|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 52303
|
الإنتساب : Jul 2010
|
المشاركات : 50
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
إيثار ثاني خلال أسبوع .. شرطي سني يضحي بحياته من أجل إنقاذ موكب للشيعة .
بتاريخ : 19-12-2010 الساعة : 12:31 PM
صحيفة نيويورك تايمز .
بينما كان يمسك أحد الانتحاريين بزر التفجير في الحزام الناسف الذي كان يرتديه استعدادا لإشعال النيران ونثر الشظايا في موكب شيعي ، كان على شرطي عراقي، يدعى بلال علي محمد، الاختيار بين حياته وأمر أكبر؛ فإذا ركض بلال البالغ من العمر 31 عاما، واحتمى بساتر يمكن أن ينجو بنفسه ويستمر في إعالة أمه الأرملة ومساعدة شقيقه الأصغر على الالتحاق بالجامعة ومشاهدة بناته الثلاث الصغيرات يكبرن أمام عينيه.
لكن عوضا عن ذلك ارتمى السني بجسده على الانتحاري للتخفيف من تأثير الانفجار على الزوار الشيعة.
وتقول والدته ألاحين حسن، وعلى حجرها بنتان من بناته، وتمتلئ الحجرة بالكثير من السيدات اللاتي كن يولولن حزنا: «لقد وهب روحه إلى البلد. لقد كان يؤمن بالله وهذا ما جعل منه رجلا عظيما».
كان آخر ما فعله بلال في دولة تمزقها الطائفية والعرقية، بدءا من قرى على شاكلة هذه القرية، وصولا إلى الحكومة الجاري تشكيلها في بغداد أخيرا، عملا بطوليا وإنسانيا في مقابل العنف الذي ما زال يسود العراق.
ويرى الكثير من العراقيين أن أفراد الشرطة والجيش فاسدون وغير أكفاء ويتميزون بالقسوة وغير قادرين على حفظ الأمن في البلاد بعد انسحاب القوات الأميركية خلال العام المقبل. لكن موت بلال، وهو واحد من الآلاف من أفراد قوات الأمن، ينقض وجهة النظر تلك.
في ظهيرة الاثنين الماضي كان بلال يحرس محيط احتفال عاشوراء الذي يحتفل به الشيعة ويحملون فيه الرايات السوداء والخضراء، ويقرعون الطبول تخليدا لذكرى مقتل الحسين، وتعد هذه الاحتفالات هدفا سهلا للمتمردين، حيث نشر القادة العراقيون عددا كبيرا من قوات الأمن العام الحالي بهدف منع وقوع هجمات.
وبحسب شهود عيان، رصد بلال في الثانية والنصف بعد الظهر رجلا مثيرا للريبة يقترب من التجمع، ويداه داخل جيبه. وأوقف بلال، الذي يعمل شرطيا منذ خمس سنوات، الرجل وسأله عما يضعه في جيبه، فأجابه الرجل قائلا إن هذا ليس من شأنه. فتح بلال سترة الرجل ووجد حزاما ناسفا يحيط بصدره، وكان هذا ما فعله في تلك اللحظة، سواء كان بدافع من الحدس أو بفضل التدريب أو عدم وجود أي خيارات أخرى. صاح بلال محذرا الناس، بينما أحاط الرجل بذراعيه. وحين سقط الاثنان وتدحرجا على الأرض، حدث الانفجار ممزقا جسديهما، وهز دويه الشارع، وترك بصماته على الجدران البيضاء لباحة إحدى المدارس. قتلت امرأة كانت تجلس مع حفيدتها في الجوار، وجرح العشرات، ولكن تقول الشرطة إن حصيلة القتلى كان سترتفع لو لم يلقِ محمد نفسه على الانتحاري.
قال حمزة حسن، عم بلال الذي قضى اليوم في الترحيب بالمعزين في سرادق العزاء المقام خارج منزل عائلة بلال في قريته قرب الحدود الإيرانية: «إنه بطل. كان الاختيار الوحيد المتوفر أمامه هو أن يصير شهيدا».
وجلس أصدقاء وأقارب بلال طوال الأربعاء الماضي في بلدروز في العزاء يتذكرونه، وقالوا إنه كان العائل الوحيد للعائلة بعد وفاة والده في الحرب بين العراق وإيران في الثمانينات، وأوضحوا أن بلال كان يحب اصطحاب بناته للتنزه أو لركوب الدراجات على الطرق التي تحمل آثار عجلات السيارات.
|
|
|
|
|