه أصحاب السنن وكذا الطبراني في الكبير أيضاً وصححه الترمذي والحاكم وابن حبان ولفظه عند أبي داود: لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض … الحديث، وممن صححه شيخ الإسلام ابن تيمية فقال في منهاج السنة – الألباني ينقل عبارة ابن تيمية-: إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره. فقلت – عبارة العلامة الألباني- فهؤلاء الخمسة من كبار أئمة الحديث قد صححوا أحاديث خروج المهدي ومعهم أضعافهم من المتقدمين والمتأخرين أذكر أسماء من تيسر لي منهم، أبو داود في السنن، العقيلي، ابن العربي في عارضة الأحولي، القرطبي كما في أخبار المهدي للسيوطي، الطيبي كما في مرقاة المفاتيح للشيخ القارئ، ابن القيم الجوزية كما في المنار المنير، الحافظ بن حجر في فتح الباري، أبو الحسن ا لأبري في مناقب الشافعي، وبعضها قد نقلناها فيما سبق، الشيخ علي القاني في المرقاة، السيوطي في العرف الوردي، العلامة … إلى آخره عشرات المصادر يشير إليها، هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني الذي بودي أن أشير إليه – طبعاً في الجزء الرابع ص602 تحت رقم الحديث 1960 من (سلسلة الأحاديث …) هذه عبارته- يقول: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال: فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعال صلي لنا – أمير الجماعة التي تقاتل- فيقول: لا، إن بعض على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة – يعني الإمام ليس عيسى- إن بعضكم على بعضكم أمراء تكرمة الله هذه الأمة، الله كرم هذه الأمة أنه لم يجعل إمامها حتى من الأنبياء السابقين حتى وإن كانوا من أنبياء أولي العزم باعتبار كما أنه سنبين في الأطروحة التي تعتقدها مدرسة أهل البيت أنه يوجد في هذه الأمة من هو أفضل من الأنبياء السابقين بما فيهم أولي العزم لماذا؟ لأنه هؤلاء خلفاء الخاتم، هؤلاء هم نفس الخاتم، وإذا كان الخاتم هو أفضل من جميع الأنبياء والمرسلين ومقدمهم فمن هم خلفاءه كذلك. يقول: أخرجه مسلم. إذن دعوى أن مسلم والبخاري لم ينقلوا الروايات، نعم لم يرد اسم المهدي في روايتها، لكنه النصوص الواردة أخرجه مسلم وأحمد من طريق فلان، وأخرجه فلان والبخاري في التاريخ الجزء الثالث … الخ. تعلمون أن البخاري له تاريخ كما له صحيح.
إذا يسمح لي المشاهد الكريم أيضاً في المجلد الخامس من سلسلة الأحاديث الصحيحة تحت رقم الحديث 2236 الجزء الخامس ص276 تحت عنوان (نزول عيسى واجتماعه بالمهدي) ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي – أمير الجماعة التي تقاتل وظاهرين بالحق- تعال صلي بنا. يقول عيسى: لا، أن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة. يقول: أخرجه فلان. ثم يقول: وهذا إسناد جيد وأقره الشيخ. قلت: وهو كما قال ابن القيم فإن رجاله كلهم ثقات من رجال أبي داود، إلى أن يأتي بحث مفصل، يقول: وأصل الحديث في صحيح مسلم – كما قرأنا – من طريق آخر عن جابر سمعت رسول الله: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: سينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال صلي لنا. فيقول: لا، إن بعضكم، فلان. فالأمير في هذه الرواية هو المهدي.
المقدم: في صحيح مسلم.
سماحة السيد كمال الحيدري: إذن ليس إنسان يخرج لا يعرف أصله، بل من أهل بيته، وهو نفس هذا المهدي الذي يأتم به عيسى، لا يقول لنا قائل بأنه من هو. وهو مفسر لها وبالله التوفيق.
المقدم: الأخ المتصل أحمد من العراق تفضلوا.
الأخ أحمد من العراق: سماحة السيد كمال الحيدري عظم الله أجورنا وأجوركم باستشهاد الإمام الصادق (عليه السلام) عندي مداخلة سريعة، سماحة السيد أن السنة يعتقدون بأن الإمام المهدي سيولد في آخر الزمان في مقابلا لشيعة الإمامية الذين يعتقدون بأنه مولود، هذا الاحتمال احتمال أنه سيولد هو احتمال قائم في وقت، يعني كل ما هناك حتى تاريخ 255 كان الاتفاق أو النقطة المشتركة بين السنة والشيعة بأنه سيولد إلى سنة 255 هذا الاحتمال ولكن الاحتمال.
السؤال: هل أن من الكتاب المعاصرين يعتقد أن الإمام المهدي المنتظر هو بن الحسن العسكري (عليه السلام).
السؤال الثاني: هل أن عدد الذين يكونوا في خروج الإمام المهدي 313 هم شرط من شروط الظهور.
المقدم: معنا الأخ موسى من بلجيكا.
الأخ موسى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ موسى: السلام عليكم سماحة السيد كمال، الله يوفقكم، سيدنا أحب أنوه إلى فكرة بسيطة جداً، أحب أن تساعدني على شرحها للمشاهدين، أحب أن أنوه بأن فكرة ادعاء المهدوية، كم شخص ادعى المهدوية في التاريخ، التاريخ القديم، وكل هؤلاء مستندين إلى أحاديث ولهم باع طويل، وقريبين من فترة الرسول ادعوا اناس كثير المهدوية، ألفت في هذا الموضوع مجلدات وكتب للأشخاص الذين ادعوا المهدوية. السؤال أحب أن السيد كمال الحيدري يوضح هذا الموضوع للمشاهد.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه المسألة غير مختصة بمسألة الإمام المهدي، كم من الناس الذين ادعوا النبوة حتى بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فالقضية غير مرتبطة بالمهدوية، فكم من الذين ادعوا الألوهية، ألم يدعي فرعون (أنا ربكم الأعلى) فقضية الادعاء والمهدوية هذه موجودة على طول التاريخ في التوحيد في الألوهية موجودة في النبوة موجودة في الإمامة موجودة في المهدوية موجودة، نعم باعتبار أن التاريخ طال بالنسبة إلى الإمام المهدي عند ذلك المدعين للمهدوية يكثرون، ولذا هنا عبارة للعلامة الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) يقول: بأنه لا ينبغي أنه إذا وجدنا أن البعض ادعى المهدي أن ننكر أصل فكرة المهدوية. يقول: إن كثيراً من الناس تطيش قلوبهم عند حدوث بعض الفتن ولا بصيرة عندهم تجاهها بحيث أنها توضح لهم السبيل فيضلون ضلالاً بعيداً، فمنهم مثلاً من يدعي من أدعى أنه المهدي أو عيسى ثم يذكر مجموعة من الأسماء، ومنهم من يشاركنا إلى أن يقول: ويدعي بكل جرأه أنه فلان، إلى أن يقول: وهذا الأسلوب قد يؤدي إلى فلان فهل يؤدي ذلك بهم إلى إنكار الألوهية للرب لأنه يوجد من يدعي الألوهية. إذا يقول لا ينبغي هذا ما وقع لبعضهم كالأستاذ فريد وجدي والشيخ رشيد رضا وغيرهما فهل يؤدي ذلك بهما إلى إنكار ألوهية الرب لأن بعض البشر ادعوا هكذا. نسأل الله السلامة من الفتن أولئك المدعين وهؤلاء المنكرين للأحاديث الصحيحة الثابتة عن سيد المرسلين. إذن لابد من الالتفات إلى أن قضية المهدوية ليست بدعاً من المسائل العقائدية الأخرى، ادعاء الإمامة ادعاء الخلافة ادعاء النبوة ولذا التفتوا تجدون كل من كتب في الملل إلى جنبه كتب في النحل، يعني المنتحلة.
المقدم: معنا الأخ محمد من السعودية.
الأخ محمد: سلام عليكم.
المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد: بالنسبة للمهدي هو معصوم تقول هو أفضل من عيسى بن مريم، من أين جئت بهذا الدليل؟
المقدم: الأخ إبراهيم من العراق.
الأخ إبراهيم: السلام عليك.
المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ إبراهيم: نريد أن نعرف أبناء الجماعة في كتبهم يؤيدون الرسول الأعظم عندما قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعادي من عاداه، نريد أن نعرف أنهم يؤيدون هذه الفكرة أو لا يؤيدون الفكرة.
المقدم: الأخ المتصل من العراق سأل سؤالين، السؤال الأول يقول: ما دام قالوا يولد في آخر الزمان فآخر الزمان تشمل حتى سنة 255هـ، وهذه آخر الزمان.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا جواب جيد، ولكنهم لا يفسروا هكذا، هذا تفسير من قبل الأخ، أن آخر الزمان يعتقد بعد قرن أو قرنين، هم لا يعتقدون. يعتقدون أنهم إلى الآن غير مولود وإنما سيولد بعد ذلك. وهذا البحث إنشاء الله سيأتي فالأبحاث تأتي تباعاً تحتاج صبر من الأخوة الأعزاء.
المقدم: هل يوجد في الكتب أو من الأحياء المعاصرين.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا لا أعلم لم أتتبع هذا المعنى، أنه هل يوجد من المعاصرين من يعتقد بأن الإمام الثاني عشر الآن أو المهدي حي أو لا. افترضوا أنه يعتقد هذا لا يؤثر على القضية، وسيأتي الحديث.
المقدم: السؤال الثاني هل يعتقدون أنه فعلاً 313 سيأتي أيضاً.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا ذكرت للمشاهد الكريم أنه بودي أن الأسئلة تكون في محور الحديث حتى نستطيع أن نكمل البحث ولا نضطر إلى تأجيل الإجابة عن الأسئلة.
المقدم: بالنسبة للأخ محمد أنه كيف تثبت أنه أفضل من عيسى.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: نحن قلنا أن واحد من أدلتنا أن الفاضل لا يأتم بالمفضول، نحن الآن قرأنا روايات صحيحة من مصادر مدرسة الصحابة، والآن قرأناها من الألباني أن عيسى وهو نبي من أنبياء أولي العزم يأتم بالمهدي (عليه أفضل الصلاة والسلام) ونحن نعتقد أن هذا دليل الأفضلية، وإلا لا معنى لأن يأتم الفاضل بمن هو ماذا؟ هذا واحد. أما ما ينقل أنه بعض الروايات توجد أن الأئمة صلوا خلف فلان، أنا بالنسبة لي هذه الروايات ليست ثابتة هذا أولاً، ومن أهم أدلتنا حديث الثقلين، ونحن سنثبت أنه من العترة وأنه لا يفترق عن القرآن والقرآن فيه علم كل شيء، فيه تبيان لكل شيء، فعلمه أفضل من علم من؟ علم عيسى كل الأنبياء السابقين.
المقدم: بالنسبة إلى الأخ إبراهيم إنشاء الله سيأتي التعليق من كنت مولاه فهذا علي مولاه في الحلقة القادمة.
أشكركم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري في ختام هذه الحلقة، كما أشكر الأخوة والأخوات، نلتقيكم إنشاء الله تعالى الأسبوع القادم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته