|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 62293
|
الإنتساب : Oct 2010
|
المشاركات : 102
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
ماذا يريد ملك السعودية من العراق؟
بتاريخ : 31-10-2010 الساعة : 01:00 AM
ماذا يريد ملك السعودية من العراق ؟ وليد المشرفاوي
المتابع والمراقب للحالة السياسية والدينية والمذهبية في العالم العربي ودول الجوار تستوقفه عدة أشياء , لم تكن مألوفة في المجتمع العراقي وخصوصا عند أتباع أهل البيت(عليهم السلام) , ولعل من أسبابها إن هذه الشريحة وهم الأغلبية كانت تعيش حالة التهميش والإقصاء وقد مورس بحقها ألوان من الظلم والاضطهاد والقهر , وكان ليس بالإمكان التعبير عن معتقداتها الدينية والمذهبية وبعيدة كل البعد عن الساحة في مجالاتها السياسية والاجتماعية منذ أكثر من (100) عام , ومنذ أن هدمت الوهابية ووحوشها الكاسرة حرم أهل البيت(عليهم السلام) في البقيع المطهر واتبعته بحملات عسكرية إجرامية وفاسدة على حرم آل الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم) وخصوصا حرم أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الاشرف وأولاده الأطهار في كربلاء المقدسة , وبعد أن تصدى لهم أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بكل قوة وكفى الله المؤمنين والديار المقدسة شرهم , وبعد ثورة العشرين التي قادتها المرجعية الدينية آنذاك اتخذ الانكليز قرارهم بالضغط على الشيعة حيث سفر علمائهم ونفي ثوارهم , وقد اتحدت قوى الشر للضغط عليهم وحرمانهم من كل حقوقهم وفي كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية , وأصبح العراق يئن من وطأة معادلة ظالمة سيطرت فيها الأقلية السنية على الأغلبية والأكثرية الشيعية وهمشتها وهضمت حقوقها ثم جاء حزب البعث العفلقي الحاقد بعد ذلك لينفذ أجندات خارجية طائفية وعنصرية واستطاع أن يصب جام غضبه ويفرغ حقده الدفين والخزين على أبناء هذه الطائفة المحرومة طيلة فترة وجوده البغيض على سدة الحكم يسانده في ذلك الملك السعودي الراحل (فهد) وزمرة من شيوخ الخليج ومن لف لفهم , وكادت الكارثة أن تقع لولا رحمة الله فقد تعرض أبناء هذه الطائفة ومراجع الدين العظام وكل المثقفين والمتدينين أبان وجود هذا النظام القمعي إلى هجوم وحشي لا مثيل له في التاريخ فقتل وسجن ونفي وظلم وطال التخريب مؤسسات هذا البلد الدينية متمثلة بالحوزة العلمية وعلمائها ومفكريها والتي تشكل حاضرة علمية ومصدر إشعاع للثقافة الإسلامية الأصيلة في شتى أنحاء العالم , واليوم بعد أن من الله على العراق بالخلاص من حقبة سوداء في تاريخه لتعيش مكوناته الأساسية معادلة جديدة تعطي للجميع حقوقهم وتحكم فيما بينهم منطق الأخوة والمحبة والمودة لينعم هذا البلد بالأمن والاستقرار والآمان بعد أن رزح أبناء شعبه تحت نير الظلم والقهر ردحا من الزمن , عادت من جديد الأصابع السعودية الوهابية لتحرك لعبة قذرة تستهدف شيعة أهل البيت( عليه السلام) في الصميم مستفيدة من عصابات البعث المنهزم وأصحاب الفكر التكفيري والقاعدة موظفة أموالها وإمكاناتها وإعلامها المسموم لهذا الغرض ,وكان أخرها التدخل السافر في الشأن العراقي من قبل المالك السعودي عبدالله بدعوته الكتل السياسية للاجتماع في السعودية لغرض تشكيل الحكومة العراقية , فنوايا الملك السعودي معروفة وواضحة للعيان حيث رائده في ذلك أن لا ينعم العراق بالاستقرار والأمن خصوصا في هذه المرحلة والانعطافة التاريخية المهمة في حياته وهو يضع اللمسات الأخيرة على تشكيل الحكومة والتي من خلالها ينفتح على مرحلة جديدة وحقبة تاريخية في البناء والأعمار وإقامة العلاقات مع كل دول العالم على أساس تبادل المصالح والمنافع المشتركة, فقد تعددت اللقاءات والمؤتمرات لدول الجوار والدول التي لها دخل في الشأن العراقي لإيجاد حل للمشكلة العراقية وإنهاء الأزمة التي يعاني منها هذا البلد الجريح , المشكلة إن هذه المؤتمرات والاجتماعات تنتهي نهاية كلاسيكية حالها حال كل المؤتمرات والاجتماعات بتصريحات ايجابية ورغبة في إيجاد الحلول ,لكن رغم انعقاد العديد من هذه الاجتماعات في هذه الدول بما فيها السعودية لكن الأزمات تتفاقم في العراق بعد كل مؤتمر أو اجتماع في هذه الدول لعدم جدية هذه الدول بإنهائها أو قطع روافدها التي تغذيها داخل أراضيها من اجل تصفية حسابات فيما بينها ليكتوي المواطن العراقي بنارها ويتحمل أعباء مشكلة لم يكن يوما ما طرفا فيها سوى انه يفكر أن يعيش خارج نطاق النظم الديكتاتورية , مطبقا تجربة العملية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة , فالحذار من الخطر السعودي القادم الذي يهدد كيان الدولة ومؤسساتها الدستورية ويستهدف وجودنا بالصميم , وندعو إلى مزيد من اليقظة والانتباه ورصد كل التحركات المشبوهة من الوهابين والبعثين وأصحاب الفكر التكفيري للإيقاع بهذا الشعب والعودة به إلى المربع الأول , فجميع المشاكل يمكن حلها عن طريق التعايش بين جميع أبناء الوطن سواسية لهم حق العيش بكرامة على أرضه والمشاركة في حكمه وإدارته وان تسعى كل المرجعيات السياسية بمختلف مذاهبها وانتماءاتها إلى نبذ مصالحها الضيقة وتحقيق المصالح العريضة للشعب العراقي ككل متماسك لا فرق بين هذا وذاك وعندها لن نحتاج إلى دول الجوار ومؤتمراتهم واجتماعاتهم , لأننا بتماسكنا ووحدتنا سنقطع الطريق على كل من يحاول أن يوقع الأذى بوطننا أو يعبث بأمننا من خارج البلد أو من داخله إذ ليس من مصلحة أي عراقي أن يبقى العراق ممزقا .
|
|
|
|
|