|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 77181
|
الإنتساب : Jan 2013
|
المشاركات : 78
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
تلميذ المنبر
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 08-02-2013 الساعة : 11:18 AM
حرية الروح
من اللازم على الإنسان أن يتمتع بحرية الروح وقوة النفس، فلا يقع ضحية المال أو الجاه أو الشهوة الجنسية أو السلطان أو الحسب أو النسب، فإن كل ذلك خلاف الحرية، فإذا وجد الإنسان نفسه خاضعا بتأثير أي أمر من تلك الأمور وأشباهها فإنه لايتمتع بحرية كاملة حيالها، كما قال عيسى بن مريم (عليه السلام) لأصحابه: إنكم لن تنالوا ما تريدون إلا بترك ما تشتهون وبصبركم على ما تكرهون(18).
وهذه الحرية من ميزات الدين الإسلامي، حيث يجعل الروح حراً أمام كل الشهوات.
قال علي (عليه السلام): »إياكم وغلبة الشهوات على قلوبكم فإن بدايتها ملكة ونهايتها هلكة«(19).
وقال (عليه السلام): »عبد الشهوة أسير لا ينفك أسره«(20).
وقال (عليه السلام): »مملوك الشهوة أذل من مملوك الرق«(21).
وقد قال أحد الفلاسفة لأحد الملوك: أنت عبد عبدي، ولما استفسره عن السر، قال: إن شهوتي عبدي وخاضعة لي وأنت عبد للشهوة فأنت عبد عبدي.
وقد تعرّض القرآن الحكيم إلى بعض أمثال هذه القيم الزائفة حيث قال سبحانه: (وَقَالُواْ نَحْنُ أَكْثَـرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذّبِينَ ( قُلْ إِنّ رَبّي يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ وَلَـَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ( وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِالّتِي تُقَرّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىَ إِلاّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـَئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ الضّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ( وَالّذِينَ يَسْعَوْنَ فِيَ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ( قُلْ إِنّ رَبّي يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَآ أَنفَقْتُمْ مّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ((22).
وفي آية أخرى من آيات القرآن الكريم، وكلها آيات جامعة وصميمية الأثر، يقول الله سبحانه: (إِنّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ((23).
فالكرامة ليست للمال، ولا للسلطان،ولا للعشيرة،ولا للمكانة الاجتماعية وإنما الكرامة للتقوى،كما عن أبي عبد الله (عليه السلام) يقول: »ما نقل الله عزوجل عبدا من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه من غير مال، وأعزه من غير عشيرة، وآنسه من غير بشر«(24).
فكلما زادت تقوى الإنسان زادت كرامته وكذلك يصح العكس، هذا بالنسبة إلى العقل والمنطق في الدنيا، وأما بالنسبة إلى الآخرة فلا تبقى قيمة إطلاقا إلا قيمة الحق والعدل وسائر الواقعيات.
|
|
|
|
|