|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.73 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
melika
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 21-03-2007 الساعة : 07:49 AM
النوروز في التاريخ القديم
اكتسب النوروز أهمية خاصة في الثقافة والمعتقدات الإيرانية منذ أقدم العصور، ففي القديمتروي الأساطير أن الآلهة التي كانت مختبئة في فصل الشتاء تحت الأرض تخرج في أول يومالربيع إلى النور لتمنح الأرض البهاء والجمال، كما كان الإيرانيون يقسمون العام إلىفصلين اثنين فصل البرودة وفصل الحرارة، وجعلوا ""مهركان""-الذي عربب""المهرجان""-عيدا في بداية الخريف، و""النوروز""عيدا لانطلاقة فصل الربيع، وفيهذا الصدد نقل الفردوسي شاعر الحماسة القومية الإيرانية روايات أسطورية منظومة،وذكر أبو ريحان البيروني في كتابه ""التفهيم لأوائل صناعة التنجيم""أن الإيرانيينقبل الإسلام يحتفلون في الأيام الخمسة الأولى من عيد النوروز بشكل عمومي ومشترك بينالملوك والرعية، إذ تقضى في ذلك حاجات الناس وتقدم لهم العطايا والهدايا، وتمتد فترة الاحتفالات بالنوروز إلى شهر كامل. وفي عصر الساسانيين أي آخرامبراطورية فارسية، كانت تتخلل احتفالات النوروز طقوس ملوكية وشعبية مختلفة، منهاأن الإمبراطور كان يلبس في صباح ذلك اليوم لباسا فاخرا ويجلس وحيدا في بلاطه ثميدخلون عليه شخصا يتفاءلون به خيرا، ثم يحضر رجال الدين الزرتشتيين لقراءة الأدعيةوالصلوات ويضعون بالقرب منه قدرا من الما ل تبركا وتفاؤلا، فتنطلق الاحتفالات وتعزف مختلف الألحان، أما عامة الناس فيتراشقون بالماء فيما بينهم، ويتهادون السكر، وفي المساء يشعلون النيران معبرين بذلك عن فرحتهم.
النوروز في العصر الإسلامي
في عصرناالحاضر فقد وجدت الثورة الإسلامية نفسها أمام عبئ تاريخي واجتماعي وثقافي معقدومتشابك، في هذا الإطار بالذات يمكن فهم عيد النوروز الإيراني وما يستنبطنهمن اعتقادات وعادات ورغبات جعلت الحكومة الإيرانية تعتبر أربعة أيام (من 21 إلى 24مارس) عطلة رسمية خاصة لعيد النوروز، كما جعلت يوم 2 من أبريل الذي يوافق 13 منفروردين الإيراني عطلة رسمية بمناسبة يوم الطبيعة، الذي يعبر عنه المواطن الإيرانيبيوم النحس، وفي هذا اليوم يخرج تقريبا كل أفراد الشعب الإيراني إلى الحدائقوالمنتزهات هروبا من البيوت واحتفاءا بالربيع، ويرمون بالشتائل المخضرة التياقتنوها للعيد اعتقادا منهم بأنها أخذت معها النحس الذي عمر البيت ..ومن معتقداتهمأيضا ما يسمى عندهم ب ""جهار شنبه سوري""ويعنون به آخر يوم أربعاء من السنةالمنقضية، ويخلد الإيرانيون هذا اليوم بإشعال النيران والقفز عليها، وكذلك اللعببالمفرقعات مع ترديد بعض العبارات الخاصة، وعادة ما تطلق الحكومة حملة إعلاميةلمحاربة هذه الطقوس التي تخلف وراءها عددا من الضحايا.
يبدأ النوروزوبتعيبر أدق تبدأ أعياد رأس السنة الإيرانية، عند أول ثانية من ثواني يوم 1 فروردين الإيراني أي 21 مارس الميلادي، في هذه اللحظة يتوجه الإيراني المسلم إلى القبلةلصلاة ركعتين ثم يقرأ هذا الدعاء:""يا مقلب القلوب والأبصار يا مدبر الليل والنهاريا محول الحول والأحوال حول حالنا إلى أحسن حال""بعد هذا يباركون لبعضهم البعضالعام الجديد، فيجلسون حول سفرة تضم سبعة ألوان من الطعام تبتدأ أسماؤها بحرف السينوهي كالآتي: ""سبزة، سيب، سركه، سمنو، سيند، سير، سماق، سنجد، سنبل""ويضعون معهاالمصحف الكريم والساعة وشتائل مخضرة، كما يزينون بيوتهم بصهاريج مائية صغيرة فيهاأسماك ملونة، ومختلفة الأحجام، وفي أيام عيد النوروز يلبس كل أفراد الأسرة لباساجديدا، كما يفضل بعضهم السفر داخل إيران أو خارجها، ويتبادلون التهاني من خلالالتزوار بالورود والحلويات، وبالرغم من أن مدة عطلة عيد النوروز الرسمية في إيرانلا تتجاوز أربعة أيام، فإن البلاد تكون شبه معطلة طيلة خمسة عشر يوما تقريبا.
يعيش الإيرانيون عيد النوروز بكل طاقاتهم الروحية والمادية، فهوبالنسبة لهم فرصة للراحة والاستجمام يجددون فيها العهد مع الأرض، ويغتنمونهالممارسة الفرح والسعادة، وتأكيد التميز
|
|
|
|
|