(خرج الصادق (عليه السلام) من المسجد، وقد ضاعت دابته فقال: لئن ردها الله عليّ، لأشكرنّ الله حقّ شكره) .. فعندما يخرج الإنسان من بيت من بيوت الله عز وجل، ويتفق بأن يصاب بحادث، كأن يسرق ماله في المسجد أو في خارجه.. فالحركة الأولية هي أن يجعل الإنسان ذلك بعين الله.. حيث أنه ذهب إلى بيت من بيوت الله، وفي ضيافة الله.. والله عز وجل ضامن لضيفه كل ما يصيبه في سبيل الله عز وجل، من نصب أو مخمص، فإن ذلك بعين الله، وهو مجازيه.
إن الإمام (عليه السلام) هنا لم يستعمل ما أعطاه الله عز وجل من بعض القوى، وإنما قال: (لئن ردها الله عليَّ، لأشكرن الله حق شكره).. فهذه دابة، والإمام بإمكانه أن يشتري دابة أخرى.. ولكن من باب تقدير النعمة!.. عاهد الله عز وجل أن يشكره حق الشكر، إن عادت إليه هذه النعمة التي فاتته.
(فما لبث أن أُتي بها، فقال: الحمد لله.. فقال قائل له: جعلت فداك!.. قلت: لأشكرنّ الله حق شكره!.. فقال أبو عبد الله: ألم تسمعني قلت: الحمد لله).. وعليه، فإن الإنسان عندما يقول: الحمد لله، فجنس الحمد لله عز وجل لا لغيره.. والإمام (عليه السلام) لم يقلها ألف مرة، ولا مائة مرة، ولم ينذر نذرا معقدا.. بل قال: الحمد لله.. ولكن بوعي، والتفات، وبصيرة.. نعم، فإن خير الكلام، ما قلّ ودلّ.
قال الصادق (عليه السلام): (أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى (عليه السلام): يا موسى!.. اشكرني حق شكري، فقال: يا رب!.. فكيف أشكرك حق شكرك، وليس من شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به عليّ؟..).. أي كلما أقول لك: الشكر، وجب عليَّ أن أقول لك: الشكر، لأنك وفقتني أن أقول لك: الشكر.. (قال: يا موسى!.. الآن شكرتني حين علمت أنّ ذلك مني).. وبالتالي، فإنه عندما يعلم الإنسان أن النعمة من الله عز وجل، وأن نعمة الشكر من الله عز وجل أيضا.. وهذا اللسان الشاكر، وهذا القلب الشاكر، كل ذلك من نعم الله عز وجل.. فإذا كان بهذا المستوى من الوعي، فهو شاكر لله حق شكره.
اللهم صلي على محمد وال محمد
الف شكر لكِ اختي انرتي صفحتي بمروووررك العطر المنور
لا حرمنا يا رب من مرووورركم المنور
ويا رب ما تنسون العبد العاصي من دعائكم