|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 64346
|
الإنتساب : Feb 2011
|
المشاركات : 19
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
اذا كنت تبكي الحسين
بتاريخ : 23-02-2011 الساعة : 10:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
هل تبكي الحسين ؟ هل تقول يوم عاشوراء "يا ليتني كنت معكم " هل تنهمر عيناك بالدموع عندما يقرأون قول الحسين :"اما من ناصر ينصرني؟"
اما تمنيت لو انك كنت هناك لتدافع عنه؟ اما تمنيتِ اختي العزيزة لو انك كنت مع السيدة زينب (ع) لتعينيها او مع السيدة سكينة وبنات الحسين (ع) لتواسيهن؟
ومن قال ان نداء الحسين كان آنيا ..ومحدود بيوم واحد وهو يوم عاشوراء وبساعة معينة وهي ساعة النداء ومن قال ان زينب(ع)لا تريدكِ في كل يوم ووقت ان تقفي بجانبها ؟
وما هي ثورة الحسين (ع) الّا ثورة المظلوم ضد الظالم والحق ضد الباطل والايمان ضد الفساد
وكم منا يردد" لبيك يا حسين " بلسانه ايام محرّم
وكم منا يردد "لبيك يا حسين " بقلبه كل يوم
فنداء الحسين (ع) ليس نداء لنصرته في يوم عاشوراء ضد جيش الطغاة ولكنه نداء لنصرة المظلوم في كل وقت وآن ونداء للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل يوم ونداء لتحدي الصعاب في طاعة الله ونداء للتضحية في سبيل حب الله عزّ وجلّ وارضائه
فان فاتنا ان نتواجد مع الحسين (ع)في يوم عاشوراء فلنجعل من كل ايامنا يوم عاشوراء ونبقي نداء الحسين (ع) دوما في آذاننا وقلوبنا فلا الحسين ولا زينب عليهما السلام بحاجة الى وقوفنا جسديا معهم ونصرتهم ولكن الحاجة هي الى احقاق الحق والتضحية من اجل مرضاة الله تعالى كتضحية الحسين (ع) بكل ما يملك ...والوقوف بوجه الظلم والطغيان كوقوف الشامخة الصابرة زينب(ع) بوجه زياد ويزيد واتباع الباطل
لذلك علينا ان نعمل في حياتنا اليومية وكأننا في يوم عاشوراء فلا نرضى بالباطل ولا نقبل بالظلم والفساد والاهم من ذلك ان نعمل على طاعة الله وتحدي كل العثرات التي تمنعنا من طاعته فلا تغرنا شهوات الدنيا ونعيد برمجة اوامر الله حسب منفعتنا الذاتية ولكن لنعمل على محبة الله اكثر من محبتنا لأنفسنا فلو كان في الحسين (ع) ذرة محبة لنفسه اكثر من محبته لله لما ذهب الى كربلاء وهو عالم باستشهاده او على الاقل لما صحب معه اخوته وابناءه وبناته وفي ذلك قدوة لكل من يقول "لبيك يا حسين" فالحسين (ع) يريدنا ان نحب الله اولا وباقي الامور تأتي بديهيا فلا تجد من يحب الله ولا يدعو اليه او لا ينهى عن منكر يراه او لا يضحي في سبيل من يحب
ولعل من البديهي انه كلما كان حبنا لمن نتعامل معه اقوى كانت تضحيتنا اكبر واعظم وكلما كانت تضحيتنا اكبر كلما كان عوض الله اكبر واعظم واكرم ..واكبر دليل على ذلك تضحية الحسين (ع)ولعل اجمل ما قاله آنذاك
تركت الخلق طرا في هواك و أيتمت العيال لكي أراك
فلو قطعتني في الحب إربا لما مال الفؤاد إلى سواك
فليس اجمل واعمق من هكذا حب واخلاص لله تعالى ونحن نرى ان الله تعالى عوضه في الدنيا بأن جعل الشفاء في تربته,والدعاء مستجاب تحت قبته,وجعل محبة عجيبة له في قلوب المسلمين وغيرهم ممن عرف الحسين (ع)وتضحيته ..كما انه عزّ وجلّ جعل من
ذريته الائمة الاطهار ومنهم امامنا المهدي (عج) مخلّص العالم والبشرية الذي يظهر باذن الله ليكمل مسيرة ابائه(ع) في قمع الظلم ونشر العدل ونصرة الدين
ولذلك اقول ان مهما قدّمنا في سبيل الله وضحينا فتلك ليست بتضحية لأن من يضحي يخسر من اجل اسعاد الآخرين او افادتهم ولكنا اذا ضحينا في سبيل الله فانا لا نخسر شيئا اذ ان كل ما عدا الله فان وكل ما عند الله باق ثم ان الله لا يرضى الّا ان يعوضنا بأعظم مما قدمنا او خسرنا فأين الخسارة اذن ؟
وهنا انادي كل من يقول" لو اني كنت مع الحسين لنصرته" فأنت الآن في مرحلة الانتظار فهل انت متهيئ؟ وهل انت مستعد عندما يظهر المهدي المنتظر (عج) ان تسير في ركبه وتنصر الحق؟ ام انك ملتهٍ بشهوات الدنيا وغارق في اعماق المغريات واللذات وربما تنتظر ظهور الامام (عج) لتتغير فجأة وتصبح مؤمن حقيقي
فلنعلم انّ الانتظار ليس بالجلوس والترقب ولكن الانتظار بالتهيؤ والتحضر والعمل على ان لا نرضى باقل من ان نكون من خاصة اصحاب المهدي (عج) وهنا يكمن الامتحان فهل انت مستعد للتضحية من اجل ذلك ؟وهل انت مستعد لتحدي العالم لو اضطررت في حب الله وطاعته والعمل بأحكامه؟
|
|
|
|
|