يذهب أصحاب هذا القول إلى لزوم تعطيل العقل في مجال إمعان النظر في صفات الله الخبرية، ويقولون بأنّ معنى هذه الصفات غير معلوم لنا، ونحن غير مكلّفين بفهم معناها، وليس علينا سوى الإيمان بألفاظها فقط وتفويض أمر معناها إلى الله تعالى
.
دليل ذلك :
الآيات الصفات الخبرية من المتشابهة، وقد نهى الله عن تأويلها، وأمر العباد بالإيمان بها فقط، فقال تعالى:
{ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلّ من عند ربنا }[ آل عمران: 7 ]
ومن هذا المنطلق يجب الاجتناب عن التعرّض لفهم معنى هذه الصفات، وتفويض أمر معناها إلى الله تعالى.
يرد عليه :
صفات الله الخبرية ليست من الآيات المتشابهة; لأنّ الإنسان يستطيع أن يصل إلى معانيها عن طريق فهمه للمجاز والكناية والاستعارة في اللغة العربية، ولا يخفى بأنّ معرفة ظواهر الكتاب عن طريق معرفة ضوابط اللغة العربية ومعرفة كيفية التعامل مع المجازات والاستعارات والكنايات يعدّ نوعاً من أنواع البحث الذي من شأنه إيصال الباحث إلى العلم القطعي
اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم و العن اعداءهم
في كلّ مرة بفوت ع المنتدى بقرأ اضافتك الجديدة ع الموضوع ... بارك الله فيكم على المعلومات المفيدة و التي تظهر رأي كل فرقة و الرد عليها ... فعلا موضوع مفيد ... و اسمح لي أن أشكرك بشكل خاص على طريقة عرضك للموضوع بشكل غير ممل و موجز يسمح للجميع بالمتابعة ...
جعل الله عملكم هذا و جميع أعمالكم في ميزان حسناتكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أحسنتم سيدنا الفاضل ...
متابع ومن ثم لي تعليق على ما أفضتم به
والسلام عليكم
اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم و العن اعداءهم
في كلّ مرة بفوت ع المنتدى بقرأ اضافتك الجديدة ع الموضوع ... بارك الله فيكم على المعلومات المفيدة و التي تظهر رأي كل فرقة و الرد عليها ... فعلا موضوع مفيد ... و اسمح لي أن أشكرك بشكل خاص على طريقة عرضك للموضوع بشكل غير ممل و موجز يسمح للجميع بالمتابعة ...
جعل الله عملكم هذا و جميع أعمالكم في ميزان حسناتكم
و السلام عليكم
حياكم الله وبارك الله بكم اختي الكريمة و سدد الله خطاكم و شكرا و تحياتي
يذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الالتزام بظاهر صفات الله الخبرية يؤدّي إلى التجسيم والتشبيه فلا سبيل سوى صرف ظاهر هذه الصفات إلى خلاف الظاهر، وتأويل هذه الصفات إلى معان تنسجم مع تنزيه الله تعالى
تنبيه :
التمسّك بالتأويل لا يكون إلاّ في حالات الاضطرار، ولا يوجد هذا الاضطرار في فهم معنى الصفات الخبرية فيما لو كان لهذه الصفات في اللغة العربية ـ إضافة إلى المعاني الحسيّة ـ معان أخرى تنسب إليها من غير تأويل، وسنوضّح هذا الأمر في القول اللاحق.
يذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الصفات الخبريّة كما لها معان ظاهرية وحسيّة لا يمكن نسبتها إلى الله تعالى،
فإنّ لها أيضاً معان أخرى مجازية يعرفها العربي من غير تأويل ولا محاولة تفسير.
والكلمات المتضمّنة للمعاني المجازية بلا تأويل كثيرة ومتعارفة جدّاً في اللغة العربية.
مثال ذلك:
إنّ كلمة "اليد" كما تطلق على اليد الحسيّة التي يحمل بها الإنسان الأشياء، فإنّها تطلق أيضاً على معنى "القدرة والسيطرة".
ويمكن عند ذكر كلمة "اليد" فهم المعنى المقصود من خلال ملاحظة القرائن الموجودة،
فإذا قيل: حمل الأمير الحقيبة بيده، فالمقصود واضح بأنّه حملها بيده الحسيّة، وإذا قيل: البلد في يد الأمير، فالمقصود أنّ البلد تحت سيطرة الأمير وقدرته،
وليس هذا المعنى الثاني على نحو التأويل والتفسير على خلاف ظاهرها، بل هذا المعنى ثابت لها بالوضع في اللغة العربية.
مثال آخر:
كلمة "الأسد" كما تطلق على "الحيوان المفترس" فإنّها تطلق أيضاً على "الإنسان الشجاع"، والسبيل للتمييز بين هذين المعنيين هو لحاظ القرائن،
فإذا قال أحد الأشخاص: رأيت أسداً في حديقة الحيوانات، فإنّه يتبادر إلى الذهن "الحيوان المفترس" ولكنّه إذا قال: رأيت أسداً يرمي، فإنّ المتبادر من كلمة الأسد مع لحاظ قرينة يرمي هو "الإنسان الشجاع".
تنبيه :
الملاحظة المهمّة التي ينبغي الالتفات إليها في المثال السابق هي أنّ ثبوت معنى "الإنسان الشجاع" للفظ "الأسد" ثبوت "مجازي" متعارف في اللغة العربية، وليس هو من قبيل "التأويل" أو "التفسير على خلاف ظاهر الكلمة