بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم الشريف يا كريم
أخي الكريم
أستسمحكم عذرا إذ إقتحمت خلوات حروفكم
على حين موعد مسبق
التي تزدني بها صفحات الإستراحة
حروف تهمهم لنا بأخبار عن أفراد مجتمعنا
ولو فصلتنا عنهم طول المسافات
ولو إختلفنا معهم في كيفية نطق الكلمات
لكن حروفكم ملاذ للمتعطشين
لقطع كل تلك المسافات والأمصار
ومحاولة فهم لهجات الأخرين
ولو بإتقان بعض حروفها ذالك ليس حبا
في تقمص الأدوار بل تباهي أننا في وطن واحد
وأرض واحدة تجمعنا حب الكلمة التي أسسها
أمير العلم وبابها سيد الوصيين
وشهيد المحراب أمير المرتضى
علي بن أبي طالب عليه سلام الله
وعلى نبيينا الكريم
لهذا سوف أهمهم ببعض الكلمات
في صباح لا زالت عندنا شمسه
لم تبزغ بعد لكنني أسمع رياح تداعب الأشجار
فتحرك أوراقها بشدة ومع هذا ترى الأوراق
تحاول في صمود ألا تسقط من
على الشجر تعاند الرياح
التي كلما حاولت إلا وجدت قوة رهيبة
من مقاومة أوراق الشجر لعتوها
لكن ....
تأتي لكن لتسقط كل الأشجار
وتصير كل أشجار حديقتي خالية
من الأوراق عارية كأنها
صورة تجسم المعاناة والألم
معاناة تمخضت من عري أوراق
كان بالأمس القريب يكسو أغصانها
لكن حين إلتفت إلى كل الأشجار
رأيت حالهم شبية بأراضي
أصابها القحط فهل من غيث
لكن بعد لحظة حين قرع جرس الذاكرة
للحظة في مذكرة عقلي تذكرت أننا
في فصل الخريف
وهذا زمن خريف تحرف فيه الوريقات
عن ملاذها فتسقط مرغمة على بلاط الزمن
رويدا رويدا لتلامس اصلابة الأرض
وتداس بأقدام الماريين دون الرأفة
بها بل دون أن يراعوا أنهم يوما
كانوا مبهرين بجمالها
وهي تدلل من فوق شجيرات الدنيا
كم هو قاسي هذا الخريف
وكم هي عتيدة تلك الرياح
وكم هو غير مبال هو ذاك الإنسان
بل كم أن للخريف حكايات
مع أوراق الشجر وحكاياته
شبية بقصة الموت وما بعد الموت
تذكرت هذا وكان صباحي
حين تذكرت إستجمعت حروفي
ونثرتها هاهنا رغم خريفها
الذي لا زال ملبد بكثلات سحابية
لكن أنا على يقين أن هناك من ينتظر مثل
هكذا أيام خريفية ليمتع نظره
بحكمة الخالق في إدارة عجلة الأيام
وهاهي أيام تداول بين كل الكائنات
كنت هنا وكان هذا ما لذت
به إلى ملاذ حروفكم فهل تعذر ذائقة
حروفنا الصباحية ومزاحمة هدوء
كلماتكم النيرة أخي الكريم الهادئ@
كنت هنا فتقبل مني همهمة
وضياع زمام حروف أبت إلا أن تكون هنا
أختكم دوما تسألكم الدعاء
وتتمنى لكم كل الخير
لكم ولكل العائلة الكريمة
دمتم جميعا محاطين بالألطاف المحمدية
العرض الشجري