إن الأنس بالله -عز وجل- لا يمكن أن يُعطى من خلال عمل أو عملين فقط.. أحدنا يتوقع أنه لو بذل كل قواه في شهر رمضان، أنه سيصل إلى مرتبة الفالحين المقدسين.. والحال أن هذه النتيجة ليست نتيجة شهر واحد، إذ لابد من الاستمرارية والمتابعة.. بعض المؤمنين يحرز تقدماً جيداً في شهر رمضان، ولكن -للأسف- بعد شهر رمضان أو شهرين منه، تذهب تلك الحالات المتميزة.. أما الإنسان الصادق في الطلب والقصد، فلا يكون هكذا!.. فهل هناك تاجر يريد أن يحصل على ثروة كبيرة، يعمل في شهر واحد فقط، وينام بقية أشهر السنة؟!.. لا، بل على العكس نجده يعمل من الصباح إلى المساء، وفي كل الأوقات دون انقطاع!.. كذلك الأمر بالنسبة إلى الأنس مع رب العالمين، والارتباط مع مكون السماوات والأرض، والعيش في رحاب رب العزة والجلال؛ فإن ذلك يحتاج إلى عمل مستمر ومتابعة طوال السنة، وليس إلى شهر واحد فقط في السنة، وفي البقية نكون في إجازة!..
حــكــمــة هذا الــيــوم :
جاء في الخبر عن مولى الموحدين الإمام علي بن أبي طالب(ع) : «النفس مجبولة على سوء الأدب، والعبدُ مأمور بملازمة حسن الأَدب، والنّفس تجري بطبعها في ميدان المخالفة، والعبدُ يجهد بردّها عن سوء المطالبة، فمتى أطلق عنانها فهو شريك في فسادها، ومن أعان نفسه في هوى نفسه فقد أشرك نفسه في قتل نفسه
في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) : العارف منكم هذا الأمر ، المنتظر له ، المحتسب فيه الخير ، كمَن جاهد والله مع قائم آل محمّد بسيفه ، ثم قال : بل والله كمَن جاهد مع رسول الله (ص) بسيفه ، ثمّ قال الثالثة : بل والله كمَن استشهد مع رسول الله (ص) في فسطاطه ، وفيكم آية في كتاب الله ، قلت : وأيّ آيةٍ جُعلت فداك ؟!.. قال : قول الله تعالى : { والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصدّيقون والشهداء عند ربّهم لهم أجرهم ونورهم } . ثمّ قال : صرتم والله صادقين ، شهداء عند ربّكم
لا يحسن بمن يروم الدرجات العالية من الكمال، أن يتوقف أداؤه للعمل على مراجعة ثواب ذلك العمل.. بل إن جلب رضا المولى في التروك والأفعال، لمن أعظم الدواعي التي تبعث العبد على الإقدام والإحجام.. وهذا الداعي هو الذي يؤثر على كمّ العمل، وكيفه، ودرجة إخلاصه.. فحيازة الأجر والثواب أمر يختص بالآخرة، وتحقيق القرب من المولى له أثره في الدنيا والآخرة.. وشتان بين العبد الحر والعبد الأجير، وبين من يطلب المولى (للمولى) لا (للأولى) ولا (للأخرى).
كنز الفتاوي :
هل يجوز إعطاء زكاة الفطرة قبل العيد بعنوان الاقتراض؟
نعم، يجوز ذلك والمخرج للزكاة يستبدل النيّة.
ولائيات
عن عبدالله بن بُكَير «قال : حَجَجْتُ مع أبي عبدالله عليه السلام ـ في حديث طويلـفقلت: ياابن رسول الله لو نُبِش قبرُ الحسين بن عليّ عليهما السلام هل كان يُصابُ في قبره شيءٌ؟ فقال : ياابن بُكَير ما أعظم مسائِلُك ، إنَّ الحسين عليه السلام مع أبيه واُمّه وأخيه في منزل رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومعه يُرزقون ويحبونوأنّه لعَلى يمين العَرش متعلّقيقول : يارَبِّ أنْجزْ لي ما وَعَدتَني ، وإنّه لينظر إلى زُوَّاره ، وأنّه أعرف بهم وبأسمائهم وأسماءِ آبائهم وما في رِحالهم من أحدِهم بولده ، وأنّه لينظر إلى مَن يبكيه فيستغفر له ويسأل أباه الاستغفار له ، ويقول : أيّها الباكي لَو عَلِمتَ ما أعدّ اللهُ لك لَفَرِحْتَ أكثر ممّا حَزِنْتَ ، وإنّه ليستغفر له مِن كلِّ ذنبٍ وخطيئةٍ»
فوائد ومجربات
«ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»( إن التقوى أمر بسيط وسهل وميسور بشرط أن يصمّم الإنسان عليه، أي على الإلتزام والتحلّي به. والتقوى هو ما جسّده المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم بأقوالهم وبأفعالهم وبسيرتهم.