لقد قرأت هذا الموضوع فأعجبني كثيرا لذا أردت أن تستفيدوا منه. أتمنى أن ينال اعجابكم.
ا لخلوة في الطبيعة
نحتاج دوما أن نتوحد بذاتنا لنحاسبها ونقيمها ونطرد منها فضلات الشرور والسموم كي تصفو من جديد. ولكن أتدرون أين تكمن عملية التطهير والتصنيع الحيوي للراحة والسكون؟
إنهما الرئتان.
عندما يضيق صدرك ويتعكر مزاجك ويثقل خاطرك فمعنى هذا أن الرئتين قد تعبأتا بـ(ثاني أوكسيد الكربون) وتلوثت شعبهما الهوائية بهواء فاسد يختزن المؤثرات السامة المحيطة ويحولها إلى طاقة سلبية كالخمول والحزن والانقباض والغضب.
إذا نحتاج إلى استفراغ الرئتين من ثاني أوكسيد الكربون واستنشاق أكبر كمية من الأوكسجين. اذهب إلى الطبيعة فإنك لا تعرف سر الخالق في الطبيعة حيث تتجلى فيها قوة الله وطاقته السماوية ونقاء الكون له. امش على شاطئ البحر واستنشق في شهيق عميق جرعة كبيرة من الهواء واختزنها لفترة كي تتسرب إلى كل خلاياك وتمتد إلى كل عروقك اليابسة لتنتعش وتحيا وتفيض حيوية ثم أطلق زفيرك الحار وأنت تسحب كل التلوث المعنوي والمادي من جسدك وذراتك ونسيجك وخلاياك وأطلقه للطبيعة التي ستحتضن همومك بصدر حنون وتعطيك الراحة والحيوية والنقاء والصفاء.
وفي أثناء شهيقك وزفيرك ردد في خشوع وعيناك تستقرئان قدرة الله في الكون (سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر), ثم اختر المكان النقي.. ساحل بحر, جبلا أخضر, حقلا زاهرا, حديقة غناء..
إنك ستولد من جديد وبروح خلاقة وحيوية فائقة وكأن محركا نشطا ينبض داخلك.
انظر إلى السماء.. هل فكرت أن تتجه بعينيك وقلبك إلى السماء ساعة الغروب؟
افتح نافذتك وارمق السماء النائية بنظرة عميقة وتأمل بديع صنع الله وآياته العظيمة واسأل نفسك كيف رفع الله هذه السماء التي تظللنا وطعّمها بالكواكب والنجوم والأفلاك؟
يا لها من قدرة.. إن النظر إلى السماء يلقي في قلبك حالة من الخشوع والخضوع والانكسار ويعزز في داخلك الهيمنة الإلهية عليك والقدرة الباطشة على حياتكفتتصاغر أمام الله سبحانه ويتفجر في عروقك الجافة ينبوع من النفحات الإيمانية, إحساس مريح يغسل أدرانك النفسية وملوثات الدنيا, خصوصا عندما تناجيه صادقا: (يا مهيمن, يا جبار, يا قهار) ستخرج من داخلك كل ذرات الكبر والغرور والعصبية الشيطانية وسيزحف إلى شرايينك تيار نوراني صاف يطهر خلاياك ومنابت روحك.
عش لحظات التأمل كل يوم ولنصف ساعة وباتجاه السماء وستجد نفسك في حالة من الهدوء والتناغم والراحة ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (التأمل في خلق الله ساعة خير من عبادة سنة).
المصدر: كتاب البيت السعيد من تأليف الكاتبة خولة القزويني.