عـلي: لا أريد أن تحدث مشاكل بسبب هذا الزواج ، لن يتقبـل ابنك أمٌ بديلة عن والدته يرحمها الله
حيدر: تحدثَ والدي معه واقتنع والحمدُ لله
علي: حتى وأن تظاهر بأنهُ راضياً .. فليس هذا ما يريده ويتمناه
عادل: تفاءل بالخير
بين تلك الأثناء ظـل فـادي يتحدث مع وليد
وليــد: ألن تستطيع العب معهم في المباراة القادمة..؟
فادي: للأسف لا
وليد: ستعوض ذلك إن شاء الله في المباريات الأخرى .. ولكن كيف حدث الحادث..؟
فادي: مجـرد حادث وليد والحمدُ لله انتهى على خير
وليد: الحمدُ لله
فادي: لـقد أجلوا الخطبة
وليد: هــل هذا صحيح..؟
فادي: أجل .. ستكون ليلة الخميس في الأسبـوع القادم
وليد –متغير الملامح- : على خيـر إن شاء الله
جاء حيــدر
فادي: أين هما..؟
حيدر: لـقد ذهبــا .. ويسلمان عليكما
فادي: ذهبا بسرعة
حيدر: أجـل ، يجب أن نذهب أيضاً .. أنتهـى دوامـي وأبـي اتصل بـي لنسـرع في العودة
فـادي: خذني معكما لا أريد أن أبات هنا
حيدر: لا أستطيع أن أخرجك إلا بعد ثلاثة أيامٍ على الأقل .. تحلى بالصبـر أخـي
فادي: إن شاء الله
حيدر: أعتني بنفسك .. هنالك حارسان من الشرطة يحرسان غرفتك في الخارج
فادي: لـمَ..؟ .. أنا لستُ خائفاً منه
حيدر: حـتى وإن .. لابدَّ من الحذر
صـرتُ أناظرهم بحيـرة
عـن ماذا يتحدثون..؟!!
لـمَ الحراس..؟!
مـا الذي يحدث..؟!
أستمعتوا لحديثهما بصمت
والأفكــار تدور فــي عقــلي
أحداثٌ جعلـتْ الأفكـارَ تتخلدُ
فــيْ عقلٍ ظـلَ يـرددُ
فيْ قلبهِ ماذاَ يجري..!
ولكنْ لا جواب لسؤلي
..!..
ودعا فادي وذهبــا
جلس أكبـر مع والديه يتحدثون
أكبـر: أبــى لـمَ الأمهات يتدخلنَ في كل صغيرةٍ وكبيره تحدث لأبنائهن..؟
أبا أكبر: هههههه
أكبر: أنِّي أتحدث بجد
أبا أكبـر: ليـس جميع الأمهات تصرفاتهن وأخلاقهن وتعاملهن مع أبنائهن نفس الشيء .. هـذا يـا بُني يعتمد على ثقافتهن ووعيهن وأيضاً مدى تمسكهن بالدين .. فكلما تمسكنَ بالدين عرفنَ الطريقة الصحيحة لتربية أولادهن
أم أكبر: هــذا صحيح .. هنالك أشياء تخصُ الأبناء لابدَّ من الآباء والأمهات التدخل فيها لأن الأولاد يجهلون مدى خطورتها أو سعادتها عليهم .. ولكن بعضها لا داعي للوالدين التدخل فيها فالأولاد أيضاً لهم الحرية
أكبر: هذا صحيح .. صدقتما في ذلك ، إذاً عندما أكبر وأتزوج وتموت زوجتي لن تصري عليّ بزواج مرة أخرى أليس كذلك أماه..؟ لأن هذا لا يجب التدخل فيه .. فإن لم أُرد الزواج لا يحق لأحدٍ التدخل في ذلك
أبا أكبر –يضحك بشدة- : هههههههههه .. بهذهِ السرعة حكمة على عليها بالموت السريع وهي لم تأتي بعد
أم أكبر: ههه .. صدقت في ذلك .. لا تقلق بُني أنا لن أتمنى إلا سعادتك
أكبر: ولا تقولي لي إن سعادتي بزواج مرة أخرى .. حسناً..؟
أبا أكبر: ههههه .. مآبك اليوم بُنــي..؟ .. هههههه
أم أكبر: لابدَ أنهُ سمعَ شيء جعلهُ يقـول كل هذا
أكبـر: لاشيء ولكن أريد أن أطمأنَ على مستقبـلي
أبا أكبر: هههههه .. إن لم تجبرك والدتك على الزواج مرةٍ أخـرى هذا يعني إنك في طمأنينة على مستقبلك..؟
أكبر –متبسم- : أجل .. فهذا الموضوع يسبب الكثير من المشاكل وأنا لا أريد آيتي مشاكل مع أطفالي
أبا أكبر –متعجباً- : تريد أن تنجب إليك أطفال ثمَّ تموت ولا تتزوج بعدهــا..؟!!
أم أكبر: يـا إلهـي ما هذا التفكيــر أكبر..؟!!
أكبر: لالاااااا .. ليس هذا قصدي .. أنا أقصد لو توفيت .. ولكن ربما يكون عمرها طويل وأمت أنا قبلها .. بعدها لابدَ أنها ستتزوج غيري .. النساء أغلبهنَ هكذا
أم أكبر: أطال اللهُ في عمركَ بُني .. لا تتحدث في مواضيعٍ تكبر سنك وأنسـى هذا الموضوع وأهتما بدراستك
أبـا أكبر: ههههه .. حان الوقت لتخلد لنوم هيـا .. فلتنهض
أكبر: حسناً
قبـّل رأسيّ والديه
أم أكبر: لا تنسى أن تفرشَ أسنانك قبـل النوم
أكبر: حسناً .. تصبحان على خيـر
أم أكبر: وأنتَ من أهل الخير بُنـي
أبا أكبر: وأنتَ من أهله
ثمَّ ذهب
أم أكبر –في حيرة- : ما هذا التفكير..!!
أبا أكبر: أضحكني كثيراً .. هههههههه
أم أكبر: يجب أن ننتبه لهُ جيداً
أبـا أكبر: لا تقلقي عليه ، لكنه صدق في شيئاً واحد
أم أكبر: ما هو..؟
أبا أكبر -مازحاً- : بأن أغلب النساء يتزوجن بعد وفاة أزواجهن .. ههههههه
أم أكبر: بل في هذا أخطـأ فالرجال هم من يتزوجون بعد وفاة زوجاتهم وبأسرع مما يكون
أبا أكبر: ههههه .. ربما
أم أكبر: بل مؤكد
وصـل حيدر وأبنهِ للمنــزل
حسـن: تأخرتمــا..!
حيدر: قضينا وقتٌ ممتع مع فادي فنسينا الوقت
زينب: هـل هو بخير..؟
حيدر: أجل
وليد: أبتاه هل تستطيع أن تذاكر إليّ الآن..؟
زينب: بعد العشاء
وليد: لا أريد .. سأذاكر وأنام
حيدر: هذهِ الأيام لا تأكل إلا القليل .. لا .. ستتناول الطعام ومن ثمَّ سأذاكر إليك وبعدها تخلد إلى النوم
وليد: لا أرجوكَ أبــى .. أشعر بنعـــــــــاس .. أريد أن انتهي بسرعة لأنام .. أرجوك
حسن: لا بُني .. يجب أن تتناول العشاء معنا .. أنظر إلى وجهك إنهُ شاحباً .. لـمَ كـل هذا وليد..؟!
وليد: أنـــا بخيــر .. لا أريد تناول شيء أرجوكما لا تضغطـا عليّ
زينب: لا تضغـطا عليه إن أحس بالجوع فسيأكل
حيدر –صارماً- : لا لن أتركهُ لتتدهور صحته هكذا .. ستأكل معنا وليد
وليد: لاااااا .. أشعر بنعـــــاس الشديد ، غداً سأكل صدقني أما الآن فأريد أن أذاكر وأنام
حيدر –في حيرةٍ- : حسنــاً .. هيــا بنــا
حسن: سننتظـرك
حيدر: فقدتُ شهيتي .. سأذاكر إليهِ وأخلد إلى النوم أيضاً .. تصبحان على خيـر .. هيا بنـا وليد
ثمَّ ذهبــا
حسن –بحزنٍ شديد- : حتى أنا فقدتُ شهيتي
زينب: مـا بكـم..؟ .. لـمَ هذا الحزن الذي سيطر على الجميع ..؟!! .. لم نكن نحن هكذا
حسن: فكــري جيداً وستعرفين الجواب .. عن أذنكـِ سأخلد إلى النوم أيضاً
بـدأ حيدر بالمذاكرة لــولـيد
وليد –بحزن- : هـل بسببِ فقدتَ شهيتك..؟
حيـدر: لا وليد .. أكمـل دراستك
الكـل أمتلئ قلبه بالحزن والألم
غابت البسمة من هذا البيت
لـمَ يـا تـرى..؟
مــا لهـذاَ المَـنزلِ مَلكهُ الشجـى..؟!
والظلمةُ أحاطتْ بأعمدتهِ الحسنى
..!..