إن أحد أهم مقومات النهوض الحضاري للأمم والشعوب هو كثرة العلماء حيث يؤسسون البنية الصالحة لإرساء دعائم المجتمع الحضاري.
والعلماء على نوعين: علماء الدنيا، وعلماء الدين. ويجري هذا التقسيم على كل فروع العلم وتصنيفاته فيهتم القسم الأول منهم في الاشتغال بعلوم الطبيعة
والعلوم الإنسانية بينما يهتم الفريق الآخر بدراسة العلوم الدينية والعلوم الأخلاقية.
ومن بين هؤلاء العلماء في الدين الإسلامي، مراجع الأمة الذين هم موضوع هذا الكتاب حيث يطرح سماحة الإمام الشيرازي (دام ظله) رأي المرجع بالمرجعية: فهي القيادة الدينية والدنيوية معاً. لذا فإننا نرى في هذا الكتاب رؤية عصرية للمرجعية تخرجها من الإطار القديم الذي كان محصوراً بين الحوزة العلمية والمصلّى إلى الإطار الأرحب في قيادة المجتمع سياسياً وثقافياً والدخول في كل تفاصيل حياة المجتمع الإسلامي.
والكتاب على صغر حجمه فإنه أعطى للمرجعية تعريفها الكامل والمؤسسات التي تتفرع عنها والمهام والمسؤوليات التي تتحملها الأمة تجاه المرجعية...