بارك الله فيك سيدنا الأميني موضوع رائع وجميل يبين لنا أدلتنا المتفقة من كلا الطرفين على إثبات الإمامة بنص إلهي
سؤال إليك مولانا وهذا دائما يطرح بخصوص الأية {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} (5) سورة القصص
فهم دائما يحاولوا إخفاء حقيقة الأية العظيمة إلي تبين وجود الأئمة عليهم السلام وخصوصا المنتظر عجل الله فرجه الشريف بإدعائهم أنها لا علاقة بالإمامة بل هي متصلة بالأية إلي بعدها {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (6) سورة القصص
بحيث يوجد حرف العطف واو مما يدل على إتصال هذه الأية بقبلها وهي عبارة عن قصة
بارك الله فيك سيدنا الأميني موضوع رائع وجميل يبين لنا أدلتنا المتفقة من كلا الطرفين على إثبات الإمامة بنص إلهي
سؤال إليك مولانا وهذا دائما يطرح بخصوص الأية {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} (5) سورة القصص
فهم دائما يحاولوا إخفاء حقيقة الأية العظيمة إلي تبين وجود الأئمة عليهم السلام وخصوصا المنتظر عجل الله فرجه الشريف بإدعائهم أنها لا علاقة بالإمامة بل هي متصلة بالأية إلي بعدها {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (6) سورة القصص
بحيث يوجد حرف العطف واو مما يدل على إتصال هذه الأية بقبلها وهي عبارة عن قصة
ما هو الرد وشكراا...
السلام عليكم
حياكم الله عزيزي شيعي هويتي
ونرید أن نمن على الذین استضعفوا فی الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثین، ونمکن لهم فی الأرض ونری فرعون وهامان وجنودهما منهم ما کانوا یحذرون).
ونهج البلاغة ج۳ قال علی (علیه السلام): لتعطفن الدنیا علینا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها، وتلا (علیه السلام) ـ عقیب ذلک ـ قوله تعالىونرید أن نمن على الذین استضعفوا فی الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثین).
قال ابن أبی الحدید فی شرحه: إن أصحابنا یقولون: إنه وعد بإمام یملک الأرض ویستولی على الممالک.
أقول: هذا الحدیث مروی بطرق عدیدة عن
الإمام أمیر المؤمنین (علیه السلام)، ولعل الحدیث یحتاج إلى شیء من الشرح،: (لتعطفن) یُقال: عطفت الناقة على ولدها أی حنت علیه ودر لبنها، (شماسها) یُقال: شمس الفرس یشمس: أی استعصى على راکبه ومنع ظهره من الرکوب، (الضروس): الناقة السیئة الخلق، تعض حالبها.
ومعنى کلامه (علیه السلام): إن الدنیا تقبل على
أهل البیت (علیهم السلام) بعد الجفاء الطویل والمکاره الکثیرة، والمقصود: قیام حکومته أهل البیت وانتصاراتهم على أعدائهم، وتذلل جمیع الصعوبات التی وقفت حجر عثرة فی طریق نهضتهم المقدسة، وتسهل لهم الدنیا لهم صعوبتها، وتحلو بعد مرارتها، وتخضع بعد تمردها، وتنقاد بعد عصیانها.
وعن الإمام أمیر المؤمنین (علیه السلام) قال: المستضعفون فی الأرض، المذکورن فی الکتاب، الذین یجعلهم الله أئمة: نحن أهل البیت، یبعث الله مهدیهم فیعزهم ویذل عدوهم.
لقد سبقت هذه الآیة الشریفة آیة تتحدث عن فرعون وجرائمه- فقال عز وجل ونرید أن نمن على الذین استضعفوا فی الأرض)
. فالمعنى الظاهری هو أن الله یعید لبنی اسرائیل عزهم وکرامتهم ویهلک فرعون وزیره هامان وجنودهما.
ولکن تأویل الآیة ـ أی معناها الخفی غیر المعنى الواضح الجلی ـ هو أن المقصود من المستضعفین فی هذه الآیة: هو آل محمد (علیهم السلام) فقد استضعفهم الناس وظلموهم وقتلوهم وشردوهم وصنعوا بهم ما صنعوا، وقد قال لهم
رسول الله (صلى الله علیه وآله): (أنتم المستضعفون بعدی)، وهذا ماحدث فعلا فإن آل محمد (علیهم السلام) استضعفهم الناس من یوم فارق رسول الله (صلى الله علیه وآله) هذه الحیاة، ولو راجعت کتاب (مقاتل الطالبیین) وغیره من الکتب لوجدت –هناک- أنواع المصائب والمآسی والنوائب التی انصبت على آل رسول الله (صلى الله علیه وآله)، لأن أصحاب السلطة والقدرة استضعفوا هذه الذریة الطاهرة فصنعوا بهم ما شاءت نفوسهم الممتلئة بالحقد والجبروت، حتى وصل الأمر إلى أن الناس کانوا یهدون رؤوس آل محمد إلى الحکام تقربناً إلیهم وتفریحاً لقلوبهم، کما فعل ذلک جعفر البرمکی وغیره، وأی استضعاف أشد من هذا؟!.
ولکن الله تعالى قد تعلقت إرادته أن یتفضل على هذه الذریة الطاهرة المظلومة –عبر التاریخ- وعلى أتباعهم وشیعتهم المضطهدین الذین کانوا ولا یزالون یعیشون تحت الضغط والکبت والذل والهوان، المحرومین من أبسط حقوق البشر، الذین سلبتهم السلطات کل حریة وکل کرامة، أن یتفضل علیهم بحکومة تشمل الکرة الأرضیة ومن علیها وما علیها.
حکومة حدودها القطبان المنجمدان الشمالی والجنوبی، وجمیع المحیطات المترامیة الأطراف، وهی الحکومة الوحیدة التی تحکم الأرض ومن علیها، بلا مزاحم أو منافس، وتکون لهم السلطة التامة والقدرة الکاملة.
عن هذه الآیة یمکن أن نقول: من الممکن أن یستفاد هذا التأویل من نفس ظاهر الآیة، ومن قوله تعالى ونرید أن نمن) بلفظ المستقبل، لأن نزول الآیة کان بعد آلاف السنین من عصر موسى (علیه السلام) وفرعون، وکان من الممکن أن یقول سبحانه: وأردنا أن نمن. أو: مننا على الذی استضعفوا. کما قال فی مکان آخر، بل فی أمکنة أخرى: (لقد من الله على المؤمنین إذ بعث فیهم رسولاً).
(کذلک کنتم من قبل فمن الله علیکم).
(ولقد مننا علیک مرة أخرى).
(ولقد مننا على موسى وهارون).
ذکر الله تعالى هذه الآیات بلفظ الماضی، وهنا ذکرها بلفظ المستقبل فقال: ونرید أن نمن.
وهکذا قوله تعالى: (ونری فرعون وهامان وجنودهما منهم ما کانوا یحذرون) فإنه تعالى لم یقل: وأرینا فرعون وهامان.
وهکذا قوله سبحانه: (نرید) و(نجعلهم) و(نجعلهم) أیضاً، و(نمکن) و (نری) حیث جاءت جمیع هذه الألفاظ الستة بصیغة المستقبل لا الماضی.
ولعل قائلاً یقول: إن فرعون وهامان وجنودهما کانوا قد هلکوا قبل نزول الآیة بآلاف السنین، فکیف یمکن تأویل الآیة إلى المستقبل؟
الجواب: لقد صار اسم (فرعون) رمزاً لکل سلطان متجبر جائرٍ یتجاوز فی ظلمه، فلکل عصر فرعون، ولکل أمة فراعنة.
وقد روی عن الإمام محمد الباقر جعفر الصادق (علیهما السلام) –فی تأویل هذه الآیة- أن المراد من: (فرعون وهامان) –فی هذه الآیة- هما رجلان من جبابرة قریش، یحییهما الله تعالى عند ظهور الإمام المهدی (علیه السلام)- فی آخر الزمان –فینتقم منهما بما أسلفا.
(وجنودهما) أتباع الرجلین، الذین تعاونوا معهما، وساروا على خطهما، وأحیوا ذکرهما.
قوله تعالى: (( وانذر عشيرتك الأقربين ))
حديث الدار مقطوع بصحته عند الشيعة, ونصوا على شهرته بل تواتره, قال المفيد في الإرشاد: وذلك في حديث الدار الذي أجمع على صحته نقاد الآثار حين جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب في دار أبي طالب (الإرشاد1/49).
وقال العلامة الحلي في المستجاد من الإرشاد: فأما مناقبه الغنية لشهرتها وتواتر النقل بها وإجماع العلماء عليها عن إيراد أسانيد الأخبار بها كثيرة - إلى أن قال - فمن ذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله) جمع خاصة أهله وعشيرته في ابتداء الدعوة إلى الإسلام - إلى أن قال - وذلك في حديث الدار الذي أجمع على صحته نقاد الأخبار (المستجاد من الإرشاد/48).
وقال السيد شرف الدين في المراجعات: وأما استدلالنا به (أي حديث الدار) على الإمامة فيما بيننا فإنما هو لتواتره من طريقنا كما لا يخفى (المراجعات/ المراجعة(24)/194).
وقال الشيخ الطوسي في التبيان: والقصة بذلك مشهورة, فإنه روي أنه أمر (صلى الله عليه وآله) علياً بأن يصنع طعاماً ثم دعا عليه بني عبد مناف وأطعمهم الطعام ثم قال لهم: أيكم يؤازرني على هذا الأمر يكن وزيري وأخي ووصيي, فلم يجبه أحد إلا علي (عليه السلام) والقصة في ذلك معروفة (التبيان8/67).
وقال الطبرسي: واشتهرت القصة بذلك عند الخاص والعام (مجمع البيان7/355).
وقال أبن جبر: روي من طريق الخاصة مما استفاض به الخبر وانتشر به الذكر واستغنى بشهرته وتواتره عن إيراد الأسانيد وأجمع عليه كافة العلماء وشهد بصحته نقاد الآثار.. الخ (نهج الإيمان/233).
وقال العلامة الحلي: وهو النص الجلي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مواضع تواترت بها الإمامية ونقلها غيرهم نقلاً شائعاً ذائعاً: منها لما نزل قوله تعالى: (( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ )), أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)... الخ (كشف المراد/497).
وقال أيضاً: ما نقله الناس كافة أنه لما نزل قوله تعالى (( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ )) جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله)... الخ (منهاج الكرامة/147).
وقال السيد علي البهبهاني: والروايات في هذا المعنى من الطريقين مستفيضة (مصباح الهداية في أثبات الولاية/150).
وقال القاضي النعمان في معرض ذكره لما قام به رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ولاية علي (عليه السلام):
وكان أول ذلك فيما رواه الخاص والعام ( شرح الأخبار 1: 106) ومن هنا تبين أن علمائنا نصوا على أن حديث الدار متواتر عندنا, والتواتر مرتبة تفيد القطع فوق مرتبة الحديث الصحيح الظني.
ولننقل لك طرفاً مما وجدنا من طرقه عندنا بعضها مسندة والأخرى مرسلة:
1- روى القاضي النعمان في دعائم الإسلام: وروينا أيضاً عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنه قال: لما أنزل الله (عز وجل): (( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ )) جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب على فخذ شاة - إلى أن قال - فأيكم يكون وصيي ووارثي وولي وأخي ووزيري - فسكتوا - إلى أن قال - فقلت: أنا يا رسول الله, فقال: نعم أنت يا علي... الحديث (دعائم الإسلام1/15) وهي مرسلة.
2- روى الشيخ الصدوق في علل الشرايع: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رحمه الله) قال حدثني عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال حدثنا محمد بن زكريا قال حدثنا عبد الواحد ابن غياث قال: حدثنا أبو عباية, عن عمرو بن المغيرة عن ابي صادق, عن ربيعة بن ناجد إن رجلاً قال لعلي (عليه السلام) يا أمير المؤمنين بما ورثت ابن عمك دون عمك, فقال: يا معشر الناس - إلى أن قال - فأيكم يبايعني على أنه أخي ووارثي ووصي - إلى أن قال - فضرب بيده على يدي فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي (علل الشرايع 1/169) وهي مسندة.
3- وروى أيضاً: وعنه قال: حدثنا عبد العزيز قال حدثنا المغيرة بن محمد قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال: حدثنا قيس بن الربيع وشريك بن عبد الله بن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لما نزلت: (( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ )) ورهطك المخلصين - إلى أن قال - : فقال يا بني عبد المطلب هذا أخي ووارثي ووصي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي... الحديث (علل الشرايع1/170).
4- وروى محمد بن سليمان الكوفي في المناقب عن محمد بن منصور عن الحكم بن سليمان قال أخبرنا علي بن هاشم عن أبي مريم (عبد الغفار بن قاسم) عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث قال: حدثني علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية (( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ )) إلى أن قال: يا بني عبد المطلب إن هذا أخي ووصي ووزيري وخليفتي فيكم من بعدي فأسمعوا له وأطيعوا (مناقب الإمام أمير المؤمنين1/370).
5- وروى أيضاً عن محمد بن منصور عن جبارة بن مغلس عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني من سمع عبد الله بن الحارث - وأستكتمني أسمه - عن أبن عباس عن علي بن أبي طالب.. إلى آخر الحديث (مناقب أمير المؤمنين1/372).
6- وأيضاً عن محمد بن منصور عن سفيان بن وكيع عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل واستكتمني أسمه عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب... (مناقب أمير المؤمنين1/375).
7- وأيضاً عن محمد بن منصور عن عباد الرواجني عن عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي (عليه السلام)....(مناقب أمير المؤمنين1/377).
8- وروى الخصيبي عن أحمد بن محمد الحجال عن جعفر بن محمد الكروزوني عن الحسن بن مسكان عن صفوان الجمال قال قال جعفر بن محمد الصادق (صلوات الله عليه: لما نزلت هذه الآية... (الهداية الكبرى/46).
9- وأيضاً عن محمد بن إسحاق عن عتبة بن مسلم مولى بني تميم وعبد الله بن الحارث ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن العباس عن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)... (الهداية الكبرى/47).
10- ورواه الشيخ الطوسي في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري سنة ثمان وثلاث مائة قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي قال حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش قال: حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم قال أبو المفضل: وحدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي - واللفظ له - قال حدثنا محمد بن الصباح الجرجاني قال: حدثني سلمة بن صالح الجعفي عن سليمان الأعمش وأبي مريم جميعاً عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)... (الأمالي/582).
11- وروى الراوندي قال: إن ابن الكوا قال لعلي (عليه السلام) بما كنت وصي محمد من بين بني عبد المطلب؟ قال أدن ما الخبر تريد لما نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) (( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ )) ... (الخرائج والجرائح 1/92).
12- وروى ابن طاووس عن محمد بن العباس بن مروان بلفظه: حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثني زكريا بن يحيى قال حدثني عفان بن سلمان وحدثنا محمد بن احمد الكاتب قال حدثني جدي قالوا أخبرنا عفان وحدثنا عبد العزيز بن يحيى قال حدثنا موسى بن زكريا حدثنا عبد الواحد بن غياث قالا حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن ابي صادق عن ابي ربيعة بن ماجد ان رجلاً قال لعلي يا أمير المؤمنين لم ورثت ابن عمك دون عمك....الخ (سعد السعود: 104).
13- وايضاً من كتاب محمد بن العباس بن مروان بلفظه حدثنا محمد بن هوذة الباهلي حدثنا إبراهيم بن اسحاق النهاوندي حدثنا عمار بن حماد الانصاري عن عمر بن شمر عن مبارك بن فضالة والعامة عن الحسن عن رجل من اصحاب النبي قال إن قوماً خاضوا في بعض امر علي بعد الذي كان من وقعة الجمل قال الرجل الذي سمع منه الحسن الحديث ويلكم ما تريدون من أول السابق بالإيمان والاقرار بما جاء من عند الله لقد كنت عاشر عشرة من ولد عبد المطلب...الخ (سعد السعود: 105).
14- روى سليم بن قيس في كتابه محاججة قيس بن سعد بن عبادة لمعاوية وهي طويلة جاء فيها: فجمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) جميع بني عبد المطلب فيهم ابو طالب وابو لهب وهم يومئذٍ أربعون رجلاً فدعاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخادمه يومئذ علي (عليه السلام) ورسول الله يومئذ في حجر عمه ابي طالب فقال: ايكم ينتدب ان يكون اخي ووزيري ووارثي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي؟ فسكت القوم حتى اعادها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاث مرات فقال علي (عليه السلام): أنا يا رسول الله صلى الله عليك....الخ (كتاب سليم / الحديث (26) : 311). والرواية صحيحة.
15- وروى القمي في تفسير (( وانذر عشيرتك الأقربين )) : قال نزلت بمكة فجمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني هاشم...الخ (تفسير القمي 2: 124) وهي مرسلة.
16- وروى فرات الكوفي: قال: حدثني جعفر بن محمد بن احمد بن يوسف الاودي معنعناً عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لما نزلت هذه الآية...الخ (تفسير فرات: 299).
17- وايضاً : قال حدثني الحسين بن محمد بن مصعب البجعي معنعناً عن علي بن ابي طالب ...الخ ( تفسير فرات : 301).
18- وايضاً: قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن هاشم السمسار عن محمد بن عبيد الله بن علي بن ابي رافع عن أبيه عن أبي رافع (رض): ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع ولد عبد المطلب...الخ (تفسير فرات: 303).
19- وروى ابن عقدة: أنبأنا ابو الحسن احمد بن يعقوب الجعفي أنبأنا علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين أنبأنا اسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي حدثني اسماعيل بن الحكم الرافعي عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن ابيه قال: قال ابو رافع جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولد بني عبد المطلب.. الخ (فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) : 203).
20- وايضاً: أنبأنا جعفر بن عبد الله بن جعفر المحمدي, أنبأنا عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبي رافع, قال: كنت قاعداً بعدما بايع الناس ابا بكر فسمعت أبا بكر يقول للعباس: انشدك الله هل تعلم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع بني عبد المطلب... الخ (فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام): 205).
21- وروى ابن جبر قال: روى جدي رحمه الله في كتاب نخب المناقب حديثاً مسنداً إلى علي (عليه السلام) قال: فقلت أنا يا رسول الله قال: أنت...الخ (نهج الإيمان : 235).
22- وروى شرف الدين الحسيني عن محمد بن عباس(ره): حدثنا عبد الله بن زيدان بن يزيد عن اسماعيل بن اسحاق الراشدي وعلي بن محمد بن مخلد الدهان عن الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن هاشم السمسار عن محمد بن عبد الله بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أبيه عن جده أبي رافع قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع بني عبد المطلب في الشعب...الخ تأويل الآيات 1: 393).
وفيما اوردنا يثبت تواتر الخبر بطرقنا
التعديل الأخير تم بواسطة السید الامینی ; 22-10-2010 الساعة 08:22 AM.
1ـ حديث الدار رواه بسند رجاله ثقات أحمد في (مسنده، الجزء الأول، صفحة 111)، ورجال السند هم من رجال الصحيح: أسود بن عامر ثنا شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباده بن عبد الله الأسدي عن علي رضي الله عنه..
ورواه أيضاً ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق، الجزء الثاني والأربعين، الصفحة 47، 48) بسند رجاله ثقات بحسب ضوابط الجرح والتعديل عند علماء أهل السنة، ورجال السند هم: أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي العلوي بالكوفة، اخبرنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن علاء الشاهد اخبرنا محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن اخبرنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله عن علي بن أبي طالب.
وللاطلاع على صحة هذا السند يمكنكم المراجعة بحسب الترتيب في: (ميزان الاعتدال 3: 181 ، سير أعلام النبلاء 20: 145، 18: 451، 17: 100، 15: 73، 11: 536، تهذيب التهذيب 5: 265، تذكرة الحفاظ 1: 154، ميزان الأعتدال 4: 192، الثقات 5: 140).
2ـ كان الذين دعاهم النبي(ص) عند نزول آية الأنذار أربعون رجلاً من عشيرته الأقربين، كما نصَّ على ذلك العيني في (عمدة القاريء 19: 101)، وأحمد بن محمد بن سلمة كما في (شرح معاني الآثار 3: 284، 4: 387)، وابن عساكر في (تاريخه 42: 47)، والطبري في (تاريخه 2: 61)، وابن الأثير في (كامله 2: 60)، والذهبي في (تاريخ الإسلام 1: 144)، وابن كثير في (البداية والنهاية 3: 51)، وابن خلدون في (تاريخه 2: 7) وكذا غيرهم. فالعهدة على هؤلاء الرواة والمؤرخين الكبار من أهل السنة
نزول الآية الكريمة في حق علي(عليه السلام) من مصادر أهل السنة المعتبرة باختصار
:
1- تفسير التسهيل لعلوم التنزيل لأبن جزي الكلبي (1 / 181):
قال: وهم راكعون (قيل نزلت في علي بن أبي طالب(رض) فإنه سأله سائل وهو راكع في الصلاة فأعطاه خاتمه).
2- الرازي في (تفسيره الكبير12/ 23) قال: القول الثاني: أن المراد من هذه الآية شخص معين وعلى هذا ففيه أقوال: روى عكرمة (الخارجي الناصبي كعادته) أن هذه الآية نزلت في أبي بكر، والثاني روى عطاء عن أبن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ثم ذكر روايتين في تصدق علي (عليه السلام) على الفقير عن عبد الله بن سلام وأبي ذر.
3- السيوطي في (الدر المنثور في التفسير بالمأثور 3 / 104 ـ 106) قال: أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع فقال النبي (صلى الله عليه وآله) للسائل من أعطاك هذا الخاتم؟ قال ذاك الراكع فأنزل الله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )). وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) قال: نزلت في علي بن أبي طالب.
وأخرج الطبراني في (الأوسط) وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال: وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع (وهذا يدل على أن الصلاة والزكاة كانت تطوعاً لا واجبا) فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعلمه ذلك فنزلت على النبي (صلى الله عليه وآله) هذه الآية) فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أصحابه ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال: نزلت هذه الآية على رسول الله(صلى الله عليه وآله) في بيته (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) إلى آخر الآية، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال لا، إلا ذاك الراكع ـ لعلي بن أبي طالب ـ أعطاني خاتمه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال: تصدق بخاتمه وهو راكع فنزلت (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) .
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) الآية ، نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع (ولم يقل أحد أدى الزكاة فكل الروايات تقول تصدق علي (عليه السلام) ) وأخرج ابن جرير عن السدي وعتبه بن حكيم مثله.
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قصة عبد الله بن سلام مع اليهود وفيها نزلت الآية (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال أعطاك أحد شيئاً؟ قال نعم، قال من؟ قال ذلك الرجل القائم قال: وهو يقول (( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسولَه وَالَّذينَ آمَنوا فإنَّ حزْبَ اللَّه هم الْغَالبونَ )) .
وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي رافع قال (.... فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يقول (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهيأ لعلي بفضل الله إياه.
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال كان علي بن أبي طالب قائماً يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت هذه الآية (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )).
4- الزمخشري في كشافه (1 / 681 ـ 683) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) الواو فيه للحال أي يعملون ذلك في حال الركوع وهو الخشوع والإخبات والتواضع لله إذا صلوا وإذا زكوا. وقيل هو حال من يؤتون الزكاة بمعنى يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة، وأنها نزلت في علي(كرم الله وجهه) حين سألة سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مَرجاً في خنصره(سهل الحركة) فلم يتكلف لخلعه كثيرَ عمل تفسد بمثله صلاته. (ودافع الرجل عن مجيء الآية بالجمع ونزولها في علي (عليه السلام) ).
5- قال صاحب (المحرر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز 2/208): إتفقَ أنَّ علياً بن أبي طالب أعطى صدقة وهو راكع ونقل ذلك عن السدي ومجاهد وذكر رواية في نزولها في علي (عليه السلام)، ثم ردّ هذا القول على عادتهم ورجح غيره كغيره!!
6- أبو السعود في تفسيره (3/52) قال: وروي أنها نزلت في علي (رض) حين سأله سائل وهو راكع فطرح عليه خاتمه كأنه كان مَرجا في خنصره غير محتاج في إخراجه إلى كثير عمل يؤدي إلى فساد الصلاة ولفظ الجمع حينئذ لترغيب الناس في مثل فعله (رض) وفيه دلالة على أن صدقة التطوع تسمى زكاة.
7- ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1162): نقل بسنده عن عقبة بن أبي حكيم وسلمة بن كهيل في سبب نزول الآية الكريمة في علي (عليه السلام).
8- ابن كثير في تفسيره(2/72) قال: حتى إن بعضهم ذكر في هذا أثراً عن علي بن أبي طالب أن هذه الآية نزلت فيه وذلك أنه مر به سائلا في حال ركوعه فأعطاه خاتمه ثم نقل عن ابن أبي حاتم روايته عن صحابيين في أنها نزلت في علي (عليه السلام) ولم يعلق على اسناديه مع انها صحيحة ثم نقل عن عبد الرزاق بسنده عن ابن عباس أنها نزلت في علي (عليه السلام) ولكنه ضعف سندها وعن ابن مردويه ذكر قول ابن عباس عن الضحّاك وضعفه بعدم إدراك الضحاك لابن عباس ثم ذكر طريقاً ثالثاف عن ابي صالح عن ابن عباس به وعلق بقوله وهذا إسناد لا يففرح به.
ثم قال ابن كثير: ثم رواه ابن مردويه من حديث علي بن أبي طالب نفسه وعمار بن ياسر وأبي رافع وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها، ثم قال: ثم روى بإسناده(ابن مردويه) عن ميمون بن مهران عن ابن عباس في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) نزلت في المؤمنين وعلي بن أبي طالب أولهم.
ثم ذكر عن ابن جرير عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه سأله عبد الملك عن هذه الآية قلنا من الذين آمنوا؟ قال : الذين آمنوا . قلنا : بلغنا أنها نزلت في علي بن ابي طالب (علي من الذين آمنوا). وقال أسباط عن السدي نزلت هذه الآية في جميع المؤمنين ولكن علي بن أبي طالب مَرَّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
9- البغوي في تفسيره (2/47) نقل عن ابن عباس والسدي أن قوله تعالى (( وَهمْ رَاكعونَ )) أراد به علي بن أبي طالب(رض) مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
10- البيضاوي في تفسيره (2/229ـ340) قال: و (( وَهمْ رَاكعونَ )) أي: متخشعون في صلاتهم وزكاتهم وقيل هو حال مخصوصة بيؤتون أو يؤتون الزكاة في حال ركوعهم في الصلاة حرصاً على الإحسان ومسارعته إليه وإنها نزلت في علي(رض) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه واستدل بها الشيعة على إمامته زاعمين أن المراد بالولي المتولي للأمور والمستحق للتصرف فيها والظاهر ما ذكرناه مع أن حمل الجمع على الواحد أيضاً خلاف الظاهر(ولكن سبب النزول يغنينا عن الظاهر) قال: وإن صح أنه منزل فيه فلعله جيء بلفظ الجمع لترغيب الناس في مثل فعله فيندرجوا فيه وعلى هذا يكون دليل على أن الفعل القليل في الصلاة لا يبطلها وأن صدقة التطوع تسمى زكاة (وهذه الجملة الأخيرة فيها رد على أسئلتكم ومن علمائهم).
11- السمر قندي في تفسيره(1/424) نص على ذلك ورجحه فقال (( وَهمْ رَاكعونَ )) يعني يتصدقون في حال ركوعهم حيث أشار علي بخاتمه إلى المسكين حتى نزع من أصبعه وهو في ركوعه ويقال يراد به جميع المسلمين أنهم يصلون ويؤدون الزكاة.
12- السمعاني في تفسيره(2/47) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) يعني مصلون إلا أنه خص الركوع تشريفاً وقيل معناه خاضعون، وقال السدي ـ وهو رواية عن مجاهد ـ إن هذا أفنزل في علي بن أبي طالب كان في الركوع مسكبن يطوف في المسجد فنزع خاتمه ودفع إليه فهذا معنى قوله: (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )).
13- أبن جرير الطبري شيخ المفسرين في تفسيره(6/288) ذكر ذلك في أول آرائه في تأويل الآية ومن عادته تقديم الرأي الراجح فقال: وأما قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) فإن أهل التأويل أختلفوا في المعنى به فقال بعضهم عني به علي بن أبي طالب، وقال بعضهم عني به جمع المؤمنين. ذكر من قال ذلك: (فنقل بأسانيده) عن السدي وعن عتبه بن أبي حكيم وعن مجاهد أنها نزلت في علي.
14- القرطبي خاتمة المفسرين في تفسيره(6/221 ـ 222) قال: وقال ابن عباس نزلت في أبي بكر!! وقال في رواية أخرى نزلت في علي بن أبي طالب (رض) وقال مجاهد والسدي وحملهم على ذلك قوله تعالى (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) وهي المسالة الثانية وذلك أن سائلاً سأل في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فلم يعطه أحد شيئاً وكان علي في الصلاة في الركوع وفي يمينه خاتم فأشار إلى السائل بيده حتى أخذه قال الطبري: وهذا يدل على أن العمل القليل لا يبطل الصلاة فإن التصدق بالخاتم في الركوع عمل جاء به في الصلاة ولم تبطل به الصلاة. وقوله (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) يدل على أن صدقة التطوع تسمى زكاة فإن علياً تصدق بخاتمه في الركوع وهو نظير قوله تعالى: (( وَمَا آتَيْتمْ منْ رباً ليَرْبوَ في أَمْوَال النَّاس فَلا يَرْبو عنْدَ اللَّه وَمَا آتَيْتمْ منْ زَكَاة تريدونَ وَجْهَ اللَّه فأولَئكَ هم الْمضْعفونَ )) وقد أنتظم الفرض والنفل فصار أسم الزكاة شاملاً للفرض والنفل كأسم الصدقة وكأسم الصلاة ينتظم الأمرين.
ثم قال القرطبي بعد إستبعاده لقول الطبري وقال ابن خويز منداد قوله تعالى (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) تضمنت جواز العمل اليسير في الصلاة وذلك أن هذا خرج مخرج المدح وأقل ما في باب المدح أن يكون مباحاً وقد روي أن علي بن أبي طالب (رض) أعطى السائل شيئاً وهو في الصلاة وقد يجوز أن يكون هذه صلاة تطوع وذلك أنه مكروه في الفرض.
15- النسفي في تفسيره(1/289) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) للحال أي يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة قيل أنها نزل في علي (رض) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مرجاً في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل يفسد صلاته، وورد بلفظ الجمع وإن كان السبب فيه واحداً ترغيباً للناس في مثل فعله لينالوا مثل ثوابه والآية تدل على جواز الصدقة في الصلاة وعلى أن الفعل القيل لا يفسد الصلاة.
ولم يذكر النسفي غير ذلك في تفسيره للآية الكريمة.
16- الألوسي في تفسيره روح المعاني(6/167) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) : حال من فاعل الفعلين أي يعملون ما ذكر من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهو خاشعون متواضعون لله تعالى: (أليس هذا خلافاً للظاهر!!؟)، وقيل: هو حال مخصوصة بإيتاء الزكاة والركوع ـ ركوع الصلاة ـ والمراد بيان كمال رغبتهم في الإحسان ومسارعتهم إليه وأغلب الإخباريين على أنها نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه، فقد أخرج الحاكم وأبن مردويه وغيرهما عن أبن عباس(رض) باسناد متصل قال.....( قال حتى): فقال لهم النبي(صلى الله عليه وآله) (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله )) ثم أنه(صلى الله عليه وآله) خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل فقال هل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال نعم خاتم من فضة. فقال: من أعطاكه؟ فقال : ذلك القائم وأومأ إلى علي كرم الله تعالى وجهه فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : على أي حال أعطاك ؟ فقال : وهو راكع .فكبر النبي (صلى الله عليه وآله) ثم تلا هذه الآية فأنشأ حسان (رض) يقول :
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي ***** وكل بطيء في الهدى ومسارع
أيذهب مديحي للمحبّر ضائعاً ***** وما المدح في جنب الإله بضائع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً ***** زكاة فدتك النفس ياخير راكــع
فأنزل فيك الله خير ولايــــة ***** وأثبتها إثنا كتاب الشرائـــع
17- ثم قال الآلوسي في (6/186) : وهم راكعون : والآية عند معظم المحدثين نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه .
18- ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير (2/ 382 - 383 ) (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله والذين آمنوا ...)) اختلفوا فيمن نزلت على اربعة أقوال : أحدها : أن عبد الله بن سلام وأصحابه جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالوا إن قوماً قد أظهروا لنا العداوة ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبعد المنازل فنزلت هذه الآية فقالوا رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين وأذن بلال بالصلاة فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) فإذا مسكين يسأل الناس فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال : نعم . قال : ماذا؟ قال : خاتم فضة . قال : من أعطاكه ؟ قال : ذاك القائم فإذا هو علي بن ابي طالب أعطانيه وهو راكع فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الآية رواه أبو صالح عن ابن عباس وبه قال مقاتل وقال مجاهد نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع .
ثم قال ابن الجوزي : قوله تعالى : قوله تعالى (( ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) فيه قولان : أحدهما : أنهم فعلوا ذلك في ركوعهم وهو تصدق علي (عليه السلام) بخاتمه في ركوعه.والثاني : إن من شأنهم إيتاء الزكاة وفعل الركوع. وفي المراد بالركوع ثلاثة أقوال : أحدها : أنه نفس الركوع على ما روى أبو صالح عن ابن عباس وقيل إن الآية نزلت وهم في الركوع. والثاني : أنه صلاة التطوع ... والثالث : أنه الخضوع والخشوع .
19- الجصّاص في أحكام القرآن (4/ 102) قال في باب العمل اليسير في الصلاة : قال الله تعالى (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.... ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) روي عن مجاهد والسدي وأبي جعفر وعتبة بن أبي حكيم أنها نزلت في علي بن أبي طالب حين تصدق بخاتمه وهو راكع ... إلى أن قال : فإن كان المراد فعل الصدقة في حال الركوع فإنه يدل على إباحة العمل اليسير في الصلاة وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أخبار في إباحة العمل اليسير فيها فمنها أنه خلع نعليه في الصلاة ومنها أنه مس لحيته وأنه أشار بيده ومنها حديث ابن عباس أنه قام على يسار النبي (صلى الله عليه وآله) فأخذ ذؤابته وأداره إلى يمينه ومنها انه كان يصلي وهو حامل أمامة بنت ابي العاص بن ربيع فاذا سجد وضعها واذا رفع رأسه حملها فدلالة الآية ظاهرة في إباحة الصدقة في الصلاة لأنه إن كان المراد الركوع فكان تقديره الذين يتصدقون في حال الركوع فقد دلت على إباحة الصدقة في هذه الحال وإن كان المراد وهم يصلون فقد دلت على إباحتها في سائر أحوال الصلاة فكيما تصرفت الحال فالآية دالة على إباحة الصدقة في الصلاة .