12
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمير المؤمنين عليه السلام في
بئر ذات العلم
================
حديث بئر ذات العلم
عن كنز الواعظين لبعض المشايخ المعاصرين، عن بعض الكتب، عن الشيخ أبي الحسن البكري صاحب الأنوار، عن أبي سعيد الخدري وحذيفة بن اليمان قالا: (لما رجع النبي ص من غزاة السكاسك والسكون مؤيدا منصورا متوجا محبورا قد فتح الله على يديه وأقر بالنصر عينيه؛ إذ دخل أرضا مقفرة، وبراري مغبرة ذات طرق دارسة، وأشجار يابسة، وأنهار طامسة ليس فيها حسيس ولا أنيس إلا زعيق الجان وعوي الغيلان، ولا يوجد فيها راهب ولا يهدى فيها ذاهب، فاشتد على المسلمين الحر، وعظم عليهم الأمر، وقل منهم الصبر، فعند ذلك قال النبي ص : معاشر الناس من منكم يعرف هذه الأرض ؟ فقام إليه عمرو بن أمية الضيمري وقال : أنا أعرف هذه الأرض تسمى وادي الكثيب الأزرق يضل فيها الدليل ولا يوجد فيها ظل ولا ظليل، و لا يدخلها ركب إلا برك ولا جيش إلا هلك، لا يدري أين طريقها خلية من الإنس، عامرة بالجن، يقوى فيها الغيلان، ويتحير الإنسان ، قال : فلما سمع النبي ص ذلك وسمع المسلمون أيقنوا بالهلاك، ثم لاذوا برسول الله ص مستجيرين به وقد حمى الهجير واسود البر من عظم وهج الحر، فقال ص : من يعرف فيها بئر أيها المسلمون وأضمن له على الله الجنة ؟ فعندها قال عمر بن أمية الضيمري: ها هنا يا رسول الله بئر يقال لها بئر ذات العلم وفيه ماء أبرد من الثلج، إلا أنه لا يقدر عليه أحد، لأنه بئر معمور من الجن والعفاريت المتمردين على سليمان بن داود ع، يمنعون الماء على الناس بلهيب النيران وعواصف الدخان، ما نزل به ركب إلا أهلكوه ولا جيش إلا أحرقوه، وقد نزل به التبع اليماني فأحرقوا من عسكره عشرة آلاف فارس، ونزل به برهام بن فارس فهلك من عسكره خلق كثير، ونزل به سعد بن برزق فأهلك من عسكره بقدر عشرين ألف فارس، وأن جماجم القتلى حوله يا رسول الله كبيض النعام، فقال رسول الله ص: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم إنه نزل وأمر المسلمون [بالنزل فنزلوا وضربوا خيامهم والأرض ما تزداد إلا حرا وهم مع ذلك عطاش، فعند ذلك نادى رسول الله ص وقال: معاشر الناس والمسلمين من يمضي إلى هذا البئر ويكشف لنا خبره وأضمن له على الله تعالى الجنة ؟ فقام أبو العاص بن الربيع فقال : يا رسول الله صلى الله عليك إني به عارف وقد نزلت عليه ونحن في خلق كثير فلم نقدر عليه وخرجت علينا عفاريته، فما سلم منا إلا من سبق به جواده، ولكنا ذلك اليوم كنا نعبد الأصنام، واليوم قد هدانا الله بك يا خير الأنام، فقال له النبي ص : أنت لها يا أبا العاص شكر الله لك مقالتك وقوى لك عزيمتك ، ثم أمر له بالمسير وضم إليه عشرة من أصحابه، منهم أبو دجانة الأنصاري وقيس بن سعد بن عبادة وسعد بن معاذ وعبادة بن بشير وثابت بن نحيس وعمرو بن أمية الضيمري وغيرهم، ثم ساروا وأخذوا معهم عشرين من المطايا عليها القرب والروايا، ودنوا من البئر وهم يكبرون الله ويهللونه ويصلون على النبي ص، فلما قربوا من البئر وإذا بعفريت قد خرج إليهم كأنه النخلة السحوق وعيناه تتقدان كأنهما جمرتان والنيران تخرج منها، ثم إنه تطاول حتى بلغ السحاب وصاح صيحة أعظم من الرعد فتزلزلت لها الأرض، قال: فعرضنا على أن نهرب لما دخلنا من الرعب، فقال لنا أبو العباس : يا إخواني من الموت تفرون وأنتم إلى الله صائرون، ارجعوا إلى رحالكم ودعوني [أنا وهذا العفريت، فإن ظفرت به فهو المراد وإن ظفر بي ] فانجوا لأنفسكم سالمين وأبلغوا سلامي على رسول الله ص، ثم إن أبا العاص جرد سيفه ودنى من العفريت وأنشأ يقول :
نحن سلالات المعالي والكــــــرم
وأولياء الرحمن سكان الحـــــرم
أرسلنا محمد تاج الأمــــــــــــــم
المصطفى المختار مصباح الظلـم
لنستقي من بئركم ذات العلــــــــم
ونقتل الجان وعباد الصـــــــــــنم
فعند ذلك نادى العفريت أما علمت أن في هذا البئر الملوك العاتية والعفاريت المقردة، أما علمت أن سليمان بن داود تمردنا عليه، وقتلنا قوم عاد وغيرهم من الأمم السالفة ! وما مر علينا أحد إلا أهلكنا، فقال له أبو العاص : يا ويلك ليس نحن كمن لاقيت، نحن أنصار الله وأحزاب محمد رسول الله ص، فارجع -يا ويلك- خائبا مدحورا، فلا بد من ورود هذا البئر وشرب مائه، فإن أجبتم طائعين وإلا أجبتم كارهين، وأنشأ أبياته ، فما استتم أبو العاص من كلامه، حتى صرخ به العفريت صرخة عظيمة رجفت منها القلوب وارتعدت منها الفرائص، ثم إنه أرخى عليه كلكه، فكان أبو العاص كالعصفور في مخلاب الباز فأحرقه ، قال قيس بن سعد : فسمعنا أبا العاص يقول: بلغوا سلامي رسول الله ص قال عمر فولينا هاربين، فلما سمعنا العفريت عاد إلى البئر، دنونا من أبي العاص وإذا هو فحمة سوداء فوقفنا نبكي عليه، وإذا نحن بأصوات هائلة وإذا بدخان قد غشاها من البئر! وأحاطت بنا شهب النيران وخرج إلينا أصناف السنور قال عمرو: فولينا هاربين ونقرأ القرآن حين بعدنا من البئر، ثم سرنا حتى أشرفنا على المسلمين، فأتينا إلى النبي ص وهو يبكي على أبي العاص، [وكان قد نزل عليه جبرئيل وأخبره بهلاكه وأمر أن يبعث إليه علي بن أبي طالب ع قال عمرو : فناديت : عظم الله أجوركم في أبي العاص، فقال النبي ص: والذي روحي بيده إن روح أبي العاص في حوصلة طير أخضر يرتع بها في رياض الجنة، قال : فتمنينا أن نكون مكانه، وكان الإمام ع قد تأخر عن العسكر في حاجة عرضت لرسول الله ص، فلما أقبل استقبله عمرو بن أمية الضيمري وقال له : عظم الله لك الأجر في أبي العاص قد حرقه عفريت من عفاريت بئر ذات العلم . قال عمرو : فهملت عينا أمير المؤمنين ع بالدموع حتى نزل عن جواده، وأقبل حتى نزل بجانب النبي ص، فقال له النبي ص: هذا سلفك أبو العاص إسفي عليه التراب، فقال له الإمام ع: قد عطشت أكباد المسلمين، مرني بالمسير إليه ؟ فقال النبي: يا أبا الحسن سر إليه، فإن الله حافظك وناصرك، ولكن خذ معك القوم الذين كانوا مع أبي العاص ؟ ثم دفع إليه الراية وقام إليه مشيعا، ثم رفع يديه إلى السماء وأقبل يدعو الله، ثم رجع النبي ص وسار الإمام ع معه ، فلما بان عن المسلمين أخذ الراية ونشرها على رأسه ورؤوسنا، ثم إن الإمام علي بن أبي طالب أنشأ يقول :
حباني رسول الله منه براية
وأمرني أسعى إلى كل ذي كفر
أقاتلهم حتى يقروا بربهـــــــم
إليهم المعبود في السر والجهر
وإني علي وابن عم محـــــــمد
نبي أتى بالدين لله بالنـــــــصر
قال عمرو : ثم أن الإمام ع سار وسرنا حتى أشرفنا على البئر ونزلنا حوله ونحن نقرأ القرآن، فعند ذلك كبر الإمام ع بأعلى صوته وقال : قد جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا. قال عمرو : فماجت الجن في البئر وإذا نحن بالعفريت الذي قتل أبا العاص قد طلع علينا في صورة ثم تقدم نحو الإمام ع وناداه: من أنت أيها النازل علينا القادم إلينا ولم تستأذن أحد؟ أما علمت أنه لا يطمع فينا طامع ولا يرتع حولنا راتع، ثم أنشأ يقول :
نحن جنود الجن والسعالي
من جند إبليس لنا المعالي
قال : فعند ذلك نادى الإمام ع: أيها الشيطان المتعمد والجني المتمرد اقصر عن هذا الكلام فلست أنا كمن لاقيت من قبل، أنا النور الذي لا يطفى، أنا صاحب الأهوال، ومبيد الأبطال يوم النزال، أنا هازم الكتائب، أنا فاجع الجنائب، أنا مظهر العجائب، أنا علي بن أبي طالب، ثم أن الإمام ع أنشأ يقول:
يا أيها الكاذب في المـــــــــقال
ارجع خزاك الله عن قــــــــتال
أنا علي كاشف الأهـــــــــــوال
أنا ابن عم المصطفى المفضال
فلما سمع العفريت ذلك حمل على الإمام ع وأراد يفعل به مثل ما فعل بابن العاص قال : فالتفت به الإمام ع وزعق به الزعقة الهاشمية المعروفة عند الغضب، فقلنا إنه صاعقة نزلت من السماء حتى جاوبته الأصوات من كل جانب فأذهله، ثم بادره بذي الفقار وضربه ضربة وجعله شطرين وعجل الله بروحه إلى النار وبئس القرار، ثم إن الإمام ع نادى: هلموا إلي بالقرب والروايا . قال قيس بن سعد: فنادانا الإمام ع وقد قام العرق الهاشمي بين عينيه وقد ملئ غيظا وحنقا، وإذا نحن هايل ودخان قد علا من البئر والنيران تطير علينا منه والإمام يقول: « كوني بردا وسلاما كما كنت على إبراهيم بردا وسلاما» ، قال عمرو : فخرج جميع الأصناف بصور مختلفة وهي عدة كثيرة، فنظر إلينا الإمام ع ونحن نرتعد من الخوف وخرج من باب البئر شهاب عظيم عال بالجو إلى عنان السماء وعلا الصراخ واشتد بناالصياح، حتى لم يسمع أحد منا صاحبه وغشانا الدخان ولا ندري من أين تلتقي النار فينا ، فعزمنا على الفرار من شدة ما لحقنا، فلم يدعنا الإمام ع، فعند ذلك ناداهم أمير المؤمنين ع: ( يا معشر الجن والشياطين أتطاولون علي باختلاف صوركم، الله أمركم بهذا أم على الله تفترون عزمت عليكم بـ ﴿الصافات صفا * والزاجرات زجرا * والتاليات ذكرا * إن إلهكم لواحد * رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق والمغارب * إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب * وحفظا من كل شيطان مارد * لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب * دحورا ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب * يا معشر الجن والإنس إن استطعتم آن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا ولا تنفذون إلا بسلطان * يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران * وبالطور وكتاب مسطور * في رق منشور * والبيت المعمور * والسقف المرفوع *والبحر المسجور * إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع﴾ عزمت عليكم يا معشر الجن والشياطين بأسماء الله العظام وبـ ﴿قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفؤا أحد﴾ وبـ ﴿قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد﴾، وبـ ﴿قل أعوذ برب الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس﴾ ، قال قيس بن سعد وعمرو بن أمية الضيمري : فما استتم كلامه ع حتى خمدت النيران وغاب الدخان، فعندها تقدم الإمام ع ونحن خائفون ومعنا القرب، حتى وصلنا ووقفنا قرب البئر، ثم استدعى بالدلو فأخذه وأدلاه، فلما صار في قرار البئر وإذا بالدلو قد انقطع ورمي خارج البئر، فغضب الإمام ع ونادى : من منكم رمى بالدلو فليبرز إلي ؟ قال : فخرج إليه العفريت الذي قطع الدلو وهو يقول :
جاء الهمام الممنع لعمركم مقطع
معود خوض اللقاغضنفر سميدع
قال : فلم يدعه الإمام ع يتم شعره دون أن هجم عليه وبادره بضربة فوقع مجدلا وعجل الله بروحه إلى النار وبئس القرار، ثم أن الإمام ع أخذ الدلو وأدلاه ثانية وهو ينشد ويقول مصليا على طه الرسول :
أنا علي أنزع البطيــــــــــن
أضرب هامات العدا بالسيف
إن تقطعوا الدلو لنا ثانــــــيا
أضربكم ضربا بغير حيــــف
فأجابه عفريت من عفاريت البئر وهو يقول :
يا صاحب القول الكذوب الأقطع
ما لك في مشربنا من مطــــمع
امض عن البئر ولا تصــــــدع
وخل عن هذا المكان الأقطــــع
تأكلك الطير ووحش البلـــــــقع
من قبل أن تكفى صريع مصرع
فلما سمع الإمام ع كلام العفريت رد عليه مقاله وأنشأ يقول :
يا صاحب الشعر اللعين الكــاذب
سوف ترى من العذاب الواصب
إن كنت لا تعرفني عند الـــــلقا
أنا علي هازم الكـــــــــــــتائب
إن رجع الدلو إلي خــــــــــاليا
أنزل في البئر بسيف واصـــب
ثم إن الإمام ع أرسل الدلو في البئر، فلما أن وصل إلى الماء انقطع الدلو ورمي ! فقال ع: يا معشر الجن والشياطين أيكم قطع الدلو في البئر فليبرز إلي فلم يبرز إليه أحد، فأخذ الإمام الدلو وألقاه ثالثة، وإذا بعفريت من البئر يقول :
يا صاحب الدلو العلي الشأن
والرجل المذكور من عدنان
إن أنت قد أدليت دلوا ثانــيا
رميت في البئر بلا تـــواني
قال فلما سمع الإمام ع كلامه قام عرق الغضب بين عينيه ونادى: يا معشر الجن والشياطين تخوفوني بالنزول إليكم فاشتدوا لقالي واعتدوا لبرازي، ثم إنه ربط الرشا في وسطه وقال لأصحابه أدلوني إليهم ؟ قال عمرو : فأقبلنا إليه وقلنا له: إن هذا البئر بعيد المدى واسع الفضاء قد ترى ما حل بنا من النيران منهم وعواصف الدخان ونحن خارج البئر، فكيف يا أبا الحسن إذا صرت في قعره وأحاطت بك العفاريت يرمونك بشهب النيران، قال: فعند ذلك قال لهم : بحق ابن عمي رسول الله إلا ما أنزلتموني إليهم ؟ . قال عمرو : فلما أقسم علينا برسول الله ص علمنا أن نحن منعناه عن النزول رمى بنفسه إلى قرار البئر . قال قيس بن سعد : فدنينا إلى أن صار في وسط البئر، فإذا بالرشا قد قطع، فرمى الإمام ع بنفسه إلى قعر البئر وذو الفقار بيده مسلول وبيده درقة عمه حمزة، قال عمرو : فلما انقطع الحبل ضججنا بالبكاء والنحيب وأيقنا بالهلاك وقلنا: اللهم لا تفجع به قلوبنا ولا قلب نبيك، قال : فبينما نحن كذلك وإذا بضجة عظيمة وكثر الصياح وعلا الصراخ، نظرنا في البئر وإذا شهب النيران كأنها الكواكب إذا رجمت بها الشياطين وهي تختلف في قعر البئر من كل جانب] ومكان، فنادينا : يا أبا الحسن، فلم يجبنا أحد فاشتد علينا ذلك، فأخذنا بالبكاء والعويل وأيسنا من الإمام ع وبقينا زمانا طويلا وعزمنا على الانصراف، قال : فبينما نحن كذلك وإذا بزعقات الإمام ع كصواعق من السماء، فطابت أنفسنا وفرحنا، وإذا بقائل يقول: يابن أبي طالب أعطنا الأمان والذمام، فقال: والله ما لكم أمان ولا ذمام حتى تقولوا قولا مخلصا لا إله إلا الله محمد رسول الله، وتعطوني العهود والمواثيق أن لا تمنعوا واردا ورد هذا البئر، قال عمرو: فبقى الإمام ع في البئر وانقطع عنا خبره وكنا نركن إلى صوت فبقينا متحيرين ما ندري ما نصنع، فأصغينا ولم نسمع صوته، فبينما نحن كذلك وإذا برسول الله ص في نفر قليل وهو يبكي وينادي: يابن عماه، فلم يزل كذلك حتى وقف على البئر، فظننا أنه قد نزل عليه الوحي من الله تعالى بهلاك علي ع فجعلنا نقبل يديه ورجليه ونبكي لبكائه، إذ هبط عليه جبرئيل من قبل الجبار وقال: يا محمد السلام يقرئك السلام ويقول لك: ما هذا الجزع فزع الذي أراه فيك من قبل ابن عمك، ناده فهو يجيبك، وقد أيده الله تعالى بالنصر وأحاطت به ملائكتي، فهم بين يديه وعن يمينه، وعن شماله ولو أن ملكا من الملائكةالذين معه أراد هلاك الجن قبض أرواحهم في ساعة واحدة لأمكنهم ذلك، ولكن أحببت أن يكون لابن عمك الذكر إلى يوم القيامة، فنادى النبي ص: يا أبا الحسن، فأجابه بالتلبية لبيك لبيك يا رسول الله صلى الله عليك أبشر بالنصر، ثم قلنا: ندلي عليك بعض الأرشية حتى تصعد، فلم نشعر إلا وهو معنا، قال: فعانقه النبي ص وضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه، ثم قال: أتحدثني أم أحدثك بما جرى عليك؟ فقال له علي ع: من فمك أحلى بأبي أنت وأمي، قال قيس بن سعد: سمعت بعض النفر الذين كانوا معه يقول: كان] الساعة تبكي وتصيح والآن تضحك ! وتريد أن تحدثه بما جرى عليه، قال عمرو : وأقبل رسول الله ص يحدثنا بما جرى على الإمام وما لاقاه من أعداء الله في البئر، فقال أمير المؤمنين ع: صدقت يا رسول الله، قد كان ذلك قال : ومن جملة ما حدثنا به رسول الله ص : أن الإمام قتل منهم في البئر زهاء عشرين ألف عفريت وأسلمت على يديه أربعة وعشرون قبيلة من طوائفهم الذين بقوا إلى الآن ومن أطراف العجائب الذين يحدثون بها إلى آخر الزمان، قال عمرو: وقام رسول الله ص وأمر بالنزول قريب البئر فسقوا مطاياهم، وأقام النبي ص وأصحابه على ذلك البئر يومهم]واستراحوا حتى باتوا ليلتهم، ثم ارتحل النبي ص من الغد ورحل المسلمون إلى المدينة الطيبة الطاهرة الأبنية وقد فتح الله بالنصر والظفر
نسألكم الدعاء