و هذه بعض أخلاق عائشة مع حضرة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
وغضب مرة مع عائشة فقال لها: هل ترضين أن يحكم بيننا أبوعبيدة بن الجراح ؟ فقالت: لا .. هذا رجل لن يحكم عليك لي ، قال: هل ترضين بعمر؟ قالت: لا.. أنا أخاف من عمر .. قال : هل ترضين بأبي بكر ( أبيها )؟ قالت : نعم ..
فجاء أبو بكر ، فطلب منه رسول الله أن يحكم بينهما.. ودهش أبو بكر وقال :
أنا يا رسول الله ؟ ثم بدأ رسول الله يحكي أصل الخلاف .. فقاطعته عائشة قائلة :
( اقصد يا رسول الله ) أي قل الحق .. فضربها أبو بكر على وجهها فنزل الدم من أنفها ، وقال : فمن يقصد إذا لم يقصد رسول الله ، فاستاء الرسول وقال : ما هذا أردنا .. وقام فغسل لها الدم من وجهها وثوبها بيده .
بحث طويل وعريض تناولت فيه الخليفه الثاني وأم المؤمنين السيده عائشه ربما نرى منك في القريب العاجل بحثا علميا في التوحيد فكل الديانات نزلت بتوحيد الله سبحانه وتعالى
قوله (باب نظر المرأة إلى الحبشة ونحوهم من غير ريبة) وظاهر الترجمة أن المصنف كان يذهب إلى جواز نظر المرأة إلى الأجنبي بخلاف عكسه، وهي مسألة شهيرة، واختلف الترجيح فيها عند الشافعية، وحديث الباب يساعد من أجاز، وقد تقدم في أبواب العيد جواب النووي عن ذلك بأن عائشة كانت صغيرة دون البلوغ أو كان قبل الحجاب، وقواه بقوله في هذه الرواية " فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن " لكن تقدم ما يعكر عليه وأن في بعض طرقه أن ذلك بعد قدوم وفد الحبشة وأن قدومهم كان سنة سبع ولعائشة يومئذ ست عشرة سنة، فكانت بالغة، وكان ذلك بعد الحجاب، وحجة من منع حديث أم سلمة الحديث المشهور " أفعمياوان أنتما " وهو حديث أخرجه أصحاب السنن من رواية الزهري عن نبهان مولى أم سلمة عنها وإسناده قوي، وأكثر ما علل به انفراد الزهري بالرواية عن نبهان وليست بعلة قادحة، فإن من يعرفه الزهري ويصفه بأنه مكاتب أم سلمة ولم يجرحه أحد لا ترد روايته، والجمع بين الحديثين احتمال تقدم الواقعة أو أن يكون في قصة الحديث الذي ذكره نبهان شيء يمنع النساء من رؤيته لكون ابن أم مكتوم كان أعمى فلعله كان منه شيء ينكشف ولا يشعر به، ويقوى الجواز استمرار العمل على جواز خروج النساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات لئلا يراهن الرجال، ولم يؤمر الرجال قط بالانتقاب لئلا يراهم النساء، فدل على تغاير الحكم بين الطائفتين، وبهذا احتج الغزالي على الجواز فقال: لسنا نقول إن وجه الرجل في حقها عورة كوجه المرأة في حقه بل هو كوجه الأمرد في حق الرجل فيحرم النظر عند خوف الفتنة فقط وإن لم تكن فتنة فلا، إذ لم تزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه والنساء يخرجن منتقبات، فلو استووا لأمر الرجال بالتنقب أو منعن من الخروج ا هـ.
يقول القاضي المصري عبدالجواد ياسين في كتابه (السلطة في الاسلام - العقل الفقهي السلفي بين النص والتاريخ) ص285 ، ما نصه :
(فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك ، إن بالبخاري ومسلم أحاديث لا يُمكن التسليم بصحة صدورها عن النبي صلى الله عليه وسلم إلاَّمع التضحية بسمعة هذا الدين !!. ) انتهى بحروفه.
أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياما فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب فقال لنا مكانكم ثم رجع فاغتسل ثم خرج إلينا ورأسه يقطر فكبر فصلينا معه
تابعه عبد الأعلى عن معمر عن الزهري ورواه الأوزاعي عن الزهري
فسألها أخوها عن غسل النبي صلى الله عليه وسلم فدعت بإناء نحوا من صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب
- ص 101 - قال أبو عبد الله قال يزيد بن هارون وبهز والجدي عن شعبة قدر صاع
فسألها أخوها عن غسل النبي صلى الله عليه وسلم فدعت بإناء نحوا من صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب
قال أبو عبد الله قال يزيد بن هارون وبهز والجدي عن شعبة قدر صاع
الشروح
وقال النووي وجماعة إنه عبد الله بن يزيد معتمدين على ما وقع في صحيح مسلم في الجنائز عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد رضيع عائشة عنها فذكر حديثا غير هذا ولم يتعين عندي أنه المراد هنا ; لأن لها أخا آخر من الرضاعة وهوكثير بن عبيدرضيع عائشة
روى عنها أيضا وحديثه في الأدب المفرد للبخاري وسنن - ص 435 - أبي داود من طريق ابنه سعيد بن كثير عنه . وعبد الله بن يزيد بصري وكثير بن عبيد كوفي فيحتمل أن يكون المبهم هنا أحدهما ويحتمل أن يكون غيرهما . والله أعلم .
قوله : ( وبيننا وبينها حجاب ) قال القاضي عياض :
ظاهره أنهما رأيا عملها في رأسها وأعالي جسدها مما يحل نظره للمحرم ; لأنها خالة أبي سلمةمن الرضاع أرضعته أختها أم كلثوموإنما سترت أسافل بدنها مما لا يحل للمحرم النظر إليه قال : وإلا لم يكن لاغتسالها بحضرتهما معنى .
وفي فعل عائشة دلالة على استحباب التعليم بالفعل ; لأنه أوقع في النفس ولما كان السؤال محتملا للكيفية والكمية ثبت لهما ما يدل على الأمرين معا : أما الكيفية فبالاقتصار على إفاضة الماء وأما الكمية فبالاكتفاء بالصاع .
و كأن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كان يغتسل فعليا للرجال حتى يفهموا كيفية الغسل !!
و كأن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فوّض لعائشة تعليم الرجال الغسل عمليا !
و كأن كل الصحابة كانوا جهلة لا يدرون كيفية الغسل فالنبي قد توفي عنهم دون تعليمهم ذلك و كانوا يصلون بنجاساتهم و لم يكن فيهم واحد يعرف الغسل ليعلم غيره حتى تبرعت عائشة بتعليم الرجال عمليا