|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 64604
|
الإنتساب : Mar 2011
|
المشاركات : 65
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الامام العسكري عليه السلام في ذكرى ولادته
بتاريخ : 03-03-2012 الساعة : 01:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ولادته : عليه السلام
ولد الامام العسكري عليه السلام يوم الجمعة الثامن من شهر ربيع الاخر سنة232هـ في مدينة جده رسول الله صلى الله عليه و اله ، وهو القول المشهور في مكان وزمان ولادته عليه السلام.، وذكر بعضهم انه ولد عليه السلام في سامراء سنة231هـ ،وقيل غير ذلك.
وكان ذلك في آخر خلافة الواثق (227ـ132هـ) وبعده المتوكل (232.247هـ )، ثم تولي بعده ابنه المنتصر بالله لستة أشهر ويومين فقط ، وبعده تولى المستعين بالله (248. 252 )هـ ، وبعده المعتز بالله(252ـ255هـ)
وبعده تولى المهتدي بالله نحو سنة واحدة ، ثم قتله الأتراك سنة256هـ ،فتولي بعده المعتمد
وإذا كان الإمام تولى الإمامة سنة 254 ه واستشهد سنة 260ه يكون قد عاصر في أيام إمامته المعتز والمهتدي والمعتمد.
العصر العباسي الثاني
ومن المهم الإشارة إلى أن ولادته عليه السلام كانت في بداية العصر العباسي الثاني حيث يقسم المؤرخون الحكم العباسي إلى ثلاثة عصور الأول يبدأ من التأسيس وينتهي باستلام المتوكل للخلافة سنة 232 ه والثاني من بداية عهد المتوكل إلى منتصف القرن الخامس الهجري تقريبا، والعصر الثالث وهو ما يعرف بعصر آل سلجوق
أهم خصائص وسمات العصر العباسي الثاني :
وقد سمي بذلك لما له من خصائص امتاز بها عن العصر العباسي الأول ، من النفوذ التركي والاستئثار بالأموال العامة والتدهور الامني، وتردي الاوضاع الاقتصادية ، وتفكك الحياة الاجتماعية، وانتشار اللهو والمجون وحياة الترف. والتقاتل والانقسام المذهبي والطائفي، ومن أبشع جرائم المتوكل أمره بهدم ضريح الامام الحسين عليه السلام في كربلاء وضريح الامام علي بن أبي طالب في النجف ومنع الناس من زيارتهما، كما أمر بهدم جميع الكنائس في العراق ومناطق أخرى وكذلك الكنس اليهودية مع وضع شارات معينة على لباس المسيحيين واليهود ومنعهم من ركوب الخيل، وعلى الرغم من دعواته المتلاحقة للعمل بالشريعة الإسلامية إلا أن ما أقدم عليه يتنافى مع قواعدها، حيث كفل نظام أهل الذمة الإسلامي حقوقًا وكرامة أوسع لليهود والمسيحيين.
نفوذ الأتراك
قال ابن طقطقا : فكان الخليفة في يدهم كالأسير إن شاءوا أبقوه ، وان شاءوا خلعوه ، وان شاءوا قتلوه
ومن مظاهر سيطرة الأتراك على جميع أفراد الدولة بما فيهم الخليفة ، ما ذكره اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 504 في حوادث سنة 255هـ ، قال : ووثب صالح بن وصيف التركي على أحمد بن إسرائيل الكاتب ، وزير المعتز ، وعلى الحسن بن مخلد ، صاحب ديوان الضياع ، وعلى عيسى بن إبراهيم ابن نوح وعلي بن نوح ، فحبسهم وأخذ أموالهم وضياعهم وعذبهم بأنواع العذاب ، وغلب على الأمر ، ، ثم دخل إلي المعتز ، فأزاله من مجلسه ، وصيره في بيت ، وأخذ رقعته بخلع نفسه ، وتوفي بعد يومين ، وصلى عليه المهتدي.
استئثار رجال السلطة بالأموال العامة نقل المؤرخون في أحداث سنة 249 أن المستعين اطلق يد والدته ويد اتامش وشاهك الخادم في بيوت الاموال، واباحهم فعل ما أرادوا ، فكانت الأموال التي ترد من الافاق يصير معظمها الي هؤلاء الثلاثة...وما يفضل من هؤلاء الثلاثة ياخذه اتامش للعباس بن المستعين فيصرفه في نفقاته.
قال الطبري في تاريخه ج 7 ص 423 : ذكر أن المستعين لما أفضت إليه الخلافة أطلق يد أتامش وشاهك الخادم في بيوت الأموال وأباحهما فعل ما أرادا فعله فيها وفعل ذلك أيضا بأم نفسه فلم يمنعها من شئ تريده وكان كاتبها سلمة بن سعيد النصراني فكانت الأموال التي ترد على السلطان من الآفاق إنما يصير معظمها إلى هؤلاء الثلاثة الأنفس فعمد أتامش إلى ما في بيوت الأموال من الأموال فاكتسحه وكان المستعين قد جعل ابنه العباس في حجر أتامش فكان ما فضل من الأموال عن هؤلاء الثلاثة الأنفس يؤخذ للعباس فيصرف في نفقاته وأسبابه
ميل العباسيين الي البذخ والترف واللهو حتي قيل : ما أعطى خليفة شاعرا ما أعطى المتوكل، اما المستعين فقد قالوا عنه : انه كان متلافا للمال مبذرا
وفي أحداث سنة 255هـ ذكروا انه ظُفِر لأم المعتز بعد خلعه وقتله ، بخزائن تحت الأرض فيها أموال كثيرة ، ومن جملتها دار تحت الأرض وجدوا فيها ألف ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار ، ووجدوا في سفط (السفط ، محركة : الذي يعبى فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء) قدر مكوك زمرد لم ير الناس مثله ، وفي سفط آخر مقدار مكوك من اللؤلؤ الكبار ، وفي سفط آخر مقدار كليجة من الياقوت الأحمر الذي لم يوجد مثله ، فقومت الاسفاط بألفي ألف دينار .
وما نقله ابن كثير عن مراسم تسليم المعتز على أبيه بالخلافة ، قال : لما جلس(المعتز) وهو صبي علي المنبر وسلم علي أبيه بالخلافة ، وخطب الناس ، نثرت الجواهر والذهب والدراهم على الخواص والعوام بدار الخلافة ، وكان قيمة ما نثر من الجواهر يساوي مائة ألف دينار ، ومثلها ذهبا ، وألف وألف درهم غير ما كان من خلع واسمطة وأقمشة مما يفوت الحصر...
تردي الأوضاع الاقتصادية قال الطبري في تاريخه ج7 ص 492 في حوادث سنة251هـ عن الوضع الاقتصادي في مكة : تماوت أهلها جوعا وعطشا وبلغ الخبز ثلاثة أواق بدرهم واللحم رطل بأربعة دراهم، وشربة ماء ثلاثة دراهم، ولقى أهل مكة منه - احد امراء العباسيين - كل بلاء وحبس عن الناس الطعام وأخذ أموال التجار وأصحاب المراكب
وفي حوادث سنة251و252هـ نتيجة الحرب التي دارت رحاها بين المعتز والمستعين علي كرسي الخلافة شمل اهل بغداد الحصار والغلاء بالاسعار واجتمع علي الناس الخوف والجوع
قال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 18 ص 309 : وعظمت الفتنة وكثر القتل وغلت الأسعار ببغداد بشدة الحصار وأضر ذلك بالناس.
وقال اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 499 في حوادث سنة252هـ : وغلت الأسعار ببغداد وبسر من رأى ، حتى كان القفيز بمائة درهم ، ودامت الحرب ، وانقطعت الميرة ، وقلت الأموال ،
وقال الطبري في تاريخه (ج8 ص 17) في حوادث سنة 260هـ : اشتد الغلاء في عامة بلاد الإسلام فانجلى فيما ذكر عن مكة من شدة الغلاء من كان بها مجاورا إلى المدينة وغيرها من البلدان ورحل عنها العامل الذي كان بها مقيما وهو بريه وارتفع السعر ببغداد فبلغ الكر الشعير عشرين ومائة دينار والحنطة خمسين ومائة ودام ذلك شهورا
ومن المعلوم ان تردي الاوضاع الاقتصادية ،والحروب ينتج عنها غالبا الامراض والاوبئة لذا نقل أنه: اعقب ذلك الوباء الذي لايكاد يتخلف عن الملاحم بالعراق ، فمات خلق لا يحصون.
بعد هذا الاستعراض تبرز مجموعة من الاسئلة:
لماذا لم تنشغل السلطة عنه عليه السلام؟
رغم كل هذا الضعف الذي اصاب الخلافة العباسية الا ان التضييق على الامام العسكري والتصدي لمدرسة اهل البيت استمر بأشد مراتبه، بسبب خوفهم من نشاط الامام الذي وصل الى درجة الرعب ، ومن تأثيره الواسع في الأمة لما يتمتع به من سمو المكارم وروحية فذة ورصيد علمي وغير ذلك.
فعمدوا إلى :
1-حصار شديد ورقابة صارمة عليه ، ففرضوا عليه الاقامة الجبرية، ومنعوه من التحرك سوى أنهم أوجبوا عليه أن يركب إلى دار الخلافة في كل اثنين وخميس
2-تربصوا به وبأصحابه في كل مكان
3-حاولوا قتله أكثر من مرة.
4-في زمان المعتمد حبس الإمام العسكري عليه السلام مرات عديدة ، وقد ذكرت الكثير من التفاصيل ومدى تأثيره على السجانين.
وسبب إطلاق سراحه من السجن: روي القندوزي في ينابيع المودة ج3 ص131: ولما حبس قحط الناس ( بسر من رأى قحطا شديدا ) فأمر الخليفة المعتمد بن المتوكل الناس بالخروج إلى الاستسقاء ثلاثة أيام ، فلم يسقوا . فخرج النصارى ومعهم راهب و كلما مد يده إلى السماء غيمت وأمطرت ، ثم في اليوم الثاني كذلك . فشك بعض الناس ، وارتد بعضهم ، فشق ذلك على المعتمد ، فأمر باحضار الحسن العسكري ، فلما حضر عنده قال له المعتمد : أدرك أمة جدك رسول الله ( ص ) قبل أن يهلكوا . فقال الإمام الحسن : إن النصارى ليخرجوا غدا وأزيل الشك إن شاء الله ( عز وعلا ) وكلم المعتمد في إطلاق أصحابه من السجن فأطلقهم له. فلما خرج الراهب مع النصارى رفع يده إلى السماء غيمت وأمطرت . فأمر الحسن بالقبض على ما في يد الراهب ، فقبض فإذا فيها عظم آدمي ، فأخذ من يده وقال : استسق ، فرفع يده ، فزال الغيم وظهرت الشمس ، فتعجب الناس ، فقال المعتمد : ما هذا يا أبا محمد ؟ فقال : هذا عظم نبي قد ظفر به هذا الراهب ، وما كشف عظم نبي تحت السماء إلا هطلت بالمطر . فامتحنوا ذلك العظم الشريف بمرات فكان كما قال ، وزالت الشبهة عن الناس ، ورجع الإمام الحسن إلى داره .
من أهم أسباب التشديد عليه شعورهم بخطر المهدي الموعود. فالدولة العباسية تُدرك أنّ الإمام المهدي عليه السلام سيتولى الأمر بعد الإمام العسكري عليه السلام مباشرة، وهو الذي سوف يتولى القضاء على الحكم الفاسد ويُنهي الجور. وكانت الدولة العباسية تُولي مسألة الإمام المهدي عليه السلام -كعدو لها- اهتماماً كبيراً في سياستها وتعتبر أنّ التضييق على الإمام يصب في مصلحة إنهاء مسألة الإمام المهدي عليه السلام، وقد أشار الإمام العسكري عليه السلام في بعض أحاديثه أنّ الدولة العباسية وإن صممت على إنهاء أمر الإمام المهدي إلاّ أنّ الله تعالى سيؤيد الإمام بتأييدات خفية، ويجعل أمره عليه السلام ظاهراً مجسداً لأطروحة الأنبياء والرسل وأهل البيت عليهم السلام.
لماذا لم يخرج الامام على السلطة؟
من المعروف انه في العصر العباسي الثاني وبسبب العوامل المتقدمة تقلصت الخلافة العباسية كثيرا وتفككت الدولة ونشأت الدويلات المستقلة، وابرز هذه الدول :
الدولة الأموية في الأندلس، ودولة الأدارسة ودولة الأغالبة والدولة الطولونية والدولة الإخشيدية والدولة الحمدانية والدولة الظاهرية ، رغم ذلك لم يتحرك الامام باتجاه الخروج على السلطة او التنسيق مع هذه الدويلات وذلك لعدة اسباب نوجزها:
السبب الاول:انشغاله باقامة شبكة علاقات مع أصحابه وقواعده الشَّعبيَّة، حماية لهم من الانحراف في تلك الأجواء الفاسدة ، واهتمّاما منه بأحوالهم المعيشيَّة، فكان يمدّ أفرادهم بالمال عند الضَّائقة الاقتصاديَّة، ويتتبَّع أحوالهم، ويزوِّدهم بالإرشادات.
كيفية تواصله مع شيعته استطاع الامام التواصل مع شيعته عبر اتّباع(ع) العمل السّريّ في علاقته، وكان يأمر أصحابه باتّباع هذا الأسلوب في كلّ نشاطاتهم وتحرّكاتهم، و منعهم من اعلان مواقفهم المناوئة للسلطة ، حتَّى ولو كانوا داخل زنزانة، لأنَّ الجواسيس كانوا يترصّدون أيّ حركة للإمام أو أصحابه، للانقضاض عليه ومنعه من ممارسة دوره.. كلّ هذا الخطر دفع بهم إلى اللّجوء إلى أسلوب التقيّة.
ومما ورد في هذا الصدد ما جاء في كتاب مناقب آل ابي طالب لابن شهر آشوب: عن داود بن الأسود قال : دعاني سيدي أبو محمد (عليه السلام) فدفع إلى خشبة كأنها رجل باب مدورة طويلة ملء الكف فقال : صر بهذه الخشبة إلى العمري ، فمضيت فلما صرت إلى بعض الطريق عرض لي سقاء معه بغل فزاحمني البغل على الطريق فناداني السقاء صح على البغل فرفعت الخشبة التي كانت معي فضربت البغل فانشقت فنظرت إلى كسرها فإذا فيها كتب فبادرت سريعا فرددت الخشبة إلى كمي فجعل السقاء يناديني ويشتمني ويشتم صاحبي ، فلما دنوت من الدار راجعا استقبلني عيسى الخادم عند الباب فقال : يقول لك مولاي أعزه الله لم ضربت البغل وكسرت رجل الباب ؟ فقلت له : يا سيدي لم أعلم ما في رجل الباب ، فقال : ولم احتجت أن تعمل عملا تحتاج أن تعتذر منه إياك بعدها أن تعود إلى مثلها وإذا سمعت لنا شاتما فامض لسبيلك التي أمرت بها وإياك أن تجاوب من يشمنا أو تعرفه من أنت فإننا ببلد سوء ومصر سوء وامض في طريقك فان أخبارك وأحوالك ترد الينا فاعلم ذلك.
وقد سمح له هذا الاسلوب بالتواصل مع شيعته جماعات وفرادى وقد نقل في هذا الصدد الكثير
ولعل أهم اللقاءات التى جمعت الإمام الحسن العسكرى مع الخاصة من تلامذته هو اللقاء الذى اجتمع فيه مع أربعين منهم ، وقد جرت وقائعه على النحو التالى :
قال الحسن بن أيّوب بن نوح : اجتمعنا إلى أبي محمد العسكري نسأله عن الحُجّة من بعده وفي مجلسه أربعون رجلا ، فقام إليه عثمان بن سعيد العمري ـ أحد وكلاء إمام الزمان فيما بعد ـ فقال له: يابن رسول اللّه أريد أن أسألك عن أمر أنت أعلم به منّي
فقال الإمام له : اجلس يا عثمان .. فقام مغضباً ليخرج فقال الإمام : " لا يخرجن أحد " ، فلم يخرج منّا أحد إلى أن كان بعد ساعة ، فصاح بعثمان ، فقام على قدميه فقال الإمام : أخبركم بما جئتم؟.. قالوا: نعم يابن رسول اللّه. . قال الإمام : جئتم تسألوني عن الحجّة بعدي؟ قالوا: نعم ، فإذا غلام كأنّه قطع قمر أشبه الناس بالإمام العسكري فقال الإمام : هذا إمامكم من بعدي ، وخليفتي عليكم أطيعوه ، ولا تتفرّقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم
السبب الثاني: خروجه على السلطة من المحتمل جدا ان يؤثر على نشاطه الاساس وهو التمهيد لفترة الغيبة
السبب الثالث:كان الامام عليه السلام يرى عدم جدوى التحرك في هذه الظروف القاسية وكان همه أمام هذه الأجواء عدم ضياع شيعته، وكان يعمل على أن لا ينحرفوا عنه ويبتعدوا عنه فكان يقول لهم: "الفقير معنا خير من الغني مع غيرنا، والقتل معنا خير من الحياة مع عدونا، ونحن كهف لمن التجأ إلينا، ونور لمن استبصر بنا وعصمة لمن اعتصم بنا، من أحبنا كان معنا في السنام الأعلى ومن انحرف عنا فإلى النار".
|
|
|
|
|