يروى عن أبي الحسن الرضا ، قال: إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته، وإن من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاؤهم يوم القيامة. ()
جاء في عيون أخبار الرضا , أنه جاء رجل مع غلامه من منطقة بلخ، إلى حرم الإمام الرضا, فصلى الرجل وصلى غلامه خلفه، وبعد أن أكمل الصلاة، سجد المولى وسجد العبد، (في الوقت الذي كان فيه موالي وعبيد) وأطال الرجل سجوده، وأطال الغلام في سجوده، ماذا قال الغلام العبد في سجوده، ما الذي خاطب سيده ومولاه؟ لا نعلم, ولكن المولى رفع رأسه فوجد الغلام في حالة السجود، فصاح يا فلان..
فقام وقال: لبيك يا مولاي، فقال: هل تريد أن أعتقك؟
فقال: نعم يا مولاي. فالعبد من الطبقة الثانية طبعاً، فقال: أنت حر لوجه الله!
ثم قال لهذا العبد: هل تحب أن أزوجك من جاريتي فلانة الموجودة في بلخ؟
فقال العبد: نعم يا مولاي, فقال: زوجتك جاريتي على المهر أعتقتها وزوجتكها.
ثم قال له: هل تحب أن أعطيك ضيعتي الفلانية؟ قال: نعم يا مولاي.
فقال: ضيعتي الفلانية لك و لزوجتك ولأولادك من بعدكما.
فأخذ الغلام يبكي، وقيل له: لماذا تبكي؟
قال: لأني في السجود سألت أن يستشفع لي الإمام عند الله تعالى في حريتي، وفي زواجي، وفي أن أملك شيئاً يدرُّ عليَّ معيشتي!
فكلمة واحدة من أولياء النعم تغير الحال لأن هؤلاء الكرام منابع الفيض، وحقيقة المحروم مَنْ حُرم من هذا الفيض.
الأخوة الذين يتمكنون من شد الرحال إلى رسول الله , لعل الله يمُنُّ فيحل بهذا التوجه وبهذا الدعاء مشكلات الدنيا والآخرة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لذلك وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.