ما تحت الطاولة ...
أعمدة الكراسي وأرجلها المتقابلة والمتعامدة على أرضية لامعة بظِلال لابأس بها
خيط متعرج من النمل حاملا ًبعض ماتسنى له من مقتنيات تعزز قناعته بسد الرمق
والتمتع بالشتاء بوفرة هضمية لا مكان للطمع فيها وإن كان الحمل ثقيلا ًنوعا ًما...
أحذية يتماوج فيها ضوء فوضوي تكاد تتحد بلون السواد رغم أن اللون المغايرقد
يكون مفروضا ًأو بالأصح مرفوضا ً، إذا ما لاحقنا الإمتداد لما بعد الأحذية وجدنا
أرجل مفترقة وموزعة على أرجل الكراسي التي تفوقها عددا ً؛ فأما حركتها طبعا ً
الأرجل البشرية تتبع نظام الفوقية لا التحتية !!..
لكننا قد نتبصر بشيء ما من تحت فلو أنهما تراصتا ونزلت قربهما أيدي تعــــــبث
بالأظافر لعرفنا وضعية للارتباك والقلق لمواطن الجلوس ؛ وإذا ارتفـــعت أحدهما
على الأخرى لعرفنا وضعية الارتياح أو التعالي أو طمأنينة الذات المراوغة .
وهناك بعد مضي وقت ٍما بدأت قرقعة لأقدام تتسارع في وقعها لتتسارع بــــــعدها
قرقعة الملاعق والصحون وهنا امتدت يد ٌمفاجئة لتفك حزام جلدي أحاط ببــــــطن
بدت كبيرة ؛ قد يكون مواطن الجالس تحت ثقلها أ ُصيب بتوعك معين ؛ أو أنه لـــم
يقاوم نخبة الأطعمة المحلاة المعلاة ما جعله يربط بفلسفة بسيطة بين اللذة والألم.
بعد ذلك بدأت الأصوات تمارس عادتها في الارتفاع والانخفاض وحسب قانـــــــون
الرضا أو التراضي أو الوجهة المربعة أو الأقوم المستديرة وبالتوافق .
من ثم تقاربت الأرجل أربعا ًأربع؛ومن ثم تباعدت بل قلت نوعاً ما.وبقيت الرباعيات
حتى سمعنا نحنحة من ثم تقبيل بنكهة ظنية ؛ وآخر بتيقن وحدس مؤكد كشفه تشابك
الأيدي مع لمع ضوئي أخبر عن التقاط صورة أو صورتين .
بقي مواطن ٌجالس قام فجأة ماجعله يوقع منديله تحت الطاولة ؛ ذهب ليُغلق الباب من
ثم رجع ليلتقط منديله بانحناءةما جعله يدوس ساحقا ًخيط النمل مع أحماله ؛ ولم يثـــر
ذلك أي حس ٍله ما سوى نظرة عابرة فارتفع لأعاليه .
سمعنا محاوره وبصوت ٍمرقق بنغمة رفيعة قال سائلا ً
( لقد تكلمنا عن أشياء كثيرة
معظمُا تولى المهتمون تدواله ... ولكن السؤال هنا ماتحت الطاولة ))!!...