إن أراد طبيبك أن يحصل على تصور أفضل حول الوضع الصحي لقلبك، فقد يقوم بإبداء النصح لك للخضوع لاختبار بإحدى وسائل التصوير ذات التقنية العالية التي توظف عملية التصوير الطبقي المقطعي بالكومبيوتر، أو اختبار الكالسيوم في الشرايين التاجية أو تصوير الشرايين التاجية الطبقي المقطعي.
* اختبارات الكالسيوم
* وقد وجدت دراسة حديثة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية أن النتائج التي قدمها اختبار الكالسيوم في الشرايين التاجية coronary artery calcium ا(CAC) screening، لبعض الأشخاص تحديدا، كانت أفضل بكثير مقارنة بنتائج الاختبارات الأخرى للتنبؤ بأمراض القلب.
وتوجد في الشرايين المصابة بمرض تصلب الشرايين، وهو المرض المسبب للنوبات القلبية، لويحات مترسبة تحتوي على الكالسيوم، ولذلك فإن نتائج اختبارات CAC للكالسيوم تقدم تقديرات عن مدى التصلب الواقع في شرايين القلب.
أما عند استخدام وسيلة تصوير الشرايين التاجية الطبقي المقطعي coronary CT angiography، فإن «النتائج غير الطبيعية لها لا تقود بالضرورة إلى التأكد من قرب حدوث نوبة قلبية لدى الشخص، بينما لا تقدم النتائج الجيدة أي ضمانات من أنه لن يتعرض لنوبة قلبية»، كما يقول الدكتور ديباك بهات البروفسور في الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد، ورئيس قسم علوم القلب في مؤسسة «في إيه بوسطن هيلث كير سيستيم».
* اختيار الاختبارات
* إن من المهم أن نعرف أن الاختبارات الجديدة للقلب ليست سوى طريقة واحدة للتنبؤ بوضع الشخص بهدف التعرف على ما إذا كان معرضا لخطر كبير أو خطر متوسط للإصابة بأمراض القلب. ويمكن للأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بأمراض القلب الاستفادة من أنواع محددة من العلاجات الوقائية، مثل تناول أدوية الستاتين، والتحول إلى نمط حياة صحي للقلب.
إن اختبارات التصوير الجديدة هذه ربما ستلعب دورا حيويا عند توظيفها لاختبار الأشخاص المعرضين لأخطار متوسطة بالإصابة بأمراض القلب، الذين يمكن تحديد الخطر لديهم بدراسة عوامل الخطر التقليدية.
ويقول الدكتور بهات: «لقد أظهرت الدراسات أن اختبار الكالسيوم في الشرايين التاجية (CAC) يمكنه أن يساعد في إعادة تصنيف المرضى الذين يكونون عرضة لخطر متوسط في الإصابة بأمراض القلب لتحويلهم إلى خانة المعرضين الأكثر خطورة لتلك الإصابة».
ويضيف بهات: «وبعد ذلك وبالاستناد إلى إعادة التصنيف هذه، يمكن لهؤلاء الأشخاص الخضوع إما إلى العلاج بالأدوية مثل الأدوية المخفضة للكولسترول، أو عدم الخضوع له». إلا أنه يحذر مع كل هذا بقوله: «في رأيي فإنه يبدو أن كلا من اختبار الكالسيوم CACواختبار تصوير الشرايين التاجية الطبقي المقطعي لم يقدما تحسينات على الأوضاع الصحية النهائية للمريض».
ويلاحظ الدكتور بهات أن أخطار تصوير الشرايين التاجية الطبقي المقطعي واختبار الكالسيوم في الشرايين التاجية يشملان تعريض الأشخاص إلى الإشعاع، إضافة إلى الكلفة المالية المرتفعة لهما. وكلا الاختبارين من النوع غير التدخلي، إلا أنهما يوظفان أجهزة خاصة لأشعة «إكس» تقوم بالتقاط صور لطبقات من القلب. كما أن تصوير الشرايين التاجية الطبقي المقطعي يتطلب أيضا استخدام صبغة لإحداث نوع من التباين لإظهار تدفق الدم.
* أسباب الاختبار
* وإن طلب منك طبيبك الخضوع لواحد من هذه الاختبارات العالية التقنية، فعليك أن تتناقش معه حول أخطارها، وتتعرف على الأسباب التي حدت به لاختيارها. ويقول الدكتور بهات: «أعتقد أن الأطباء الذين يطلبون الخضوع لهذه الاختبارات، يؤمنون بها فعلا».
ويضيف: «إنهم يبحثون عن طريق لوضع تنبؤات أكثر دقة لخطر وقوع نوبة قلبية في المستقبل. ولأن عددا كبيرا من النوبات القلبية الأولى يؤدي إلى الموت، فإننا بحاجة لتطوير طرق للتعرف على الأشخاص المعرضين لخطر النوبة». إلا أن الدكتور بهات لا يعتقد أن اختبارات التصوير الطبقي المقطعي بالكومبيوتر computed tomography scan (CT) لا ينبغي أن تتحول إلى فحوص روتينية