كتبت هذه القصيدة عام 2004 بعد ان بدأت اشعر ان روحي غادرت هذا الجسد الفاني عابر السبيل في دنيا غرورة ونحن فيها نعبرها فوق قنطرة الى محتوى آخر على الضفة الأخرى,, حيث الغيب والخلود وحيث مالا عين رأت ولا اذن سمعت فلا هو برزخ ولا سرمد ولا ولا ولا
اكتب في قصيدتي هذه قصة خلقي وبدئي بأحساسي وشعوري الخاص حيث يحن الي هذا المكان الذي القى بي الى عالم الرؤى : فالعيش نوم والمنية يقظة ,,,,,,, والمرء بينهما خيال سـار
وهنا يتجلى في قصيدتي عمق اغترابي الذي بدأ ومازال وهي تبدأ معنا لحظات ثم تكبر حتى تصبح حياة وديمومة لا تنتهي..
اتى ملَكان ..
لِبدئي .. ونَشري
انا بعض لحم طري
اعوم على لجّة من دم
ودوائر مبْيضّة
في ضبابِ
بخار
عناصر اربعة
بشراع حرير عبابِ
* * *
اتى الملكان ..
من الملكوت السماويّ
خلف ضياء ونور
وأرض مخضبة ..
زعفران ..
مطيّبة اذفراً
خلف سور وبابِ
بشمس تغسّل فيها
.. سراويلها ومُداها البحور
وخلق ..
تسوح اذا وقفت قدماه على الأرض ..
.. في الأرض !
حتى سماء السرابِ !
* * *
اتى الملكان
فلا ساعة تتأفّفْ ،
ولا خيْط بوصلة يتوقّفْ ،
بأيديهما الروح ..
الروح !
من ملكوت ؛
قد ارتعشتْ قطعة اللحم
في بحرها المتكدّر
.. من روحها !
" كما انتفض العصفور بللّه القطْر "
* * *
مضى سنوات
وُلدتُ ..
رضعتُ ..
فطمتُ ..
كبرتُ ..
كهلتُ ..
صغرتُ ..
اكلتُ ..
شقيتُ ..
سعدتُ ..
ضحكتُ ..
بكيتُ ..
مرضتُ ..
شفيتُ ..
لبستُ ..
خلعتُ ..
" لبستَ فأبليتْ "
" اكلتَ فأفنيتْ "
تمنيتُ ..
نمتُ ..
صحوتُ ..
" ارانا موضعين لأمْر غيب
ونُسحَر بالطعام وبالشرابِ "
* * *
اتى الملكان
عن الروح قد سألاني ؟!
فقلت المْ تك روحي ؟!
فقالا : اتيناك قطعة لحم ..
وثمّ .. صعدنا
.. فعدنا ؛؛؛
اليك !
الى قطعة كثرت قطعاً ..
في جرابِ ..!!
فأين مكانك يا وطني ؟!
وطني ليس في قطعة ..
.. حدّها الناس ..
شرقا ..
وغربا ..
شمالا ..
جنوبا ..
وناء .. وقاب !
ولا فوق بحر ..
ولا تحت نار المحيط ..
ولا بين سبع اراض ..
ولا في الترابِ !
ولا تحت رعد ..
ولا فوق برق ..
ولا في سحابِ !
ولا في نجوم ..
.. قد انتحرتْ نيزكا
من شهابِ !
عرفتُ مكانك يا وطني !!!
وطني .. !!
حيثما جاءني الملكان ..
وعادا ..
.. بروحي الى قطعة ..
من سماء الضبابِ
سماء الضبابِ !!!