|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 26730
|
الإنتساب : Dec 2008
|
المشاركات : 85
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
وسقط فرعون مصر
بتاريخ : 12-02-2011 الساعة : 05:50 AM
قال تعالى في محكم كتابه العزيز :
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}الرعد11 وهذا نص شريف مبارك صريح يؤكد ضرورة سعي بني البشر لتغيير حالهم، وأن التغيير نحو الأفضل لا يدرك بالتمني، بل بالجد والاجتهاد والسعي الحثيث وتقديم التضحيات الجسام لكي ينال المراد، حينها يبارك الله لهم ويؤيدهم بنصره وتتدخل اليد الغيبية التي تشد من عزم المؤمنين ليبلغوا مناهم في التغيير، وهذا السعي يتمثل بالإرادة الصلبة التي عبر عنها الشاعر التونسي أبي قاسم الشابي (رحمه الله) الذي نطق روح القدس على لسانه ليطلق أبياته التحررية الخالدة:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر وبما أن الإرادة الصلبة كانت حاضرة في الشارع المصري الملتهب بالروح الحماسية تدخلت اليد الغيبية لتكون سنداً للشعب المصري الكريم الثائر على طاغوته الجائر الفرعون اللامبارك، لتشد من عزم الثائرين بالرغم من كل ما أحيط بهم ، وبالرغم من كل المكائد التي حاول من خلالها طاغوت مصر، من خلال استعماله القوة والعنف في سبيل قمع هذه الثورة المباركة وكذلك من خلال محاولاته الدنيئة في الالتفاف على الثوار والمراوغة بالخطاب العاطفي المعسول والحوارات الزائفة التي كان يقوم بها أزلامه مع بعض الأحزاب المعارضة المتعطشة للسلطة التي حاولت بدورها مصادرة جهود أبناء الشعب الثائر،
وكان آخر تلك المكائد – قبل التفاوض مع الاحزاب المعارضة - ما قام به من خلال تحريك أزلام مخابراته وشرطته السرية في مشهد درامي مفضوح في يوم الأربعاء الماضي عندما لبسوا الزي المدني معلنين أنهم مواطنون مؤيدون لمبارك، وقاموا بمجابهة المتظاهرين الشرفاء وهم يحملون مختلف أنواع الأسلحة يتقدمهم الجلادين المتخصصين وهم يمتطون صهوات الجمال والخيول حاملين الهروات والعصي وقنابل المولوتوف، وقد أنظم إليهم مجموعة كبيرة من الأشقياء الذين يعرفون في اللغة المصرية الدارجة بـ(البلطجية) الذين تم شراء ذممهم من قبل بعض رجال الأعمال المتنفذين حيث تم دفع مبالغ مالية لهم، وقد وعدوهم بمبلغ (5000) جنيه مصري، ومع كل ذلك البطش استطاعت اليد الغيبية والشعب المصري من دحر أولئك المندسين وفضحهم من خلال ألقاء القبض عليهم وإشهار هوياتهم من على القنوات الفضائية، وهكذا انتصرت إرادة الشعب مرة أخرى، وهذه الحادثة تذكرنا بفرعون موسى (ع) الذي جمع السحرة ليكيد لموسى (ع) ومن معه من المؤمنين فخاب وخسر وباءت محاولاته الدنيئة بالخسران، قال تعالى : { فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ{41} قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ{42} قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ{43} فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ{44} فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ{45}
إذن فاليد الغيبية دفعت الشعب المصري بحزم وثبات لتلقف ما يأفك الطاغوت وأنصاره، وبدء الطاغوت يضعف تدريجياً بعد هذه الحادثة النكراء الجبانة، وأصبح يغير من سياساته ومراوغاته حتى بدء العد التنازلي لانهيار نظامه الأرعن.
وهكذا بدء هذا الشعب الحر الكريم يحصد ثمار ثورته الجبارة شيئاً فشيئاً، فبارك الله فيهم، ويشهد الله أننا كنا معهم لحظةً بلحظة مبتهلين في كل حين بأن يمن الله عليهم بالنصر المبين، وبعد أن لاحت تباشير فجر الحرية في مصر العزيزة، ما على أبنائها سوى المحافظة على هذا الانجاز العظيم من كافة الشوائب وعلى رأسها مصادرة النصر المتحقق من قبل السياسيين النفعيين الذين يحاولون ومنذ فترة وجيزة التعكز على انجازات الشباب الثائر.
وكذلك ندعو الله تعالى أن يمن على كافة إخواننا العرب من الرازحين تحت حكم الطغاة الجائرين بالنصر المبين، وان يستلهموا روح الثورة إن كانوا دعاة تغيير وإصلاح، وندعوهم إلى اقتفاء اثر إخوانهم من أبناء الشعب المصري البطل، وكذلك ندعو الطغاة العرب بأن يعتبروا من أسلافهم من طغاة المنطقة ومن مصيرهم البائس، ولا ينسوا شاه إيران وهدام البعث الكافر وزين العابدين بن علي وأخيراً فرعون مصر المنهار حسني مبارك، والعبرة من الطغاة ومصيرهم الأسود تطرق الله تعالى لها في كتابه العزيز أيضاً في قصة فرعون موسى (ع) عندما أخذه الله أخذاً وبيلا، قال تعالى : {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ}يونس92
|
|
|
|
|