تسعى كل أم بشتى الطرق إلى تقويم سلوك أبنائها و متابعتهم متابعة حثيثة لتوجيههم باستخدام أساليب الثواب و العقاب المختلفة و المناسبة. إلا أن الأمور لا تسير في بعض الأحيان كما ترغب فتصدم من سلوك ابنها غير المتوقع كاستعمال ألفاظ غير لائقة أو عصيان الأوامر أو إهمال الواجبات المدرسية، وهو أمر يقتضي حتما مراجعة أسلوبها في التربية لكشف نواحي القصور التي أدت إلى هذه التصرفات.
وإليك أيتها الأم بعض النصائح التي يقدمها خبراء التربية:
كوني القدوة:
إن تعليم السلوك القويم للطفل يحتاج إلى أن يكون سلوك الأم نفسها منضبطا لأن الطفل يقلدها في أغلب تصرفاتها و ثمة إشارات تصدر عن الأم تقود إلى السلوك الخاطئ فإذا تلفظت الأم مثلا بكلمة لم يسمعها منها ابنها من قبل فيجب عليها أن لا تغضب حين ينعت بها أخاه أو أخته عند أول مشادة بينهما. إن أهم شيء في تعليم الطفل هو القدوة و ألا يشعر بعدم المصداقية حوله فيشعر أنه الوحيد الذي يخضع للنظام فيبدأ في محاولات للمراوغة و التخلص من القيود المفروضة عليه فمن غير المعقول أن تدعو الأم ابنها إلى النظام و تكون مهملة و إذا طلبت منه مثلا تنظيف أسنانه قبل النوم يجب أن يراها تفعل ذلك أمامه.
بين الأب و الأم:
يتعلم الطفل منذ نعومة أظافره أساليب شتى للوصول إلى مبتغاه و يزداد إتقانه لهذا السلوك مع تقدمه في السن فيعرف ما يمكن الحصول عليه من الأب وما يمكن الفوز به من الأم، فالأب غالبا هو الممول فلا بأس من استعطافه للحصول على زيادة في المصروف اليومي أو اصطحابه لشراء شيء ما في حين أن في ذلك مخالفة للقوانين الموضوعة. أما الأم فهي المدبرة لشؤون المنزل فيستجديها لاستضافة بعض الأصدقاء لكن في وقت غير مناسب. لذا المطلوب من الأبوين وضع ضوابط لتصرفات الطفل و عدم إعطائه فرصة للتحايل و المراوغة للوصول إلى أهدافه .
لا تجعليه يفقدك السيطرة:
إن الطفل الذي لا يعرف حدوده و لا يعطي قيمة للقوانين التي وضعتها أمه في البيت يعلم جيدا أنه سيخرجها عن طورها و يجعلها تبالغ في التهديد و الوعيد بحيث يصعب عليها بعد ذلك تنفيذ ما هددت به. لذا يجب على الأم أن تتماسك و تضبط أعصابها جيدا و تهدأ تماما ثم تقوم بالتصرف المناسب بعد تفكير متأن حتى لا يستخف بعد ذلك بما تقوله و يعلم أنها واعية تماما لما تقوله و أن العقاب في انتظاره لمخالفته أوامرها.
العقاب على قدر الخطأ:
عند تعويد الطفل على النظام يجب تحديد الضوابط و الخطوات التي تساعده على أداء ما طٌلب منه و لا يجب أن ننسى امتداحه عند حسن الأداء. أما إذا كان مصرا على مخالفة الأوامر و الإستهزاء بالقوانين الأسرية فاجعلي العقاب مناسبا لحجم الخطأ و ابتعدي عن المبالغة لأن الغرض من العقاب هو تقويم السلوك و ليس الإنتقام مهما كان الخطأ الذي اقترفه و على الأم أن تحرص على معاقبة صغيرها جانبا و تتجنب إحراجه أمام الآخرين.
تجنبي للعقاب الجماعي:
يجب أن تكوني مستعدة إذا ما تعمد أحد الأطفال عصيان الأوامر و لا تدعي انفعالك يدفعك إلى فرض عقاب جماعي من شأنه أن يكدر صفو كامل الأسرة لأن العقاب يجب أن يكون مخصصا للمخطئ ليشعر بخطئه فلا يكرره. فلا نمنع الأبناء كلهم مثلا من مشاهدة التلفاز لأن واحدا منهم قام بخطأ ما و الأهم هو تماسك الأعصاب فلا يقودك غضبك إلى الشعور بالفشل و الإحباط.
متى تكون المكافأة؟
يجب ربط المكافأة بالسلوك القويم للطفل فلا يجب على الآباء أن يعدوا بما لا يمكن تنفيذه. فقد يتحمس بعض الآباء و يعد طفله بشيء يتمناه إذا ما احتل المرتبة الأولى في صفه إلا أنه يقع في خطأ عدم الوفاء بالوعد إذا كان طلب الطفل مبالغا فيه. لذا لا يجب أن تسبق المكافأة أداء الواجب بل اتبعي أسلوب "السلوك الجيد يستحق مكافأة" مثل: قم بواجبك المدرسي أولا ثم شاهد برنامجك المفضل أو ما رأيك بنزهة بعد ترتيب غرفتك.