الدليل الثالث قال صاحب تفسير البحر المديد في تفسير الآية ( من كَيدِكُنَّ ) ؛ من حيلتكن . والخطاب لها ولأمثالها ولسائر النساء . { إنَّ كيدَكُنَّ عَظيم } ؛ لأن كيد النساء ألطف وأعلق بالقلب ، وأشد تاثيراً من النفس والشيطان؛ لأنهن يواجهن به الرجال ، والنفس والشيطان يوسوسان مسارقة .
في الواقع أنا أرى أن فعلا كيد النساء عظيم بل و أعظم من الشيطان، حيث أني شهدت عدة نماذج تثبت ذلك
أما إمرأة العزيز و مكيدتها التي نصبتها ليوسف عليه السلام ما هي إلا مثال،
ما نقول في إمرأة تلجأ للسحر و العياذ بالله لتسيطر على زوجها؟ (و هذا واقع من ما شهدت بنفسي)
في هذه الحالة كيد من أعظم؟
الإنسان يمكن أن يقي نفسه من كيد الشيطان بإيمانه و تقواه وورعه، لكن كيف لك أن تقي نفسك من كيد إمرأة؟
و في الواقع لفت إنتباهي كيف أن الإفتتان بالمرأة بالدراما (الغير ملتزمة بالإسلام) يخلق مشاكل و مصائب.. و هذا مأخوذ من واقع الحياة، فمثلا نرى أن فلانا قتل فلانا أو إثنان في صراع مستمر من أجل إمرأة؟
إذا أنا شخصيا أرى أنه منطقي أن كيد المرأة عظيم، و إن وضعنا الأدلة جانبا و إن كانت قاطعة يجب الإلتزام بها ما إن كانت صحيحة.
أكرر شكري و تقديري لكم أخي الفاضل، و متابعة معكم إن شاء الله
الدليل الرابع قال الزمخشري في الكشاف في تفسير الآية { مِن كَيْدِكُنَّ } الخطاب لها ولأمتها . وإنما استعظم كيد النساء لأنه وإن كان في الرجال ، إلا أنّ النساء ألطف كيداً وأنفذ حيلة . ولهنّ في ذلك نيقة ورفق ، وبذلك يغلبن الرجال . ومنه قوله تعالى : { وَمِن شَرّ النفاثات فِى العقد } [ الفلق : 4 ] والقصريات من بينهنّ معهنّ ما ليس مع غيرهنّ من البوائق وعن بعض العلماء : أنا أخاف من النساء أكثر مما أخاف من الشيطان ، لأنّ الله تعالى يقول : { إِنَّ كَيْدَ الشيطان كَانَ ضَعِيفاً } [ النساء : 76 ] وقال للنساء : { إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } .
الدليل الخامس .... قال السمرقندي في بحر العلوم { إِنَّ
كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } يعني : صنيعكن عظيم يخلص إلى البريء والسقيم والصالح والطالح . وقال بعض الحكماء : سمى الله كيد الشيطان ضعيفاً ، وسمى كيد النساء عظيماً لأن كيد الشيطان بالوسوسة والخيال ، وكيد النساء بالمواجهة والعيان .
كَيْدِكُنَّ } أي من جنس حيلتِكن ومكرِكن أيتها النساءُ لا من غيركن عن الإفادة وتدبيرِ العقوبة وإن لم يمكن تجريدُه عن الإضافة إليها إلا أنها لما صوّرته بصورة الحق أفاد الحكمَ بكونه من كيدهن إفادةً ظاهرةً فتأمل . وتعميمُ الخطاب للتنبيه على أن ذلك خُلُق لهن عريق :
الدليل السابع .. قال الخازن في لباب التأويل { إنه } يعني هذا الصنيع { من
كيدكن } يعني من حيلكن ومكركن { إن كيدكن عظيم } فإن قلت كيف وصف كيد النساء بالعظيم مع قوله تعالى وخلق الإنسان ضعيفاً وهلا كان مكر الرجال أعظم من مكر النساء .
قلت أما كون الإنسان خلق ضعيفاً فهو بالنسبة إلى خلق ما هو أعظم منه كخلق الملائكة والسموات والأرض والجبال ونحو ذلك وأما عظم كيد النساء ومكرهن في هذا الباب فهو أعظم من كيد جميع البشر لأن لهن من المكر والحيل والكيد في إتمام مرادهن ما لا يقدر عليه الرجال في هذا الباب .
الدليل الثامن... قال الرازي في مفاتيح الغيب { إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ } أي أن قولك ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً من كيدكن إن كيدكن عظيم .
فإن قيل : إنه تعالى لما خلق الإنسان ضعيفاً فكيف وصف كيد المرأة بالعظم ، وأيضاً فكيد الرجال قد يزيد على كيد النساء .
والجواب عن الأول : أن خلقة الإنسان بالنسبة إلى خلقة الملائكة والسموات والكواكب خلقة ضعيفة وكيد النسوات بالنسبة إلى كيد البشر عظيم ولا منافاة بين القولين وأيضاً فالنساء لهن في هذا الباب من المكر والحيل ما لا يكون للرجال ولأن كيدهن في هذا الباب يورث من العار ما لا يورثه كيد الرجال .