أخبرتكِ بأني سايرتك في الحوار لأرى كيف ستثبتين التناقض المزعوم ، بيد أنه كان بإمكاني توضيح الأمر جليا من البداية لكن أردت أن أرى تناقض نفسك مع نفسك ..!!
لقد غفلتي عن أمور كثيرة جدا ، ويبدو أنك إلى الآن غير مدركة لما أنتي فيه ..!!!
لا يوجد مسجد قباء قبل مقدم النبي حتى تقولي أن سالم كان إماما على مسجد قباء قبل القدوم .. عندما وصل الرسول إلى المدينة بنى مسجد قباء ، فمسجد قباء هو أول مسجد بني في الإسلام .. و لما وردت رواية أن سالم كان إماما في مسجد قباء فهذا واضح لكل ذي عقل أن الحديث يتحدّث عن فترة ما بعد قدوم النبي و هذا واضح جدا و لكن كنت ألمح لكِ بقولي : هل تعرفين مسجد قباء ؟ لكي تبحثي عنه و تجدي معلومة أن الرسول هو من بنى مسجد قباء و تتعجبي مع نفسك : كيف صلى سالم أبو حذيفة إماما قبل القدوم في مسجد لم يبنى بعد !! و لكن يبدو أنك لا زلتي تفكرين بالعاطفة ..
ذكي !!!
سأشرح لك الحديث حرفا حرفا .. برغم أني أوضحته بما فيه الكفاية في ردي الأخير على النجف و جعلني أكشف الورقة التي كنت أريد أن تكتشفيها لو فكرتي قليلا ..!
الرواية الأولى ،،
حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال لما قدم المهاجرون الأولون العصبة ـ موضع بقباء ـ قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآنا.
الرواية الثانية ،،
حدثنا عثمان بن صالح، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني ابن جريج، أن نافعا، أخبره أن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ أخبره قال كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء، فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة.
بكل بساطة يتضح من الروايتين الآتي :
الأول : السندين مختلفين ، وهذه أول إشارة على اختلاف المتنين سواء موضوعا أو زمانا . فالرواية الأولى فيها : أنس بن عياض مثلا ، و في الرواية الثانية فيها : عبد الله بن وهب على سبيل المثال ... بمعنى أنه ليست رواية واحدة السند لكي تكون واحدة المتن !!
برافو برافو ... هل اختلاف سند حديث هو دليل على اختلاف متنه !!! بصراحة معلومة جدا جديدة علي
الثاني : الرواية الأولى تتحدث عن قبل مقدم الرسول إلى المدينة ، و صل المهاجرون الأولون إلى منطقة العصبة التي تقع في مدينة قباء ، صلّى بهم سالم أبو حذيفة إماما عليهم ، و هو كان إمامهم طوال الطريق و ليس فقط عند وصول العصبة و لذلك سمّي بإمام المهاجرين ..
و أنتي تظنين أنه كان يصلي في مسجد قباء و هذا دليل أنك تتكلمين بالعاطفة ، و غفلتي أنه لم يكن هناك مسجد في قباء في ذلك الوقت .. لذلك سألتك : هل تعرفين مسجد قباء لكي تلاحظي هذا بنفسك و لكن لا فائدة ..!!
مو بحكي لك رح تصير مجدد اسلام جديد !!! وين علماءك عن هاد التبرير من زمان ؟؟؟ ليش ما انتبهوا له ؟؟؟ يا ترى ماتوفّرت لهم المعلومات متل ما توفّرت لك ؟؟؟
لاحظ يا ذكي أقوال علمائك الذين لم يسعفهم تدليسهم بما أسعفك !!!
قال العيني في عمدة القاري ج 24 ص 254
(( فإن قلت : عد أبي بكر ، رضي الله تعالى عنه في هؤلاء مشكل جدا لأنه إنما هاجر في صحبة النبي ؟
قلت : لا إشكال إلا على قول ابن عمر إنّ ذلك كان قبل مقدم النبي .))
المسكين ... يعتبر قول أنّ أبا بكر قد صلى معهم مشكل جدا !!! لماذا اعتبره مشكل ؟؟؟ أليس الأول يتحدث عن امامته في مكان يختلف عن الآخر ؟؟؟
وقال البيهقي في السنن الكبرى ج3 ص89 باب امامة المولى / بعد أن ذكر الروايتين قال :
((قال الشيخ كذا قال في هذا وفيما قبله وفيهم أبو بكر وعمر ولعله في وقت آخر فإنه إنما قدم أبو بكر رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن تكون إمامته إياهم قبل قدومه وبعده وقول الراوي وفيهم أبو بكر أراد بعد قدومه والله أعلم .))
و هذا المسكين ... أيضا لم يصل الى ما وصلت اليه يا نابغة عصرك !!! فهو يقول لعلّ المقصود وقتا آخر !!! لاحظ ما ذهب إليه ... ربما كان وقتا آخر ... تخمين و احتمال أن تكون صلاتهم في وقت آخر غير الوقت الذي تتحدث عنه الرواية الأولى ... فلم احتاج الى هذا الاحتمال ؟؟؟ اليس على زعمك المقصود بالرواية الأولى منطقة غير المذكورة في الرواية الثانية ( و ليس موضع مسجد قباء ) ... فليقولوا ببساطة ما قلت ... لماذا ارتبكوا و ذهبوا الى الوقت لو كان الجواب بسيطا هكذا ؟؟؟
وقال العسقلاني في فتح الباري ج 13 - ص 147 بعد أن شرح الرواية قال :
(( والجواب عن استشكال عد أبي بكر الصديق فيهم لأنه انما هاجر صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقع في حديث ابن عمر ان ذلك كان قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم
وذكرت جواب البيهقي بأنه يحتمل ان يكون سالم استمر يؤمهم بعد أن تحول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ونزل بدار أبي أيوب قبل بناء مسجده بها فيحتمل ان يقال فكان أبو بكر يصلي خلفه إذا جاء إلى قباء .))
و هنا حتى العسقلاني لم يخطر بباله ما ذهبت اليه !!! انما اعتبره استشكال ( فلو كان ما ذكرت لما عدّوه استشكالا يحتاج التبرير .. انما لشرحوا و وضحوا مجريات التاريخ كما حدثت دون الاحتمالات ) فماذا أيّد العسقلاني ؟؟؟ أنّه احتمال أن يكون قد استمر يؤمهم بعد مقدم الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) ... فلماذا لم يقل حل المعضلة بسيط جدا ... و هو أنّ مسجد قباء انما بني بعد مقدم الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) !!!
فرحان بنفسك و تقول أنّك كنت تسايرني ... و كنت تريد مني أن أكتشف الأمر !!! و مشاركة النجف الاشرف هي ما دعتك لكشف أوراقك
مساكين علماؤك ... هم أيضا لم يكتشفوا هذه الورقة !!! لو كنت بزمانهم كان ساعدتهم كتير ... مو بحكي لك بتنفع مجدد اسلام جديد ... نصيحة اعرض مواهبك على بعض شيوخ الوهابية ... و كلها كم سنة و بتصير امامهم !!!
و اكتب اكتشافك في منتديات الوهابية ستجد التصفيق و القبول و أمور أخرى ستسرك
على كل أنا بعترف 100% اني ماكنت رح اكتشف هالإكتشاف الخطير ... لأني ما بدلّس ... و لا بخلق تاريخ جديد ... و الروايتان واضحتان ... و لو كان ما ادّعيت لما احتاج علماؤك لمثل تلك التبريرات و الارتباك واضح عليهم ... فقد صدمتهم الرواية ... حتى عدّوها أمرا مشكلا جدا !!!
يبقى يا ذكي ...أن تثبت قول علمائك في استمرار إمامة سالم لهم بعد مقدم الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) ان كنت تستطيع ... بروايات معتبرة بكتب التاريخ ... أم أنّك ستحاول البحث على منفذ آخر لتبرأ من أقوال علمائك و تتهرب من الإجابة كعادتك !!!
الثالث : الرواية الثانية تتحدث عن فترة ما بعد مقدم النبي ، لأن النبي أول ما وصل إلى قرية قباء بنى مسجد قباء ، و هو المسجد الذي قال الله عنه بأنه بني على التقوى في قوله تعالى : (( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا و الله يحب المتطهرين )) .. التوبة : 108 و بعد ذلك آخى الرسول بين المهاجرين و الأنصار ثم بعد ذلك انطلق الرسول من مدينة قباء إلى مدينة يثرب التي سمّيت بعد ذلك بالمدينة المنورة .. و في المدينة تمّ بناء مسجد الرسول الذي كان يصلي فيه الرسول معظم صلواته ، و أحيانا يذهب إلى مسجد قباء يصلي فيه ، لكن الغالب أن الصحابي الجليل سالم أبو حذيفة هو الإمام في مسجد قباء حتى لو زاره كبار الصحابة كأبي بكر و عمر و زيد بن حارثة ، و ذلك لتوقير هؤلاء لهذا الصحابي في قراءته للقرآن و لتزكية الرسول له في ذلك ...
فهل يُعقل يا مسلمة سنية أنك لا تفرقين بين العصبة و بين المسجد ؟؟!! و لا تعرفين متى تمّ بناء المسجد حتى تظنين أن هناك تناقض بين الروايتين ؟!
أجبتك أعلاه ... لو بينفع نبعت رسائل للموتى ... كنت خبرتك تبعت هالتحليل لعلمائك ... يمكن يفرحوا فيه كتير لأنو ما خطر ع بالهم ... و يمكن يزعلوا انهم كانوا من الغباء بما لم يقدروا على التفكير مثلك !!!
نذهب إلى الآية الكريمة ..
الآن تقولين بأنها لا تمدح و لا تذم !! و إنما نهي عن الخوف !!!! ... فعلا و لله في خلقه شئون !
و هل هذا النهي الذي تقولين عنه مثل نهي الله لموسى عندما قال موسى : (( و لهم عليّ ذنب فأخاف أن يقتلون )) .. الشعراء : 14 ، فرد الله عليه قائلا : (( يا موسى لا تخف إني لا يخاف لديّ المرسلون )) .... و هل أخطأ موسى بهذا الخوف ؟؟!!
مع العلم أن الآية لا تتحدث عن الخوف لا من قريب و لا بعيد و إنما عن الحزن و شتّان ما بين الأمرين .. فهل الحزن على الحبيب أمر منهيّ عنه في عقيدتكم و إنما على الصاحب أن يفرح عندما يرى حبيبه في خطر ؟؟!!
ما أكثر تناقضكم ..!! أخبرتك من البدء أنك تتكلمين بالعاطفة فحسب ..!!
و الغريب أنكم لاتعرفون سيرة رسولكم فأنتم في شك من أمركم ، كيف تزعمون أنكم أتباع محمد و أنتم لا تعرفون عن هجرته شيئ محتارون بين ابن اريقط و بين ابن أبي قحافة ؟!! .. كيف سكت الأئمة المعصومين عليهم السلام أن ينقلوا لكم سيرة جدّهم و كيف هاجر و من هاجر معهم فتارة يخبرونكم أنه ابن أريقط و تارة يخبرونكم أنه ابن أبي قحافة ..!!!
!!!!!!
|