العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 7
قديم بتاريخ : 12-01-2014 الساعة : 09:06 AM


أولئك الذين لا يرون معجزة «انحطاط أمريكا» و«تطوّر إيران» ولا يؤمنون بهذه الحقيقة، لهم قلوب سوداء أعاقتهم عن الوعي


لابدّ من مشاهدة هذه المآزق ومن الذي لا يرى هذه الحقائق في العالم؟! ولو هناك بعض الناس الذين لا تترك هذه الحقائق البينة من أثر في قلوبهم السوداء. كما في زمن رسول الله(ص) كان هناك بعض الأنذال الذين طالبوا الرسول بمعاجز غريبة، فنفذ الرسول(ص) تلك المعجزة ولكنهم لم يؤمنوا به وقالوا ساحر وكذاب عجيب السحر! لقد روى هذه القصة أمير المؤمنين(ع) وقال: «َ لَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ ص لَمَّا أَتَاهُ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ قَدِ ادَّعَيْتَ عَظِيماً لَمْ يَدَّعِهِ آبَاؤُكَ وَ لَا أَحَدٌ مِنْ بَيْتِكَ وَ نَحْنُ نَسْأَلُكَ أَمْراً إِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنَا إِلَيْهِ وَ أَرَيْتَنَاهُ عَلِمْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَ رَسُولٌ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّكَ سَاحِرٌ كَذَّابٌ فَقَالَ ص وَ مَا تَسْأَلُونَ قَالُوا تَدْعُو لَنَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَيْنَ يَدَيْكَ فَقَالَ ص إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ فَإِنْ فَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ذَلِكَ أَ تُؤْمِنُونَ وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي سَأُرِيكُمْ مَا تَطْلُبُونَ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَا تَفِيئُونَ إِلَى خَيْرٍ وَإِنَّ فِيكُمْ مَنْ يُطْرَحُ فِي الْقَلِيبِ وَ مَنْ يُحَزِّبُ الْأَحْزَابَ ثُمَّ قَالَ ص يَا أَيَّتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ‏ كُنْتِ‏ تُؤْمِنِينَ‏ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ تَعْلَمِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَانْقَلِعِي بِعُرُوقِكِ حَتَّى تَقِفِي بَيْنَ يَدَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ- [وَ الَّذِي‏] فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَانْقَلَعَتْ‏ بِعُرُوقِهَا وَ جَاءَتْ وَ لَهَا دَوِيٌّ شَدِيدٌ وَ قَصْفٌ‏ كَقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَّيْرِ حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ص مُرَفْرِفَةً وَ أَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الْأَعْلَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ بِبَعْضِ أَغْصَانِهَا عَلَى مَنْكِبِي وَ كُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ ص فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى ذَلِكَ قَالُوا عُلُوّاً وَ اسْتِكْبَاراً فَمُرْهَا فَلْيَأْتِكَ نِصْفُهَا وَ يَبْقَى نِصْفُهَا فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نِصْفُهَا كَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَ أَشَدِّهِ دَوِيّاً فَكَادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالُوا كُفْراً وَ عُتُوّاً فَمُرْ هَذَا النِّصْفَ فَلْيَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ كَمَا كَانَ فَأَمَرَهُ ص فَرَجَعَ فَقُلْتُ أَنَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِنِّي أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى تَصْدِيقاً بِنُبُوَّتِكَ وَ إِجْلَالًا لِكَلِمَتِكَ فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ بَلْ‏ ساحِرٌ كَذَّابٌ‏ عَجِيبُ السِّحْرِ خَفِيفٌ فِيه‏»(نهج البلاغة/خ192)

لم يكن هؤلاء الكفّار من الجهلة والحمقى بل كانوا أنذالا ومرضاء القلب إلى أقصى حدّ. ولا زال أمثال هؤلاء الأنذال موجودين في عصرنا، إذ مع أنّهم يشاهدون الحقائق بأعينهم ولكنهم لا يؤمنون بأحقية هذه الثورة. إنهم يشاهدون بأم عينهم أن الإدارة العامّة لهذا المجتمع قد استطاعت أن تتحدى في هذه العقود الثلاثة أنواع الضغوط والحصار التي فرضت على هذا المجتمع وأن تقدّمه إلى الأمام، حيث إنها بلغت بهذا المجتمع إلى مستوى عالٍ من التنمية والتطور، وهذا ما قد أقرّ به الجميع. بينما نجد الإدارة العامة في أحدث المجتمعات الغربية وأسبقها تطوّرا أي أمريكا قد تراجعت وتخلفت في هذه الثلاثين سنة بالرغم من نهب العالم كلّه. فلابدّ لهم أن يعوا أن إدارتنا العامّة في مجتمعنا أنجح وأكفأ من الإدارة العامّة في أمريكا، ولكنّ هؤلاء المتخلفين فكريّا لا يستوعبون مثل هذه المعادلة البسيطة ولا يعون هذه المعجزة الإلهية.


لماذا انحطّت أمريكا بعد ثلاثة عقود بالرغم من تطاولها على جميع ثروات العالم

ما لهؤلاء الأمريكان الذين تطاولوا على ثروات العالم نراهم قد أفلت قوّتهم وأخذت تنحدر شمس شموخهم إلى مغربها؟ إلا اللهم أن يأتينا جاهل أحمق في البين ويقول إن واقع الأمر هو أن الأمريكان كانوا قد رغبوا بالإسفاف والانحطاط! وإلا فإنها قضية في غاية الوضوح وتنسجم تماما مع السنن الإلهية القطعية.

أولئك الذين يرون هذه المعجزة ولا يؤمنون بها فلهم قلوب سوداء أعاقتهم عن الوعي. فقد قال الله سبحانه وتعالى في حق هؤلاء: (لهَُمْ قُلُوبٌ لَّا یَفْقَهُونَ بهَِا وَ لهَُمْ أَعْینُ‏ٌ لَّا یُبْصِرُونَ بهَِا وَ لهَُمْ ءَاذَانٌ لَّا یَسْمَعُونَ بهَِا)(الأعراف/179)


إن المشروع الإلهي من أجل حركة الإنسان الاختيارية هي: النزعات «الأقوى والكامنة» بدلا عن «الأضعف والبيّنة»


وأما ما هي الفطرة؟ لقد خلق الله الإنسان كأشرف المخلوفات وخلقه يتحرك باتجاه الله عن اختيار وعن وعي وحرية. فقد كانت هناك كائنات أخرى تتحرك باتجاه الله بلا إرادة واختيار، أما الكائن الذي يتحرك نحو الله باختياره فهو أشرف وأكثر قيمة.

فإذا كان هذا المخلوق الجديد أي الإنسان لا ينطوي إلا على النزعة إلى الخير، فلا يبقى حينئذ شيء من الاختيار في حركته إلى الله سبحانه. وإذا لم يعط سوى النزعة إلى الشرّ فلا سبيل له حينئذ إلى الله عز وجل؛ إذ لم يحظ بنزعة إلى الخير. إذن لابدّ من أن تدمج كلا النزعتين في وجود الإنسان. فمن هذا المنطلق قامت الأطروحة الإلهية على أساس أن يُدمج كلا النزعتين إلى الخير والشرّ في وجود الإنسان كي يتسنّى له السير إليه، ولكنّه جعل النزعة إلى الخير «أقوى» ولكن «كامنة» وجعل النزعة إلى الشر «أضعف» ولكن «بيّنة».

فعلى أساس هذه الأطروحة، أوّل ما يواجهه الإنسان من نزعاته هي تلك النزعات السطحية البيّنة التي من شأنها أن تجرّه إلى الشرّ. طبعا لا يخفى أن هذه النزعات السطحية ليست بسيئة من الأول، ولكن بإمكانها أن تجرّ الإنسان إلى السيئات. فالإنسان بطبيعة حاله يعيش هذه النزعات السطحية في أوائل حركته ولكن بعد ذلك ينبغي له أن يرتفع عن النزعات السلبيّة ويتوجّه إلى نزعاته الحسنة.

يتبع إن شاء الله...




من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 8
قديم بتاريخ : 15-01-2014 الساعة : 03:27 PM


إن دور الأنبياء هو كشف النزعات الحسنة في وجود الناس والتي تسمّى بالفطرة. إنّ الفطرة هي ذاك القسم العظيم والخفي في روح الإنسان الذي لابدّ أن يظهر ويبرز شيئا فشيئا. فنحن بفطرتنا نعرف الصالحين في هذا العالم كما نعرف بها الحسنات ونعرف بها الله وحياة الآخرة ومدى انحطاط الحياة الدنيا وأفضلية الخلود وكذلك نعرف بها جميع أسماء الله سبحانه، وإلى جانب هذه المعارف كلها نعشق جميع ما عرفناه بفطرتنا. وكل مصائبنا هي أن هذه المعارف والنزعات خفية كامنة. فيأتي الأنبياء ويذكرون الناس وينبهونهم كي تظهر هذه النزعات الدفينة ويدعون هؤلاء الناس الذين ابتعدوا عن فطرتهم إلى العود إلى أنفسهم. ولهذا قال النبي(ص): «مَنْ‏ عَرَفَ‏ نَفْسَهُ‏ فَقَدْ عَرَفَ‏ رَبَّهُ‏»(غرر الحکم /301) یعنی أن معرفة هذه الفطرة الطاهرة هي عين معرفة ربّ العالمين.
أرجوكم أن تقفوا عند هذه الفطرة وتتأملوا فيها، فعندها سوف تعيشون أطيب أوقاتكم وأكثرها حرارة وحماسا. وسوف ترون هذه الحقيقة أن جربتموها وعشتموها. إن باطنكم وأعماق روحكم من الجمال والبداعة بمكان بحيث إذا التهيتم وانشغلتم بتفرّج جمال روحكم تستغنون عن العالم بأسره.

لابد لك من أخذ موعد مع نفسك

ولكن إن لم تعيشوا هذه الأجواء وكنتم في شك من هذا الكلام فدليلي هو كلام النبي(ص) حيث قال: «من عرف نفسه فقد عرف ربّه». فمعرفة النفس هي عين معرفة الله سبحانه. وهل تعلمون أن لقاء الله هو الذروة في الجنّة بحيث تسقط الجنة من عين الإنسان إن نال لقاء الله سبحانه؟! فلاق نفسك وزر نفسك أيها الإنسان، تسقط الجنة من عينك حتى وإن كنت متنعما في الجنان. إذ من عرف نفسك فقد عرف ربّه. وهناك آداب لملاقات النفس وزيارتها لابدّ من مراعاتها. أحد هذه الآداب والأعراف الدبلماسية في جلسة اللقاء مع النفس هي أن تتساءل مع نفسك عن مآل ما تقوم به من أعمال ونشاطات. فسلها: ثم ماذا...؟ فخاطب نفسك إن كنت طالبا جامعيا مثلا وقل: لنفرض أن ارتقيت في العلم وأصبحت عضوا في الهيئة العلمية في الجامعة أو أصبحت أستاذا وبدأ الناس يخاطبونك بعنوان «الدكتور» و... ثم ماذا؟! اعط موعدا لنفسك إذ لابد لك من أخذ موعد مع نفسك. أنت بحاجة إلى هذه الجلسات مع نفسك لكي تعرف ما تريد وما تروم، فإنك إن عرف ما تريده فزت وفلحت. ثم تمضي باقي أيام حياتك والها بذكره مشغولا بمناجاته ملازما له. فمثل هذا الإنسان إن يخف الله لم يخفه من كثرة ذنوبه، بل يتّقيه مخافة أن لم يقدر على أداء حقّ محبّته. فلا تتوهموا أن خوف أولياء الله من قبيل خوفنا وقلقنا. «نَظَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌ‏(ع) إِلَى رَجُلٍ [فَرَأَى‏] أَثَرَ الْخَوْفِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا بَالُكَ قَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ. قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ خَفْ ذُنُوبَكَ‏، وَ خَفْ عَدْلَ اللَّهِ عَلَيْكَ فِي مَظَالِمِ عِبَادِهِ، وَ أَطِعْهُ فِيمَا كَلَّفَكَ، وَ لَا تَعْصِهِ فِيمَا يُصْلِحُكَ، ثُمَّ لَاتَخَفِ‏ اللَّهَ بَعْدَ ذَلِك‏.»[التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري(ع)/ص265].
نقل لي نجل الشيخ بهجت(رض) عن بعض حالات والده فقال: «كنت عندما أنادي والدي أشعر بأنه قد رجع من سفر بعيد طويل، فكان يجيبني ثم يرجع إلى حيث ما كان.» وهذه هي الفطرة. المشكلة كلّ المشكلة هي أن لا تزدهر هذه الفطرة.

لماذا أطول فترة خداع عاشها الناس هي «الليبراليّة»؟

هل تعلمون بماذا خدعوا الناس في الغرب؟ بمصطلح «الرجوع إلى الذات» المزوّر أو بمصطلحات أخرى من قبيل «كن كما كنت»، فهذه هي مصطلحات مزورة وزائفة لحقيقة «من عرف نفسه». لماذا انخدع الناس بالليبراليّة وكانت أطول فترة خداع عاشها الإنسان هي الليبراليّة؟ إذ قد خدعوا الناس بكلمات مغرية من قبيل «كن كما كنت» و «كن حرّا» و «ابتغ ما طاب لك». والواقع هو أنّ الله سبحانه أيضا يخاطبنا بنفس هذه الكلمات مع فارق أن الله يقول: «كن كما كنت في أعماق باطنك»، ويقول الغربيّون: «كن كما كنت في ظاهرك».

سرّ جاذبية الأفلام الهوليودية، هو الدعوة إلى «الذات الظاهرة» بدلا عن «الذات الكامنة».

إذا استطاع فنّان متضلّع أن يقف على سر جاذبية الأفلام الهوليودية ويعرف الوتر الذي تدقّ عليه الليبرالية في حركة إغوائها الشعوب، يستطيع عند ذلك أن يكشف حقيقة هذا الخداع للناس وينقذهم منه. وكذلك كان سرّ نجاح الماركسيين هو استغلال شعار «العدالة» المغري والمزيّف. فقد ترجموا العدالة كذبا وزورا بالمساواة والاشتراكية وبهذا خدعوا الناس وإن لم يطل أمد هذا الخداع. وفي المقابل قام الغربيون بترجمة «العودة إلى الذات» بأصالة الإنسان والنزعات السطحية لدى الإنسان وبهذا الأسلوب كسبوا الناس وخدعوهم. وحان اليوم وقت اتضاح هذا الخداع الكبير وحان وقت العودة إلى الفطرة.

يتبع إن شاء الله...



من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 13  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 9
قديم بتاريخ : 21-01-2014 الساعة : 04:59 PM


لماذا في هذا الزمن أي زمن العودة إلى الفطرة لابدّ من الرجوع إلى الحسين(ع)؟/ إن أظهر قسم في فطرة الإنسان هو الحسين(ع)

لماذا في هذا الزمن الذي هو زمن العودة إلى الفطرة لابدّ من الرجوع إلى أبي عبد الله(ع)؟ فما هو دور الإمام الحسين(ع) في هذا الخضمّ؟ لابدّ من القول أن أكثر قسم مزدهر في فطرة الإنسان وأزهر نقطة في قلب الإنسان هو «الحسين(ع)». التجربة الوحيدة التي نستيطع أن نعيشها من القسم المكشوف في قلبنا وفطرتنا هو حب أبي عبد الله الحسين(ع) أما باقي أقسام الفطرة فليست في متناول الإنسان بهذه السهولة.
يقول الإمام الصادق(ع): «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً نَکَتَ فِی قَلْبِهِ نُکْتَةً مِنْ نُورٍ فَأَضَاءَ لَهَا سَمْعُهُ وَ قَلْبُه»(الكافي/ج2/ص214) ويقول في رواية أخرى: «مَنْ‏ أَرَادَ اللَّهُ‏ بِهِ‏ الْخَیْرَ قَذَفَ‏ فِی‏ قَلْبِهِ‏ حُبَ‏ الْحُسَیْنِ‏ ع وَ حُبَّ زِیَارَتِه»(کامل الزیارات/ص142) هذه هي النقطة المشرقة والبيضاء الأولى التي يضعها الله في قلب من أراد به الخير.
فإن ازدهرت الفطرة تسعر وجود الإنسان نارا. إن ازدهرت الفطرة لم تبق للإنسان شيئا من بعده الحيواني والترابي. وأسهل وأفضل تجربة يمكن أن نعيشها لهذه الفطرة المزدهرة هو الحسين(ع).

ليس بإمكان أي نزعة أن تقف أمام قدرة الفطرة المزدهرة

عندما تزدهر الفطرة، ففي الواقع قد ظهرت تلك النزعة القوية والكامنة. فإنها لم تعد نزعة ضعيفة حتى يمكن المرور منها بسهولة. عندما تزدهر الفطرة لا تقدر أي نزعة أن تقف امامها. فارجعوا إلى أنفسكم الآن فأي نزعة تستطيع أن تمنعكم من الحضور في مجالس عزاء الحسين(ع) في العشرة الأولى من محرّم. فلو أعطوكم مليار تومان لكي تذهبوا إلى السفر والنزهة بدلا من اللطم وإقامة العزاء في هذه الأيام لرفضتم ذلك، ولقلتم: إن لم ألطم في أيام عاشوراء أموت. فهذه هي قدرة الفطرة المزدهرة.
إن رسالة الأنبياء هي أن يفتحوا نوافذ قلب الإنسان. ولهذا نرى أنجح قسم في رسالة النبي الأعظم(ص) هو الحسين(ع). فكأن الحسين(ع) قد قال لجده الرسول(ص): «يا رسول الله(ص)، أنا أوقظ فطرة أمتك إلى يوم القيامة. فحسبهم أن يمرّوا مني أو من قبري في كربلاء...»

في مسار السلوك المعنوي لابدّ من السير مع الحسين(ع)

في مسار السلوك المعنوي لابدّ من السير مع الحسين(ع). وما إن تلوثت فطرتكم بشيء من الغبار توجهوا إلى حرمه وقولوا: صلى الله عليك يا أبا عبد الله... . ولهذا جاء في بعض الروايات: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ عَرَفَةَ يَنْظُرُ إِلَى زُوَّارِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ‏ ع فَيَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ وَ يَقْضِي لَهُمْ حَوَائِجَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَهْلِ الْمَوْقِفِ بِعَرَفَة»(عوالي اللئالي/ج4/ص83). إذ إن فطرة زوّار الحسين(ع) أكثر ازدهارا من فطرة حجاج بيت الله. وليس هذا الكلام بشعار بل هو حديث ملؤه الوعي والشعور.
عندما تزدهر فطرة الإنسان تظهر عند ذلك ما أيّده قلبه مسبقا. فمن هذا المنطلق عرفوا أهل العالم بأسره على الحسين(ع)، فما إن تعرفوا على الحسين(ع) يشعرون كأنهم يعرفون الحسين(ع) منذ سنين. إن الحسين(ع) هو المنطلق لإنقاذ البشر. وكذلك الحسين(ع) هو المنطلق لمسيرنا وسلوكنا الفردي. فبالحسين يصبح الإنسان إنسانا حقيقيا ويجد نفسه. أما لماذا الحسين(ع) هو أكثر أقسام الفطرة ازدهارا، فذلك بسبب تلك الجراحات التي أصيب بها جسم الحسين(ع).

يتبع إن شاء الله...



من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الصورة الرمزية rafedy
rafedy
شيعي حسيني
رقم العضوية : 41188
الإنتساب : Aug 2009
المشاركات : 5,848
بمعدل : 1.05 يوميا

rafedy غير متصل

 عرض البوم صور rafedy

  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-01-2014 الساعة : 05:03 PM



جزاكم الله خيرا
لي عودة لقراءة المحاضرات
تحياتي

من مواضيع : rafedy 0 كل عام وانتم بخير
0 كل عام وانتم بخير
0 السلام عليكم
0 شروط واجور اامتحان الدور الثالث للطلبة الدراسة المنتهية ( كتاب رسمي )
0 جدول (الدور الثالث( السادس الابتدائي والتعليم المسرع والدراسة الكردية والتركمان 2015

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 15  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-01-2014 الساعة : 11:13 AM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rafedy [ مشاهدة المشاركة ]

جزاكم الله خيرا
لي عودة لقراءة المحاضرات
تحياتي

شكرا جزيلا أخي
أحمد الله على هذا التوفيق وكون الموضوع قد نال إعجابكم
تقبلوا تحياتي


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 16  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 10
قديم بتاريخ : 22-01-2014 الساعة : 11:17 AM


إن تشخيص الأولويات هو قضية مجتمعنا اليوم/ كل الكلام والخلاف في مجال السياسة يدور حول تشخيص الأولويات

ليس بكاف أن نطّلع على المعارف الإسلامية ونحظى بمعلومات دينية وحسب، بل لابدّ لنا من معرفة مواطن استخدامها ومجال ذلك أيضا. يجب أن نعرف «أيّ فعل» نقوم به و «متى». لا يكفي الإنسان أن يتعرف على قائمة من الأفعال الحسنة والسيئة، بل لابدّ له أن يعرف ماذا ينجر من عمل حسن ومتى، وماذا يقابل من مظاهر سيئة ومتى.
لا ينحصر تشخيص الأولويت في المعارف الدينية بل إنه أمر مهم جدا في التجارة والطبّ وغيرها أيضا. فينبغي للتاجر أن يعرف أي بضاعة يشتريها أو يبيعها ومتى. وكذلك لابدّ للطبيب أن يحدّد الدواء الذي يصفه للمريض ويحدد وقت ذلك، وإلا فإما أن تذهب أعماله هباء بلا أثر أو بأثر قليل، وإما أن تؤول إلى أضرار وتداعيات لا تحمد عقباها.
إن تشخيص الأولويات هو قضية مجتمعنا اليوم. حيث يبلغ المجتمع الديني في مسار حركته التطورية إلى ما يكون محل النزاع والخلاف فيه داخل المجتمع يدور حول تشخيص الأولويات لا حول الأصول. وكذا الحال بالنسبة إلى الإنسان في مسار حركته التكاملية. فعندما يعجز إبليس عن سوق إنسان نحو السيئات، يحاول أن يغلّطه في مقام تشخيص الأولويات بين مجموعة من الأعمال الحسنة، كي لا يصيب في ميدان جهاد النفس في عملية اختيار أحد عملين صالحين ويختار العمل الذي يقع في الدرجة الثانية من الأولويّة.
كما أن الكلام في مجال السياسة يدور حول تشخيص الأولويات حتى قال البعض في مقام تعريف السياسة: «إن السياسة هي التمييز بين السيء والأسوأ». وقد روي عن أمير المؤمنين(ع) مثل هذا التعريف في العقل حيث قال: «لَیْسَ الْعَاقِلُ مَنْ یَعْرِفُ الْخَیْرَ مِنَ الشَّرِّ، وَ لَکِنَّ الْعَاقِلَ مَنْ یَعْرِفُ خَیْرَ الشَّرَّیْن»(بحار الأنوار/ج75/ص6)

ليست لشعوب العالم رسالة أوضح وأكثر تأثيرا من رسالة الحسين(ع)

لقد حان اليوم وقت العودة إلى أبي عبد الله الحسين(ع) ولابدّ لنا أن نزداد التفاتا إلى مفهوم عاشوراء. فلم يكن الإمام الحسين(ع) حامينا في أيام الثورة وأيام الدفاع المقدس فحسب، حيث كنا في مواجهة مباشرة مع الظلم، ولم يكن الحسين(ع) قدوة في الجهاد والشهادة وحسب. فقد عاد الإمام الحسين(ع) إلينا اليوم مرة أخرى لإنقاذنا من أزماتنا التي نعاني منها في أرواحنا وفي مجتمعنا.
من أجل إنقاذ العالم من أزمته التي أضحى يتلهف كالعطشان إلى نافذة ومخلص منها، لا يخلو اسم الحسين(ع) وأسرار الطفّ من التأثير الكثير، حتى يمكن أن نقول ليست هناك رسالة أوضح وأكثر تأثيرا من رسالة أبي عبد الله الحسين(ع).

إن طرح موضوع أبي عبد الله(ع) يترك تأثيرا مهما على مجتمعنا وباقي المجتمعات

أما لماذا يجب أن نرجع إلى قضية الحسين(ع) وما هي الضرورة في أن نسلط الأضواء على أسرار عاشوراء؟ الدليل الأول لهذه الضرورة هو موضوع الفطرة. فلابد أن ننظر إلى قضية الحسين(ع) وواقعة الطفّ من منظار الفطرة. فعندما نقول إن الحسين(ع) هو حقيقة فطرية لدى المؤمنين، فينبغي أن نعرّف الكثير من ذوي النفوس الطاهرة في العالم على هذه الحقيقة. إذن لا فرق في أثر طرح قضية الحسين(ع) بين مجتمعنا وباقي المجتمعات من الناحية الفطرية ولابد أن يكون لها تأثير في جميع المجتمعات.
إن المؤمنين الذين ارتقوا في مقامهم قد انطلقوا منذ ابتداء حركتهم من الفطرة وكذلك في مسار حركتهم ليسوا بغنى من الاستمداد من الفطرة. فنحن لسنا بحاجة إلى الفطرة في منطلق تعرّفنا على الدين وحسب، بل نحن بحاجة إلى الرجوع إليها في كل لحظة. إذ أي آية تتلونها من القرآن يجب أن تؤيدها فطرتكم لأن ترسخ معناها في وجودكم.

يتبع إن شاء الله...



من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الصورة الرمزية وردة1
وردة1
عضو جديد
رقم العضوية : 80215
الإنتساب : Jan 2014
المشاركات : 26
بمعدل : 0.01 يوميا

وردة1 غير متصل

 عرض البوم صور وردة1

  مشاركة رقم : 17  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-01-2014 الساعة : 07:56 PM


جزاكم الله خير الجزاء

من مواضيع : وردة1

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 18  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-01-2014 الساعة : 11:13 AM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة1 [ مشاهدة المشاركة ]
جزاكم الله خير الجزاء

شکرا جزيلا لك أختي الفاضلة حياك الله


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 19  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 11
قديم بتاريخ : 25-01-2014 الساعة : 11:15 AM


إن حاجتنا إلى الأبحاث الفطرية أكثر من الأبحاث الأخلاقية/ لقد جاء الأنبياء من أجل ازدهار فطرة الناس


إن حاجتنا إلى الأبحاث الفطرية أكثر من الأبحاث الأخلاقية. ففي كثير من الأحيان ينبغي لنا أن نضع درسا في الفطرة بدلا من الخوض في الأبحاث الأخلاقية الرائجة، وندرس النزعات الفطرية والمعارف الفطرية بدلا من الأخلاق والملكات النفسانية وبذلك نسعى في سبيل ازدهار فطرتنا. ولا شك في أننا لو قمنا بذلك لحصلنا على ملكات حسنة ولزالت من قلوبنا ملكات سيئة، ولكن القضية الرئيسة هي «إزهار الفطرة» لا الأخلاق.
فإذا شاهدتم أنّ الحديث عن الأخلاق والمسائل الأخلاقية بمعناه الخاص لا يلقى استقبالا وافرا من قبل الشباب بالرغم من كثرة الشعارات التي تهتف باسمه، قد يكون السبب هو أن هذا الحديث لا يحظى بالأولوية بشكل عام. فكم قد أكد القرآن وأهل البيت(ع) على الملكات الأخلاقية؟! نعم هناك تأكيد كبير جدا على الإيمان وعلى العامل المعزز والمؤكد له أي العمل الصالح. قد أكدوا على العلم والعقل كما لابد من إدراك مرادهم من العقل بشكل دقيق، حيث ما أرادوه من العقل ليس هو العقل النظري بل هو شيء آخر له ارتباط ما بالعقل النظري وحسب. فإن الله سبحانه هو أعرف العارفين بالإنسان وأبعاد وجوده ولا شك في أن الوصفات التي يصفها الله هي أفضل وأكفأ من أي وصفة أخرى يصفها من سواه.

حاجتنا إلى الفطرة دائمة


أنتم أيها الشّباب الطيّبون الصّالحون الأخيار بحاجة إلى ازدهار الفطرة كذلك ولا تزال هذه الحاجة باقية. فحينما تجلسون في سجّادتكم وتناجون ربّكم، أو تتاح لكم الفرصة لقراءة الصحيفة السجادية فإنكم في واقع الأمر تقومون بكشف فطرتكك وتبحثون فيها وتتصفحون مشاعركم ولا سيما تلك المشاعر الدفينة في أعماق قلبوكم.
اسمحوا لي أن أقرأ لكم مناجاة وما أروعها من مناجاة. وانظروا كم ينتعش الإنسان بسماعها لما تؤدي إليه من إدراك الفطرة. وانظروا كم هي مناجاة فطرية، وكم تحكي عن ازدهار الفطرة في وجود الإنسان. وانظروا كم هي مناجاة ممتعة إذا مرّ بها الإنسان بفطرة مزدهرة. وما أخيب الإنسان إذا قرأها أو سمعها بفطرة محجوبة غير مزدهرة إذ لا يفهم منها شيئا. وكم هي تعين الإنسان على كشف الفطرة! وهي مقطع من مناجاة أمير المؤمنين(ع) حيث كان يناجي ربه ويقول: «إلهي... أنت كما أحبّ فاجعلني كما تحبّ»[الخصال/ج2/ص420].

الأوامر الإلهية تلبية لنزعات الإنسان الفطرية


قال المرحوم آية الله الشيخ شاه آبادي(ره) الذي كان يعبّر عنه الإمام الخميني(ره): «روحي له الفداء» في كتاب رشحات البحار: «الخطوة الأولى لحركة الإنسان التكاملية والاختيارية هي إيقاظ الفطرة. فمتى وعيت الفطرة من سبات غفلتها تقوم بالبحث عن احتياجاتها الباطنية وكمالاتها الحقيقيّة». يعني بعد ما تستيقظ فطرة الإنسان، يقبل على الدين بحافز من نفسه وسوف لا يرى أن الدين قد فرض عليه قهرا.
فإذا ازدهرت فطرة الإنسان يرغب بإطاعة أوامر الله سبحانه، بل يحب أن يستلم أوامر من الله ويمتثلها من دون أن يعرف أسرارها وحكمتها. فإنه يتمتع ويلتذّ أكثر في امتثال الأوامر التي لا يعرف مصالحها وحكمها. فلهذا ترى الأنبياء لم يذكروا حكمة الكثير من الواجبات والمحرمات ليزيدوا من جمال العبودية والطاعة لله.
فترى عباد الله الصالحين الذين يعبدونه بفطرة مزدهرة يلتذون في صلواتهم وعباداتهم ويلتذون بهذا الغموض وعدم الوضوح الذي يحيط بالعبادات والأحكام. فقد وجدوا بهذه العبادة ضالّتهم ولذّتهم. فشتان بين هذا وذاك الذي لا يقتنع بالصلاة إلا بعد أن عرف الحكمة من عدد ركعاتها وكل حذافيرها.
فهذا الإنسان الذي لا يدرك ضرورة تلقّي الأمر من المعبود ولا يلتذّ بامتثال الأمر يصبح ذهنه مثار للشبهات والسؤال والنقنقة. فمثل هذا الإنسان حتى وإن صلّى يمنّ على الله بصلاته إذ يشعر بأنه قام بتكليف عسير جدا. ويشعر بأنه أصبح صاحب فضل على الله بجهده الجهيد هذا.
إن أوامر الله لنا هي تلبية حاجة الإنسان الفطرية إلى أمر الله. إذ العبد بحاجة إلى أمر مولاه ولولاه لما حليت حياته. وهكذا نحن بحاجة إلى العودة إلى الفطرة في كل لحظة. فإن لم يتدفّق الإيمان والعمل الصالح من الفطرة، سيؤول ذلك إلى الامتنان على الله، وسوف يتملّص الإنسان عن الإطاعة في كثير من الأحيان ويعصي الله بين الحين والآخر. فكل هذه المصائب هي من تداعيات عدم ازدهار الفطرة.

يتبع إن شاء الله...


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 20  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 12
قديم بتاريخ : 26-01-2014 الساعة : 11:49 AM


ما أحلى عبادة العرفاء/ما أسوأ عبادة من لم تزدهر فطرته


لماذا يرتقي العرفاء ويحلّقون في الكمال؟ لماذا يخافون الله كثيرا وقلّ ما يلتفتون إلى أنفسهم؟ لأنهم وجدوا أن الله قد أعطاهم كل شيء وكلّ ما يرغبون به. بعذ ذلك إذا سألتهم ما قدمتم لله يجهشون بالبكاء ويقولون لم نفعل أي شيء لله قطّ. فما هذه العبادات وهذا السهر والجهاد الذي قاموا به هؤلاء؟ سيجيبونك أن كل هذه الأعمال إنما كانت تلبية الله لحاجاتنا ورغباتنا. والآن لابد أن نشكره ولكن لا نستطيع. هذا هو حال الإنسان الذي يعبد الله بفطرته، أما إذا أردت أن تعبد وتعمل وتتقي بلا استنطاق الفطرة فقد تبتلى بالعجب وقد تعصي الله أحيانا وتتوقف في مستواك بلا تكامل وارتقاء.
هذا الذي يعبد الله بلا أن تزدهر فطرته، يخاف له أن يفجر يوما ما ويعوّض كل المشقّة والمعاناة التي تحملّها في حياته الدينية. نستجير بالله من فسقة المتدينين وهم الذين لم يؤمنوا بفطرتهم ولم تزدهر فطرتهم ولم يروا الدين تلبية لحاجاتهم. فتجدهم يعبدون ويدينون بالدين وهم يشعرون بالطلب من الله ورسوله. فالأضرار والمصائب التي قد تلحقها هذه الزمرة من الناس بالدين والمجتمع الديني ما لا تعدّ ولا تحصى. كما إنهم يشوّهون سمعة الدين.

إن دور الأنبياء هو معونة الإنسان لازدهار فطرته


أساسا لقد بعث أنبياء الله لازدهار فطرة الإنسان. لقد بُعِثوا لمعونة الإنسان على تذكّر عهدهم وميثاقهم الفطري وازدهار فطرتهم. قال أمير المؤمنين(ع): «فَبَعَثَ فِیهِمْ رُسُلَهُ وَ وَاتَرَ إِلَیْهِمْ أَنْبِیَاءَهُ لِیَسْتَأْدُوهُمْ مِیثَاقَ فِطْرَتِهِ»[نهج البلاغة/خ1]
أنتم لا تتذكرون أيام صغركم وطفولتكم وتلك الأيام التي كنتم تبكون إلى منتصف الليل وتسلبون النوم من أعين أمهاتكم ولا بأس بذلك أن لا تذكروا من تلك الأيام شيئا، ولكن لابدّ لكم أن تذكروا الأيام التي قبلها حينما سألكم الله: «ألست بربكم؟ فقلتم: بلى». فلا ينبغي أن تنسوا ذلك العهد والميثاق. وهو ميثاق الفطرة.
قال أمير المؤمنين(ع): «مَا نَهَی الله سُبحانَهُ عَن شَیءٍ إلّا وَ أغنا عَنه»[عيون الحكم والمواعظ/ص481]. فلا حاجة لك إلى الذنب. وإن شعرت بالحاجة إليه فإنك مشتبه في نفسك واحتياجاتك ورغباتك. أحيانا عندما كانت تتاح لي الفرصة للحديث مع الشباب في جلسات المشاورة الخاصة، بعض الأوقات كنت أقول للسائل أنك لست بحاجة إلى هذا الذنب ولا ترغب به عن جدّ. فكان يقاوم بشدّة ويقول: إني راغب إلى أقصى حالات الرغبة ولابدّ لي من ذلك وإلا قد أهلك وأموت...! فكنت أجيبه: ألم يحدث لك في حياتك أن تكون قد أحبت شيئا بشكل شديد، وبعد ما توصلت إليه تشعر بأنك لم تكن تحبّ ذلك الشيء كثيرا في الواقع ولم يكن ذاك الشعور صادقا؟! وعادة ما نتوصل إلى نماذج من هذا القبيل. فعلى سبيل المثال أقول له: كم أنت مهتمّ الآن بلعبك التي كانت قد أخذت بالك قبل سنين؟ فيقول: لا تهمّني أبدا. فأقول له: كذلك حاجتك الآن سوف تصبح لا شيء غدا أو بعد غد. فكنت أرى بعضهم يفكر كثيرا في هذه الكلمة. وهذه هي العودة إلى الفطرة.

الفطرة هي مواجهتنا مع الغرب


كل جهد الغرب في المجال الثقافي يصبّ في إبقاء الفطرة خلف الحجب والستار وإلقاء الرغبات الزائفة. وكلّ سعينا الثقافي هو إزاحة الحجب عن هذه الفطرة. إن الفيلم الذي يصور أهمية موضوع الزواج أكثر مما هو عليه في الوقع ويصور الحب والغرام بين الشاب والفتاة أكثر أهمية من مدى أهميتها في حياة الإنسان فهو خائن. حتى وإن كانت الممثلات جميعا يرتدين العباءة مضافا إلى الحجاب والإيشاب.
ينبغي لأفلامنا أن تجسد حقيقة خطئنا في تشخيص كثير من احتياجاتنا ورغباتنا. ولابدّ لمنتجي الأفلام والمخرجين الإسلاميين أن يرجعوا المشاهدين إلى فطرتهم.
أحد المصاديق السطحية والضئيلة لازدهار الفطرة هي ما يعبّر عنه الغربيون بكشف المواهب وتنميتها. حيث إنهم لا ينظرون إلى الطالب أكثر من أن يكون عاملا أو بناء أو مهندسا أو عبدا ليستخدموه في مشاريعهم فلم يحتاجوا إلى عبارة أسمى من تنمية المواهب. فلا يتحدثون عن الفطرة وإنما يتحدثون عن المواهب، بيد أن الموهبة هي جزء صغير وطاقة ضئيلة تجاه الفطرة.
لابدّ أن نرمي بهذه المصطلحات عرض الجدار، فما قيمة «تنمیة المواهب» ومن أين أتينا بها؟! الأمر المهمّ والأساسي هو ازدهار الفطرة وبعد ازدهارها تنمو مواهب الإنسان بشكل تلقائي بلا حاجة إلا جهد جهيد. فالهدف الذي يصبو إليه الجهاد والعمل وتوفير الأجواء التربوية الصحيحة إنما هو ازدهار الفطرة. وعلى هذا الأساس أقول إن النشاط الفني الناجح هو الذي يسعى لازدهار الفطرة ويرجع الناس إلى فطرتهم؛ لا أن يأصّل قضية غريزيّة هامشية ويدسّ في قلوبنا رغبات ونزعات كاذبة. الفنّ الحقيقي هو ما يعرفّنا على احتياجاتنا ونزعاتنا الحقيقية.

يتبع إن شاء الله...


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:39 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية