الامام السيستاني رؤية من الداخل , دراسة معمقة لفكر سماحته لمن اراد التزود
بتاريخ : 09-06-2011 الساعة : 03:02 PM
الامام السيستاني رؤية من الداخل
الكتاب أخذ على عاتقه تتبع أهم الأدوار السياسية التي تقوم بها مرجعية الإمام السيستاني وتؤديها بمهارة وقدرة فائقة في أجواء عراقية حرجة وفي ظل وجود أساليب ومحاولات تستهدف اغتيال البلاد وتصفية كل العناصر الفاعلة والحيوية والمؤثرة وإسقاط العراق كوطن وموقع ودور وحاضرة في أتون المواجهات العرقية والقومية والفتن والحروب الأهلية وجره إليها جراً رغم أن تلك المحاولات فشلت في تحقيق أهدافها بفعل مواقف وعمل المرجعيات الوطنية في البلاد وفي مقدمتها الإمام السيستاني دام ظله.
الإهــــداء
إلى أمي ..
وهي ترحل عن هذا العالم ..
وعن سماء العراق.. دون أن تودع آخر أبناءها
إلى شقيقي حسن..
لم نستطع لملمت بقايا عظامه في قبره المجهول..
إلى كل الناس..
الذين وجدوا بقايا أجساد شهدائهم.. بعد انهيار الهرم الفاشي
إلا أنا وزوجة أخي وبناته الثلاثة :
إلى نرجس وأمل وإسراء .. زهور العمر المذبوح على ارصفة القمع..
لشهداء الحركة الإسلامية في العراق.. وكل أحرار وشهداء الوطن..
أهدي كتابي عسى أن يكون لبنة في بناء العراق الذي نحبه..
الفصل الاول :
يستند الإمام السيستاني بما لم يسبقه إليه مرجع من قبل ـ إلى قاعدة جماهيرية خلاقة ومليونية تتوزع على مساحات واسعة من مدن العراق ومحافظاته. وتزداد كثافة هذا الوجود كلما أوغل هذا المرجع الذي يتخذ النجف الأشرف منذ أكثر من خمسة وستين عاماً قاعدة ومركزاً لمحيطه الفقهي ودرايته الدينية وسكنه الروحي ونشاطه المرجعي في بحر الجماهير العراقية ومحاولات إخراجها من قمقم العزلة والقوقعة والحصار وظروف الاحتلال إلى الانفتاح على العالم وآليات العصر والمدنية والأخذ بكل الأسباب الموضوعية المؤدية إلى العدالة والأمن والعافية.
ويستند المرجع السيستاني إلى تأييد واسع النطاق من قبل جميع فرقاء الساحة الدينية والوطنية الشيعية والإسلامية في العراق وتحظى فتاواه ومواقفه السياسية من الحرب الأميركية الأخيرة ضد النظام الفاشي السابق وتطورات اللحظة العراقية الراهنة وما يجري من تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية وإنسانية متسارعة قبولاً وتقديراً واحتراماً بالنظر لما يمتاز به خطابه من واقعية تحليلية ورؤية مفعمة بالعقلانية والأهم من كل ذلك وضع مصلحة الإسلام والأمة والحرية والكرامة والاستقلال بنظر اعتباره بوصف هذا كله القاعدة التي تتألف منها الكينونة العراقية وموزائيكها البشري والحضاري.
كما يشكّل وجوده المبارك ملاذاً حقيقياً لكل القوى الوطنية والإسلامية التي تجد فيه الموئل والقاعدة الأساسية التي يتأسس على ضوئها البناء الوطني وكثافة معطياته على الأرض بما في ذلك لون النظام السياسي البديل وهي ملاحظة أو كما يسميها الفقهاء وأهل القانون المادة الفقهية التي تلتقي عندها كافة أهداف التعبيرات السياسية للفريق السياسي العراقي الذي يعمل اليوم على إنجاز طبيعة نظام الحكم في العراق بعد سقوط الدكتاتورية ونهاية عصر القمع والجبـروت.
إن الإمام السيستاني يضطلع اليوم وعبـر فتاواه ولقاءاته السياسية مع وفود الأمم المتحدة وتنظيمات وقوى سياسية وطنية وإسلامية عراقية إلى تهيئة الظروف الموضوعية العراقية الجادة لبناء النظام الوطني القادر أولاً على بناء المجتمع الكفؤ الناهض بأهدافه وكفايته الذاتية المتطلع إلى إرساء دولة القانون والمساواة والعدالة الاجتماعية ويستجيب لكافة الشروط والمتطلبات الواجب توافرها في دولة وطنية يفترض أن تقيم نظام العدل بعد أن تم القضاء على دولة الحزب الواحد المتحكم بالحديد والنار بـرقاب الناس.
ويستند الإمام السيستاني إلى تراث فقهي يعد من بين أهم القواعد التي وضعت إلى جانب شقيقاتها من القواعد الفقهية للمرجعيات السابقة إضافات هامة في العلوم التشريعية الإسلامية ومن يتطلع بأبسط قراءة ولو كانت (عابـرة) لفتاوى الإمام في المسائل محط الابتلاء الشخصي للإنسان المؤمن ولغة إجاباته (دام ظله) على الأسئلة التي كانت وردته وترده باستمرار من قبل أبنائه من الجاليات العربية والإسلامية التي تعيش في بلدان الاغتراب يلحظ جزالة المعنى ودقة العبارة ووعيه لخلفيات المسألة الشرعية ودرايته بالأوضاع والوقائع الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية والقضائية في بلدان الاغتراب.
وفي هذا الإطار يقدم الإمام رؤية عقلانية تجديدية للإنسان المسلم الذي يعيش في بلدان الاغتراب مؤداها ضرورة القيام بعكس صورة الإسلام والدين الإسلامي الحنيف والفكر والشريعة السمحاء للإنسان والمجتمعات الغربية لكي يحدث الحوار الديني والإنساني ولقائه المفترض بين العالم الإسلامي وجالياته العربية والإسلامية والأديان والطقوس والمفاهيم والسياسات الدينية الأخرى. على أن الإمام يستهدف من وراء هذا كله إيضاح صورة ونموذج الإسلام الحقيقي بمسلميه للعالم المسيحي وشعوبه وقد نجح الإمام في مجمل إجاباته الفقهية وإرشاداته القيادية الأبوية في تأكيد تلك المعاني والإشارات.
إن العديد من الدول الاسكندنافية واستراليا والولايات المتحدة الأميركية وعدداً لا بأس به من دول العالم يعرفون الإمام ومرجعيته الدينية قبل سقوط صدام ودخول القوات الأميركية وظهور هذه المرجعية الدينية بقوة في الشارع العراقي.
فبحكم كثرة ومساحة مقلدي سماحة الإمام في الخارج أمكن التعرف على أبـرز الآراء والمواقف الاجتماعية والسياسية للإمام من قبل هذه الدول وقد أشادت دول عديدة من بينها الدانمارك والسويد وعلى لسان مسؤولين كبار بحرص الإمام السيستاني على جالياته الشيعية وتربيته النبيلة لهم عبـر حظهم على حماية الممتلكات والأسواق والمتاجر الموجودة في تلك البلدان من السرقة والسراق وعدها ممتلكات لا يجوز التلاعب بها بل أكد الإمام في وقتها على (النهي الشديد) من مغبة التطاول على الممتلكات هذه كونها لا علاقة لها بما يتحدث به المسلمون في تلك البلدان من أن هذه المتاجر غير مسلمة ولا تتعامل بالأصول الشرعية في بيعها وشرائها كذلك دعوة الجاليات المسلمة إلى التقاضي في المحاكم الغربية والدعوة إلى احترام أهل الكتاب وتوقير تقاليدهم وأعرار تقاليدهم وأعرا به الدين الإسلامي الحنيف أتباعه ونهاهم عن الإساءة مهما كانت.
لقد كانت تأثيرات سياسات الإمام وأخلاقياته في الغرب لها انعكاسات مهمة في مسيرة التعرف على شخصيته الدينية ومواقفه كمرجع أعلى للطائفة الشيعية فيما بعد ولعّل القوى السياسية المهمة كالولايات المتحدة الأميركية كانت تدرك مكانة الرجل المهمة الاستراتيجية تلك حين أصبح شغلها الشاغل بعد سقوط النظام كيفية التعاطي مع مرجعية السيستاني الفقهية وحيازة رضاه والحرص على لقائه ومحاولة الانضواء تحت (عبائته) لاستحصال الشرعية!!. ولا نعتقد أن هناك مرجعية دينية قادرة على تثوير الشارع العراقي وتهدئته والتحكم بأزرار قوته وتوجيه مساره وتفعيل حركته السياسية والعقائدية كمرجعية الإمام السيستاني مع تقدير جهود كل المرجعيات الدينية المتنورة في العراق.
ا ولهذا السبب توجهت الأنظار في الغرب وفي الولايات المتحدة الأميركية لمحاولة فهم هوية الرجل والدخول في صميم مداركه ومواقفه ودواخل شخصيته وتحليل حركته ونظرياته في العمل وعقد المقارنات بينه وبين بقية الشخصيات الدينية والسياسية في الساحة العراقية. وفي هذا الصدد كتب الكثير وارتفع صوت البعض من هذه الكتابات في الغرب مطالباً بضرورة تحريك كل مسارات الضغط على الرجل السبعيني في النجف الأشرف لكي (يستقيم على الطريقة) بعد أن لمسوا في شخصيته وسمات حركته ما لا يدل على ذلك!!
السيدين الفاضلين المحترمين ,
الاخ السيد الحسيني ,
و الاخ السيد الموسوي
اشكركما على المرور العطر ...
سيدنا الحسيني , للاسف لا توجد نسخة بي دي اف , و ان شاء الله باقرب وقت احول الكتاب لنسخة بي دي اف و ارفعه على النت و ارسل لك الرابط و اكون ممنون لك و بخدمتك ..
إن أدنى مطالعة لمجمل آراء وتوجهات كتابات كبار المحللين الأميركيين والبـريطانيين على وجه الخصوص تظهر مقدار الأهمية الاستراتيجية التي يوليها هؤلاء الكتاب لمواقف الإمام السيستاني المرجعية في الساحة العراقية.
إنهم يعتقدون أن الإمام هو المسؤول عن مجمل النشاط السياسي القائم على رفض الاحتلال والمطالبة بخروج القوات المحتلة من أرض العراق وإنشاء مجلس وطني منتخب من قبل الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي ويعتقد كذلك بضرورة إجراء انتخابات مليونية حقيقية بإشراف دولي يستطيع العراقيون أن يعبـروا فيها ومن خلالها عن أهدافهم الوطنية وأمانيهم في التحول من الاستبداد إلى الديمقراطية ومن لا شرعية السلطة البائدة إلى شرعية الدستور المكتوب بالأيدي العراقية والقائم على شرعية الأمة وممثليها المؤهلين إلى كتابته وبلغته الدستورية التي لا تسقط حقاً من حقوق الشعب العراقي ولن تقيم أود باطل ما دام نبض الأمة لا يزال مستمراً بدفق أكبـر تؤصله في ذلك تضحيات أبناء العراق وتاريخ طويل من الكفاح والمقابـر الجماعية وقتال الشرفاء.
ويعتقدون كذلك أن الإمام لديه سلطة أكبر من سلطات الإدارة المدنية الأميركية وسلطات الصيغ السياسية التي تشكلت بعيد انهيار النظام في 9/4. وأنّ تلك السلطة المرجعية قادرة على الضغط وبقوة من أجل تحقيق مطالب الناس وينصح عدد من الكتاب البـريطانيين إلى عزل مرجعية الإمام السيستاني عن محيط الجماهير المسلمة في العراق.
لأن السيستاني لا يطالب بدولة ليبـرالية يحدد شروطها وسقف خصائصها حاكم مدني واتجاهات وألوان سياسية باهتة في مجلس الحكم ومستشارون غرباء لا علاقة لهم بالشعب العراقي وخصوصياته الفكرية والعقائدية والثقافية والروحية بل يطالب بدولة تكون منسجمة مع واقع الناس ووقائع الحياة العراقية وتنهي مسرحية تحويل العراق إلى (علف لحروب قذرة) قادتها السلطات السابقة داخل العراق وخارجه لغرض تحقيق أهداف بعيدة كل البعد عن مصالح العراقيين وأمانيهم في الحياة الحرة الكريمة.
إن المتابع لمجمل كتابات السياسيين في الغرب والولايات المتحدة الأميركية يلحظ الأهمية التي يولونها هم وعدد كبير من مراكز الدراسات الاستراتيجية للإمام ومرجعيته ويسبغون أوصافاً وتعريفات غاية في الدقة وفي أحيان كثيرة بعيدة عن الواقع على حركته ومديات تأثير مرجعيته في وقائع الأزمة السياسية المتفاقمة في البلاد لكن يجب أن ننتبه (وهذا ما سيلاحظه القراء في الكتاب) إلى أن بعض الكتاب الغربيين يحاولون تحميل الإمام ما لا تحتمله حركته السياسية والروحية وبالتالي الإيحاء وكأن الإمام هو المسؤول عن تفاقم الأزمة وليس استمرار الاحتلال وما يولده يومياً من انعكاسات حقيقية على الشارع والمؤسسات وحتى يوميات العراقيين.
إن الخبث في الخطاب الإعلامي والسياسي لعدد من الكتاب الغربيين واضح هنا وضوح الشمس هدفه إفساد الحياة السياسية العراقية وتأليب الأجواء ضد المرجع وموقع النجف من الأزمة العراقية ومحاولة إبعاد المرجعية الدينية ودورها الأبوي عن الدخول في صلب القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي المقدمة القضية الكبـرى المتمثلة في العمل على إنهاء الاحتلال وخروج القوات الأميركية وإقامة الحكومة العراقية عبـر الانتخابات الديمقراطية وبإشراف الأمم المتحدة.
إن هذا الكتاب أخذ على عاتقه تتبع أهم الأدوار السياسية التي تقوم بها مرجعية الإمام السيستاني وتؤديها بمهارة وقدرة فائقة في أجواء عراقية حرجة وفي ظل وجود أساليب ومحاولات تستهدف اغتيال البلاد وتصفية كل العناصر الفاعلة والحيوية والمؤثرة وإسقاط العراق كوطن وموقع ودور وحاضرة في أتون المواجهات العرقية والقومية والفتن والحروب الأهلية وجره إليها جراً رغم أن تلك المحاولات فشلت في تحقيق أهدافها بفعل مواقف وعمل المرجعيات الوطنية في البلاد وفي مقدمتها الإمام السيستاني دام ظله.
كما أن هذا الكتاب سيناقش نصوص كبار الكتاب والسياسيين الغربيين والأميركيين التي سلطت الضوء وبتباين واضح على مرجعية الإمام وهدفنا في ذلك إدراك موقع المرجع في الحركة السياسية الغربية وأهميته المتزايدة في صناعة القرار العراقي والأهم من كل ذلك إدراك أن الإمام يمثل (رأس الشاقول) في كل الذي يجري، بكل ما تختزنه تلك المفردة من اعتدال ووسطية وعقل كبير ودراية وخبـرة طويلة في التعامل مع الأوضاع العراقية الحالية.
إن الكتاب سيركز أيضاً على الجهود السياسية الوطنية التي يؤديها ويقوم الإمام بها في إطار تسريع خطوات نقل الحاكمية والسلطة للشعب العراقي وتعتبـر تلك المهمة ـ هي المهمة الأولى للمرجع الكبير وفي هذا الإطار سيؤكد الكتاب على النفوذ الواسع للإمام في مجال الحركة الاستقلالية العراقية بما يقدم به نفسه كل يوم وما يحظى به من احترام وتقدير عاليين من قبل الفريق السياسي العراقي في مجلس الحكم والقوى السياسية الأخرى خارجه وفي المحيط العربي والإسلامي والدولي.
أن الكتاب سيلاحق وجهات نظر الإمام السيستاني السياسية المتعلقة بأحوال العراق الحالية وكيفية رؤية العراق المستقل. أنها أول إطلالة من زاوية النظر لتطلعات مرجع كبير كالإمام السيستاني على العراق الدستوري ـ الديمقراطي ـ التعددي وعلى العراق الذي ينوء بحمولات ثقيلة في الراهن وتحديات جسام في المستقبل.
الأدوار التوفيقية والفتاوى التلفيقية
يحاول البعض التشكيك بالأدوار الوطنية والإسلامية التي تنهض بها مرجعية الإمام فيضعها في الخانة الشيعية تارة والفارسية تارة أخرى ويجتزأ البعض الآخر من (معاني) و(دلالات) مواقف و(فتاوى) الإمام ليلبسها ثوب الفتنة التي يريد سعياً لتشكيل مواقف وقرارات من شأنها أن تحدث ارتباكاً واضحاً وفاضحاً في الصف الوطني العراقي.
ومن جملة المواقف و(الفتاوى) التي لعب ولا يزال هذا البعض (لأسباب طائفية محضة) على منوالها وإيقاعها موقف الإمام من وجود قوات الاحتلال الأمريكي في العراق. ولأن هذا البعض يستهدف الإساءة للإمام ولموقع المرجعية الدينية ومنزلتها الاجتماعية والسياسية في العراق والعالم الإسلامي فقد حاول الطعن بموقف الإمام الواضح من هذا الوجود في البلاد. تارة عبر القول بأن الإمام ليس لديه فتاوى واضحة إزاء ضرورة القيام بجميع الأساليب لطرد القوات الأمريكية والمتحالفة معها من العراق وتارة يتذرع بعدم وجود موقف أساسي من مجمل الأفعال العسكرية ـ الميدانية التي تستهدف القوات الأمريكية في العراق.
السيدين الفاضلين المحترمين ,
الاخ السيد الحسيني ,
و الاخ السيد الموسوي
اشكركما على المرور العطر ...
سيدنا الحسيني , للاسف لا توجد نسخة بي دي اف , و ان شاء الله باقرب وقت احول الكتاب لنسخة بي دي اف و ارفعه على النت و ارسل لك الرابط و اكون ممنون لك و بخدمتك ..
الاخ العزيز الفاضل محمد الشرع
رحم الله والديك لروعة النقل وروعة
اختيارك ووفق الله المؤلف وجزاكم واياه
كل خير ...رزقنا الله واياكم الثبات والتمسك
على نهج مرجعيتنا العليا المتمثلة بسماحة السيد السيستاني دام ظله...
وهذه خاطرة كتبتها اقول وانا القاصر...
سيستاني مو بالعاطفة آني ...سيستاني بعد التفحص والدراية
سيستاني عالم ورع .........سيستاني خير عالم بالرواية
سيستاني بحر علمـــــــــــه..وطبع البحر لوزاد فاض مايه
سيستاني جمة فضائل بيه ...سيستاني طيبة علومة والسجايا
سيستاني اب للعراق وللعراقيين..لولاه جان اصبح عراقنا دمايه
سيستاني ضد كل فتنه وطائفية..سيستاني للوحدة رفع رايه
سيستاني اب وصدره واسع ....سيستاني للعالم صار آية
سيستاني للعالم صار آية...
الأدوار التوفيقية والفتاوى التلفيقية
يحاول البعض التشكيك بالأدوار الوطنية والإسلامية التي تنهض بها مرجعية الإمام فيضعها في الخانة الشيعية تارة والفارسية تارة أخرى ويجتزأ البعض الآخر من (معاني) و(دلالات) مواقف و(فتاوى) الإمام ليلبسها ثوب الفتنة التي يريد سعياً لتشكيل مواقف وقرارات من شأنها أن تحدث ارتباكاً واضحاً وفاضحاً في الصف الوطني العراقي.
ومن جملة المواقف و(الفتاوى) التي لعب ولا يزال هذا البعض (لأسباب طائفية محضة) على منوالها وإيقاعها موقف الإمام من وجود قوات الاحتلال الأمريكي في العراق. ولأن هذا البعض يستهدف الإساءة للإمام ولموقع المرجعية الدينية ومنزلتها الاجتماعية والسياسية في العراق والعالم الإسلامي فقد حاول الطعن بموقف الإمام الواضح من هذا الوجود في البلاد. تارة عبر القول بأن الإمام ليس لديه فتاوى واضحة إزاء ضرورة القيام بجميع الأساليب لطرد القوات الأمريكية والمتحالفة معها من العراق وتارة يتذرع بعدم وجود موقف أساسي من مجمل الأفعال العسكرية ـ الميدانية التي تستهدف القوات الأمريكية في العراق.
الإمام المرجع (دام ظله) لا يتصرف في الشؤون الاجتماعية المتعلقة بمصائر الأمة وأعراضها وأموالها وممتلكاتها وسيادتها كأي سياسي أو قيادي في الساحة العراقية (مع حفظ الألقاب) بل يتصرف باعتباره الأب الروحي والسياسي لكل العراقيين الذين يبحثون عن أهداف الحرية والأمن والاستقرار.
ومنذ اليوم الأول لسقوط بغداد ودخول القوات الأمريكية البلاد والإمام يقود الشعب العراقي بعقلية وحكمة ودراية وواقعية كبيرة، ولو كان الإمام يفتقد هذا الهدوء الجم في الساحة على الرغم مما واجهه ويواجهه مجتمع المقابر الجماعية والمرجعية الدينية وعموم الشعب العراقي في المدن والمحافظات العراقية من تحديات وظروف استثنائية في ظل واقع الاحتلال لكانت البلاد تغرق للآن في محيط من الفتن والحروب والمواجهات العرقية والقومية والطائفية.
كان لابد من ممارسة سياسية وفتوى شرعية هادئة ـ عاقلة فيها من الإتزان والواقعية والعقلانية ما يقود المرجعية إلى موقعها الحقيقي في حركة الأمة وما يقود الأمة إلى دورها في سياق التحول الاجتماعي والسياسي المنشود.
فكانت مجمل فتاوى الإمام التي تحرّم مثلاً التعامل مع الاحتلال والاحتكاك به وتذكير قياداته وجنوده وضباطه بأنهم محتلون في كل لحظة. في الشارع والسوق وأثناء تجوالهم في الأزقة والمحال التجارية والطرقات العامة واضحة وتعبر عن حس وطني وإسلامي مقرون بالعمل من جهة أخرى مع القوى السياسية العراقية سواء في مجلس الحكم أوخارجه لتسهيل شؤون أبناء الشعب العراقي الإدارية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية وتمكينهم من مهمتهم الوطنية وعدم وضع العقبات والعراقيل في طريق إنجاح تلك المهمة.
مع إلفات النظر إلى أن الإمام وفي الوقت الذي يعطي للمجلس هذا الدور يقف في ذات الوقت ضد كل المحاولات اللاقانونية واللادستورية داخل المدستورية داخل الميات المتحدة الأمريكية وبعض الأطراف في الانتقالي الرامية إلى الهيمنة على البلاد عبر وجود بنود غير قانونية أو (مهازل) كما صـرح الإمام بذلك في وصفه لبعض نصوص قانون إدارة الدولة العراقية الذي وقع من قبل جميع أطراف وشخصيات مجلس الحكم.
إن الإمام يعتقد أن وجود القوات الأمريكية في العراق وجود غير شرعي وأن البلاد محتلة وأن الجنود والمراتب العسكرية الأمريكية والبريطانية والغربية في العراق هي قوات ومراتب محتلة. وهذا الموقف لا غبار عليه عند القاصي والداني في العراق وخارجه لكن الإمام يشعر أن المعركة من أجل الاستقلال بحاجة إلى عقلية عليا ومرجعية سياسية ودينية متظافرة وجهود كل الأطياف والقوى والاتجاهات السياسية والاجتماعية في البلاد واستخدام الأساليب المتحضرة والديمقراطية والمدنية سبيلاً لتجنيب العراق المزيد من الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء.
هذا الكلام يواجه بالاستنكار والاستهجان من قبل أولئك الذين يريدون المزيد من سفك دماء العراقيين لكي يحولوا البلد إلى ساحة واسعة ومفتوحة وغير مقيدة بقانون لتصفية الحسابات وقتل الخصوم وإرباك القانون والنظام وذبح الناس وإدخال العراق في فوضى وفلتان أمني غير محمود العواقب والسبب أن بعض الاتجاهات الأصولية والمتطرفة والأجهزة الإسرائيلية والعربية التي لا تريد الخير للعراق يُغيظُها أن يستقر العراق لأن استقراره لا يصب في مصلحة مشروع الطائفية التي يريدونها تجتث كل عناصر الإخاء والتعايش والانسجام المذهبي والديني التاريخي الذي طبع مشهد العراق منذ بداية تشكل البلاد بحدودها الجغرافية والسياسية والاجتماعية والدينية.
الإمام يدرك هذه المؤامرة ويعدها ذات خطر مماثل لخطر استمرار احتلال العراق من قبل القوات الأجنبية. بل نعتقد أن الفتنة الطائفية لو نجحت مؤامرتها في البلاد فإن العراق التاريخي الذي حافظ على حدوده الحضارية والسياسية والدينية وتعايشه المذهبي طيلة قرون مديدة لا يلبث أن يتحول إلى ساحة حرب مفتوحة وصدامات لا قبل للعراق بها.
لهذا فإن الإمام لن يسمح لموقع المرجعية الدينية أن ينجر لمثل هذه المزالق أو ينجرف إلى اتخاذ خطوات غير عاقلة أو يستغرق في تفاصيل يومية وشؤون غير ذات أهمية تلهيه عن المهمة الوطنية العراقية الحقيقية المتمثلة بقيادة الحركة الاستقلالية عبرإخراج القوات المحتلة من العراق وتشكيل حكومة وطنية من الوطنيين والمخلصين وأصحاب الخبرة والتجربة والدراية في شؤون الوزارات والدوائر الحكومية أو ما يسمونه بالتكنوقراط وليس من بقايا تجار (الشورجة) كما يحلو لبعض (الناقمين) على ممارسات وأداء الوزارات العراقية اليوم أن يصفوا وزراء الحكومة العراقية الحالية.