((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالآصالِ * رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ
وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ))
النور/ 36 ـ 38
روى العلاّمة الآلوسي في تفسيره عن ابن مردويه، عن أنس بن مالك، وعن بريدة قالا: قرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) هذه الآية:
((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ)).
إلى قوله: ((الأبصار)).
فقام إليه رجلٌ فقال: يا رسول الله أيُّ بيوتٍ هذه؟
قال: بيوتُ الأنبياء.
فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها ـ بيت عليّ وفاطمة ـ؟
قال (صلى الله عليه وسلّم): نعم من أفاضلها[2].
وروى العلاّمة البحراني عن تفسير مجاهد وأبي يوسف يعقوب بن سفيان عن ابن عبّاس (قال):
إنّ دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة، فنزل عند أحجار الزيت ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه، فنفر الناس إليه إلا علي، والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبو ذر، والمقداد، وصهيب، وتركوا النبي قائماً يخطب على المنبر، فقال النبي (عليه السلام):
لقد نظر الله إلى مسجدي يوم الجمعة، فلولا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي لأُضرمت المدينة على أهلها ناراً، وحصبوا بالحجارة كقوم لوط، ونزل فيهم:
((رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ))[3].
(أقول) إنّما ذكرنا الآيات الثلاث مع أنّ المذكور في الحديثين منها آيتان فقط، وذلك لأنّ الآية الثالثة تتمّة للآيتين الأوليتين، ونازلة فيمن نزلت فيهم الآيتان الأوليتان، فلاحظها.
((وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي
لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ))
النّور/ 55
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) عن تفسير فرات بن إبراهيم (بإسناده المذكور) عن القاسم بن عوف، قال: سمعت عبد الله بن محمد يقول: