السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رغم كثرة النسخ الخطية لمستخرج أبي عوانة (المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم) إلا أن جميع تلك النسخ لا تخلو من سقط كثير أو قليل، ولذا استخدم الإخوة الباحثون في تحقيق الكتاب من طريق تلك النسخ مبدأ تلفيق النسخ، ومع هذا المبدأ أيضا بقي فوت كثير وسقط كبير في أجزاء الكتاب وبعض أبوابه, فمثلا في أبواب الحج التي كان تحقيقها من نصيبي لنيل درجة الماجستير وقفت على أكثر من 75 حديثا بالنظر إلى متونها وأكثر من ثلاثمائة حديث بالنظر إلى طرقها المختلفة, في إتحاف المهرة , أحالها الحافظ ابن حجر على مستخرج أبي عوانة، ولكني لم أقف عليها في النسخة الخطية الوحيدة التي شملت أبواب الحج, وهي نسخة دار الكتب المصرية، الجزء الثالث منها
يقول المعتز بالله تعالى وحده أبو رجاء محمد محيى الدين بن عبد الحميد الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين أصطفى
وبعد فقد أتممت بحمد الله تعالى ومعونته مراجعة كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين الكوفيين والبصريين الذي صنفه الإمام كمال الدين أبو البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد الأنباري النحوي المولد في عام 513 والمتوفى في عام 577 من الهجرة وهو كتاب فريد في بابه لم ينشر للناطقين بالضاد كتاب آخر في موضوعه وإن يكن لأسلافنا رضي الله عنهم في هذا الموضوع عدة مصنفات كلها حرى بالإخراج والذيوع
وقد يسر الله تعالى لي بعد أكثر من خمسة عشر عاما من إخراجه لأول مرة وبعد أن نشر الكتاب ثلاث مرات أن أنجز بعض ما وعدت به قراء العربية أن أخرج لهم مع هذا الكتاب شرحا يبين غوامضه ويجلي فرائده ويترصد مسالكه ومساربه ويكون فيصلا على أحكامه يقر صحيحها وينقض ما جانب فيه الجادة وقد تضخم بذلك حجم الكتاب فصار ضعف الأصل أو يزيد وإن كان في الأجل بقية وفي القوس منزع عدت إليه فأضفت ونقحت وهذبت والله سبحانه المسئول أن يتولانا بفضله وينفعنا بتأييده وتوفيقه